سنا وصبا.. التوأمان اللتان ولدتا معا واستشهدتا معا بحضن غزة
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
في صباح رمادي من صباحات قطاع غزة، غابت ضحكتان صغيرتان دفعة واحدة، "سُنا وصَبا"، توأمان في الرابعة من عمرهما، لم تعرفا من هذا العالم سوى دفء حضن أمهما، وخيوط الشمس الخجولة التي كانت تتسلل من خلف النوافذ المغلقة، هربا من قصف لا يرحم.
ولدتا معا، وعاشتا كأنهما روح واحدة في جسدين، ولم تفترقا يوما، حتى في لحظة الرحيل، حيث ارتقت أرواحهما الصغيرة سويا، بعدما استهدف القصف الإسرائيلي منزل عائلتهما، فأطفئت شمعتان بريئتان، قبل أن تكتمل أحلام الطفولة.
ومع لحظات الوداع الأخيرة، التي وثّقتها عدسات الكاميرا وعيون الوجَع، انتشر مقطع الفيديو وصور التوأمين برفقة والدهما عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتشعل موجة من الحزن والغضب، وتحوّل قصتهما إلى رمز جديد لبراءة تُغتال تحت نيران الاحتلال.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة نت (@aljazeera.net)
تداول النشطاء الصور المؤلمة كالنار في الهشيم، وتصدّرت "سُنا وصَبا" منصات التواصل، وسط دعوات لوقف استهداف الأطفال الأبرياء، واتهامات دولية بارتكاب جرائم ممنهجة ضد الطفولة في غزة.
وتساءل المصور الصحفي محمد أسعد، الذي وثّق لحظة وداع الطفلتين، قائلا "كنت أتساءل، هل عملُنا في التصوير الصحفي منذ بداية الحرب أمر غير مجدٍ؟ أحيانًا أفكر: ماذا ستغير تغطيتنا الصحفية مع استمرار هذا العدوان دون توقف ولا ردود أفعال؟! العالم في سبات عميق!".
إعلانويضيف عبر صفحته على فيسبوك بأسى "هل ستكون التوأمتان صبا وسنا، بعمر أربع سنوات، آخر ضحايا هذا العدوان؟".
أما المصور الفلسطيني علاء بدارنة، فقد عبّر عن إحساسه الثقيل تجاه المشهد ذاته قائلا "لو كنتُ مكان محمد، لكتبتُ نفس الشيء، بل أكثر… مثل هذه الصور كفيلة بأن تجعلك تستسلم لكل شيء. وغالبا لشيء أهم، وهو عجزك كمصور. هذه أصعب صورة ممكن أن ألتقطها، وأصعب صورة يمكن أن أشاهدها كمشاهد، صورة واحدة كافية لتجعلك غير قادر على التصوير مرة أخرى".
وأوضح الناشط مقداد جميل أن "صبا وسنا"، التوأمان، ابنتا الـ4 أعوام: "استُشهدتا معًا، بعد أن ولدتا وعاشتا معا. أربع سنوات فقط، قضتا منها عامًا ونصف تحت الموت والنزوح. هكذا، في كلّ صباح، نحمل أطفالنا ودمهم ينزف".
وعلّق عدد من المغردين بأن "صبا وسنا ليستا مجرد اسمين في خبر عاجل، بل حُلمان صغيران، قُطعا من شجرة الحياة قبل أن يكتمل نموهما".
صبا وسنا توأمان لم يتجاوزا الرابعة من عمرهما…
وُلدتا معاً في لحظة فرح، واسـ ـشهـ ـدتا في قـ صـ ـف على منزلهما في حي التفاح شرق مدينة غزة معاً في لحظة وجع.
صبا وسنا ليستا مجرد اسمين في خبر عاجل…
بل حلمان صغيران، قُطعا من شجرة الحياة قبل أن يكتمل نموهما. pic.twitter.com/APbZ7ODP5J
— أَحْمَد وَائِل حَمْدَان (@AHM3D_HAMDAN) April 23, 2025
وكتب أحدهم "صبا وسنا توأم من غزة… وُلدتا معًا، واستُشهدتا معًا. أربع سنوات من البراءة… وانتهت تحت الركام".
يا وجع غزة، يا ليل غزة، يا فجر غزة
التوأم صبا وسنا "4 سنوات"، استشهدتا معاً في قصف الاحتلال منزلهم بحي التفاح شرق غزة. pic.twitter.com/4H1treAu08
— سالم المصعبي ???? (@Salem_Mosabi) April 24, 2025
فيما رأى آخرون أن "صبا وسنا، هما اسما هاتين الجميلتين، توأم، أربع سنوات لم تكن كافية حتى لتتعلّما كيف تكون ربطة الشعر. وُلدتا في حرب، وارتقتا في أخرى، دون أي ذنب".
إعلانوتساءل مغردون آخرون بمرارة "يا رب، كيف كان شعورهما؟ كيف سيُجازون؟ وكيف سيكون عقاب من ساهم في هذا؟!".
يارب كيف هو شعورهم؟ كيف سيجازون؟ وكيف سيكون عقاب من ساهم في هذا؟
يا رب، اقلب موازين الكون لأجلهم، وامددهم بنصرك ورحمتك، وحقق لهم الفرج .. هم عبادك يا الله وأنت اللطيف الرحيم، فأرنا عطفك وجبرك وكرمك فيهم.
— Afnan_Tene_Rifia ????☀️???????? (@Kaltoum4ever) April 23, 2025
وأشار عدد من المدونين إلى أن "لا كلمات تُنصف حجم الجريمة، ولا ضمير حر يمكن أن يصمت أمام وجه هذا الاحتلال، الذي لم يفرّق بين أحد. فجميع الفلسطينيين، أطفالًا ونساءً وشيوخًا، هم أهداف لصواريخه الحارقة. إنه ليس مجرد احتلال… بل أبشع فصول الإجرام في تاريخ البشرية".
في ذات السياق، قال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في فلسطين كاظم أبو خلف إن 16 ألف طفل قتلوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب، أي بمعدل 27 طفلا يوميا، مشددا على أن الوضع خطير في القطاع وأن الأمور "على حافة الهاوية".
وأضاف أبو خلف -في مقابلة مع الجزيرة قبل أيام- أن هناك ارتفاعا في عدد القتلى الأطفال في غزة منذ استئناف إسرائيل للحرب. وأشار إلى أن الحرب خلفت 39 ألف طفل يتيم في القطاع.
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 استشهد أكثر من 51 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 116 ألفا بجروح.
وما يقارب نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة هم أطفال، وعلى مدى الشهور الـ18 الماضية أحالت الهجمات الإسرائيلية منازلهم إلى ركام ودمرت مدارسهم وخربت مرافق الرعاية الصحية الخاصة بهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أربع سنوات
إقرأ أيضاً:
محدش يصلي عليّ.. أمين الإفتاء يعلق: الجنازة حق لأهل الميت وليس له
قال الشيخ حسن اليداك، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، تعليقًا على سؤال ورد من سيدة تبلغ من العمر 72 عامًا، أفنت عمرها في الحفاظ على صلة الرحم مع إخوتها، لكنها تمر بكرب وضغوط نفسية شديدة مؤخرًا جعلتها تقول لهم في لحظة غضب: "لو جاء أجلي، محدش فيكم يصلي عليّ"، وتساءلت: "هل أنا بذلك أكون قد قطعت رحمي وعليّ ذنب؟".
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن مثل هذا الكلام يصدر في لحظة ألم نفسي شديد ولا يُعد من باب قطيعة الرحم إذا تابت عنه واستغفرت الله، مشيرًا إلى أن الإنسان كلما تقدم به العمر ازدادت حاجته إلى الكلمة الطيبة والتقدير والاهتمام، وأن تجاهل هذه الحاجة قد يؤدي إلى جرح مشاعره وصدور كلمات قاسية كرد فعل.
وأضاف أمين الإفتاء أن هذه العبارة مؤلمة، وتحمل نوعًا من الجفاء، ويجب على قائلها أن يتراجع عنها ويستدركها قائلًا: "كنت في لحظة غضب، وأرجو أن يغفر الله لي، فأنا أحتاج دعاءكم ومساندتكم أكثر من أي وقت مضى".
هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟.. أمين الإفتاء يجيب
هل يعتبر موتى حوادث الطرق من الشهداء؟.. الإفتاء تجيب
حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
دار الإفتاء تستقبل وفدًا ماليزيًّا لتعزيز التعاون الديني والعلمي
وبيّن أمين الإفتاء أن الوصية بألا يُصلّى على الجنازة أو ألا يحضر أهل المتوفى دفنه لا تُنفذ شرعًا، لأنها وصية بما لا يملك الإنسان، فحضور الجنازة حق لأهل الميت وليس له، والناس يعزّون أهله، لا هو، لذا لا يترتب على هذه العبارة أثر شرعي، لكنها تحتاج إلى توبة واستغفار فقط.
ودعا أمين الفتوى في دار الإفتاء، الأبناء والإخوة إلى تفهم مشاعر كبار السن ومراعاة التغيرات النفسية التي يمرون بها، والحرص على التلطف في القول والاهتمام المتواصل، لأن ما يقال في لحظة ضغط قد لا يُقصد به الجفاء، لكنه يكشف ألمًا يحتاج إلى احتواء ورحمة.