موقع النيلين:
2025-05-19@23:57:44 GMT

تشييع الزبير… تشييع المكرمات

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

ذكرى_الرحيل
تشييع الزبير… تشييع المكرمات
رحم الله شيخ الزبير أحمد الحسن فقد كان حفنة من المكرمات. ونحسبه محسوبا في أهل الصدق فقد كان صادقا في قوله صادقا في مشاعره لا يتكلف لشيء حالا ،فيه دماثة خلق وتوطئة أكناف لا يطاهيه فيها أحد ممن عرفت من الناس. وفيه صبر كثير كثير وتجلد كبير كبير،كنت رفيق رحلته عندما نعيت إليه إبنته الأثيرة فكتم الأمر علينا بينما يرتب لرحلة عودته وإستمر معنا في برنامجنا المرسوم حتى أكمله ثم أخبرنا… يومذاك لم أصدق أن الغبراء التي تقلنا في زماننا هذا تحمل أمثاله ممن يحمل حمله.

كنت رفيقه في السجن لسنتين ونحن في الجامعة وكان يصغرنا في السن ويكبرنا في الحال والمقام. كان أسرعنا حفظا للقرآن فأكمل حفظه في ثمانية أشهر وكان أكثرنا تعهدا له حتي من بعد أن أوقرت كاهله المسؤوليات الجسام ثم كنت رفيق محبسه مؤخرا لأسبوعين فكان كعهده الأول أكثر ما يشغله هو قرآنه وتفسيره فنعم الرجل من كان القرآن صفيه وأنيسه. كان الزبير ممن كتب له القبول عند البعيد والقريب فهو مثل الماء البارد السائغ لا يذمه أحد ولا يضجر منه أحد. وكان بخلاف ما يظن كثيرون تغرهم طيبة قلبه ودماثة خلقه ،كان قويا في الحق غير هياب ولكنه كان يؤثر الرفق واليسر تخلقا بخلق خير المخلوقين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. يعرف عنه من يعرفونه زهدا والدنيا مقبلة وعفة وصبرا والدنيا مدبرة فهو أعلم الناس بحالها بين إقبال وأدبار. واليوم يوم وداع الزبير ويوم تشييع الزبير يوم تشييع المكرمات لكننا أذ ندفن أخانا نقربه بأذن الله إلى الجنة ولا ندفن مكارمه ولا مناقبه ولا فكرته ولا دعوته فهي الرآية المرفوعة التي لا تنخفض لموت أحد ولو كانت تنتسى لموت أحد لأنتسيت لموت رسول الله صلي الله عليه وسلم… فشيعوا أخاكم كما تشيع المكرمات وتعزز ثم عودوا أعزاء برآيتكم وفكرتكم ودعواتكم فهي المثمون الذي دفع ثمنه كل الصلحاء والشهداء وليس أبن أبن الحسن بآخرهم… رحم الله أخي الزبير رحمة واسعة بقدر رحمة الله التي وسعت كل شيء وما نفدت ، وباعد بينه وبين خطاياه كما باعد ربنا بين المشرق والمغارب وطهره من الذنوب كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس وغسله بالماء والثلج والبرد وسقاه في رمضان من كوثر الرضوان فمن علامة رضوانه أنه توفي أجله في جمعة مباركة في شهر مبارك. رحمه وجعل في رفقة السعداء من أهل الجنة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ولا نقول إلا ما يرضي الله.
*رحم الله الزبير لو كان شهد معنا يوم إلتحام الصفوف أمس لقرت به عينه… و لعلها قرت
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أمين حسن عمر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي

 

السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي

فيصل محمد صالح

في إطار التحولات المستمرة لسرديات الحرب في السودان تغيّرت التسميات من مقاومة تمرد الميليشيا، إلى محاولة الانقلاب، وإلى حرب الكرامة… وانتهت إلى حكاية الغزو الأجنبي. فالقول الجديد الآن أن السودان يتعرض لغزو أجنبي ينبغي حشد كل الإمكانات والموارد للتصدي له، وكل من لا يسهم في هذا الاتجاه إما أنه متآمر وإما ساكت على الغزو الأجنبي ومؤيد له بطريقة ما.

ليست هذه هي المرة الأولى في حروبات السودان المتعددة أن تُطلق الحكومات على الحروب الأهلية تسميات تحاول أن تحشد بها الناس، وترفع الحرج عن عدم قدرتها على المواجهة بالقول إن ما يحدث هو مؤامرة كونية ضد السودان، وغزو أجنبي يفوق قدرات البلاد.

حدث هذا في حرب الجنوب الأولى «1955-1972»؛ حيث كانت تُسمى مؤامرة استعمارية كنسية من تدبير الدوائر الغربية المسيحية، تستهدف ثقافة السودانيين ودينهم، ثم انتهى الأمر بتفاوض تحت رعاية مجلس الكنائس العالمي، تم على أثره توقيع اتفاقية أديس أبابا في 27 فبراير (شباط) 1972، وتم تعيين زعيم المتمردين الجنرال جوزيف لاقو في عدة مناصب، من بينها نائب رئيس الجمهورية.

ثم جاءت حرب الجنوب الثانية «1983-2005»، وهي أيضاً كان يتم توصيفها بأنها مؤامرة صهيونية وأميركية على السودان وسيادته، وحين تقدّمت قوات «الحركة الشعبية» بقيادة الدكتور جون قرنق في بعض المحاور تمت تسمية ذلك بالغزو الأوغندي الإثيوبي، وشهدت تلك المرحلة عمليات الحشد والتجنيد تحت شعارات الجهاد لمواجهة الغزو الأجنبي الذي «يستهدف دين الأمة وعقيدتها»، وكان يتم تصوير جون قرنق صوراً مشينة. خاضت الحكومة مفاوضات مع «الحركة الشعبية»، برعاية أميركية غربية، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في نيروبي يناير (كانون الثاني) 2005، وأيضاً انتهت المرحلة بالدكتور جون قرنق نائباً أول لرئيس الجمهورية، ثم خلفه سلفا كير.

ثم تكرر الأمر مع حركات دارفور المسلحة، التي يتولّى أحد قادتها الآن وزارة المالية، والآخر حكم إقليم دارفور، ويتحالفون مع الحكومة ويقاتلون مع الجيش الذي سبق أن قاتلوه.

هو تقليد قديم إذن، أن نتجنّب الاعتراف بحقيقة الحروب الأهلية التي تتقاتل فيها أطراف سودانية لأسباب متعددة، ونحول الأمر كأنه غزو أجنبي، وهناك ظنٌّ أن في الأمر فوائد آنية، منها حشد الطاقات الوطنية، واستقطاب الدعمين الإقليمي والدولي، وإيجاد التبرير المناسب في حالة عدم القدرة على المواجهة، بحجة وجود إمكانات كبيرة لدى الطرف الأجنبي، ثم إلقاء اللوم على الآخرين بالتسبب في الحرب بدلاً من لوم النفس.

هذه حرب سودانية بين أطراف سودانية، ومن انتهكوا وارتكبوا الجرائم وقتلوا وذبحوا المدنيين هم، مع الأسف الشديد، مواطنون سودانيون، ومن قصفوا المنشآت المدنية ومحطات الكهرباء والأسواق العامة هم أيضاً سودانيون، ولن تُغير نسبتهم لبلاد أجنبية من هذه الحقيقة، ولن تُفيد محاولات الإنكار وإلقاء اللوم على الآخرين.

هل يعني هذا الأمر نفي وجود تدخل أجنبي في الحرب الحالية وحروب السودان السابقة…؟

الإجابة بالتأكيد لا كبيرة… وكبيرة جدّاً، فالتدخلات الإقليمية والدولية لم تغب يوماً عن الشأن السوداني، بل في كل البلاد التي تشهد صراعات ونزاعات داخلية. ومن المؤكد أن البلاد تتدخل وفقاً لمصالحها هي أولاً، ثم تأتي بعد ذلك العوامل الأخرى التي يمكن أن تُشكل مبررات موقفها. لكن الفرق كبير بين التدخل عبر مساعدة طرف ودعمه بالسلاح وبالتأييد السياسي، والغزو الذي يستلزم دخولاً مباشراً في الحرب بعناصر أجنبية مقاتلة.

لو استمرت الحرب الحالية بما يملكه الطرفان من أسلحة وذخائر لما استمرت ثلاثة أشهر، بعدها لن يملك طرفا الحرب ما يتقاتلان به غير السلاح الأبيض، لكن الإمداد الخارجي، الذي هو شكل من أشكال التدخل، وهو الذي تسبب في استمرار الحرب. ولم يأتِ هذا السلاح والإمداد لأي من طرفي الحرب حبّاً وكرامة، وإنما هو جزء من استراتيجية التدخل والتأثير في مجريات الأوضاع، ومحاولة الاستفادة من أوضاع الحرب ومآلاتها ونتائجها.

الأفضل للسودانيين أن يبدأوا من حقيقة مسؤوليتهم عن الحرب واستمراريتها، وأن يعرفوا أن عملية وقف الحرب يمكن أن تتم إذا توفرت إرادة وطنية حقيقية، عندها فقط يمكن قفل الباب أمام التدخل الدولي الضار والخبيث، أما غير ذلك من التوصيفات والتسميات فلن يفعل شيئاً غير ذر الرماد في العيون..

 

نقلاً عن الشرق الأوسط

الوسومالحركة الشعبية الحروب الأهلية السرديات المضللة جون قرنق حرب السودان... الغزو الأجنبي مؤامرة صهيونية

مقالات مشابهة

  • تشييع جثمان طبيب الغلابة الدكتور البرجيني أستاذ الجراحة العامة بمسقط رأسه بالمنيا.. شاهد
  • تشييع جثمان الشهيد عبده عزالدين الذي ارتقى جراء العدوان الصهيوني على ميناء الصليف
  • تشييع جثمان ممرض توفي أثناء عمله داخل مستشفى دمنهور بالبحيرة (فيديو)
  • الزعيم يركع للظلّ… كيم جونغ أون أمام قبر من صنعه
  • الفيصل الزبير يحصد المركز الثالث في حلبة زاندفورت الهولندية
  • القانونية النيابية:ترحيل كافة القوانين إلى الدورة المقبلة لموت البرلمان سريرياً
  • قتل أخيه المعاق وألقاه في البئر… جريمة تقشعر لها الأبدان تهزّ إربد
  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
  • متى تعرف سوء شخصية الوالدين…????
  • وفاة سيدة ببنى سويف بعد ساعات من تشييع جنازة ابنها ضحية حادث الطريق الأوسطى