تلازم الإجرام الفكري والإرهاب الفعلي
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
طاهر محمد الجنيد
جرائم الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها شذاذ الآفاق من جيش الاحتلال في فلسطين عامة وغزة خاصة، لا تمثل سلوكا فرديا، بل إنها سلوك كيان ونظام استعماري استيطاني يعتمد على أيديولوجية فكرية دينية وثقافية واقتصادية وسياسة وفي كل المجالات، وهي ذاتها منطلقات الاستعمار الاستيطاني الذي أباد الهنود الحمر في أمريكا واستولى على أرضهم واستعبدهم بقوة الحديد والسلاح .
الإجرام الصهيوني الصليبي (صهاينة العرب والغرب) وصل به الأمر إلى استحلال دماء الأبرياء والمُعتدى عليهم، فرئيس كيان الاحتلال يقول :ليس هناك مدنيون في غزة ؛ ووزير دفاعه يقول بأنهم حيوانات ؛ وفي تسريبات لسفير الاحتلال في النمسا يؤكد انه ليس هناك أبرياء أو غير متورطين في غزة ولا يعترف باتفاقيات حقوق الإنسان، بل يؤكد أنه واجب قتل كل من كان تحت سن (16)سنة من أجل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الصهاينة وهو إفراغ غزة وتسليمها للمستثمرين الأمريكيين والأوروبيين والسعوديين والإماراتيين لتنفيذ مشروع ما يسمى “ريفيرا الشرق الأوسط “، سواء بتنصيب قيادة فلسطينية شكلية أو غير ذلك (لأنه لن يكون هناك مكان يطلق عليه اسم فلسطين)، وذلك لإلغاء حق تقرير المصير فعليا وحق العودة للاجئين الفلسطينيين- وفقا للحقائق القائمة على الأرض لا عملا بنصوص القانون والعدالة والإنسانية التي يسخر منها ولا يعترف بها.
الأنظمة السعودية والإماراتية والمصرية وغيرها من الأنظمة العربية المطبعة تؤيد كل جرائم كيان الاحتلال ، فالمقترح المصري (لا مانع من نقل وتهجير الفلسطينيين إلى النقب أو أي منطقة أخرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى تتم إبادة المقاومة ثم إعادتهم اليها؛ والآن أضافوا إليه نزع سلاح المقاومة) وذلك تسهيلا للمجرمين من شذاذ الآفاق، مع أن غزة محاصرة من جميع الاتجاهات لا يُسمح بدخول حليب الأطفال ولا حتى عكازات لمن قطعت أطرافهم القنابل والصواريخ، لأنها حسب تصنيف الإجرام الصهيوني مواد خطرة.
عندما تنحط الأخلاق وتفسد الطباع يتحول الإنسان إلى وحش لكن بصورة إنسان وهو ذاته الأمر الذي عاقب الله اليهود حينما خالفوا أوامره، قال تعالى “قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَ أُولَٰٓئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ “. المائدة-60-.
كل الكلمات لا تستطيع وصف إجرام التحالف الصهيوني الأمريكي على أرض غزة وفلسطين؛ ولا تستطيع وصف الخذلان والتعاون من قبل الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية مع الإجرام؛ رغم محاولة البعض وصفها بجرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تهجير قسري، لكن كل ذلك لا يعني شيئا، لأن المجرمين بلا أخلاق ولا ضمائر ولا دين ولا مبادئ ولا قيم، بل أصبحوا حيوانات وأدنى من الحيوانات التي قد ترحم فريستها وتشفق عليها .
هؤلاء المجرمون يقصفون المخيمات والمدارس والمستشفيات ويفجرون البيوت ويهدمونها على رؤوس ساكنيها ويستمتعون غارقين في نوبات من الضحك الهستيري عندما يرون أشلاء الضحايا تتطاير في الهواء ؛ يستهدفون الأطفال بأسلحة القنص لأكثر من مرة ؛ يقتلون الأطباء والمسعفين كي لا ينقذوا الضحايا، أمين عام الأمم المتحدة حاول أن يصف ما يجري فقال (الوضع فظيع للغاية ؛ الشعب الفلسطيني يتعرض للعقاب الجماعي؛ والمدنيون في غزة يعيشون في دوامة من الموت )، وأما منسقة الأمم المتحدة للسلام سيغريد كاغ فقالت (الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مستويات كارثية).
في العصور الماضية كان الاعتماد على المؤرخين والناجين من الفظائع والجرائم، أما اليوم فالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة لرصد ما حدث في غزة بعد أن ظهرت العمالة والخيانة والإجرام في كل مجالات الحياة -سياسة واقتصاداً واجتماعاً وإعلاماً-؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنهم يحاربون ويقتلون كل من يمكنه توصيل صورة الإجرام إلى العالم واستعانوا بمتخصصين في هذه المجالات سواء في ارتكاب الجرائم أو في المساعدة عليها وآخرها الاستعانة بشركة مايكروسوفت لارتكاب جرائم الإبادة، وحينما احتجت موظفتان حُرتان من المغرب والهند تم فصلهما من عملهما في الشركة.
الصراع اليوم يدور بين عقليتين الأولى: تملك المال والسلاح والنفوذ لكنها تستند إلى دينها المحرف الذي يصف الآخرين بأنهم ليسوا بشرا بل ادنى منهم وهو ما أكده البروفيسور الموسوعي د. عبدالوهاب المسيري -رحمه الله- أن اليهود والنصارى يريدون إبادة العرب والمسلمين لانهم يرونهم(متخلفين وهامشيين ولا علاقه لهم بالأرض؛ وانهم مخيفون)، وهذه بعض الأسباب، لكن أهمها انحرافاتهم الفكرية والعقدية وتحريف الكلم عن مواضعه وعصيان أوامر الله ومخالفته وتطاولهم عليه سبحانه ووصفه بما لا يليق به تعالى عما يقولون علوا كبيرا ((ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة)) قلوب قاسية تتطاول على خالقها وتحل ما حرم من الربا وأكل أموال الناس بالباطل وكتمان الحق وقتل الأنبياء بغير حق والتعاون على الإجرام وعبادة المال .
لقد وصفوا ما يريدونه لغزة بالجحيم ومثل ذلك كل من يخالفهم، وشاهد العالم ذلك وتحرك أولو الضمائر الإنسانية والحية في كل أرجاء العالم ولم تتحرك ضمائر قادة الأنظمة العربية والإسلامية، لأنهم بلا ضمائر ولا إنسانية، بل وصل الارتكاس بهم إلى مناصرة وتأييد المجرمين ومحاربة المظلومين والمستضعفين.
يستطيع الإجرام الصهيوني الصليبي أن يُسكت الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، لكن هناك ضمائر حية تقدس الإنسان لإنسانيته لا لشيء آخر، فها هي مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية- فرنشيسكا البانيز- تقول(حكومة يقودها مجرمان متهمان بجرائم حرب وضد الإنسانية، مازالت مستمرة في إجرامها لأكثر من 16 شهر، وأبادت في غزة ما يزيد على خمسين الفا من النساء والأطفال وتهجر السكان من الشمال إلى الجنوب تطبيقا للاستراتيجية العسكرية لتنفيذ التطهير العرقي لمن تبقى من أهل غزة، ؛لقد فشلنا في منع الإبادة وهذا رأي المجتمع الحقوقي العالمي ورأي لجنه تحقيق منظمة العفو الدولية ومؤرخين إسرائيليين).
الإجرام الصهيوني يتواصل ولا مجال حتى للقتل الرحيم أو الرأفة بالضحايا لأن (صهاينة العرب والغرب) اتفقوا على ذلك، إسرائيل هي الواجهة وهم مساندون وداعمون ومشاركون في كل ذلك .
يحسب تحالف الإجرام أنه سيظل في منجاة من العقاب، لكن ذلك وهم، فهذه الدماء التي سالت لن تذهب هدرا، فقد كشفت حقيقة طالما حاولوا إخفاءها وتزييفها؛ وهذه الدماء هي الأساس في نيل الاستقلال والحرية والعزة والكرامة؛ الجزائر قدمت مليوناً ونصف المليون شهيد في حرب الاستقلال فقط وفيتنام قدمت خمسة ملايين ومثلهم من الجرحى والمعاقين، وكما هتف الشهيد البطل المقدام يحيى السنوار -رحمه الله- وكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل مظلومية فلسطين وأسكنهم فسيح جناته:
“وللحُرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مُضرّجةٍ يُدق” .
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإجرام الصهیونی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الانتكاسة العميقة في ظل التخبط الصهيوني
خالد بن أحمد الأغبري
إن الانتكاسة العميقة التي وصلت إليها بعض الأنظمة، وهي تساند وتناصر الكيان الصهيوني الغاشم بشتى الطرق وتقف بجانبه ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه، من أجل دعم ذلك الكيان المتطرف وخروجه عن جادة الصواب، واتباعه الأساليب العشوائية المارقة، بما يؤدي إلى تفاقمات واضحة بعيدة كل البعد عن الإطار الأخلاقي والسلمي، في صورة تفتقر إلى السلوك الإيماني المطلق، والحكمة، والعقلانية، والرؤى السديدة، وذلك في إشارة واضحة تجسد ذلك الواقع التاريخي المرير والمؤلم الذي يعبر عن تلكم الأحداث المهينة، والأوضاع المخيفة والمشينة التي لا تُحتمل ولا تُطاق، بما تشكله من مخاطر مزعجة وكبيرة، وهزيمة للبشرية جمعاء.
وهو فشل استراتيجي معني بالكثير من الإخفاقات، الأمر الذي يدعو إلى مراجعة حقيقية ودقيقة لتلكم المعطيات السلبية التي فقدت كل التوازنات الدولية والإقليمية، والمعايير الإنسانية والأخلاقية، فيما أدت به من فشل ذريع أمام قوى الظلم والاستبداد، التي تعمل على إثارة هذه الغرائز الشيطانية المدمّرة، عبر مسارات متعددة وسلوكيات متنوعة تستهدف قطاعات كثيرة، من بينها قطاع الشباب، الذي يشكل رمز هذه الحياة الفتية، وقواعدها الأساسية، وحصنها المنيع في مواجهة تلك التحديات المثيرة للجدل، وعدوانيتها التي تتمدد عبر منظومتها وقدراتها للدخول في صراع مروع ومستمر من أجل إفشال الوحدة الفلسطينية، وتوظيفها بطريقة أو بأخرى فيما يهدد موازين العدالة، ويهمّش تلك الضوابط والضمانات الرصينة من أجل تقييدها، ومحاصرة العقول المتفتحة التي من شأنها الإبداع والابتكار وتطوير الذات، في مقابل السعي المتواصل بما يسهم في تفكيك القدرات المعادية، واستبدالها بقوى فاعلة ومؤثرة تلبي تطلعات وطموحات المجتمعات الواعية، التي تدرك ماهية التكتلات العنصرية التي تُصاغ أهدافها داخل الغرف المظلمة، والتي من شأنها التحكم في مصير هذه المجتمعات، ومحاصرتها من خلال نشر الفساد، وتضييق الخناق عليها، رغبة في استسلامها، والخضوع لإرادة تلك الكيانات المارقة التي تستعبد الناس من أجل عرقلة مسيرتهم الإيمانية، والتي تسعى من خلال ذلك إلى نشر الوعي الثقافي اللازم، والمتجرد من أساليب الخيانات والنفاق، واستخدام تلك الوسائل والأدوات المصاحبة لها في ضوء التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة، ومآلات تلكم الحروب والعنجهية التي تنمي فلسفة الحقد والكراهية، والعمل على تنشيطها وإبرازها بشكل مخيف ومدمّر.
وعندما يتحدث الوسطاء عن تسوية بين الكيان الصهيوني وحماس، فهذه التسوية مصيرها الفشل، مثلما فشلت مثيلاتها من قبل، والهدف منها إتاحة الفرصة لهذا الكيان من أجل ترتيب أولوياته وأوراقه، وإعادة حساباته، وتمكين قواته لتكثيف استعداداته، بالكيفية التي يرون فيها تحقيقًا لأهدافهم ومصالحهم. فالصهاينة وأعوانهم بطبيعتهم لا يمكن أن يكونوا صادقين، ولا أن يكونوا ملتزمين بمواثيق أو معاهدات، وقد دأبوا بوضوح تام على المراوغة، والخداع، والكذب، الذي تتشكل ملامحه من خلال نواياهم واستراتيجياتهم، على نحو يمكنهم من القضاء على عناصر المقاومة، والاستيلاء على حقوقهم، واحتلال أراضيهم وممتلكاتهم، وممارسة أبشع صنوف الجريمة والفساد، من أجل تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم المبنية على حلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى، والتي من بينها قطاع غزة، لاستغلال ثرواته، وتهجير أصحابه، وبسط سلطتهم عليه. وهو مشروع قائم على الخيانة والتخطيط السلبي، الذي تُدار هيكلته ونظامه على خلفية تلك الممارسات العدوانية التي من شأنها احتلال قطاع غزة، وتحجيم دور الفلسطينيين، وتركيعهم من أجل تحقيق تطلعات الكيان الصهيوني، وتهجير أصحاب الأرض.
كما إن الصهاينة باتت ولايتهم تتمدد على أوسع نطاق، بدعم أمريكي وأوروبي وعربي، حيث إنهم أضحوا يهاجمون من يشاؤون، ويقتلون من يشاؤون، ويدمرون ما يشاؤون، وفسادهم عمّ وانتشر في الكثير من بقاع الأرض، في سلسلة من الهجمات البربرية النازية، دون أي حراك من قبل المجتمع الدولي، ولله الأمر.
إن ديمومة هذا الكيان، ومنحه الثقة لممارسة الحياة بشكل طبيعي، تجعل منه أداة فاعلة لقتل الأبرياء، وتدمير المجتمعات الإسلامية، والعمل على تطوير آلة الحرب وأدواتها بما يضمن لهم استمرارية الإبادة الجماعية، وانتهاك حقوق الآخرين، وبث الفوضى، وملاحقة الآمنين، مما يثير في النفوس امتعاضًا وشعورًا سيئًا، إزاء ما يقوم به البعض من تدخلات وتصرفات وتجاوزات، لا تتسم بالعقلانية، ولا بالسلوكيات الحسنة المطلوبة لممارسة الحياة بشكل إيجابي ونموذجي، يحمي المجتمعات من التورط والدخول في أمور ليس لها فيها علاقة ولا دخل، بقدر ما تشكله من عبء على الآخرين، لتعبث بمصالحهم، وتدعو إلى إثارة الفتن والخلافات بين الناس، وصولًا بهم إلى الاقتتال، وسفك الدماء، والاحتقان، وتدمير ممتلكات الغير، وظهور الفساد، وأكل أموال الناس بالباطل.
وهذا هو أسلوب طغاة العالم، الذين يقفون دائمًا وراء هذه الأحداث والحروب، على مدار الأيام والسنوات.
وما يُحزِن في نفس المؤمن، ويُقلق راحة الناس، ويُثير الذعر والتوتر، هي تلك المشاهد المتكررة في عالم الإنسان البسيط، الذي أصبح طُعمة سائغة لأولئك الصهاينة المجرمين، وأعوانهم الظالمين، الذين عاثوا في الأرض فسادًا، وقتلًا، وإجرامًا، ودمارًا، بعدما فقدوا إنسانيتهم، وعقولهم، وماتت ضمائرهم، وأصبحوا بولائهم لشيطانهم، يمارسون ما يحلو لهم من جرائم، وانتهاكات، وقتل، ودمار، دون حسيب ولا رقيب، في عالم اضمحلّت فيه المبادئ الإنسانية، وتبخّرت فيه القيم الأخلاقية، وتلاشت فيه النخوة العربية.
وهم يتعاملون مع هؤلاء البشر كأنهم سلعة كاسدة ورخيصة، ليست لها أي قيمة معنوية ولا مادية، حيث إنهم ما فتئوا يتنازلون عنهم بطيب خاطر، وبنفس متعالية، لبني صهيون وأعوانهم. وبذلك أصبحت غزة وأهلها مسرحًا للجريمة والعنجهية والهمجية والمهانة والذل والقتل والدمار، وذلك خارج تغطية القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية.
وليس على الله بعزيز، ولا ببعيد، أن يرى العالم هذه المشاهد تنتقل تلقائيًا من غزة العزة إلى تلكم الأراضي الصهيونية، فكما تدين تُدان، فالعمل المضاد ومعطياته يأتي بالمفاجآت، وينقلب السحر على الساحر، وبذلك تكون عواقب الاستهتار والظلم أشد قسوة من الفعل ذاته.
كما إن عاقبة البغي والتكبر لا شك أنها مدمرة، وموازين القيم والمبادئ الإنسانية التفاعلية ستفتح أبوابها لتحقيق العدالة وفق شريعة الله تعالى ومنهجه الكريم.
اللهم عليك بالصهاينة ومن شايعهم، اللهم دمر قواتهم، وشلّ حركاتهم، وجمّد دماءهم في عروقهم، ولا تجعل لهم من باقية، إنك على كل شيء قدير.
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميرًا لهم، وضيق عليهم معيشتهم، ولا تجعل لهم من باقية، إنك على كل شيء قدير.