جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-08@00:09:13 GMT

قانون الذّكاء الاصطناعي الخليجي

تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT

قانون الذّكاء الاصطناعي الخليجي

عارف بن خميس الفزاري -  باحث في المعرفة           

persware@gmail.com

إعداد مشروع قانون الذّكاء الاصطناعي يُعَدّ خطوة مهمة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة. حيث يتطلب مثل هذا المشروع تظافر الجهود والتعاون على مستوى إقليمي ودولي، من الممكن أن يشمل ذلك التعاون مؤسسات تشريعية وتقنية وقطاعات اقتصادية وأمنية، لضمان أن يكون مشروع القانون متوازنًا وشاملًا وقادرًا على مواكبة التحولات التقنية لا سيما في مجال الذّكاء الاصطناعي، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والأمنية المرتبطة به.

وعند النظر إلى حوكمة الذّكاء الاصطناعي لا يمكن اعتباره مجالًا تقنيًا فحسب، بل هو أشمل وأعم من ذلك، حيث من الممكن أن يشمل أبعادا اقتصادية واجتماعية وأمنية، تؤثر على المنظمات والدول وخصوصية البيانات وأمنها، كذلك موقع الدول في الاقتصاد العالمي. وتجدر الإشارة إلى أنّ منظمة اليونسكو (2021) قد أفادت بأهمية توفير تشريعات واضحة للذّكاء الاصطناعي، ضرورة لضمان الشفافية والمساءلة وحماية حقوق الإنسان. عليه، تبرز أهمية التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي بشكل جماعي للعمل على إعداد مشروع موحد لحوكمة الذّكاء الاصطناعي، يعكس رؤيتها وتطلعاتها المشتركة الأمر الذي يعزز من مكانتها في النظام الرقمي العالمي.

تُشكل دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة قوة اقتصادية إقليمية، إذ يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي نحو 2.1 تريليون دولار أمريكي في عام 2023م بحسب البيانات الصادرة من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وهو ما يمثل 1.9٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وعلى الرغم من أن هذه النسبة تقل عن نظيرتها في الاتحاد الأوروبي، الذي يبلغ ناتجه المحلي نحو 19.99 تريليون دولار بحسب بيانات البنك الدولي في عام 2025، والذي يشكل نحو 15٪ من الاقتصاد العالمي، فإن دول الخليج تمتلك فرصًا واعدة لتفعيل دورها وتعزيز تنافسيتها من خلال تبني سياسات وقوانين موحدة في مجال حوكمة الذّكاء الاصطناعيّ

ومن الجدير بالذكر أن 27 دولة أوروبية قد شاركت في إعداد مشروع قانون الاتحاد الأوروبي للذّكاء الاصطناعي الذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس 2024م، في خطوة تجسد أهمية التعاون والتنسيق الجماعي. وتعد تجربة الاتحاد الأوروبي خطوة جريئة ومهمة تُبين كيف يُمكن للتكتلات الإقليمية والاقتصادية أن تؤثر في صياغة أطر تشريعية فاعلة، لمواكبة التحولات والطفرات التقنية المتسارعة. إن عمل دول مجلس التعاون الخليجي معًا على إصدار تشريع موحد لحوكمة الذّكاء الاصطناعي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة استراتيجية لتعزيز أمن البيانات وتحفيز الابتكار بشكل ممنهج وقانوني، يدعم الاقتصاد الرقمي الذي تصبو إليه دول المنطقة، وضمان حضور فاعل ومؤثر لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي في مساهمتها لقيادة قاطرة الذّكاء الاصطناعيّ العالمي. وعلينا أن نضع نصب أعيننا أن القانون ليس عائقًا أمام الابتكار، إذا ما تمَّت صياغته بطريقة مرنة وشفافة وقابلة للتحديث والتطوير، حيث يضع ضوابط تمنع سوء استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي، وفي المقابل يُمكن أن يُفسح المجال للتجربة والتطوير والابتكار والإبداع بطرق آمنة تحفظ الحقوق.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون الخلیجی الذ کاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

«إي آند» و«هانيويل» تطلقان حلولاً ميدانية مدعومة بالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي


أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة «إي آند الإمارات»، ركيزة قطاع الاتصالات التابعة لمجموعة «إي آند»، عن توقيع اتفاقية تعاون مع «هانيويل» العالمية المتخصصة في مجال الأتمتة الصناعية، وذلك ضمن «برنامج شريك الأداء - Performance Partner Program».
يهدف التعاون في نشر حلول مهيأة مسبقاً وقائمة على الأجهزة المحمولة، وستكون مدعومة بالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، ومصممة خصيصاً للقطاعين العام والخاص في دولة الإمارات.
يركّز التعاون على تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وقطاع التجزئة من تبسيط عملياتها وزيادة كفاءتها وإزالة التحديات الالكترونية، حيث ستوفر الشركتان مجموعة أدوات رقمية جاهزة وقابلة للتنفيذ بسهولة، تقلل من تحديات التقنية التقليدية وتُبسّط عملية التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات.
وقال فادي شناعة، النائب الأول للرئيس لشؤون مبيعات الشركات في «إي آند الإمارات»: «يتيح لنا التعاون مع «هانيويل» تسريع وتيرة التحول الرقمي عبر القطاعات المختلفة والشركات الصغيرة، وذلك من خلال الجمع بين البنية التحتية المتينة للجيل الخامس وإمكانات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها «إي آند»، إلى جانب الخبرة الصناعية الواسعة التي تتمتع بها شركة «هانيويل». سنقدّم معاً حلولاً ذكية ومتصلة تتيح لعملائنا في قطاع الأعمال تحسين العمليات وتعزيز معايير السلامة، إضافة إلى تحقيق مستويات جديدة من الكفاءة في الوقت الفعلي».
من جهته، قال جورج بو متري، رئيس شركة هانيويل للأتمتة الصناعية في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وآسيا الوسطى: «هذا التعاون الاستراتيجي مع «إي آند» سيساعد على تكامل التقنيات التي نقدمها في «هانيويل» مع القدرات المتطورة لشبكة الجيل الخامس لدى «إي آند»، وهو ما سيمكن التحول الرقمي ويبسط التعقيدات، فضلاً عن تقديم عمليات أكثر ذكاءً وسرعةً. تتمثل رؤيتنا المشتركة في تمكين الشركات وقطاع التجزئة من خلال توفير أدوات قائمة على الأجهزة المحمولة، بهدف تعزيز الكفاءة ورفع معايير السلامة وتسريع التحول الرقمي في كافة أنحاء دولة الإمارات. ونتطلع معاً إلى تحقيق مستويات أعلى من التكامل الرقمي والمرونة الاقتصادية للشركات وقطاع التجزئة على حد سواء».

أخبار ذات صلة «بيورهيلث» تستحوذ على 60% من «هيلينك للرعاية الصحية» شيخة النويس: السياحة جسر للتواصل بين الشعوب ورافد رئيس للنمو المستدام

مقالات مشابهة

  • تطور الاقتصاد المعرفي الخليجي
  • «إي آند» و«هانيويل» تطلقان حلولاً ميدانية مدعومة بالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي
  • إيران: بيان مجلس التعاون الخليجي حول قدراتنا الدفاعية "تدخل غير مقبول في شئوننا"
  • “التعاون الخليجي” والاتحاد الأوروبي: شراكتنا ركيزة للسلام العالمي
  • الكويت.. الخريجي يشارك في الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي 29
  • «التعاون الخليجي» والاتحاد الأوروبي.. الالتزام بتعزيز الشراكة الاستراتيجية وتحقيق السلام
  • عن وزير الخارجية.. نائب وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي الـ29
  • ما الذي يبحثه مجلس الوزراء في هذه الأثناء؟
  • في يومهم العالمي.. معلمو الأحساء يستكشفون مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • انطلاق أعمال الاجتماع الوزاري المشترك الـ29 بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي