وكالات- متابعات ـ تاق برس- اعتبر تقرير نشرته مجلة” لو ديبلومات” الفرنسية أن الحرب التي يشاهدها العالم بصمت تحولت إلى ساحة صراع بالوكالة بين عدة أطراف خارجية، ما يفاقم الانقسام وينذر بانتشار الصراع إقليميا.

 

وقال أن النزاع في السودان، يُجسِّد ديناميكيات الحروب الأهلية المعاصرة، إذ يؤدي انهيار الدولة، والتنافس العسكري بين الأطراف المتنازعة، والتدخلات الأجنبية، إلى خلق فوضى مستدامة.

 

ولفت إن السودان غرق في منتصف أبريل من العام 2023 في حرب مفتوحة، وهي في الحقيقة نتيجة لمسار من التفكك السياسي بدأ في عام 2019.

 

ونوه الى انه وبعد سقوط نظام عمر البشير، بدأت مرحلة انتقال سياسي هشة، استندت إلى توازن غير مستقر بين المدنيين والعسكريين.

 

وأضاف التقرير، أن هذا التوازن الهش انهار في أكتوبر 2021 عندما دبّر البرهان وحميدتي انقلابا ضد السلطات المدنية، وأصبح الوضع المستقبلي لقوات الدعم السريع ومسألة دمجها ضمن القوات النظامية محلّ خلاف كبير، وقد أدى غياب الوساطة إلى اندلاع صدام مسلح.

 

ووفقا لتقرير، أصبح السودان تدريجيا مسرحا لمواجهات غير مباشرة بين قوى إقليمية ودولية ذات مصالح متباينة، وذكر العديد من الدول في المنطقة وغيرها، والتي تدعم أحد طرفي القتال مع أسباب دعمها.

 

ولفت الانتباه إلى فشل العديد من الوساطات، التى انتهت دون أي نجاح في إقناع الأطراف المتنازعة بوقف إطلاق النار.

 

واعتبر التقرير، أن التقاعس الدبلوماسي وغياب الاهتمام الإعلامي يسهمان في التعتيم على طبيعة الصراع على الساحة الدولية، على الرغم من حجمه الكبير.

 

وأكد تقرير المجلة الفرنسية، أن السودان يُظهر اليوم مؤشرات على انهيار طويل الأمد، فقد تفككت مؤسسات الدولة ولم تعد هناك سلطة سياسية مركزية، وانقسمت الأراضي السودانية بين مناطق خاضعة لسيطرة القوات المسلحة، وأخرى تحت سيطرة قوات الدعم السريع، أو فسيفساء من الفصائل المستقلة.

 

ووفقا له، يعتمد الاقتصاد إلى حد كبير على موارد خارجة عن الأطر القانونية، مثل أنشطة التعدين، وتهريب الأسلحة، والجباية غير الشرعية، كما أن الخدمات العامة معدومة سواء في المناطق الريفية أو الحضرية، ويعتمد السكان على شبكات غير رسمية، ومنظمات غير حكومية، وجهات أجنبية من أجل البقاء.

 

ويرى الكاتب أن هذا الوضع يُسهم في تكاثر أمراء الحرب، وتعزيز نفوذ المليشيات المحلية، بما يُحوّل النزاع من حرب على السيادة إلى حرب للنهب.

 

وحسب المجلة الفرنسية، لا تملك القوات المسلحة السودانية ولا قوات الدعم السريع الوسائل لتحقيق نصر حاسم، ويترافق هذا المأزق العسكري مع انهيار إنساني دراماتيكي يتم تجاهله على الساحة الدولية.

 

ونبه الى انه و في ظل غياب مبادرة دبلوماسية متماسكة ومستقلة، يتزايد خطر انزلاق السودان إلى سيناريو فوضى طويلة الأمد، أشبه بما حدث في الصومال أو ليبيا ما بعد رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي.

الحرب في السودانالدعم السريعمجلة لو ديبلومات

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: الحرب في السودان الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

سيطرة الدعم السريع على أكبر حقل نفطي في السودان تشعل غضب المنصات

أثار إعلان سيطرة قوات الدعم السريع على أكبر حقل نفطي في السودان موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن تسبب في انسحاب الشركة الوطنية الصينية رسميا بعد 30 عاما مع الشراكة.

كما طلبت الشركة الصينية عقد اجتماع رسمي مع الحكومة لإنهاء أنشطة اتفاقية تقاسم الإنتاج، التي رفعت حجم استثمارات بكين في القطاع إلى أكثر من 15 مليار دولار، معللة القرار بـ"الظروف القاهرة".

وتعد بلدة هجليج النفطية الواقعة غرب ولاية كردفان السودانية واحدة من أهم مناطق الإنتاج في البلاد، إذ تضم 75 حقلا نفطيا، من بينها حقل "مربع 6".

وكانت هجليج تنتج أكثر من 40 ألف برميل يوميا قبل الحرب، قبل أن يتقلص الإنتاج إلى نحو 20 ألفا.

كما تحتوي المنطقة على المحطة الرئيسة لمعالجة نفط جنوب السودان ومحطة الضخ الأساسية، ويمتد منها خط أنابيب بطول 1600 كيلومتر وصولا إلى ميناء بشائر على البحر الأحمر.

سيطرة على منطقة حيوية

وكان إنتاج السودان قد تجاوز 60 ألف برميل يوميا قبل اندلاع الحرب بين قوات الجيش السوادني وعناصر الدعم السريع قبل عامين، لكن هذا الرقم تراجع بشكل كبير بفعل الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للآبار والمصافي وخطوط النقل.

وامتدت الاشتباكات إلى حقول نفط في دارفور ومنشآت تكرير شمال الخرطوم، بينما خرجت 10 حقول عن الإنتاج في ولاية غرب كردفان وحدها.

الصين تنسحب بعد 30 عاما

ومن أبرز التداعيات المباشرة، إعلان الشركة الوطنية الصينية تعليق عملياتها النفطية رسميا في السودان بعد 30 عاما من الشراكة.

النفط مقابل الإنسان

ورصدت حلقة (2025/12/9) من برنامج "شبكات" تفاعل المنصات مع التطورات الأخيرة، حيث انقسمت التعليقات بين من يعتبر ما جرى ضربة خطيرة لقطاع النفط ومصالح جنوب السودان، وبين من يراه خطوة ضرورية لحقن الدماء وتفادي تدمير المنشآت الحيوية.

ومن وجهة نظر الناشط تاج الأصفياء عبد الجليل أن هجليج "أهم لجنوب السودان"، وأن سيطرة الدعم السريع عليها ليست في صالح جوبا.

هجليج مهم أكثر لجنوب السودان وليس من صالح جنوب السودان سيطرة قوات الدعم السريع عليه.

أما الناشط هيثم علي فانتقد التركيز على حماية النفط مقابل إهمال الإنسان، قائلا: "يهتمون بالنفط.. ويقتلون الإنسان".

يهتمون بالنفط ويخافون من طلقة أن تصيبها ويطمئنون الدول عليه… ويقتلون الإنسان.

واعتبر الناشط حسين أحمد أن الانسحاب أفضل خيار "لحقن الدماء"، فعلّق:

أحسن خيار تم اتخاذه من الناس ديل "هؤلاء" بعد الي حصل في بابنوسة.. والناس ديل أهل… هو حقن الدماء أهم شيء، ونحن نشجع العقلانية وأهم شيء ما في دم أُريق.

بينما قال عدنان شويط إن ما يحدث "عيب في حق الجيش السوداني"، متسائلا عن مصير التعبئة العامة:

والله عيب في حق الجيش السوادني كل يوم مدينة ويوم مصفاة وين التعبئة العامة وين النفير؟

ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي من الحكومة أو الجيش السوداني بشأن انسحاب القوات من هجليج، لكن مصادر عسكرية قالت إن الانسحاب جاء "لتجنيب حقول النفط الخراب والتدمير".

إعلان

مقالات مشابهة

  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • مدبولي: مصر تمضي بثبات نحو تعزيز مكانتها كمنصة إقليمية ودولية للتعاون العلمي
  • شبكة أطباء السودان: 19 ألف محتجز بسجون الدعم السريع بجنوب دارفور
  • الخارجية الأمريكية: فرض عقوبات تستهدف الدعم السريع في السودان
  • إثيوبيا تنفي وجود معسكرات للدعم السريع على أراضيها
  • سيطرة الدعم السريع على أكبر حقل نفطي في السودان تشعل غضب المنصات
  • عقوبات أميركية جديدة على الدعم السريع
  • هل أصبحت الفاشر مدينة موت بعد سقوطها في يد الدعم السريع؟
  • الجيش ينسحب من حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع في السودان