ماكرون يرفض الاستقالة رغم تهديدات بحجب الثقة عن حكومته الجديدة
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
باريس "رويترز": رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوات الاستقالة ووجه انتقادات حادة إلى معارضيه اليوم الاثنين في وقت تواجه فيه حكومته خطر السقوط بسبب اقتراحين لسحب الثقة قد يُطيحان بها بحلول نهاية الأسبوع.
وتمر فرنسا بأسوأ أزمة سياسية منذ عقود، إذ تسعى حكومات الأقلية المتعاقبة إلى تمرير ميزانيات تهدف إلى تقليص العجز وسط برلمان مُنقسم إلى ثلاث كتل أيديولوجية مختلفة.
وعين ماكرون خمسة رؤساء وزراء في أقل من عامين، فيما اعتبر عدد من خصومه أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو دعوة الرئيس إلى انتخابات تشريعية مبكرة أو تقديم استقالته وهو ما رفضه ماكرون.
وعند وصوله إلى مصر اليوم الاثنين للمشاركة في اجتماع يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، بدا ماكرون متحديا، ملقيا باللوم على خصومه في زعزعة استقرار فرنسا، ومؤكدا أنه لا يعتزم التنحي عن منصبه قبل انتهاء ولايته الثانية والأخيرة في عام 2027.
وقال "أُكرّس جهودي للحفاظ على الاستقرار وسأواصل ذلك".
وأعاد ماكرون يوم الجمعة تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسا للحكومة بعد استقالته من المنصب في وقت سابق من الأسبوع. وأعلن مكتب ماكرون عن تشكيلة حكومة لوكورنو الجديدة في وقت متأخر من أمس إذ احتفظ عدد كبير من الوزراء بمواقعهم على الرغم من تعهد لوكورنو بتعيين وزراء يجسدون "التجديد والتنوع".
وقدم كل من حزب فرنسا الأبية اليساري المتشدد وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مقترحات لسحب الثقة من الحكومة اليوم الاثنين.
وسيواجه لوكورنو تصويتا على سحب الثقة يوم الخميس المقبل وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان يملك الأصوات الكافية للبقاء في منصبه، إذ لا يزال الحزب الاشتراكي، الذي يُعد دعمه ضروريا، مترددا ولم يحسم أمره.
يريد الاشتراكيون من لوكورنو إلغاء إصلاحات ماكرون للمعاشات التقاعدية وفرض ضريبة على المليارديرات، وهو إجراء يرفضه اليمين رفضا قاطع ا.
ويُعد لوكورنو أقصر رؤساء وزراء فرنسا خدمة، إذ لم تتجاوز مدة ولايته الأولى 27 يوما. ولم يستبعد إمكانية الاستقالة مجددا إذا تعذر عليه أداء مهامه.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لا أحد يريد لوكورنو.. لوبوان: خيار ماكرون يثير الدهشة بالداخل والخارج
قالت مجلة لوبوان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر في خطوة مفاجئة إعادة تعيين الوزير السابق ورئيس الوزراء المستقيل سيباستيان لوكورنو في منصبه، مما أثار دهشة وامتعاضا داخل فرنسا وخارجها.
واُعتبرت هذه الخطوة في الداخل الفرنسي انعكاسا لعزلة ماكرون السياسية وافتقاده للخيارات -كما تقول المجلة- فقد وصف رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا تشكيل حكومة لوكورنو الثانية بأنه "مزحة سيئة، وعار ديمقراطي، وإهانة للشعب الفرنسي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحفي فلسطيني يكشف معاناة الأصوات الفلسطينية بفرنسا بعد 7 أكتوبرlist 2 of 2وول ستريت جورنال تتحدث عن بصمات كوشنر على خطة سلام غزةend of listأما الأمينة العامة لحزب الخضر مارين تونديلييه، فقالت إنها مذهولة لأن الرئيس "قرر التمسك بالسلطة رغم خسارته في الانتخابات، والمضي قدما في طريق يعلم الجميع أنه مسدود، فقط لأنه يرغب في ذلك".
بيد أن وقع المفاجأة لم يقتصر على الداخل -كما تقول المجلة- إذ رأت صحيفة بيلد الألمانية أن ماكرون "يحبس نفسه في فخ نصبه بنفسه"، مشيرة إلى أنه كلف أقرب معاونيه بمحاولة إيجاد مخرج من الأزمة، مذكرة بأن إعادة تعيين لوكورنو تأتي رغم الدعوات لتسمية شخصية من اليسار الذي تقدم في الانتخابات التشريعية المبكرة.
أما صحيفة لوسوار البلجيكية، فوصفت الوضع بأنه "عودة إلى المربع الأول"، مشيرة إلى مرور "أسبوع من الجمود والمشاورات العقيمة" قادها لوكورنو قبل إعادة تكليفه.
خيار الفرصة الأخيرةومن ناحيتها، رأت صحيفة إلباييس الإسبانية في هذا القرار تجسيدا لأسلوب ماكرون المعروف "بالتلاعب بالمواعيد ونفاد صبر خصومه"، واعتبرت أن إعلان التعيين المتأخر في الساعة العاشرة ليلا ما هو إلا دليل إضافي على اتساع الهوة بين الرئيس والشارع الفرنسي، "الذي تعب من الكوميديا السياسية في الأيام الأخيرة".
وأضافت الصحيفة أن الرئيس لم يكتف بإغضاب الحزب الاشتراكي، بل أزعج أيضا حزب "أوريزون" بقيادة إدوار فيليب، و"الجمهوريين"، مؤكدة أن "لا أحد كان يريد لوكورنو".
وفي بريطانيا، وصفت صحيفة غارديان هذا التعيين بأنه "خيار الفرصة الأخيرة"، مذكرة بأن لوكورنو أصبح ثالث رئيس وزراء في عام واحد، وسط أزمات سياسية متواصلة، بسبب عدم وجود أغلبية في البرلمان، في وقت تحتاج فيه البلاد لإقرار ميزانية جديدة، رغم غياب حكومة مستقرة منذ أسابيع.
إعلانأما صحيفة واشنطن بوست الأميركية فرأت أن إعادة تكليف لوكورنو تأتي في سياق "خلل سياسي أوسع"، يتعلق بافتقار ماكرون لأغلبية، مما يجعله عاجزا عن تمرير القوانين دون دعم خصومه السياسيين.
واعتبرت الصحيفة أن فشل رؤساء الوزراء السابقين كان نتيجة طبيعية لهشاشة مشروع ماكرون السياسي، كما سلطت الضوء على التحديات الاقتصادية التي تواجه فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، خاصة على مستوى العجز والدين العام.
من جانبها، اعتبرت وكالة رويترز أن فرنسا تمر "بأسوأ أزمة سياسية منذ عقود"، مشيرة إلى أن "المهمة الأكثر إلحاحا أمام لوكورنو ستكون تقديم ميزانية إلى البرلمان بحلول يوم الاثنين"، مع منحه "صلاحيات مطلقة" من الرئيس.