الانهيار العسكري الأمريكي أمام اليمن: ضربة استراتيجية تهز صورة واشنطن في المنطقة
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
يمانيون../
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر لحظات الإحراج العسكري والسياسي حرجًا في تاريخها الحديث، وذلك بعد فشل حملتها العسكرية العدوانية على اليمن، والتي كانت تهدف أساسًا إلى دعم كيان الاحتلال الصهيوني الغارق في عدوانه على غزة، وتثبيت الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر.
تعددت اعترافات الإعلام الأمريكي ومراكز الدراسات خلال الأيام الماضية، مؤكدين أن العدوان على اليمن لم يحقق أهدافه، بل جاء بنتائج عكسية، منحت اليمن زخمًا استثنائيًا عزز قدراته الدفاعية والهجومية، ورسخ حضوره كقوة مقاومة متماسكة في الإقليم.
وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” نشرته الاثنين الماضي، أكدت الصحيفة أن الحملة الأمريكية فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أهداف الردع، بل إن العمليات اليمنية تصاعدت بوتيرة غير مسبوقة، وأصبح من المؤكد أن الغارات الأمريكية ساهمت في تعزيز صمود صنعاء أكثر من إضعافها. وذكرت الصحيفة أن “الباحثين حذروا مرارًا من أن الغارات قد تخدم اليمنيين بدلًا من ردعهم”.
أما مجلة “فورين بوليسي”، فقد ذهبت أبعد، حين أكدت في تقرير موسع لها أن الحملة الأمريكية المكلفة، التي تجاوزت نفقاتها مليار دولار خلال خمسة أسابيع فقط، لم تحقق لا حرية الملاحة للصهاينة في البحر الأحمر، ولا إعادة فرض الردع المفقود.
وفي تأكيد إضافي على عمق الفشل الأمريكي، أشارت شبكة “CNN” إلى أن اليمنيين يواصلون إطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه كيان الاحتلال، وأن السفن الأمريكية المتمركزة لحماية الكيان أصبحت نفسها هدفًا يوميًا للهجمات، في مشهد يُحرج البنتاغون ويكشف وهن القدرات الأمريكية رغم تفوقها العددي والتقني.
موقع “ذا وور زون” المتخصص في الشؤون العسكرية، أكد أن الدفاعات الجوية اليمنية باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا، مشيرًا إلى استمرار إسقاط الطائرات الأمريكية المتطورة (MQ-9)، وهو ما دفع واشنطن إلى الاستعانة بقاذفات استراتيجية مثل (B-2) لمحاولة تقليل خسائرها الجوية، في اعتراف ضمني بفشل الحملات الجوية الاعتيادية.
الجانب الصهيوني نفسه لم يُخفِ خيبة أمله من الأداء الأمريكي، فقد كتب رئيس تحرير موقع “سنترال إنترست” أن “الجيش الأمريكي العظيم يعاني فشلًا مذهلًا”، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل ضرب السفن التجارية، وتوسيع ساحة المواجهة في البحر الأحمر وفي العمق الصهيوني.
الضربات اليمنية أدت كذلك إلى اختناق الإمدادات العسكرية الأمريكية، كما أشار تقرير مركز واشنطن للدراسات، حيث أصبح الحظر البحري الذي تفرضه القوات اليمنية يهدد نقل 80% من مواد الدفاع الأمريكية، مما اضطر السفن إلى سلوك طرق أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما يكبد واشنطن خسائر إضافية تقدر بمليون دولار إضافي لكل رحلة شحن.
كل هذه المعطيات تكشف أن الولايات المتحدة لا تواجه مجرد تحدٍ عسكري في اليمن، بل مأزقًا استراتيجيًا بنيويًا، إذ تجد نفسها عاجزة عن إيقاف تمدد المقاومة، وعاجزة عن حماية جنودها وسفنها، ومحرجة أمام الداخل الأمريكي والرأي العام العالمي الذي يرى في استمرار العدوان على اليمن انتهاكًا فجًا لكل القوانين الدولية.
لقد تحولت الحملة العسكرية الأمريكية من محاولة لاستعراض القوة إلى إعلان فاضح عن تآكلها، مما يفتح الباب واسعًا أمام تسريع التحولات الكبرى في ميزان القوى العالمي، حيث تفقد واشنطن تدريجيًا قدرتها على فرض إرادتها بالقوة، خصوصًا أمام إرادة الشعوب الحرة المقاومة.
وإزاء هذا الفشل الذريع، باتت واشنطن أمام مفترق طرق خطير: إما أن تعترف بفشل مشروعها العدواني وتبدأ بمراجعة استراتيجياتها، أو أن تغرق أكثر في مستنقعات الحروب الخاسرة التي تعجل بسقوط الإمبراطورية الأمريكية كما حدث لأسلافها في التاريخ.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
187 مليون ريال استثمارات استراتيجية جديدة في "حرة صلالة" خلال النصف الأول
◄ 7 مشاريع استراتيجية تدخل حيز التشغيل التجريبي ومرحلة البناء
صلالة- الرؤية
حقَّقتْ المنطقة الحرة بصلالة، التابعة لمجموعة أسياد، أداءً استثنائيًا خلال النصف الأول من عام 2025؛ حيث استقطبت 6 مشاريع جديدة بحجم استثمار بلغ أكثر من 187 مليون ريال عُماني؛ ليرتفع بذلك إجمالي حجم الاستثمارات التراكمية في المنطقة إلى 4.9 مليار ريال عُماني منذ انطلاق العمليات التجارية.
وبلغت نسبة الإشغال بالأراضي حوالي 51% من إجمالي مساحة الأراضي القابلة للإشغال، في حين بلغت نسبة إشغال المستودعات 87% من إجمالي مساحة المستودعات، في مؤشر على الطلب المتزايد على خدمات المنطقة وبناها التحتية ويؤكد مكانتها كمركز استثماري عالمي. وشهدت الفترة ذاتها دخول 7 مشاريع استثمارية استراتيجية حيز التشغيل التجريبي ومرحلة البناء، بإجمالي استثمارات تجاوزت 80 مليون ريال عُماني. ويعكس هذا التقدم التزام المستثمرين الدوليين وثقتهم بالمنطقة الحرة بصلالة كوجهة استثمارية رائدة وموثوقة.
وتعكس هذه النتائج تنامي ثقة المستثمرين العالميين في البيئة الاستثمارية المتميزة التي توفرها المنطقة الحرة بصلالة، بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط ثلاث قارات، وبنيتها الأساسية المتطورة، إلى جانب الحوافز التنافسية التي تقدمها للمستثمرين. كما يوفّر التكامل مع ميناء ومطار صلالة قيمة مُضافة للمستثمرين من خلال الربط المباشر بأهم الموانئ والمطارات العالمية؛ ما يُعزِّز من مكانة المنطقة كمركز صناعي ولوجستي رائد يدعم تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
وأكد الدكتور علي بن محمد تبوك الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصلالة، أهمية هذه النتائج قائلًا: "تعكس المؤشرات المحققة خلال النصف الأول من عام 2025 ثقة المستثمرين المتزايدة في البيئة الاستثمارية المتكاملة التي نوفرها؛ سواءً من حيث البنية التحتية المتقدمة أو الحلول اللوجستية المتكاملة التي تقدمها مجموعة أسياد، بالإضافة إلى الحوافز التنافسية الجاذبة، وهذه الإنجازات تمثل ترجمة عملية لاستراتيجيتنا في استقطاب مشاريع ذات قيمة مضافة تُسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة تواكب تطلعات رؤية عُمان 2040".