قال السفير الإسرائيلي السابق في إيطاليا درور إيدار إن "إسرائيل لا ينبغي لها أن تشارك في جنازة البابا فرنسيس"، متهما إياه "بمعاداة السامية" على خلفية مواقفه تجاه الحرب على غزة.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن السفير الإسرائيلي السابق في إيطاليا درور إيدار قوله إن "إسرائيل ينبغي أن ترفض أي مشاركة رسمية لها في جنازة البابا فرنسيس إذا كانت لديها كرامة".


وانتقد إيدار البابا فرنسيس لأنه، حسب تعبيره، "قدم دعما محدودا لإسرائيل بينما أدان بشدة أفعالها في غزة".

وأضاف إيدار: "لقد تحدث عن أطفال غزة، وليس عن أطفالنا، وصورنا  أشرارا في العالم"، متهما "البابا الراحل بمعاداة السامية"، وادعى أن "حضور الجنازة سيكون بمثابة ضربة للكرامة".

وذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية حذفت تغريدات تضمنت تعزية في وفاة البابا، خوفا من ردود فعل غاضبة، وذلك بالنظر إلى علاقة تل أبيب المتوترة بالبابا الراحل الذي ندد مرارا بالحرب على غزة".

وأدلى البابا الراحل بتصريحات عدة ندد فيها بالحرب على غزة، وأكد في ديسمبر الماضي أن "الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وحشية".

هذا ونعى قادة العالم العربي البابا فرنسيس بعد إعلان وفاته، مشيدين بمواقفه من القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزارة الخارجية اسرائيل فرنسيس العالم العربي الفاتيكان بابا الفاتيكان البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

أساطير مقدسة

#أساطير_مقدسة
مقال الاثنين: 7 / 7 / 2025

بقلم: د. #هاشم_غرايبه


الأسطورة هي حكاية تراثية، لا يعرف مؤلفها الأصلي، قد تكون أصولها مبنية على حدث تاريخي ثم جرى تضخيمه أو تصويره كبطولات خارقة خرافية مختلقة من أصلها، إنما تتناقلها الأجيال مع شيء من التعديل والتحديث، كتراث مرتبط بذلك المجتمع، وتصبح جزءا من هويته الثقافية، وقد تكون عابرة للمجتمعات.
الأمثلة كثيرة على ذلك: مثل قصة ليلى والذئب الموجودة في تراث أغلب الشعوب بصور مختلفة تتناسب مع بيئة كل شعب، ومثل قصص الأبطال الخارقين من محاربي الغيلان والجن، وقصص ابو زيد الهلالي والزير سالم في التراث العربي، وقصص آلهة الإغريق والرومان، وقصص القديسين من معتنقي المسيحية محاربي الكفار والساحرات عند الأوروبيين، ومن قاتلي الوحوش الخرافية كالتنين عند الشرق آسيويين.
قلة قليلة هم من يهتموا بها لقضاء وقت فراغهم، ويبقى جمهور تلك الحكايات جلهم من الأطفال، كتسلية ما قبل النوم، لكنهم عندما يكبروا ويعرفوا أنها مجرد حكايات خرافية ، يتوقف سحرها ولا تنطبع في وجدانهم.
لكنها ان ارتبطت بالمعتقد الديني، يصبح تأثيرها قويا ودائما في حياة الناس، فهي إذ ذاك تنال تقديسا، ويصبح تصديقها واجبا وتكذيبها هرطقة يعاقب من يقول به.
هذا الربط التقديسي يلجأ له عادة المستفيدون، وهم في العادة جهات ذات تأثير ولها منفعة، وهم القوى السياسية والقوى المالية.
فلو أخذنا أشهر أسطورة مقدسة وأكثرها تأثيرا شعبيا، وهي قصة بابا نويل، والتي ربطت بميلاد المسيح عليه السلام، وجعلت من أهم التقاليد الاحتفالية بهذه المناسبة، مع أنها كرواية مخالفة للمنطق العقلي، فلا يمكن اقناع حتى السذج من الأطفال بأن غزلان الرنة التي يسوقها بابا نويل قادما من القطب الشمالي وحاملة الألعاب يمكنها الطيران في السماء، كما ينقضها من الناحية المنطقية، كون المسيح ولد في منطقة ليس بها ثلج ولا غزلان رنه.
ومع ذلك يتواطأ الكبار على الكذب على الأطفال، ولا يجرؤ أحد على قول الحقيقة بأن القصة خرافية، ولا يحضر الهدايا ليلة الميلاد سوى الوالدين وليس بابا نويل، بل ويعاقب إن فعل، ففي العام الماضي فصلت معلمة في أمريكا من عملها لقولها الحقيقة للأطفال.
بالطبع من هم وراء تعميم تلك الخرافة هم الاحتكاريون الرأسماليون أصحاب المال، وليس ذلك محبة بالأطفال بل لتحقيق الأرباح الفلكية، فالموسم الاستهلاكي يتضاعف عشرات الأضعاف بسبب حجم الهدايا المنسوبة الى بابا نويل.
لكن أخطر تلك الخرافات وأعظمها ضررا على البشر، وبإسمها شنت كثير من الحروب المدمرة، وما زالت، فهي قصة هيكل سليمان.
ليس لهذا الهيكل أصل في أي كتاب سماوي، فالكتاب الوحيد الذي لم يطله عبث البشر (القرآن)، حدد بيوت الله بأربعة فقط: “لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا” [الحج:40]، كما أنه من غير المعقول أن يبني سليمان عليه السلام هيكلا لعبادة الله (الهيكل هو معبد وثني)، فالأحرى أن يكون مسجدا كونه وجميع الأنبياء كان دينهم الإسلام، لذلك فالأقرب للصحة أنه اعاد اعمار المسجد الأقصى ذاته لأنه موجود قبل هجرة ابراهيم ولوط من العراق الى بلاد الشام التي بارك الله فيها كونها حول المسجد الأقصى: “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ” [الأنبياء:71].
كما أنه ليس له أي أثر أركيولوجي رغم التنقيب لعشرات السنين عنه، أصل الرواية الوحيد يعود الى “التلمود” الذي ألفه الحاخامان “آشي ورافينا الثاني” قبيل البعثة المحمدية، في زمن كان أغلب سكان المنطقة يعتنقون النصرانية، وكان الهدف التشكيك بالمسيح وبعقيدته التي رفضها اليهـ.ـود أصلا، والقول بأنه سينزل لنصرتهم على أعدائهم، لكن شرط نزوله اعادة بناء الهيكل المزعوم.
كانت هذه الأسطورة ستبقى مجرد أحلام تداعب خيالات الحالمين، لولا أن التقطها المستعمرالبريطاني، إذ تعلم درسا من سقوط الممالك الصليبية، فالاحتلال العسكري لا يدوم إن لم يرافقه تغيير ديموغرافي، لذا استنهض قصة أرض الميعاد، لجمع الشتات اليهودي في وطن قومي في فلسطين، متعهدا بحمايته ليشكل قاعدة متقدمة في قلب العالم الإسلامي، وبذلك تتحقق توصيات كامبل – بنرمان.
ولأنهم تمكنوا من غونمة شعوبهم، فقد أدخلوا هذه الأسطورة في العقل الجمعي الأوروبي – الأمريكي، لتصبح مرتبطة بالمعتقد المسيحي من غير تمحيص ولا تفسير.

مقالات ذات صلة والمخفي أعظم 2025/07/06

مقالات مشابهة

  • أساطير مقدسة
  • بابا الفاتيكان يعزي عائلات ضحايا فيضان تكساس
  • الفاشر.. من لم يمت بالحرب مات عطشا
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: الوفد الإسرائيلي المفاوض يتوجه إلى الدوحة لبحث صفقة جديدة في غزة
  • عاجل. هيئة البث الإسرائيلية: فريق التفاوض الإسرائيلي يغادر إلى الدوحة لاستئناف محادثات التهدئة
  • جسد صغير مثقل بالحرب.. طفل مصاب بتلف دماغي في غزة يُصارع للبقاء
  • بابا الفاتيكان يتخذ أول خطوة للتصدي لاعتداءات رجال الدين
  • البابا يستأنف تقليد الإجازة الصيفية وسط ملفات شائكة تنتظره في الفاتيكان
  • رئيس قناة النادي الأهلي السابق يهاجم مدحت شلبي
  • السفير الإسرائيلي في كييف: ملتزمون بدعم أوكرانيا