موقع النيلين:
2025-06-13@13:48:26 GMT

بين أن تكون قائداً أو بائع آيس كريم !!

تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT

“إذا كنت تريد إرضاء الجميع، فلا تكن قائدًا، بل بع الآيس كريم.”
“If you want to make everyone happy, don’t be a leader, sell ice cream.”

هكذا قال ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل – آيفون – وصاحب البصمة الفريدة في عالم التكنولوجيا. وربما لا يوجد وصف أدق لطبيعة القيادة من هذه الجملة القصيرة التي تجمع بين الطرافة والعمق.

القيادة ليست مهمة سهلة، وليست وظيفة مَن يبحث عن التصفيق الدائم والوجوه الراضية من حوله. لأن الحقيقة البسيطة هي: لا أحد يستطيع أن يُرضي الجميع، حتى لو كان نبياً أو عبقرياً. كل من اختبر موقعًا قياديًا، في أي مجال، يعرف جيدًا أن اللحظة التي تحاول فيها أن تُرضي الكل هي اللحظة التي تبدأ فيها بخسارة نفسك، ومبادئك، ومسارك.

في واقعنا، كثيرون يدخلون عالم القيادة معتقدين أنها مجرد توزيع للمهام، أو لعب دور الحكم بين الفرقاء. لكن سرعان ما يصطدمون بالحقيقة: القيادة قرارات. والقرارات، لا سيما الصعبة منها، لا تُرضي الجميع. فأحيانًا يجب أن تختار بين السيئ والأسوأ، أو بين ما هو شعبوي وما هو صحيح.

ستيف جوبز نفسه لم يكن ذلك المدير “المحبوب” في أبل. بل كان حادًا، حاسمًا، يقرر ويواجه العواصف، لأن رؤيته كانت واضحة: بناء شيء مختلف، عبقري، لا يشبه أحدًا. لذلك لم يكن يسعى إلى كسب القلوب بقدر ما كان يسعى لتحقيق الحلم. واليوم، نعرف النتيجة.

رغم أن ستيف جوبز توفي في العام 2011، إلا أنه وحتى أبريل 2025، تُقدّر القيمة السوقية لشركة أبل بنحو 3 تريليونات دولار أمريكي، ما يجعلها الشركة الأعلى قيمة في العالم من حيث رأس المال السوقي.
وذلك بفضل القيادة الملهمة القوية لستيف جوبز الذي أرسى دعائم استقرار ونظام عمل لم يتأثر برحيله، وهذه واحدة من سمات القائد الاستثنائي: خلق جيل يحمل الراية بعده.

القيادة تتطلب جرأة. تحتاج لقلب يتحمّل العزلة حين يصبح الطريق ضبابيًا، ولعقل يرى أبعد مما يراه الآخرون. وفي بعض الأحيان، يتطلب الأمر أن تقول “لا”، حتى حين تكون تلك الكلمة غير محبوبة. في مؤسسات الدولة، في الشركات، في الإدارات، بل حتى داخل الأسرة، هذه الحقيقة لا تتغير.

وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا، نحن في أمسِّ الحاجة إلى وزراء ومسؤولين لا يبحثون عن الأضواء، بل يتحمّلون المسؤولية بشجاعة وصدق. نحتاج إلى من تتجسّد فيهم صفات القيادة الحقيقية: وضوح الرؤية، والقدرة على اتخاذ القرار في أحلك الظروف، والاستعداد لتحمّل النقد والضغوط دون أن يتراجعوا عن المبادئ. نريد قادة يصغون للناس لا ليجاملوا، بل ليفهموا ويستجيبوا، يعملون بصمت وإخلاص، ويضعون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية أو الحزبية. لقد آن الأوان أن يُدار الوطن بعقلية رجال دولة لا موظفي سلطة، بقيادات تصنع المستقبل، لا تُدار بالأزمات.

القيادة ليست تعنتًا ولا قسوة، ولكنها ليست أيضًا طبطبة دائمة. هي توازن دقيق بين الاستماع للجميع، واتخاذ ما تراه صائبًا، ثم تحمّل النتائج. القائد الحقيقي لا يتهرب من المسؤولية، ولا يُغريه رضا الآخرين عن قراراته بقدر ما يشغله أن تكون قراراته عادلة وصحيحة.

إذا كنت تطمح لأن تكون قائدًا، فاستعد أن تُنتقد، أن يُساء فَهمك، أن تُرفض أفكارك أحيانًا. لكن في النهاية، ما سيُذكرك به الناس ليس كم شخصًا أحبك، بل كم أثرًا تركته. أما إن كان همّك أن تسعد الجميع وتسمع كلمات المديح باستمرار، فقد يكون بيع الآيس كريم خيارًا ألطف، وأهدأ، وأقرب للسلام النفسي!

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حادثة غريبة.. بائع فراولة يطلق النار ويصيب مدربا أثناء مباراة

الجديد برس| شهدت مدينة يكاتيرينبورغ الروسية خلال مباراة في بطولة روسيا لهوكي الميدان إصابة مساعد مدرب فريق دينامو سترويتيل بطلق ناري في ساقه ما تسبب في توقف المباراة. ووفقا لما نشره موقع Mash، فإن مطلق النار لم يكن سوى بائع فراولة محلي كان يحاول طرد الطيور التي كانت تفسد بضاعته، باستخدام سلاح هوائي. لكن إحدى الطلقات انطلقت بقوة غير معتادة وأصابت مساعد المدرب الذي كان متواجدا على منصة التصوير داخل الاستاد. أثار الحادث حالة من الذعر بين اللاعبين والجمهور، ما اضطر الحكام إلى إيقاف المباراة لمدة 20 دقيقة، حتى تلقى المصاب الإسعافات الأولية. ولحسن الحظ، لم تكن الإصابة خطيرة، حيث اخترقت الرصاصة الأنسجة الرخوة فقط. وصلت قوات الحرس الوطني الروسي بسرعة إلى مكان الحادث، وتم القبض على الجاني وفتح تحقيق فوري في الواقعة، قبل أن تستأنف المباراة بعد الانتهاء من التحقيقات. وحذر خبراء السلامة من مخاطر استخدام الأسلحة الهوائية قرب الفعاليات العامة، مؤكدين ضرورة اللجوء إلى وسائل أكثر أمانا لطرد الطيور، مثل الشبكات الواقية أو الأجهزة الصوتية. ولا تزال السلطات تحقق في ما إذا كان البائع يمتلك تصريحا قانونيا لحمل السلاح الهوائي، في حين يواجه احتمالية المساءلة القانونية بسبب استخدام السلاح في مكان عام ووقوع إصابة. يذكر أن مثل هذه الحوادث وقعت في دول أخرى من قبل، حيث سجلت إصابات غير متعمدة خلال محاولات طرد طيور أو حيوانات بوسائل غير آمنة، مثل حادثة شهيرة في ألمانيا عام 2019 خلال معرض زراعي.

مقالات مشابهة

  • ترامب: الضربات على إيران ناجحة وقد تكون أكثر وحشية
  • حلم أشرف يودّع جمهوره بالحلقة 13 .. هل تكون نهاية الموسم أم نهاية المسلسل؟
  • إيران: تعيينات جديدة في القيادة العسكرية بعد الهجوم الإسرائيلي
  • عدنان الروسان .. هل تكون نهاية ايران كنهاية حزب الله
  • حراك أبناء سوق الجمعة: الجمعة لن تكون مجرد مظاهرة بل صفعة في وجه الفساد
  • حادثة غريبة.. بائع فراولة يطلق النار ويصيب مدربا أثناء مباراة
  • سجن بائع سمك بتهمة استدراج وهتك عرض طفل
  • أن تكون عصريًا من أجل التريند: لماذا هذا الهوس؟
  • أعراض بسيطة قد تكون علامة مبكرة على سرطان الرئة
  • النيجيري أوسيمين.. من بائع متجول إلى أفضل لاعب في أفريقيا