يمانيون:
2025-12-14@08:40:50 GMT

تلازم الإجرام الفكري والإرهاب الفعلي

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

تلازم الإجرام الفكري والإرهاب الفعلي

طاهر محمد الجنيد

جرائم الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها شذاذ الآفاق من جيش الاحتلال في فلسطين عامة وغزة خاصة، لا تمثل سلوكا فرديا، بل إنها سلوك كيان ونظام استعماري استيطاني يعتمد على أيديولوجية فكرية دينية وثقافية واقتصادية وسياسة وفي كل المجالات، وهي ذاتها منطلقات الاستعمار الاستيطاني الذي أباد الهنود الحمر في أمريكا واستولى على أرضهم واستعبدهم بقوة الحديد والسلاح .


الإجرام الصهيوني الصليبي (صهاينة العرب والغرب) وصل به الأمر إلى استحلال دماء الأبرياء والمُعتدى عليهم، فرئيس كيان الاحتلال يقول :ليس هناك مدنيون في غزة ؛ ووزير دفاعه يقول بأنهم حيوانات ؛ وفي تسريبات لسفير الاحتلال في النمسا يؤكد انه ليس هناك أبرياء أو غير متورطين في غزة ولا يعترف باتفاقيات حقوق الإنسان، بل يؤكد أنه واجب قتل كل من كان تحت سن (16)سنة من أجل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الصهاينة وهو إفراغ غزة وتسليمها للمستثمرين الأمريكيين والأوروبيين والسعوديين والإماراتيين لتنفيذ مشروع ما يسمى “ريفيرا الشرق الأوسط “، سواء بتنصيب قيادة فلسطينية شكلية أو غير ذلك (لأنه لن يكون هناك مكان يطلق عليه اسم فلسطين)، وذلك لإلغاء حق تقرير المصير فعليا وحق العودة للاجئين الفلسطينيين- وفقا للحقائق القائمة على الأرض لا عملا بنصوص القانون والعدالة والإنسانية التي يسخر منها ولا يعترف بها.
الأنظمة السعودية والإماراتية والمصرية وغيرها من الأنظمة العربية المطبعة تؤيد كل جرائم كيان الاحتلال ، فالمقترح المصري (لا مانع من نقل وتهجير الفلسطينيين إلى النقب أو أي منطقة أخرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى تتم إبادة المقاومة ثم إعادتهم اليها؛ والآن أضافوا إليه نزع سلاح المقاومة) وذلك تسهيلا للمجرمين من شذاذ الآفاق، مع أن غزة محاصرة من جميع الاتجاهات لا يُسمح بدخول حليب الأطفال ولا حتى عكازات لمن قطعت أطرافهم القنابل والصواريخ، لأنها حسب تصنيف الإجرام الصهيوني مواد خطرة.
عندما تنحط الأخلاق وتفسد الطباع يتحول الإنسان إلى وحش لكن بصورة إنسان وهو ذاته الأمر الذي عاقب الله اليهود حينما خالفوا أوامره، قال تعالى “قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَ أُولَٰٓئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ “. المائدة-60-.
كل الكلمات لا تستطيع وصف إجرام التحالف الصهيوني الأمريكي على أرض غزة وفلسطين؛ ولا تستطيع وصف الخذلان والتعاون من قبل الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية مع الإجرام؛ رغم محاولة البعض وصفها بجرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تهجير قسري، لكن كل ذلك لا يعني شيئا، لأن المجرمين بلا أخلاق ولا ضمائر ولا دين ولا مبادئ ولا قيم، بل أصبحوا حيوانات وأدنى من الحيوانات التي قد ترحم فريستها وتشفق عليها .
هؤلاء المجرمون يقصفون المخيمات والمدارس والمستشفيات ويفجرون البيوت ويهدمونها على رؤوس ساكنيها ويستمتعون غارقين في نوبات من الضحك الهستيري عندما يرون أشلاء الضحايا تتطاير في الهواء ؛ يستهدفون الأطفال بأسلحة القنص لأكثر من مرة ؛ يقتلون الأطباء والمسعفين كي لا ينقذوا الضحايا، أمين عام الأمم المتحدة حاول أن يصف ما يجري فقال (الوضع فظيع للغاية ؛ الشعب الفلسطيني يتعرض للعقاب الجماعي؛ والمدنيون في غزة يعيشون في دوامة من الموت )، وأما منسقة الأمم المتحدة للسلام سيغريد كاغ فقالت (الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مستويات كارثية).
في العصور الماضية كان الاعتماد على المؤرخين والناجين من الفظائع والجرائم، أما اليوم فالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة لرصد ما حدث في غزة بعد أن ظهرت العمالة والخيانة والإجرام في كل مجالات الحياة -سياسة واقتصاداً واجتماعاً وإعلاماً-؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنهم يحاربون ويقتلون كل من يمكنه توصيل صورة الإجرام إلى العالم واستعانوا بمتخصصين في هذه المجالات سواء في ارتكاب الجرائم أو في المساعدة عليها وآخرها الاستعانة بشركة مايكروسوفت لارتكاب جرائم الإبادة، وحينما احتجت موظفتان حُرتان من المغرب والهند تم فصلهما من عملهما في الشركة.
الصراع اليوم يدور بين عقليتين الأولى: تملك المال والسلاح والنفوذ لكنها تستند إلى دينها المحرف الذي يصف الآخرين بأنهم ليسوا بشرا بل ادنى منهم وهو ما أكده البروفيسور الموسوعي د. عبدالوهاب المسيري -رحمه الله- أن اليهود والنصارى يريدون إبادة العرب والمسلمين لانهم يرونهم(متخلفين وهامشيين ولا علاقه لهم بالأرض؛ وانهم مخيفون)، وهذه بعض الأسباب، لكن أهمها انحرافاتهم الفكرية والعقدية وتحريف الكلم عن مواضعه وعصيان أوامر الله ومخالفته وتطاولهم عليه سبحانه ووصفه بما لا يليق به تعالى عما يقولون علوا كبيرا ((ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة)) قلوب قاسية تتطاول على خالقها وتحل ما حرم من الربا وأكل أموال الناس بالباطل وكتمان الحق وقتل الأنبياء بغير حق والتعاون على الإجرام وعبادة المال .
لقد وصفوا ما يريدونه لغزة بالجحيم ومثل ذلك كل من يخالفهم، وشاهد العالم ذلك وتحرك أولو الضمائر الإنسانية والحية في كل أرجاء العالم ولم تتحرك ضمائر قادة الأنظمة العربية والإسلامية، لأنهم بلا ضمائر ولا إنسانية، بل وصل الارتكاس بهم إلى مناصرة وتأييد المجرمين ومحاربة المظلومين والمستضعفين.
يستطيع الإجرام الصهيوني الصليبي أن يُسكت الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، لكن هناك ضمائر حية تقدس الإنسان لإنسانيته لا لشيء آخر، فها هي مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية- فرنشيسكا البانيز- تقول(حكومة يقودها مجرمان متهمان بجرائم حرب وضد الإنسانية، مازالت مستمرة في إجرامها لأكثر من 16 شهر، وأبادت في غزة ما يزيد على خمسين الفا من النساء والأطفال وتهجر السكان من الشمال إلى الجنوب تطبيقا للاستراتيجية العسكرية لتنفيذ التطهير العرقي لمن تبقى من أهل غزة، ؛لقد فشلنا في منع الإبادة وهذا رأي المجتمع الحقوقي العالمي ورأي لجنه تحقيق منظمة العفو الدولية ومؤرخين إسرائيليين).
الإجرام الصهيوني يتواصل ولا مجال حتى للقتل الرحيم أو الرأفة بالضحايا لأن (صهاينة العرب والغرب) اتفقوا على ذلك، إسرائيل هي الواجهة وهم مساندون وداعمون ومشاركون في كل ذلك .
يحسب تحالف الإجرام أنه سيظل في منجاة من العقاب، لكن ذلك وهم، فهذه الدماء التي سالت لن تذهب هدرا، فقد كشفت حقيقة طالما حاولوا إخفاءها وتزييفها؛ وهذه الدماء هي الأساس في نيل الاستقلال والحرية والعزة والكرامة؛ الجزائر قدمت مليوناً ونصف المليون شهيد في حرب الاستقلال فقط وفيتنام قدمت خمسة ملايين ومثلهم من الجرحى والمعاقين، وكما هتف الشهيد البطل المقدام يحيى السنوار -رحمه الله- وكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل مظلومية فلسطين وأسكنهم فسيح جناته:
“وللحُرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مُضرّجةٍ يُدق” .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الإجرام الصهیونی فی غزة

إقرأ أيضاً:

دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط

قال باحثون إن الأطفال الذين يتّبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى مكملات غذائية أو أطعمة مدعّمة لضمان الحصول على ما يكفي من العناصر الأساسية.

خلصت مراجعة رئيسية جديدة إلى أنّ الأنظمة الغذائية النباتية أو الخالية تماماً من المنتجات الحيوانية يمكن أن تكون صحية للأطفال، لكنهم على الأرجح سيحتاجون إلى أطعمة مُدعّمة أو مكملات للحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها.

ووفقاً للدراسة، قد توفر الأنظمة الغذائية النباتية أيضاً بعض الفوائد الصحية للأطفال، بما في ذلك صحة قلبية وعائية أفضل مقارنةً بالأطفال الذين يتناولون اللحوم. وقد نُشرت الدراسة في Critical Reviews in Food Science and Nutrition.

وتشير النتائج إلى أنّ "الأنظمة النباتية والنباتية الصِرفة المُخطط لها جيداً والمُدعّمة على نحو مناسب يمكن أن تلبي الاحتياجات الغذائية وتدعم النمو الصحي لدى الأطفال"، بحسب ما قالت مونيكا دينو، المؤلفة الرئيسية للدراسة وباحثة في جامعة فلورنسا في إيطاليا، في بيان.

وقال الباحثون إن هذه الدراسة هي الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن الأنظمة الغذائية النباتية لدى الأطفال.

حلّلوا بيانات نحو 49 ألف طفل ومراهق في 18 دولة، متابعين عاداتهم الغذائية ونتائجهم الصحية ونموّهم وحالتهم التغذوية. وشملت الأنماط الغذائية النباتيين (يتناولون منتجات الألبان والبيض ولا يأكلون اللحوم أو السمك أو الدواجن) إضافةً إلى النباتيين الصرف وآكلي كلّ شيء.

يميل الأطفال النباتيون إلى تناول كميات أكبر من الألياف والحديد والفولات وفيتامين سي والمغنيسيوم مقارنة بآكلي كلّ شيء، لكنهم يحصلون على طاقة وبروتين ودهون وفيتامين بي 12 وفيتامين دي وعنصر الزنك بكميات أقل.

وكانت الأدلة أقلّ بشأن الأنظمة النباتية الصِرفة، لكن الأنماط كانت متشابهة. ووجدت الدراسة أن الأطفال النباتيين الصرف لديهم تناول منخفض بشكل خاص للكالسيوم.

وقال الباحثون إن الأطفال الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى تناول مكملات أو أطعمة مُدعّمة لتجنّب نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية.

وقالت جينيت بيزلي، وهي إحدى مؤلفات الدراسة وأستاذة مشاركة في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة: "من اللافت أن مستويات فيتامين بي 12 لا تصل إلى الحد الكافي من دون مكملات أو أطعمة مُدعّمة، وكان تناول الكالسيوم واليود والزنك غالباً عند الحد الأدنى من النطاقات الموصى بها".

تمتع الأطفال النباتيون الصرف والنباتيون بصحة قلبية وعائية أفضل من الأطفال الذين يتناولون اللحوم. ويميل النباتيون إلى أن يكونوا أقصر قليلاً وأنحف، مع مؤشر كتلة جسم (BMI) وكتلة دهنية ومحتوى معدني عظمي أقل.

Related لماذا يحذر الخبراء من إعطاء الأطفال مكملات غذائية كالفتيامينات؟

وكانت لديهم أيضاً مستويات كوليسترول أقل، بما في ذلك كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وهو الشكل "السيئ" أو "غير الصحي" من الكوليسترول الذي يمكن أن يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين.

لكن للدراسة بعض القيود؛ فمثلاً من الصعب إثبات ما إذا كانت الأنظمة الغذائية للأطفال سببت مباشرة الفروق في نتائجهم الصحية. وقد تختلف الأسر التي تختار الأنظمة النباتية عن آكلي اللحوم من حيث الوضع الاجتماعي الاقتصادي أو عوامل نمط الحياة.

يوصي الباحثون بأن يضع الآباء أنظمة أبنائهم الغذائية بعناية، على سبيل المثال، بدعم من أطباء الأطفال وأخصائيي التغذية.

وقالوا إنه ينبغي أن تكون هناك إرشادات رسمية أكثر لمساعدة الأسر التي تعتمد الأنظمة النباتية على ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها خلال نموّهم.

وقالت دينو: "نأمل أن تقدّم هذه النتائج إرشادات أوضح بشأن فوائد الأنظمة النباتية ومخاطرها المحتملة، بما يساعد العدد المتزايد من الآباء الذين يختارون هذه الأنظمة لأسباب صحية أو أخلاقية أو بيئية".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • هل يؤثر النظام النباتي على نمو الأطفال؟ دراسة تكشف فروقًا في الطول والوزن
  • فوائد غير متوقعة للأنظمة الغذائية النباتية للأطفال
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • دراسة عالمية تكشف فروق النمو بين الأطفال النباتيين وآكلي اللحوم
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • ملتقى نجوم الإرادة يحتفي بإبداعات الطلبة في برامج الدمج الفكري ببهلا
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • عادل نعمان: فكر ابن رشد انتصر في أوروبا .. والتخلف الفكري عندنا بسبب ابن تيمية
  • عادل نعمان: فكر ابن رشد انتصر في أوروبا.. والتخلف الفكري عندنا بسبب ابن تيمية
  • مبادرات جديدة لتعزيز الأمن الفكري وتنمية الخطابة في الأحساء