الشرارة.. فيلم يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية في درعا
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
درعا – عُرض في مبنى المركز الثقافي بمدينة درعا، اليوم الثلاثاء، الفيلم الوثائقي "الشرارة"، الذي يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية، بحضور عشرات الشخصيات من وجهاء المدنية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
يوثّق الفيلم أبرز الأحداث التي شهدتها محافظة درعا في الأيام الأولى من انطلاق الثورة السورية عام 2011، مستعرضا لحظة سقوط أول تمثال لحافظ الأسد في مدينة داعل بريف درعا، ومقتل أول شابين برصاص قوات النظام، في مشاهد أعادت إلى الأذهان بدايات الثورة التي يُنسب إلى درعا إطلاق شرارتها.
"الشرارة" يوثق اللحظات المفصلية وانطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011 (الجزيرة)
عابر للحدودوقال محمد المسالمة، مخرج فيلم "الشرارة"، في تصريح للجزيرة نت، إن الفيلم يُعد ثمرة عمل استمر لسنوات، ساهم فيه عدد من النشطاء والإعلاميين من درعا، بهدف توثيق اللحظات المفصلية التي سبقت انطلاقة الثورة السورية في 18 مارس/آذار 2011، ويعتمد بشكل كبير على مشاهد حصرية تُعرض للمرة الأولى، جُمعت من أرشيف نادر وموثّق.
وأشار المسالمة إلى أن الفيلم يتناول قضية اعتقال الأطفال، وسقوط أول تمثال للأسد في سوريا يوم 14 شباط/فبراير من العام ذاته، إلى جانب محاولات التظاهر التي قمعها النظام قبل اندلاع الثورة.
إعلانو"الشرارة" عمل عابر للحدود، إذ يقيم المخرج في ألمانيا، بينما توزّع باقي أفراد الفريق بين الأردن وقطر ودرعا، ما شكّل تحديا كبيرا في مراحل الإنتاج، خاصة في تنسيق المقابلات والتصوير عبر دول متعددة.
"حلم تحقق"
وعُرض في درعا الإصدار الأول من النسخة القصيرة للفيلم، والتي تبلغ مدتها 30 دقيقة.
ويُعد هذا العرض الأول من نوعه لفيلم وثائقي يُعرض في المدينة منذ سقوط نظام بشار الأسد، وفق ما أكده المخرج، الذي أوضح أن العمل جارٍ حاليا على النسخة الطويلة التي يُخطط لعرضها لاحقا بدمشق، وفي الجامعات والمدارس السورية بعد إجراء التعديلات اللازمة على المحتوى.
وأكد المسالمة أن عرض الفيلم أمام الجمهور في درعا كان بمثابة حلم تحقق، معبّرا عن مشاعر مختلطة من الفرح والحزن، لعدم تمكنه من الحضور شخصيا بسبب بُعد المسافة.
وختم بالقول "الوقوف على المسرح في سوريا هو حلم مؤجّل، لكني واثق أنه سيتحقق، أؤمن أن هذا الفيلم ليس مجرد عمل فني، بل وثيقة تاريخية تحفظ سردية الثورة للأجيال القادمة".
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قال المصوّر محمود المسالمة، أحد المشاركين في إنتاج الفيلم، إن "الشرارة" يُعد من أوائل الأعمال التي جمعت بين نشطاء عايشوا الأيام الأولى للثورة وآخرين حافظوا على أرشيفها البصري والوثائقي طيلة السنوات الماضية.
وأكد أن "المقاطع التي توثق تلك المرحلة جُمعت وتم تنسيقها ضمن الفيلم لتقديم سرد بصري يعكس حجم التضحيات التي قدمها أهالي درعا".
ووجّه رسالة إلى العاملين في المجال الإعلامي، داعيا إلى إنتاج المزيد من الأفلام والوثائقيات التي توثق بدايات الثورة، "هذه الأعمال هي التي ستنقل الحقيقة للأجيال القادمة، وستكون مرجعا ثابتا لما جرى في سوريا منذ عام 2011".
جاء عرض فيلم "الشرارة" في وقت تشهد فيه درعا مرحلة جديدة تتسم بمساحة أوسع من حرية التعبير والعمل المدني، بعد سنوات من القمع وطمس الرواية المحلية.
ولاقى الفيلم تفاعلا واسعا من الحضور، الذين رؤوا فيه وثيقة حيّة تنبض بالحقيقة، ورسالة بصرية للأجيال القادمة، لتظل لحظة الانطلاق محفورة في ذاكرة السوريين.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تلتقي فعاليات محافظة درعا
درعا-سانا
ناقشت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، مع فعاليات اجتماعية واقتصادية ودينية بمحافظة درعا اليوم، نظام الانتخابات، وبرنامجها الزمني، والاستعدادات لها، وسبل إنجاحها.
وتناول اللقاء الذي عقد في المركز الثقافي العربي بدرعا مواضيع تمثيل جرحى الحرب في المجلس الجديد، وزيادة عدد مقاعد المحافظة باعتبارها خمس مناطق لا أربعاً، ورفد المجلس بالخبراء القانونين وذوي الاختصاص لتعديل القوانين والتشريعات المعمول بها زمن النظام البائد، واستقلالية العمل والشفافية والعزل السياسي لمن ساند النظام المخلوع، وضرورة وجود مرجعية قانونية للبت بالطعون، وأهمية تمثيل كل المكونات دون استثناء.
وأوضح رئيس اللجنة الدكتور محمد الأحمد، أن لقاء ممثلي المجتمع المحلي في درعا يأتي من باب الحرص على وضعهم بإحاطة حول العملية الانتخابية، وصولاً إلى تشكيل مجلس الشعب الذي يمثل السلطة التشريعية، واستكمال بناء أركان الدولة السورية الجديدة.
وأضاف: إن مهمة اللجنة العليا الإشراف على عملية الانتخاب غير المباشرة لثلثي أعضاء مجلس الشعب بحدود 100 مقعد من أصل 150 مقعداً، حيث يتولى رئيس الجمهورية تعيين الخمسين الباقين حسب الإعلان الدستوري.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات: “إن اللجنة مستقلة ومحايدة، وتسعى لتشكيل مجلس شعب قادر على سن التشريعات، وإعادة النظر في القوانين، وهيكلية المنظومة التشريعية، بما يخدم خطط التنمية وبناء وطن حر وضمان تمثيل فعال لكل فئات المجتمع”.
وبشأن آلية الاختيار المنوطة باللجنة أوضح الأحمد أن العمل يتم على مراحل، بحيث يتم اختيار الهيئات الناخبة على مستوى المناطق، وتشكيل لجنة انتخابات فرعية على مستوى المحافظة تمتاز بالنزاهة والحيادية، واعتماد لجنة للطعون على مستوى كل محافظة، للنظر في الطعون المقدمة بعد صدور القوائم الأولية للجان الانتخابية والبت فيها، لترفع بعدها القوائم النهائية ويتم اعتمادها أصولاً.
وأشار إلى أن سوريا غير مهيأة لانتخابات مباشرة بسبب غياب الإحصائيات الدقيقة والبنية الانتخابية الواضحة والمتكاملة، فضلاً عن غياب عدد كبير من السوريين عن بلدهم بسبب ممارسات النظام البائد، مبيناً أن اللجنة تعمل على تمثيل كل الشرائح بما فيها المرأة والشباب الذين أتموا 25 سنة وذوو الإعاقة الخلقية وبسبب الحرب.
عضو اللجنة حنان البلخي أوضحت أن عمل اليوم ليس مجرد تحضير لعملية انتخابية بل تتويجاً لمسار طويل من التضحيات، واعترافاً بأن شعبنا هو صاحب القرار والحق في سن التشريعات والمساءلة.
وبينت البلخي أن اللجنة لا تشرح آلية انتخابية بقدر ما ترسم ملامح مستقبل حر عادل واسع الأفق، وأن مجلس الشعب سيكون أحد الأدوات التي تعيد للدولة معناها وللقانون سلطته وللناس كرامتها، عبر سن تشريعات وقوانين تحرر سوريا من القيود التي كبلها بها النظام البائد لسنوات طويلة والانطلاق نحو عملية التنمية.
عضو اللجنة العليا بدر جاموس أوضح أن اعتماد هذه الآلية لانتخابات مجلس الشعب فرضته المرحلة الانتقالية والاستثنائية التي تمر بها سوريا، وقال: كل المؤسسات الحكومية تعاني من القوانين السابقة، ولا تستطيع الحكومة انتظار مدة ثلاث سنوات لإعادة ترتيب السجلات الانتخابية والمدنية بدون تشريعات جديد يقرها مجلس شعب مؤقت.
يشار إلى أن اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تشكلت بموجب المرسوم الرئاسي رقم 66 لعام 2025، للإشراف على تشكيل هيئات فرعية ناخبة، تنتخب تلك الهيئات ثلثي أعضاء مجلس الشعب.
واجتمعت اللجنة خلال الأيام الماضية مع فعاليات عن محافظتي دمشق وريف دمشق.
تابعوا أخبار سانا على