الوثيقة الأخيرة| شهادة وفاة البابا فرنسيس تكشف أسباب الرحيل
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
بعد حياة حافلة بالعطاء والرمزية الدينية والإنسانية، ودّع العالم صباح الاثنين، 21 أبريل 2025، البابا فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية، الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. لحظات حزينة عاشها الفاتيكان وملايين المؤمنين حول العالم، بعد إعلان وفاته رسميًا، عن عمر ناهز 88 عامًا.
الوفاة المؤلمة.. شهادة الفاتيكان تكشف التفاصيل
في بيان رسمي صدر عن دولة الفاتيكان، أُعلن عن وفاة البابا فرنسيس، واسمه الكامل خورخي ماريو بيرغوليو، عند الساعة 7:35 صباحًا في مقر إقامته بشقة القديسة مارتا، حيث قضى سنوات خدمته البابوية القريبة من البسطاء، والتي اشتهر بها.
شهادة الوفاة، الموقّعة من البروفيسور أندريا أركانجيلي، مدير إدارة الصحة والنظافة في الفاتيكان، كشفت أن البابا توفي نتيجة جلطة دماغية حادة، أدخلته في غيبوبة وتسببت بفشل في الدورة الدموية القلبية. وأكّد البيان أن الوفاة تم توثيقها رسميًا من خلال تخطيط كهربائي للقلب.
مشاكل صحية سابقة.. رحلة مع الألم والصبرالوثيقة الرسمية أشارت أيضًا إلى أن البابا كان يعاني في السنوات الأخيرة من عدة أمراض مزمنة، من بينها فشل تنفسي حاد نتيجة التهاب رئوي مزدوج ومتعدد الميكروبات، إضافة إلى توسّع في القصبات الهوائية، ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني. ورغم هذه التحديات الصحية، بقي البابا فرنسيس ناشطًا في أداء واجباته، يبعث برسائل الأمل والرحمة للمؤمنين والإنسانية جمعاء.
رسالة متواصلة بالتواضعفي مشهد يعكس قناعاته الشخصية وتواضعه الذي ميّزه، من المرتقب أن يُدفن البابا فرنسيس في جنازة مبسّطة وفقًا لتوجيهات كان قد وافق عليها الفاتيكان في نوفمبر الماضي. الطقوس ستتضمن تابوتًا بسيطًا من الخشب والزنك، بدلاً من التوابيت الثلاثة التقليدية المصنوعة من السرو والرصاص والبلوط، في إشارة إلى الرغبة في الابتعاد عن مظاهر البذخ حتى في الموت.
وسيشهد الفاتيكان فترة حداد رسمي لمدة تسعة أيام، وسط توقعات بتوافد أعداد كبيرة من المؤمنين والزعماء حول العالم للمشاركة في وداع رجل السلام.
برحيل البابا فرنسيس، يطوي الفاتيكان صفحةً من أبرز صفحات تاريخه الحديث. كان بابا الفقراء، وصوت المهمّشين، والوجه الذي أراد أن يقرّب الكنيسة من واقع الناس. ترك بصمته في قلوب الملايين، وبات رمزًا للعطف والجرأة والإصلاح داخل الكنيسة الكاثوليكية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا الفاتيكان البابا فرنسيس تابوت ا الكنيسة المزيد البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
ما بعد الرحيل
شعر: هلال بن سالم السيابي
ما بعد خطبك من عيد ولا فرحِ
أماه فالجرج واري الزند من ترحِ
***
تئن منه ضلوعي حسرة وأسىً
فهل لقلبي بعد اليوم من فرحِ!
***
ما زلت بعدك واهي النفس، أحسب ما
أراه أنت فلا آلوه من مِـدَحي!
***
وتلك شيمة من قد بات في خطر
من أمره، وسناه غير منقدحِ
***
ياللأسى، كيف فارقت الهدى علنا
وكنت من برده عَمْري بمتَّشحِ
***
أسائل الدار عمن كان نيٌّرَها
فتنطق الدار بالأحزان والترحِ
***
تكاد تجهش من غم بغصتها
ترى أتعقل ما في الأمر من جمحِ!
***
وتلك أشيأؤها، هذي مصاحفها
وثم سبحتها في كل مصطبحِ
***
ترى أراحت إلى عليا سماوتها
وخلفت كل ما في الدار من مُلَحِ
***
وتصمت الدار صمتا، لا تبوح لنا
بما بها، ليت شعري كيف لم تبحِ!
***
أينزف القلب، والأماق جامدة
والدار من بعد ذاك الخطب كالشبحِ
***
أواه أواه، هذا الصمت يفزعني
وإن يكن بمبين منه متضحِ
***
ورب صمت لعمر الله أبلغ من
قول، كما جاء عن أسلافنا الفُصُحِ
***
أماه ادٌّكر الأيام زاهيةً
تكاد تسفر بالإصباح والوضحِ
***
وكل يوم لنا عيد يجدد ما
عهدته من جمال غير منسرحِ
***
فإن أتى العيد فالدنيا تزين سنا
بكل مبتسم منها ومنشرحِ
***
والكل حولك عكاف كأنهم
يستمطرونك ما تبديه من منحِ
***
آتي إليك فهذا (خالد) بيدي
وذا (طلال)، وذا (مروان) في مرحِ
***
وخلفنا الرائعات المشرقات سنا
من البنات كمثل الشهب في الوضحِ
***
يقبلون أياديك الكريمة في
أنس، وموقف زهو شامخ مَرِحِ
***
وبيننا إخوتي: هذا (حمود)، وذا
(بدر)، و(عبد المليك) أي متشحِ
وقد مضى (ناصر) من قبل مكتئبا
من المعاناة نحو الله في ضَبحِ
***
والدهر زاهي المحيا في تطاوله
ما بين منغلق منه ومنفتحِ
***
يكاد يفتَرُّ بالإشراق مبسمه
كأنه مترع من ابنة القدحِ
***
واليوم آتي فلا زهو ولا مرحٌ
وإنما شبح آت إلى شبحِ
***
أقول للدار يا أطلال مرحمة
أين التي سكنت قلبي ولم تُرحِ
***
أين التي حملتني، والهوى قدر
ومن هواها لروحي خير مكتسحِ!
***
وكيف أسأل عنها وهي في خلدي
تالله ما عدت من أمري بمتضحِ!
***
لم يُبقِ خطبيَ مني غير أسئلة
ما أعظم الخطب، يا للخطب من وقحِ!
***
قد جفَّ شعري، وخان السحر قافيتي
فلن أفيك، ولو أكثرت من مِدَحي
***
فما عسى أن يقول الشعر بعدك يا
- أماه- أو أن يفي إلا بمنجرحِ
***
آليت لست براثٍ بعد من أحد
فذا رثائي، وهذا ختم ممتدحي!