منذ انهيار جدار برلين في 9 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989، ثمة انطباع خاطئ ترسخ في الفكر الإستراتيجي الأميركي بأن التنافس بين القوى العالمية العظمى سيتبع منطق الحدث التاريخي ذاته الذي أسدل الستار على حقبة الحرب الباردة، كما ورد في مقال بمجلة نيوزويك.

واعتبر كاتب المقال محمد سليمان -وهو مدير معهد الشرق الأوسط في العاصمة الأميركية واشنطن– أن هذا الاستنتاج يستند إلى افتراض مُغرٍ بأن الخصوم يمكن احتواؤهم، وأن التحالفات يمكن تجميدها في كتل، وأن النصر سيأتي من خلال الإنهاك الأيديولوجي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إغناتيوس: الدولار في دائرة الخطر مع تصاعد الحرب التجاريةlist 2 of 4توماس فريدمان: لم أخف يوما على مستقبل أميركا مثل الآنlist 3 of 4كاتب أميركي: هكذا يمكن لقوة عظمى مارقة أن تعيد تشكيل النظام العالميlist 4 of 4وول ستريت جورنال: أميركا أمة في حالة استسلامend of list

لكنه يرى أن هذا التفكير لا يمكن إسقاطه على الصين؛ فهي ليست دولة كالاتحاد السوفياتي السابق، وليست اقتصادا موجَّها معزولا، ولا إمبراطورية ترزح تحت وطأة تجاوزاتها العسكرية، بل هي في نظره دولة معولمة، مدعومة بالتكنولوجيا، ودولة حضارية ذات رأس مال وكفاءة واستمرارية، دولة ترفض لعب الدور الذي صاغته موسكو.

تنافس تاريخي

وقال الكاتب إن ما من تنافس عبر التاريخ ترك بصمة على العقيدة الإستراتيجية الأميركية أعمق من الحرب الباردة. فعلى أمد نصف قرن من الزمان تقريبا، احتدم صراع منهجي عسكري وأيديولوجي واقتصادي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الذي كان اقتصاده في حالة ركود ونظامه السياسي "متصلبا ومستبدا".

إعلان

وأضاف سليمان أن الاتحاد السوفياتي أسس تحالفاته بالإكراه، وتخلَّفت ابتكاراته عن الركب، وانهارت منظومته الصناعية تحت معول تناقضاته، فكان أن خرجت أميركا من ذلك الصراع منتصرة بعد تفكك خصمها في عام 1991.

ووفق المقال، فقد أصبحت قواعد اللعبة إبان الحرب الباردة القائمة على الاحتواء والردع والرسائل الأيديولوجية -والتي ترمي في النهاية إلى إسقاط الخصوم- مفاهيم نظرية استخدمتها الولايات المتحدة في إدارة صراعها مع منافسيها.

ويعتقد الكاتب أن صناع السياسة الأميركية يحاولون الآن تطبيق الصيغة نفسها على الصين، التي يصف نظام حكمها بأنه هجين رأسمالي-تكنوقراطي ذو سيادة ويتمتع بانضباط إستراتيجي وله طموحات تكنولوجية، على عكس الاتحاد السوفياتي السابق.

حالة الصين

على أن سليمان لا يرى أن صعود الصين معجزة، بل هو عودة إلى ماض كانت فيه الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، حيث كانت تستحوذ على أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 1820.

ومن العوامل التي تجعل من الصين بتلك القوة أنها لم تتنازل قط عن أدواتها الاقتصادية للسوق أو لرأس المال الأجنبي عندما انضمت إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001.

ويصف مدير معهد الشرق الأوسط في مقاله محاولات أميركا "احتواء" الصين كما فعلت من قبل مع الاتحاد السوفياتي، بأنها غير موفقة وخطرة أيضا.

ومع أن أنصار إستراتيجية الحرب الباردة يدعون إلى تبني نهج عالمي للاحتواء، مصمم لمحاصرة الخصم تحت وطأة تناقضاته الداخلية، فإن سليمان يرى أن هذا منطق استند آنذاك على شن حملة موسعة استُخدمت فيها موارد كثيفة لمواجهة القوة السوفياتية في كل منطقة ومجال.

اختلاف العوامل

ولكن تطبيق هذا المنطق على الصين يتعارض مع واقع الحال، فالولايات المتحدة لم تعد -في نظره- ذلك العملاق الصناعي الذي كانت عليه في عام 1950. وعلى النقيض من ذلك، باتت الصين مصنع العالم، وجزءا لا يتجزأ من سلاسل التوريد العالمية وتدفقات السلع وشبكات البنية التحتية.

إعلان

ويرى الكاتب أن الصين لم تعد تخوض تنافسا داخل النظام الدولي القائم فحسب، بل إنها تحدد أطرا جيوسياسية جديدة تماما قوامها الجيوتكنولوجيا (الجيولوجيا التقنية أو التقنية الجيولوجية).

ثم إن الصين لا تشارك في العولمة فقط، فهي تشكل أيضا شروط التحول الرقمي العالمي. وفي هذا الصدد، يقول سليمان إن بكين نشرت التكنولوجيا على نطاق غير مسبوق؛ بدءا من شبكات الجيل الخامس والبنية التحتية السحابية لشركة هواوي إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة لشركة ديبسيك، ومن السيارات الكهربائية لشركة بي واي دي وليس انتهاء بالروبوتات الصينية الصنع.

ببساطة، فإن أميركا لم تعد قادرة على تحمل إستراتيجية الاحتواء المنهجي التي تتعامل بها مع العالم بأسره باعتباره مسرح مواجهة واحدا، حسب الكاتب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الحرب الباردة فی عام

إقرأ أيضاً:

أشهر مشروبات الشتاء.. طقوس دافئة تقهر الأجواء الباردة

مع بداية الشتاء واشتداد البرودة، تعود طقوس المشروبات الساخنة إلى الواجهة جزءًا من الهوية الثقافية للشعوب، وتتنوع هذه المشروبات بين نكهات كلاسيكية وأخرى محلية مرتبطة بالعادات والتراث، لكنها تشترك في هدف واحد: منح الدفء والراحة في أيام الشتاء الباردة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); });

ورغم اختلاف الثقافات وتنوع الأذواق، يبقى الشتاء موسمًا للمشروبات التي تجمع بين الدفء والحنين والراحة، فهذه المشروبات ليست مجرد نكهات، بل طقوس شتوية تُعيد للناس لحظات الألفة، وتضفي على البرد معنى جميلًا.

أخبار متعلقة "بلاك نايت" تمثل قطاع القهوة المختصة السعودي في العالم6 عوامل.. أسباب انحراف المركبة على الطريق بشكل مفاجئ

وفيما يلي تقرير شامل عن أشهر مشروبات الشتاء حول العالم والعالم العربي، وأبرز ما يميز كل منها.

أولًا: المشروبات الشتوية العالميةالشوكولاتة الساخنة

تُعد الشوكولاتة الساخنة (الهوت شوكليت) واحدة من أكثر المشروبات الشتوية انتشارًا عالميًا، خصوصًا في أمريكا الشمالية وأوروبا، وهي تمتاز بقوامها الغني ونكهتها العميقة، وغالبًا ما تُقدم مع المارشميلو أو الكريمة المخفوقة، وتُعد مثالًا للراحة النفسية في ليالي الشتاء.

وتعود جذور هذا المشروب إلى حضارة الأزتيك، قبل أن يتحول عبر الزمن إلى واحدة من أيقونات الشتاء الحديثة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الشاي والقهوة طقس يومي عالمي يمنح الدفء في برد الشتاء - وكالات

الشاي بأنواعه المختلفة

الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء، ويُعد عنصرًا أساسيًا في الطقوس اليومية لدى معظم الشعوب.

وفي الشتاء، تبرز أنواع معينة تمنح دفئا وتمتاز بخصائص علاجية، مثل:

- الشاي الإنجليزي التقليدي بالحليب.

- شاي الأعشاب مثل النعناع والبابونج والزعتر.

- الشاي الأخضر الذي يفضله الكثيرون لنقائه وقدرته على تعزيز المناعة.

وتشتهر ثقافات بعينها بطقوس شتوية خاصة بالشاي، مثل اليابان والصين والهند.

القهوة بأنواعها المتعددة

القهوة واحدة من اللغات العالمية التي يتحدثها البشر في مختلف القارات، وتزداد شعبيتها في الشتاء، إذ تُعد مصدرًا للطاقة والدفء بفضل محتواها من الكافيين.

ومن أشهر أنواعها: اللاتيه، والكابتشينو، والإسبريسو، والأمريكانو.

وتشهد المقاهي في العالم ازدحامًا كبيرًا خلال الشتاء، إذ يتحول فنجان القهوة إلى رفيق أساسي في العمل والدراسة ولقاءات الأصدقاء.

ثانيًا: المشروبات الشتوية في العالم العربيالسحلب

يُعد السحلب واحدًا من رموز الشتاء في العالم العربي، ويتميز بقوامه الكريمي وطعمه اللطيف، ويُزين عادة بالقرفة وجوز الهند والمكسرات (الفستق أو اللوز).

ولا يرتبط السحلب بمذاقه فقط، بل بذكريات جميلة على المقاهي والشوارع الباردة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء - وكالات

مشروب الزنجبيل

يحتل الزنجبيل مكانة خاصة في البيوت العربية خلال الشتاء، خاصة عند مزجه بالعسل والليمون.

ويعده الكثيرون علاجًا طبيعيًا لنزلات البرد والبردية، لما له من فوائد في تحسين المناعة وتنشيط الدورة الدموية.

الشاي بالكرك

من أشهر مشروبات الخليج العربي، وقد أصبح علامة بارزة في شتاء المنطقة.

يتكون من شاي بالحليب مع خليط من الهال والزعفران والقرفة، ويُقدم غالبا في المناسبات والتجمعات.

وقد انتشر خلال السنوات الأخيرة في كثير من الدول العربية، وأصبح من المشروبات المفضلة لدى الشباب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } القهوة العربية طقس اجتماعي وتراث ضارب في القدم - واس

القهوة العربية

القهوة العربية ليست مجرد شراب، بل طقس اجتماعي وتراث ضارب في القدم.

تُقدم غالبًا ممزوجة بالهيل وأحيانا بماء الورد أو الزعفران، وترافقها دائما حبات التمر.

وفي الشتاء، تُصبح القهوة العربية وسيلة للدفء ولم شمل العائلة.

شراب القرفة

سواء قُدمت القرفة وحدها أو ممزوجة بالتفاح أو الحليب، فإنها من المشروبات التي تمنح دفئًا سريعًا.

وتشتهر بقدرتها على تنشيط الدورة الدموية وتخفيف آلام البرد، ما يجعلها خيارًا شائعًا في البيوت العربية.


مقالات مشابهة

  • هيئة مكافحة الفساد: الانقسامات ليست ذريعة والتحديات لن توقف العمل
  • الأرصاد تكشف موعد انتهاء الموجة الباردة
  • استشاري نفسي: ظاهرة التحرش بالأطفال ليست جديدة
  • أشهر مشروبات الشتاء.. طقوس دافئة تقهر الأجواء الباردة
  • مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
  • الأرصاد تكشف موعد انتهاء الموجة الباردة واستقرار حالة الطقس
  • مدبولي: مصر ليست أرض التاريخ فقط.. بل أرض العلم والابتكار
  • وثيقة سرية تكشف: أميركا ستتكبد هزيمة ساحقة أمام الصين
  • وثيقة سرية تكشف: أميركا ستتكبد "هزيمة ساحقة" أمام الصين
  • نيوزويك: السعودية تلقت ضربة بسبب الانتقالي وتمرده يخدم الحوثيين (ترجمة خاصة)