قصة وفاة طفل تهز القلوب..ذهب لفحص نظر فاكتشف إصابته بسرطان نادر
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
#سواليف
بعد معركة استمرت عامين مع #نوع_نادر وخطير من #أورام_الدماغ، توفي #طفل_بريطاني عمره 7 سنوات، الشهر الجاري، عقب رحلة مأساوية مع “الورم الأرومي الدبقي(Glioblastoma)، أحد أكثر #أنواع_السرطان_عدوانية ولا علاج له حتى اليوم.
بدأت رحلة الطفل البريطاني ليني لاكس، الذي توفي 5 أبريل (نيسان) الجاري، مع المرض عام 2022، عندما بدأ يشكو من صداع متكرر، وظنّت والدته، صوفي هنت، أن الأمر لا يتعدى الحاجة إلى نظارات طبية، لكن فحصاً روتينياً للعين كشف وجود مشكلة خطيرة، وفقاً لصحيفة “ذا صن”.
أظهرت الأشعة المقطعية وجود ورم بحجم قبضة يد داخل دماغه، وتم نقله على الفور إلى مستشفى الأطفال الملكي في مانشستر لإجراء جراحة عاجلة.
مقالات ذات صلة رفضت أن تتصور سيلفي مع زوجها في عيد ميلادها .. فقرّر قتلها 2025/04/20المقاتل الصغير
“أسوأ 12 ساعة في حياتي”.. بهذه الكلمات وصفت والدته لحظات تلقي الخبر لصحيفة مانشستر إيفنينغ نيوز، حيث أخبرها الأطباء أن ابنها قد لا يعيش لأكثر من عام.
وخضع ليني بعد الجراحة لسلسلة من جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي المكثفة. وخلال ستة أسابيع من العلاج الإشعاعي، كان يتم تخديره يومياً لتحمل الإجراءات.
ورغم فقدانه الكبير للوزن وهشاشة عظامه بسبب العلاج، لم يشتكِ ليني يوماً، وظلّ مثالًا نادراً للقوة والشجاعة، ما دفع الجميع لوصفه بـ”المقاتل الصغير”.
أمنيات في الأيام الأخيرة
في يناير (كانون الثاني) 2025، تدهورت حالته الصحية بشكل كبير بعد أن انتشر الورم في أجزاء متفرقة من دماغه. وأبلغ الأطباء العائلة حينها بأنه لم يتبقَ أي خيارات علاجية.
وفي أيامه الأخيرة، حرصت العائلة على تحقيق أكبر عدد من أمنياته، فاصطحبوه إلى الأماكن التي طالما حلم بزيارتها، ليعيش لحظاته الأخيرة وسط الحب والأمل.
رسالة أم مفجوعة
بعد وفاته، نشرت والدته رسالة مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيها: “لقد قاتل هذا المرض الرهيب بكل ما لديه، ولا يمكنني أن أكون أكثر فخراً بكوني والدته… ارتحِ الآن يا ملاكي الحبيب… أحبك دائماً وإلى الأبد”.
تبرعات لتكريم “الملك الصغير”
أنشأت العائلة صفحة تبرعات عبر موقع GoFundMe، بهدف تأمين جنازة تليق بـ”ملك صغير”.
وتوافد المئات للتبرع وتقديم الدعم للعائلة، معبّرين عن حبهم وتعاطفهم، ومرددين أن ليني “لم يعد يعاني من الألم أو القيود التي فرضها عليه المرض”.
إرث من الشجاعة
رغم صغر سنه، ترك ليني لاكس أثراً كبيراً في قلوب من عرفوه أو سمعوا بقصته. قصة صبي قاتل مرضاً شرساً بابتسامة وقوة استثنائية، وستظل ذكراه حيّة كمصدر إلهام لكل من يواجه المحن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف نوع نادر أورام الدماغ طفل بريطاني أنواع السرطان عدوانية
إقرأ أيضاً:
عصفور بيب غوارديولا الصغير يفضح الصمت العربي المخزي
مرة أخرى أجد نفسي مضطرا للحديث عن المدرب الإسباني العبقري بيب غوارديولا؛ لكن هذه المرة بصيغة مختلفة بعيدا عن الأسلوب الساخر الذي تعمدته في مقالي السابق عنه قبل أربعة أشهر تقريبا. لكنني لست الوحيد المعني بالوقوف تقديرا واحتراما لهذه الشخصية الفريدة التي تصر على التغريد خارج السرب؛ ليس فقط من الناحية التكتيكية والبحث عن الخطط المذهلة الذكية المحيرة للخصوم، ولا في رسم مناهج صارمة على اللاعبين التقيد بها كي يقطف الجميع الثمار في نهاية الموسم (باستثناء هذا العام المخيب للآمال طبعا لعدة عوامل).
الفيلسوف الإسباني أبهر العالم بإنسانيته وشجاعته الفذة وهو يجاهر بمواقفه الصريحة الصادحة بالحقيقة في وجه آلة إعلامية صهيونية جبارة؛ تسيطر على أعتى المؤسسات وتستل خنجرها المسموم المعتاد (معاداة السامية) للنيل ممن يتجرأ ويعلن انحيازه للحق.
هذه المرة وبخطاب أكثر وضوحا وبدون لغة خشبية تقليدية ارتأى بيب وضع النقط على الحروف، مستثمرا لحظة مميزة وهي منحه درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة مانشستر تقديرا لإنجازاته المتعددة التي قدمها للمدينة (18 لقبا في تسع سنوات)؛ حيث صرح قائلا: "دعوني أوضّح الأمر: ليس الأمر متعلقا بالأيديولوجيا، ولا بالصواب أو الخطأ. الأمر ببساطة يتعلق بحب الحياة والاهتمام بالآخرين؛ عندما نرى أطفالا في الرابعة من العمر يُقتلون بسبب القصف أو يرقدون في المستشفى، وأن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعابهم، قد نعتقد أن ذلك لا يعنينا".
لماذا قرر هؤلاء الوقوف في خندق الحق ونصرة أهل غزة وهم الذين لا يربطهم بهم أي عرق ولا دين ولا رابطة دم
وأضاف: "قد نختار أن نغض الطرف، ونقول إن الأمر ليس شأننا. لكن احذروا، في المرة القادمة قد يصل الأمر إلينا، وسيكون الأطفال في الرابعة والخامسة، أطفالنا؛ أنا آسف، لكن عندما أرى أطفالي ماريا، وماريوس، وفالنتينا، عندما أراهم كل صباح منذ أن بدأ هذا الكابوس الذي يعيشه أطفال غزة، أشعر بخوفٍ شديد".
وأكمل المدرب الإسباني كلامه: "ربما يبدو ما يحدث بعيدا جدا عما نعيشه هنا، وقد تتساءلون: ما الذي يمكننا فعله؟". ثم استعرض قصة عن غابة تشتعل فيها النيران، وعصفور صغير يواصل الطيران ذهابا وإيابا، حاملا الماء بمنقاره الصغير، فقط لأنه يؤمن بواجبه في المساهمة، مهما كان حجمه؛ ليختم الحكاية بالقول: "قوة الإنسان لا تُقاس بحجمه، بل بخياراته، وبحضوره، وبرفضه البقاء صامتا".
هل يلعب بالنار؟
ليست هذه المرة الأولى التي ينحاز فيها الداهية الإسباني لغزة وأهلها، حيث سبق وألمح في مؤتمر صحفي "هذا العالم مليء بالظلم، كل شخص ينظر لمنزله فقط ويغض بصره عما يحدث لجاره. انظر لما يحدث اليوم حول العالم، ونحن نجلس هنا لا نفعل لهم شيئا، الظلم أمامك، أنت تشاهده بدون أي ردة فعل، ويوما ما سيأتي إلينا".
وأيضا كانت مواقف ابنته ماريا أكثر تعبيرا وهي تحتفل معه بالكوفية الفلسطينية، في قلب ملعب الاتحاد خلال احتفالات نادي مانشستر سيتي بالتتويج بالدوري الإنجليزي حينها.
لكن في هذه الإطلالة قرر المواجهة المباشرة كاشفا بأن جسده يتألم كل يوم بسبب أحداث غزة؛ وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل يلعب بيب غوارديولا بالنار حقا وهو الذي يتواجد بالأساس في خانة صعبة نوعا ما بعد الموسم الكارثي للنادي؟ وهل تصريحاته الأخيرة عن القطاع الصامد قد تخرج الإدارة الإماراتية الحاكمة للنادي عن طورها وتجعل ثقتها به تهتز، وبالتالي انتظار أي هفوة منه قصد لإنهاء العلاقة به؟
المؤكد أن العديد من الجهات العربية (مع كامل الأسف) عبرت عن انزعاجها من موقف بيب الإنساني الشجاع، ويمكن استنتاج ذلك عبر جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا في منابر إعلامية معلومة التمويل.
رسالة صادمة:
القصة التي استعرضها لاعب برشلونة السابق حول العصفور الصغير الذي يواصل الطيران ذهابا وإيابا حاملا الماء بمنقاره الصغير لإطفاء النيران بالغابة تبدو رسالة قاسية، ولو أنها جاءت عن غير قصد للمشاهير العرب؛ تحديدا المتخاذلين عن نصرة أشقائهم في غزة الأبية، وكأن هذا الإسباني يعيش بيننا في هذا الوطن العربي المتهالك ويسخر من مقولات هؤلاء حول جدوى التضامن وتلك المبررات المخزية التي يصدرونها للتنصل من تقاعسهم المخجل.
اليوم وبفعل التحول الكامل في الخطاب الصادر عمن يسمون بنجوم الصف الأول والمشاهير في العالم وبعدة مجالات، صار "نظراؤهم" في العالم العربي في موقف محرج للغاية بعد انهيار مبرر أن "النجوم" حريصون على عدم الكشف عن آرائهم السياسية بشكل مباشر خشية تضرر مصالحهم. وهنا نعيد طرح بعض الأسئلة: هل هناك مدرب أو رياضي عربي بصفة عامة أكثر شهرة وصيتا من بيب غوارديولا على سبيل المثال؟ وهل هناك إعلامي بحجم غاري لينكر وهو أشهر مقدم برامج رياضية في بريطانيا والأعلى أجرا في بي بي سي؟ لماذا قرر هؤلاء الوقوف في خندق الحق ونصرة أهل غزة وهم الذين لا يربطهم بهم أي عرق ولا دين ولا رابطة دم، في الوقت الذي فضل فيه أبناء جلدتهم صم آذانهم والانخراط في مهرجانات الخلاعة والمجون؟
أصبحنا غير قادرين على الإحاطة بالكم الهائل من التحركات الغربية المتزايدة تجاه غزة وأهلها مقابل تعاظم حالة الصمت المشين بين ذوي القربى من الأشقاء المتمسكين بخيار التقاعس واستعراض المبررات الواهية
ونحن نتحدث عن هؤلاء لا بد من الإشادة أيضا بالممثل المصري/ البريطاني خالد عبد الله الذي يتوقع له الجميع مستقبلا باهرا في عالم الفن بعد أدائه في الجزء الأخير من مسلسل "التاج"؛ لكن هذا الشاب لا يأبه لذلك "البريستيج الكذاب"، وهو يحمل معه القضية الفلسطينية أينما حل وارتحل بعيدا عن منطق الحسابات الضيقة، رغم أنه ما يزال في مرحلة حساسة وتتطلب بعض المرونة قصد تسلق سلم الشهرة والنجومية في الغرب.
ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام:
أصبحنا غير قادرين على الإحاطة بالكم الهائل من التحركات الغربية المتزايدة تجاه غزة وأهلها مقابل تعاظم حالة الصمت المشين بين ذوي القربى من الأشقاء المتمسكين بخيار التقاعس واستعراض المبررات الواهية. ما يحصل في الغرب إجمالا من المفترض أنه سيرخي بظلاله على هذه البقعة القاسية التي يمكن أن يستفزها إلغاء هدف في مباراة لكرة القدم ولا يحركها التنكيل بالملايين من إخوتهم نهارا جهارا.
سيخرج آخرون في القارة العجوز وأمريكا اللاتينية بعد المدرب الإسباني وسيضحي غيرهم بوظيفته على غرار المحلل واللاعب الإنجليزي السابق من أجل شهداء غزة؛ ولكن سيظل أئمة المساجد في أمتنا المكلومة مشغولين برذاذ البول الذي يصيب الجسد، والإعلاميون منبهرين بفستان تلك الفنانة، بينما يتهافت السياسيون على غنائم الانتخابات والمناصب ويفتخر "مشاهير العرب" باحتلال الترند طوال أيام الأسبوع..
لنختم بما قاله أبو الطيب المتبني وهو يلخص كل شيء: "مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه.. ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام"..