تعزيز مهارات موظفي البريمي في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجية العمل
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
البريمي- ناصر العبري
نظّمت مُحافظة البريمي وبالتعاون مع أكاديمية عالم الرشد في كلية البريمي الجامعية، برنامجًا تدريبيًا بعنوان "مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجية في العمل"، وذلك ضمن جهودها في مجال التحول الرقمي وتعزيز الكفاءات، إذ يستمر البرنامج لمدة 5 أيام متتالية، مستهدفًا عددا من موظفي المحافظة بمختلف تقسيماتها.
ويهدف البرنامج إلى تمكين الموظفين من اكتساب مهارات المستقبل، وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير الأداء وتحسين جودة العمل، من خلال تطبيقات عملية تُمكّن المشاركين من استخدام التقنيات الحديثة في إنجاز المهام اليومية بكفاءة وابتكار.
وتضمّن البرنامج عددا من المحاور التدريبية، من أبرزها مقدمة في الذكاء الاصطناعي للتعريف بالمفاهيم الأساسية والفروقات بين الذكاء البشري والاصطناعي، وأدوات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي تسهم في رفع الإنتاجية، والتطبيقات العملية في بيئة العمل التي ركّزت على تدريب المشاركين في استخدام أدوات مثل ChatGPT في إعداد التقارير والملخصات والخطط اليومية، إضافةً إلى محور تحسين الإنتاجية واتخاذ القرار باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومحور التحديات والأمان الرقمي الذي تناول أهمية الخصوصية عند تطبيق مشاريع الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل.
وأكد المهندس طارق بن حسن المعمري، رئيس فريق التحول الرقمي بمحافظة البريمي، أن تنظيم هذا البرنامج يأتي ضمن خطة المحافظة لتطوير القدرات الرقمية لموظفيها، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة رئيسية في تعزيز الكفاءة الحكومية ورفع مستوى جودة الخدمات.
وأضاف: "نسعى من خلال هذا البرنامج إلى ترسيخ ثقافة رقمية واعية، وتمكين الموظفين من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في أداء مهامهم اليومية، وتحسين جودة المخرجات، وتمكين فرق العمل من أدوات المستقبل، ويعد هذا البرنامج خطوة ضمن سلسلة مبادرات رقمية تتبناها محافظة البريمي لتأهيل الكفاءات الوطنية وتزويدها بالمعارف التقنية الحديثة، بما يعزز التحول نحو بيئة عمل ذكية وأكثر إنتاجية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
توسع أمازون في تسويق أدوات المراقبة والذكاء الاصطناعي للشرطة
في تقرير استقصائي مثير، كشفت مجلة فوربس الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول جهود شركة أمازون المكثفة لتوسيع نفوذها في مجال خدمات المراقبة والذكاء الاصطناعي الموجهة لأجهزة إنفاذ القانون.
التقرير يوضح أن الشركة لم تعد تكتفي بتقديم خدمات أمازون ويب سيرفيسز AWS كمزود سحابي عام، بل تسعى بشكل استراتيجي لتسويق منصاتها كأدوات أمنية متطورة للشرطة والجهات الحكومية حول العالم.
وبحسب الوثائق والمراسلات التي حصلت عليها فوربس، تعمل أمازون على بناء شبكة شراكات مع شركات متخصصة في مجالات المراقبة وتحليل البيانات وتطبيقات الأمن العام، بهدف تعزيز وجودها في سوق يُقدّر حجمه بأكثر من 11 مليار دولار لتكنولوجيا الشرطة.
وتشمل هذه الشراكات شركات معروفة مثل Flock Safety المتخصصة في أنظمة تتبع المركبات وقارئات لوحات الترخيص، وشركة ZeroEyes المطورة لتقنيات كشف الأسلحة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى C3 AI وRevir Technologies اللتين تقدمان منصات لمراكز العمليات الأمنية وتحليل الجرائم في الوقت الفعلي، فضلًا عن شركات مثل Abel Police وMark43 التي توفر أنظمة ذكية للمساعدة في كتابة التقارير الشرطية تلقائيًا.
وبحسب التقرير، تُظهر رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين موظفي فريق "الأمن العام وإنفاذ القانون" في أمازون أن الشركة تسعى بشكل واضح إلى ترسيخ مكانتها في هذا القطاع المربح عبر تقديم حلول تقنية متكاملة تدعم عمليات الشرطة في الميدان والتحقيقات الجنائية.
وتشير المراسلات إلى أن الهدف هو جعل خدمات AWS بمثابة البنية التحتية الرقمية الأساسية لتقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي الأمني في الولايات المتحدة وخارجها.
لكن هذه الاستراتيجية لم تمر دون إثارة جدل واسع. فقد أشعلت جهود المبيعات المكثفة التي تقوم بها أمازون موجة من الانتقادات الحادة من قبل منظمات حقوقية ومدافعين عن الخصوصية، الذين يرون أن دمج تقنيات المراقبة المتقدمة بالذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي قد يؤدي إلى انتهاكات واسعة للحريات المدنية واستخدامات خاطئة للتقنيات الحساسة.
ويحذر خبراء في التكنولوجيا من أن الاعتماد المفرط على خوارزميات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأفراد أو اتخاذ قرارات ميدانية قد يُنتج نتائج غير دقيقة أو متحيزة، خصوصًا في ظل غياب الضوابط التنظيمية الصارمة.
كما أن العديد من إدارات الشرطة، بحسب التقرير، لم تُظهر التزامًا كاملاً بالقوانين المنظمة لاستخدام هذه الأنظمة، ما يثير مخاوف إضافية حول سوء استخدامها.
وفي تصريحات لمجلة فوربس، قال جاي ستانلي، كبير محللي السياسات في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية (ACLU): "من المؤسف أن نرى إحدى أكبر الشركات في العالم تروج لتقنيات المراقبة التي يمكن أن تُستخدم بطرق استبدادية"، مضيفًا: "لم أكن أعلم أن أمازون أصبحت تلعب دور الوسيط لتقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة لإنفاذ القانون".
ويرى محللون أن تحركات أمازون الأخيرة تمثل محاولة واضحة للدخول بقوة في قطاع الأمن العام، الذي يشهد منافسة متزايدة بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل، اللتين تقدمان بالفعل خدمات سحابية متطورة لجهات حكومية وأمنية.
غير أن دخول أمازون إلى هذا المجال يثير قلقًا خاصًا بسبب سجلها الواسع في جمع البيانات عبر أجهزتها الاستهلاكية مثل رينغ وكاميرات المراقبة المنزلية، وهو ما يمنحها وصولًا استثنائيًا إلى كميات هائلة من البيانات التي يمكن ربطها بشبكات المراقبة الحكومية.
وفي ظل هذا التوجه المتسارع، يُتوقع أن يزداد الجدل حول العلاقة بين شركات التكنولوجيا العملاقة والسلطات الأمنية، خصوصًا في غياب تشريعات واضحة تحدد حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة وإنفاذ القانون.
ومع اتساع نفوذ أمازون في هذا القطاع، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستظل التقنيات الذكية أداة لتعزيز الأمن فقط، أم أنها ستتحول إلى وسيلة جديدة لتقليص الخصوصية وتوسيع المراقبة في الحياة اليومية؟