مقال بمجلة نيوزويك: الصين ليست اتحادا سوفياتيا جديدا
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
منذ انهيار جدار برلين في 9 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989، ثمة انطباع خاطئ ترسخ في الفكر الإستراتيجي الأميركي بأن التنافس بين القوى العالمية العظمى سيتبع منطق الحدث التاريخي ذاته الذي أسدل الستار على حقبة الحرب الباردة، كما ورد في مقال بمجلة نيوزويك.
واعتبر كاتب المقال محمد سليمان -وهو مدير معهد الشرق الأوسط في العاصمة الأميركية واشنطن– أن هذا الاستنتاج يستند إلى افتراض مُغرٍ بأن الخصوم يمكن احتواؤهم، وأن التحالفات يمكن تجميدها في كتل، وأن النصر سيأتي من خلال الإنهاك الأيديولوجي.
لكنه يرى أن هذا التفكير لا يمكن إسقاطه على الصين؛ فهي ليست دولة كالاتحاد السوفياتي السابق، وليست اقتصادا موجَّها معزولا، ولا إمبراطورية ترزح تحت وطأة تجاوزاتها العسكرية، بل هي في نظره دولة معولمة، مدعومة بالتكنولوجيا، ودولة حضارية ذات رأس مال وكفاءة واستمرارية، دولة ترفض لعب الدور الذي صاغته موسكو.
تنافس تاريخيوقال الكاتب إن ما من تنافس عبر التاريخ ترك بصمة على العقيدة الإستراتيجية الأميركية أعمق من الحرب الباردة. فعلى أمد نصف قرن من الزمان تقريبا، احتدم صراع منهجي عسكري وأيديولوجي واقتصادي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الذي كان اقتصاده في حالة ركود ونظامه السياسي "متصلبا ومستبدا".
إعلانوأضاف سليمان أن الاتحاد السوفياتي أسس تحالفاته بالإكراه، وتخلَّفت ابتكاراته عن الركب، وانهارت منظومته الصناعية تحت معول تناقضاته، فكان أن خرجت أميركا من ذلك الصراع منتصرة بعد تفكك خصمها في عام 1991.
ووفق المقال، فقد أصبحت قواعد اللعبة إبان الحرب الباردة القائمة على الاحتواء والردع والرسائل الأيديولوجية -والتي ترمي في النهاية إلى إسقاط الخصوم- مفاهيم نظرية استخدمتها الولايات المتحدة في إدارة صراعها مع منافسيها.
ويعتقد الكاتب أن صناع السياسة الأميركية يحاولون الآن تطبيق الصيغة نفسها على الصين، التي يصف نظام حكمها بأنه هجين رأسمالي-تكنوقراطي ذو سيادة ويتمتع بانضباط إستراتيجي وله طموحات تكنولوجية، على عكس الاتحاد السوفياتي السابق.
حالة الصينعلى أن سليمان لا يرى أن صعود الصين معجزة، بل هو عودة إلى ماض كانت فيه الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، حيث كانت تستحوذ على أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 1820.
ومن العوامل التي تجعل من الصين بتلك القوة أنها لم تتنازل قط عن أدواتها الاقتصادية للسوق أو لرأس المال الأجنبي عندما انضمت إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001.
ويصف مدير معهد الشرق الأوسط في مقاله محاولات أميركا "احتواء" الصين كما فعلت من قبل مع الاتحاد السوفياتي، بأنها غير موفقة وخطرة أيضا.
ومع أن أنصار إستراتيجية الحرب الباردة يدعون إلى تبني نهج عالمي للاحتواء، مصمم لمحاصرة الخصم تحت وطأة تناقضاته الداخلية، فإن سليمان يرى أن هذا منطق استند آنذاك على شن حملة موسعة استُخدمت فيها موارد كثيفة لمواجهة القوة السوفياتية في كل منطقة ومجال.
اختلاف العواملولكن تطبيق هذا المنطق على الصين يتعارض مع واقع الحال، فالولايات المتحدة لم تعد -في نظره- ذلك العملاق الصناعي الذي كانت عليه في عام 1950. وعلى النقيض من ذلك، باتت الصين مصنع العالم، وجزءا لا يتجزأ من سلاسل التوريد العالمية وتدفقات السلع وشبكات البنية التحتية.
إعلانويرى الكاتب أن الصين لم تعد تخوض تنافسا داخل النظام الدولي القائم فحسب، بل إنها تحدد أطرا جيوسياسية جديدة تماما قوامها الجيوتكنولوجيا (الجيولوجيا التقنية أو التقنية الجيولوجية).
ثم إن الصين لا تشارك في العولمة فقط، فهي تشكل أيضا شروط التحول الرقمي العالمي. وفي هذا الصدد، يقول سليمان إن بكين نشرت التكنولوجيا على نطاق غير مسبوق؛ بدءا من شبكات الجيل الخامس والبنية التحتية السحابية لشركة هواوي إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة لشركة ديبسيك، ومن السيارات الكهربائية لشركة بي واي دي وليس انتهاء بالروبوتات الصينية الصنع.
ببساطة، فإن أميركا لم تعد قادرة على تحمل إستراتيجية الاحتواء المنهجي التي تتعامل بها مع العالم بأسره باعتباره مسرح مواجهة واحدا، حسب الكاتب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الحرب الباردة فی عام
إقرأ أيضاً:
الأرصاد تكشف موعد انتهاء الموجة الباردة وحقيقة الثأثر بعاصفة بايرون
كشف الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، عن الموعد الرسمي لاستقرار حالة الطقس وانتهاء الموجة الباردة التي تؤثر على مختلف أنحاء البلاد خلال الأيام الماضية.
وأوضح القياتي في تصريحاته أن التحسن يبدأ اعتبارًا من السبت المقبل الموافق 13 ديسمبر 2025، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع تدريجيًا بمعدل يتراوح بين درجة إلى درجتين، وهو ما يمهّد لعودة الأجواء المستقرة على معظم المناطق.
وأشار عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية إلى أن فرص سقوط الأمطار ستشهد تراجعًا ملحوظًا بداية من السبت، لتصبح فرص الأمطار ضعيفة على جميع المناطق، مؤكدًا أن البلاد لن تتعرض لموجات جديدة من عدم الاستقرار خلال هذه الفترة.
وفي سياق متصل، تطرق القياتي إلى تأثير عاصفة "بايرون" على مصر، مشيرًا إلى أن تأثيرها يكون محدودًا للغاية، حيث تتأثر البلاد فقط بأطراف المنخفض الجوي في طبقات الجو العليا، وهو ما ينتج عنه فرص لأمطار متفاوتة الشدة على السواحل الشمالية والوجه البحري، بينما تظل الأمطار على القاهرة الكبرى خفيفة وعشوائية.
استمرار الأجواء الباردة ليلاًونشرت هيئة الأرصاد الجوية توقعاتها التفصيلية لحالة الطقس خلال الأيام القادمة، مؤكدة أن الطقس سيظل باردًا خلال ساعات الليل والفجر على أغلب الأنحاء، مقابل طقس معتدل الحرارة نهارًا.
وأوضحت الهيئة أن فترات الليل والساعات الأولى من الصباح ستظل الأكثر تأثرًا بالبرودة خلال هذه الفترة.
الشبورة المائية تواصل نشاطهاوأشارت الهيئة إلى أن الشبورة المائية ستكون العامل الأكثر تأثيرًا خلال الطقس الأيام القادمة، حيث تنشط من التاسعة مساءً وحتى الثالثة صباحًا، خاصة على الطرق الزراعية والسريعة القريبة من المسطحات المائية.
وتشمل الشبورة الطرق المؤدية من وإلى القاهرة الكبرى وشمال الصعيد ووسط سيناء، وقد تصبح كثيفة في بعض الأحيان مما يستوجب الحذر أثناء القيادة.
مناطق الأمطار الأيام القادمةوتشير التوقعات إلى وجود فرص لسقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة غدًا الجمعة على بعض المناطق من السواحل الشمالية وشمال الوجه البحري، وذلك بشكل متقطع.
كما تتجدد فرص الأمطار على جنوب سيناء وجنوب البلاد مع بداية الأسبوع خلال الفترة من الأحد 14 ديسمبر وحتى الثلاثاء 16 ديسمبر على فترات متفرقة.
نشاط الرياح يزيد الإحساس بالبرودةوتتوقع هيئة الأرصاد أن يشهد الطقس الأيام القادمة نشاطًا متقطعًا للرياح مع بداية الأسبوع القادم، وهو ما يزيد من الإحساس ببرودة الطقس، حتى مع الارتفاع الطفيف المتوقع في درجات الحرارة.
درجات الحرارة الأيام القادمةونشرت الهيئة بيانًا تفصيليًا لدرجات الحرارة الصغرى والعظمى المتوقعة، والتي جاءت كالتالي:
القاهرة الكبرى والوجه البحري: العظمى 21 درجة، الصغرى 14 درجة
السواحل الشمالية: العظمى 20 درجة، الصغرى 13 درجة
شمال الصعيد: العظمى 21 درجة، الصغرى 9 درجات
جنوب الصعيد: العظمى 26 درجة، الصغرى 12 درجة
وأكدت هيئة الأرصاد الجوية أنها تواصل متابعة التغيرات الجوية على مدار الساعة، مع الالتزام بإصدار تحديثات دورية حال حدوث أي تطورات جديدة في حالة الطقس، لضمان وصول المعلومات الدقيقة إلى المواطنين في التوقيت المناسب.