الحرب التجارية.. بكين تحذّر واشنطن وتوسع تحالفاتها في قلب آسيا
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في مشهد يعكس تصاعد التوترات العالمية على جبهات الاقتصاد والتحالفات الجيوسياسية، وجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ تحذيراً مباشراً من السياسات التجارية الحمائية التي تتبناها بعض القوى الكبرى، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.
وجاء تصريح شي خلال لقائه بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بكين، حيث قال إن "الحروب التجارية والتعريفات الجمركية تقوّض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول، وتضعف النظام التجاري متعدد الأطراف، وتهدد استقرار النظام الاقتصادي العالمي".
الاجتماع لم يكن مجرد مناسبة دبلوماسية، بل مثّل منصة لإعادة تشكيل تحالف استراتيجي في منطقة القوقاز الحساسة، حيث أعلن الزعيمان إقامة "شراكة استراتيجية شاملة" بين الصين وأذربيجان.
هذه الشراكة، التي تم توثيقها بتوقيع 20 اتفاقية تعاون، شملت مجالات تتجاوز الاقتصاد إلى الأمن، وإنفاذ القانون، والاقتصاد الرقمي، والفضاء، والتنمية الخضراء، ما يشير إلى نقلة نوعية في عمق العلاقة بين البلدين.
الخطوة الصينية تُقرأ في سياق أوسع ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها شي في 2013، وهي المبادرة التي لطالما سعت من خلالها الصين إلى توسيع نطاق نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي عبر تطوير البنية التحتية العالمية وربط الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية في شبكة مترابطة من المصالح والممرات التجارية.
أذربيجان، الدولة ذات الموقع الاستراتيجي التي تتقاطع حدودها مع إيران وروسيا وأرمينيا وجورجيا، تعد من أوائل الداعمين لهذه المبادرة، وتشكّل جسراً حيوياً في مشروع الصين لتوسيع نفوذها في آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
رد حاد من بكين على تهديدات واشنطنوفي سياق موازٍ، جاء رد وزارة الخارجية الصينية على التصريحات الأمريكية التي لمح فيها الرئيس دونالد ترامب إلى إمكانية خفض الرسوم الجمركية على الصين.
الخارجية الصينية لم تكتفِ بالتعليق الدبلوماسي، بل وجهت رسالة صارمة إلى واشنطن مفادها: "إذا أرادت الولايات المتحدة إبرام اتفاق، فعليها أن تتوقف عن التهديد والتعنت والإكراه".
المتحدث باسم الخارجية الصينية اتهم واشنطن بالاستمرار في ممارسة "أقصى درجات الضغط" رغم محاولاتها التفاوض، واعتبر أن هذه المقاربة "ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع الصين"، في رسالة تعكس حجم الاستياء الصيني من أسلوب التفاوض الأميركي، الذي يعتمد على العقوبات والضغوط الأحادية الجانب.
بين التصعيد الاقتصادي والتحالفات الجيوسياسيةالرسائل التي حملها هذا الحدث تتجاوز الإطار الثنائي بين الصين وأذربيجان، أو حتى التوتر الصيني الأميركي، لتؤكد حقيقة أعمق: أن العالم يشهد تحولاً في موازين القوى، وأن الصين لم تعد تكتفي بردود الأفعال، بل باتت تبادر بإعادة رسم خريطة التحالفات من آسيا إلى أوروبا.
كما أن إصرار بكين على ربط تحذيراتها من الحروب التجارية بتوسيع شراكاتها الإقليمية، يُظهر بوضوح أن المواجهة مع الولايات المتحدة لم تعد مقتصرة على الملفات الاقتصادية، بل أصبحت جزءاً من صراع أوسع على شكل النظام العالمي المقبل، ومدى قدرة واشنطن على الاستمرار في فرض قواعده.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
الصين تدين الهجوم الأمريكي على إيران وتصفه بانتهاك صارخ للقانون الدولي
أدانت وزارة الخارجية الصينية بشدة الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، ووصفتها بأنها تمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
جاء ذلك في بيان رسمي وزعته السفارة الصينية بالقاهرة، اليوم الأحد، تعليقًا على التصعيد الأخير في المنطقة بعد إعلان واشنطن تنفيذ ضربات عسكرية ضد مواقع نووية داخل إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده ترفض بشكل قاطع قصف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة أنها تقع تحت إشراف وضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرًا أن هذا التصرف يُعد سابقة خطيرة في التعامل مع المرافق النووية السلمية، ويقوّض المبادئ الأساسية للمعاهدات الدولية المعنية بعدم الانتشار النووي.
وأكد أن تصرفات واشنطن تُشكل انتهاكًا خطيرًا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتسهم في تأجيج التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
دعوة لوقف إطلاق النار والحوار بين أطراف النزاع
وفي سياق متصل، دعت بكين جميع أطراف النزاع، وعلى رأسهم إسرائيل، إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، واتخاذ خطوات جدية لضمان حماية المدنيين، وبدء حوار بنّاء يسهم في احتواء التصعيد وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وشدد المتحدث الرسمي على أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتوحيد الجهود الرامية إلى دعم العدالة الدولية، وتعزيز مساعي إحلال السلام، وإيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة المتصاعدة بين طهران وتل أبيب، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تكون لها تداعيات كارثية على العالم بأسره.
تصاعد الانتقادات الدولية بعد الضربات الأمريكيةوكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، في وقت سابق اليوم، أن الولايات المتحدة شنت هجمات على ثلاث منشآت نووية رئيسية داخل إيران، وهي "نطنز" و"فوردو" و"أصفهان"، في إطار ما وصفه بـ "ضربة وقائية" لوقف برنامج إيران النووي، مما أثار ردود فعل واسعة وإدانات دولية من عدة عواصم، أبرزها موسكو وبكين.