الجسر القاري.. كيف غيّر اتصال آسيا وإفريقيا مسار التطور البشري؟!
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
الولايات المتحدة – يعتقد العلماء أنه لولا الجسر البري بين قارتي آسيا وإفريقيا الذي ظهر نتيجة عمليات تكتونية داخل الأرض لكان مصير الكوكب مختلفا تماما.
قد تبدو العمليات الجارية في أعماق الأرض بعيدة عنا جدا، إلا أن تأثيرها على تطور كوكبنا كبير جدا. حيث يؤدي تشكّل المساحات اليابسة إلى التأثير في تيارات المحيطات والظروف المناخية، بل وحتى على هجرة الكائنات الحية وتطورها.
وقد أصبح تشكل جسر بري واسع ربط بين آسيا وإفريقيا قبل حوالي 20 مليون سنة عبر مناطق شبه الجزيرة العربية والأناضول الحديثة موضوعا لبحث جديد.
وقد جمعت دراسة نشرتها مجلة Nature Reviews Earth & Environment بين بيانات منشورة سابقا ونماذج جديدة تم تطويرها في مدرسة “جاكسون” للعلوم الجيولوجية بجامعة “تكساس” في أوستن ومركز “هيلمهولتز” للعلوم الجيولوجية.
سمح الارتفاع التدريجي لليابسة لأسلاف حيوانات مثل الزرافات والفيلة ووحيد القرن والفهود وحتى البشر بالهجرة بين إفريقيا وآسيا. وقد وضع ظهور هذا الممر البري نهاية لعزل إفريقيا عن القارات الأخرى الذي استمر 75 مليون سنة.
ويوضح البروفيسور تورستن بيكر من قسم علوم الأرض والكواكب في كلية “جاكسون”: “يساهم هذا البحث في الكشف عن آليات تغير كوكبنا وطبيعة العلاقة بين الحياة وتكتونية الصفائح الأرضية”.
تعود بداية هذه القصة إلى ما قبل 50-60 مليون سنة، عندما تسبّب انزلاق صفيحة تكتونية في طبقة الوشاح الأرضي في صعود صخور منصهرة إلى السطح بعد نحو 30 مليون سنة.
وساهمت هذه الحركات في الوشاح، إلى جانب تصادم الصفائح التكتونية، في ارتفاع اليابسة. مما أدى إلى:
اختفاء المحيط القديم (تيثيس) انقسامه إلى البحر الأبيض المتوسط وبحر العرب في شكلهما الحديث تشكيل جسر بري بين آسيا وإفريقيا إغلاق المضيق الضحل قبل الموعد المتوقعوأضاف البروفيسور إيفيند ستراومي من مركز الأبحاث النرويجي (NORCE): “أُغلق المضيق الضحل قبل بضعة ملايين السنين من الموعد المتوقع. ولو لم يحدث هذا العمود الحممي (البلوم)، لسار تصادم القارات بطريقة مختلفة تماما.”
كما أشار إلى أنه لو تأخر اتصال إفريقيا بآسيا لمليون سنة إضافية، لاتخذت الحيوانات المهاجرة – بما فيها أسلاف البشر – مسارا تطوريا مختلفا جذريا.
وقبل بضعة ملايين السنين من الإغلاق الكامل للمضيق، نجحت أسلاف الرئيسيات – بما فيها السلف المشترك للإنسان – في العبور من آسيا إلى إفريقيا. وعلى الرغم من انقراض هذه المجموعة في موطنها الأصلي بآسيا، فإن سلالتها ازدهرت في القارة الإفريقية. وعندما اكتمل تشكل الجسر البري، عادت هذه الكائنات لتعيد استيطان آسيا مرة أخرى.
وعلّق البروفيسور ستراومي قائلا: “يمثل هذا النموذج دليلا واضحا على كيف يمكن للعمليات التكتونية طويلة الأمد أن تُحدث تحولا جذريا في مسار التطور البيولوجي للحياة على الكوكب.”
المصدر: Naukatv.ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: آسیا وإفریقیا ملیون سنة
إقرأ أيضاً:
“تنسيق المواقف”.. اتصال هاتفي بين رئيسي وزراء مصر والسودان تناول القضايا المشتركة
أجرى رئيسا وزراء مصر والسودان اتصالاً هاتفياً، عبّر خلاله رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، عن تحياته وتهانيه لشقيقه رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، بمناسبة توليه منصب رئيس الوزراء في السودان، في هذا المنعطف الحاسم من تاريخ البلاد.وشهد الاتصال استعراضاً لعلاقات التعاون التاريخية والمتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين، إلى جانب التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتنسيق المواقف بشأنها.من جانبه، أعرب الدكتور كامل إدريس عن بالغ تقديره لجمهورية مصر العربية، قيادة وحكومة وشعباً، على مواقفها الداعمة والمساندة للسودان عبر تاريخه، ولا سيما خلال فترة الحرب.كما جرى التطرق إلى مسألة جلوس الطلاب السودانيين لامتحانات الشهادتين السودانية والثانوية العامة في بلدهم الثاني، مصر، وما يحظون به من رعاية واهتمام.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب