أكد استمرار التنقيب والاكتشافات وتأهيل الكوادر.. الناصر: ارتفاع متزايد لاحتياطيات السعودية من النفط والغاز
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
البلاد- الظهران
أكد رئيس “أرامكو السعودية” وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، أن احتياطي المملكة من النفط والغاز في ازدياد على مدى 30 عامًا، وأن الاحتياطي النفطي حاليًا يكفى لأكثر من 70 عامًا في ظل استمرار الإستراتيجية النشطة لأعمال الاكتشاف والتنقيب، واستمرار توسيع الآبار لزيادة طاقتها الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الشركة هي الأكبر في قدراتها التخزينية، وأن كل برميل يتم استخراجه يجرى العمل على تعويضه بوسائل مختلفة.
وقال: نحن نخطط للمستقبل واستشراف اقتصاداته ومتطلباته التقنية، والبعض في العالم لا يفكر في هذا الجانب؛ لأنه مكلفٌ، وهنا نؤكد على أهمية التوجه والمال الجريء في هذه الجوانب، مثلًا تخزين الطاقة الكهربائية، والبطاريات، والهيدروجين من أجل تنويع المصادر في المستقبل، ودعم الاستثمارات في هذه القطاعات، تعكس النظرة للمدى البعيد؛ لهذا نفكر في شركات تقنية صغيرة وناشئة تفيدنا في المستقبل، وكثير منها نمت بطريقة سريعة، وصلت إلى 16 شركة عالمية ناشئة؛ ومنها “نيورك كورن” التي بلغت مليار دولار من التقييم العالمي، والحمد لله، برنامج ناجح؛ بفضل التقنيات التي نستخدمها في الشركة.
وحول جاهزية أرامكو للتعامل مع كافة الأحداث الطارئة، أكد أن نهج أرامكو في العمل وفق إطار مؤسسي، وإعداد مختلف السيناريوهات لمواجهة أية مخاطر- لا سمح الله- وذلك من خلال تأهيل القوى البشرية، وتنفيذ التجارب الافتراضية اللازمة للتأكد من جاهزية مختلف الإدارات والقطاعات.
تأثير محدود
وإجابة على سؤال لـ “البلاد” عن انعكاسات الحرب التجارية على السوق السعودي، قلل الناصر من تأثيراتها، مرجعًا ذلك إلى اعتماد أرامكو على خطط استثمارية طويلة الأجل تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، فضلًا عن تمتع الشركة السعودية العملاقة بملاءة مالية مرتفعة، وخطط متكاملة وممتدة لفترات تتراوح بين 20 إلى 30 عاماً. كما تتميز الشركة بنموذج تشغيلي واقتصادي متوازن، تتكامل فيه القوة النسبية في الصناعة النفطية والقدرات التشغيلية، وتشمل تنافسية الكلفة الإنتاجية، والكفاءة المالية العالية، مشيرًا إلى أن ظهور التأثير عالميًا بشكل أوضح، يظهر مع انتهاء مهلة الـ90 يومًا، التي منحها الرئيس الأمريكي، من أجل التوصل إلى اتفاق بشان الرسوم التجاريَّة، وتبعًا للظروف الاقتصاديَّة، والتوترات السياسيَّة، وتأثير الرسوم الجمركيَّة. وأضاف أن الغاز والنفط محدود بسعر معين، وهناك دول منتجة إذا ارتفعت الضرائب تخفض إنتاجها للأسواق ويرتفع السعر. وقرارات الرسوم المتخذة أخذت في الاعتبار أن لا توثر على أسعار النفط ومشتقاته، والتأثير يأتي على الاقتصاد وعلى محرك اقتصاد بعض الدول، والحمد لله، الآن لم يحدث تأثير على الأسواق، والطلب على النفط والغاز كالمعتاد. كنا نتكلم عن زيادة حوالي 1.3 مليون برميل. بعضهم خفض إلى 600 أو 700 ألف برميل، وكنا نتحدث عن 104.6 مليون برميل عالميًا قبل دخول عام 2024، ودخلنا عام 2025 لتكون التوقعات 106 ملايين برميل، وهي توقعات من أوبك؛ لذا التأثير علينا محدود، ويعتمد علي المهلة والمحادثات مع الصين. ونحن ولله الحمد، لم نتأثر، فيما العالم يتكلم عن نسب الكساد بحوالي 60 % في بعض الدول، في ظل مخاوف واسعة، من أن تسبب تداعيات الحرب الجمركية حدوث كساد عالمي.
أمن الطاقة
وحول ما يتردد من طروحات بشأن تقديرات زمنية لذروة الإنتاج العالمي، قال المهندس أمين الناصر: إنها تقديرات غير صحيحة؛ فالعالم بأسره سيظل في احتياج لجميع سبل الطاقة مجتمعة لسنوات طويلة مقبلة، لافتًا إلى أن التذبذب الراهن في الأسواق يؤدى الى ارتباك في قطاع الاستثمار، ولا يصب في صالح السوق النفطية، موضحًا أنَّ “معظم الطروحات السابقة بوصول النفط إلى ذروة الإنتاج قبل سنوات كانت غير صحيحة” في إشارة إلى ما سبق، وأوضحه مؤخرًا خلال مؤتمر”أسبوع سيرا” بأن الاعتماد أكثر من اللازم على مصادر الطاقة المتجددة، وهي ذات طبيعة غير منتظمة، دون توفير ما يكفي من مصادر الطاقة الاحتياطية، وخطة تخزين بعيدة المدى، يجعل تحقيق الموثوقية في توفير الإمدادات على مدار الساعة تحديًا صعبًا، وأن مصادر الطاقة الجديدة لا تحل محل المصادر الحالية، بل تضيف إلى المزيج العالمي من الطاقة”.
وردًا على سؤال بشأن الطاقة النووية للاستخدامات السلمية في المملكة، قال: لا شك أنها مهمة في قطاع الكهرباء وأكثر استخدامًا؛ لأنها طاقة مستدامة، والمملكة تعمل على هذا، وهي من اختصاص وزارة الطاقة، ومدينة الملك عبدالله، وهي إستراتيجية ممتازة، والمملكة تسعى دائمًا للتقدم للأفضل.
وحذَّر رئيس “أرامكو السعودية” وكبير إدارييها التنفيذيين، من محاولات تسييس قضية المناخ لصالح أطراف دون أُخرى، مشددًا على أهمية تحوُّل الطاقة في إطار من التوازن، يأخذ بعين الاعتبار صعوبة التحوُّل المفاجئ من مصادر الطَّاقة التقليديَّة ذات الموثوقيَّة العاليَّة في الإمدادات والأسعار النسبية، إلى المصادر المتجدِّدة مرتفعة التَّكلفة حتى الوقت الرَّاهن، ولفت إلى أنَّ مزيج الطَّاقة المكوَّن من المصادر التقليديَّة، بجانب الطَّاقة الشمسيَّة، وطاقة الرِّياح، والطَّاقة النوويَّة يجب أنْ يكون متوازنًا، مشيرًا إلى سعي المملكة للوصول بمزيج الطَّاقة إلى 50 % في 2030، من خلال التوسُّع في الاعتماد على الغاز والمصادر المتجدِّدة.
وأشار إلى أن مستقبل الطاقة يجب أن يرتكز على ثلاثة عوامل أساسيَّة، هي:
– أمن الطَّاقة وسلامة الإمدادات حول العالم
– تقييم الأثر
– التحوُّل بأسعار معقولة
وعمومًا.. نحن نعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتوازن الأمور الثلاثة المهمة لأمن الطاقة، مع تقليل الأثر البيئي، والأسعار المعقولة.
الصورة الذهنية
وحول تعزيز الصورة الذهنيَّة لأرامكو، والتَّعريف بجهودها الوطنيَّة، عبر المشاركة فى المعارض النوعيَّة المختلفة، أكَّد الناصر أهميَّة الحضور الإعلاميِّ، مشيرًا إلى وجود 26 مليون متابع لأنشطة الشركة على وسائل الإعلام المختلفة. ولفت إلى أن إقامة المعارض والمنتديات خارج مقر الشركة حبث توجد الحواسيب والأجهزة الشاشات لتقديم العرض أمر صعب، ولا يمكن نقل الأجهزة لدينا لتغطية كل جوانب أرامكو وشركاتها، والحواسيب مرتبطة مع بعضها البعض داخل أرامكو وحولها المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، وتعمل بأنظمة متطورة؛ ولذلك لا يمكن من خلال هذه المعارض إعطاء الانطباع الكامل عن أرامكو والأدوار التي تقدمها، وبالذات في المجالات المتخصص، بعكس الحال في الزيارة الميدانية لمرافق أرامكو؛ حيث الانطباع يكون مبهرًا.
الذكاء الاصطناعي
وردًّا على سؤال حول استثمار الذكاء الاصطناعيِّ في أعمال وأنشطة أرامكو السعودية، أكد الناصر أهميَّة الذكاء الاصطناعيِّ بمجال الطَّاقة، من خلال التنبؤ بالأعطال عبر التعلُّم الآليِّ، وتقليل وقت التوقُّف عن العمل، وتعزيز البنية التحتيَّة الرقميَّة، ودفع ابتكارات الذكاء الاصطناعيِّ المتقدِّمة، مشيرًا إلى أن الشركة تتعاون مع مثيلاتها في العالم، في تقييم المنارات الصناعيَّة، ويتولَّى 285 روبوتًا رقميًّا المساعدة في المهام الروتينيَّة، مع التوسُّع في الاعتماد على حاضنات الأعمال، والمساعد الإلكترونيِّ للتعامل مع الملفات المختلفة، وتطوير سيناريوهات محاكاة للواقع. كما تستخدم الشركة حلول الذكاء الاصطناعيِّ في مجالات مختلفة؛ منها مراقبة حرق الغاز في الشعلات، ونماذج محاكاة المكامن، وأنظمة تحديد أماكن وصلات أنابيب الحفر، كذلك وجود أكثر من 400 حالة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة الأداء والتشغيل بالشركة؛ ما أدى الى توفير أكثر من مليارى دولار. وأضاف المهندس أمين الناصر: نعمل على برمجيات خاصة بنا؛ منها على سبيل المثال في مجال التكرير وأعمال الحفر، ووضعنا تطبيقات عملية تناسب طبيعة عملنا ووطنا الأنظمة والتطبيقات، وسجلناها رسميًا باسم “أرامكو مرام” وهذه التطبيقات والبرامج توفر حوالي 1,000,000,000$ مليار دولار، وأصبحت عمليات التشغيل تقنية على أعلى المواصفات، وهو نظام فريد من نوعه لا يوجد مثيل له في العالم.
متابعة ميدانية
وحول المتابعة التقنية للأعمال الميدانية للسلامة والتشغيل، قال المهندس أمين الناصر: أرامكو تتابع نشاط المركبات مباشرة عبر أجهزة ذكية؛ لمعرفة الحالات الطارئة، كالمطر مثلًا، أو في حال الأعطال؛ لتقديم الدعم وتطبيق أقصى معايير السلامة، وهذا يعطيك القدرة على تحسين الخدمة وتطويرها، كما ساعدتنا التقنية بشكل كبير في متابعة عمليات الحفل فوق الأرض من كل منصات الحفظ في مناطق المملكة؛ حيث تدار من خلال مركز واحد، وكذا الحفارات في عمق الأرض تدار من مركز واحد، والمتخصصون يتابعون العمل من خلال هذا المركز، وهذا بفضل الله، ثم بفضل الخبرات المتراكمة للشركة على مدى 90 عامًا، حيث يستطيع المهندس معرفة أدق التفاصيل في البيئة التي يشرف عليها.
جغرافيا الاستكشاف
وردًا على سؤال لـ “البلاد” حول علاقة الاستكشاف بجغرافيا المكان، قال: كل عملية استكشاف وتنقيب لها علاقة بالجيولوجيا وليست بمناطق إدارية، ويتم المسح والاستكشاف من الشمال للجنوب، ومن الشرق للغرب، وحصلنا في الشمال في عرعر وطريف، وحصلنا على الغاز، وساعد في الصناعة في وعد الشمال، وعمليات المسح تتم برًا وبحرًا، وتحدد الاكتشافات.
منظومة رياضية
وبشأن الأنشطة الرياضية، قال: استقر وضع نادي القادسية، وتم تطوير بعض الأنشطة وإضافة بعض الألعاب، كما ركزنا على العنصر النسائي الذي كان مفقودًا في النادي، وحقق مراكز متقدمة والنتائج مباشرة، والهدف الأساس هو بناء قاعدة نموذجية للنادي، ليس في الرياضة؛ بل في كافة الأنشطة لتكون نموذجًا مختلفًا يحتذى به من مختلف الأندية الأخرى، وتم اختيار القادسية لوجود روابط قديمة مع هذا النادي، فعندما أنشئ هذا النادي كان رئيسه وبعض الفريق من أرامكو، وهناك ارتباط عاطفي مع هذا النادي، ونسعى لتقديمه بشكل مشرف للرياضة في بلدنا، دون التدخل مباشرة في أعمال النادي، وعلى أساس النتائج نقدم كل ما يخدم النادي.
التواصل الإعلامي
قال مهندس أمين الناصر حول مقترح لـ “البلاد” بشأن تعزيز خارطة إعلام أرامكو: إن الشركة تتعامل مع كثير من القنوات ووسائل التواصل، ونستهدف كافة الشرائح، مشيرًا إلى أن تلفزيون أرامكو كان له دور في الماضي؛ لعدم وجود محطات آنذاك، ونحرص على أن يكون لدينا تعاون مع القنوات في إنتاج برامج متخصصة وشراكات، ونزودهم بالمحتوي ونتطور مع تطور التكنولوجيا. وأضاف: لدينا مقترحات للاستثمار في الجيل الصاعد من خلال البودكاست واليوتيوب، واستهداف البرامج التي تناسب متابعاتهم، ولدينا تواجد في المنصات، وتفوقنا على نظرائنا في العالم، وفي المملكة، وتجاوز عدد المتابعين لنا في مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” 26 مليون متابع، ونحن رقم واحد في كل المنصات ونقارن أنفسنا مع الشركات التي تتعامل مع الجمهور، رغم أن تعاملنا مع الجمهور محدود فقط من خلال محطات البنزين، ونفكر في ربط الماضي بالحاضر ونقل التجربة على المنصات الجديدة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مشیر ا إلى أن المهندس أمین أمین الناصر فی العالم على سؤال من خلال مختلف ا
إقرأ أيضاً:
ضرورة الشفافية: لماذا يجب أن يقود الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات
بقلم: بهاراني كومار كولاسيكاران، مدير المنتجات في مانيج إنجن”
واجهت الوعود الكبيرة لصناعة التكنولوجيا فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والاستدامة جدارًا من التحديات. بينما تتباهى المنظمات بحلول الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة، تستهلك التكنولوجيا نفسها كميات هائلة من الطاقة. وفقًا للوكالة الدولية للطاقة، استهلكت مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية مجتمعة 460 تيراواط/ساعة من الكهرباء في عام 2022، وهو ما يعادل حوالي 2% من الطلب العالمي على الطاقة. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بأكثر من الضعف بحلول عام 2026 ليصل إلى 1,000 تيراواط/ساعة، متجاوزًا الاستهلاك السنوي للكهرباء في دول بأكملها مثل ألمانيا أو اليابان.
أخبار قد تهمك شركة موبايلي تنجح في الحفاظ على شبكتها وتلبية الطلب المتزايد خلال الحج 9 يونيو 2025 - 5:22 مساءً “جوجل” تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جيميني” لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني 9 يونيو 2025 - 1:07 مساءًأدت هذه الفجوة بين النية والتأثير إلى زيادة التدقيق، حيث بدأ البعض في التشكيك فيما إذا كانت جهود الاستدامة التي يبذلها الذكاء الاصطناعي تقلل بالفعل من التأثير البيئي أم أنها مجرد سردية استراتيجية تستخدمها المنظمات لتحسين صورتها العامة.
ولكن في خضم هذه الأزمة المتعلقة بالمصداقية، ظهر حل غير متوقع، وهو الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات (Artificial Intelligence for IT Operations – AIOps). من خلال دمج تتبع انبعاثات الكربون في الوقت الفعلي والتحسين الآلي مباشرة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، تقوم (AIOps) بتحويل الاستدامة من مجرد شعار تسويقي إلى مقياس قابل للقياس. في حين أنه للمرة الأولى، لا تستطيع الشركات أن تزعم أن الذكاء الاصطناعي الخاص بها صديق للبيئة فحسب بل يتعين عليها إثبات ذلك.
التكلفة الخفية للذكاء الاصطناعي الأخضر
فبعيدًا عن الاستهلاك المذهل للكهرباء، يمتد التأثير البيئي الحقيقي للذكاء الاصطناعي إلى أعماق البنية التحتية. كل تقدم جديد في قدرات الذكاء الاصطناعي يتطلب أجهزة أكثر قوة، وعمليات تدريب أكثر شمولاً، ونشرًا أكثر تعقيدًا. فقد أدى الطلب على نماذج الذكاء الاصطناعي الأكبر إلى تفاقم نقص الرقائق عالميًا، الناجم عن مشكلات في سلاسل الإمداد، ومتطلبات الطاقة للحوسبة واسعة النطاق، والقضايا الجيوسياسية. حتى ادعاءات مزودي خدمات الحوسبة السحابية بالعمل على الطاقة المتجددة غالبًا ما تخفي حقيقة مفادها أن الأحمال القصوي للذكاء الاصطناعي تجبرهم على اللجوء إلى مصادر الوقود الأحفوري خلال فترات ارتفاع الطلب.
هذه الفجوة بين النية والتأثير تؤكد على قضية نظامية: بدون أدوات لقياس وتقييم وتخفيف بصمة الذكاء الاصطناعي الكربونية، تصبح حتى المبادرات ذات النوايا الحسنة مجرد أداء شكلي. ومن بين تلك الأمثلة الرئيسية على ذلك، المملكة العربية السعودية حيث استثمرت 92.90 مليار ريال سعودي (24.8 مليار دولار) في البنية التحتية الرقمية منذ عام 2017 الأمر الذى غذى النمو الهائل في مراكز البيانات والخدمات السحابية. وقد أدى هذا التوسع السريع إلى جعل مدى كفاءة الطاقة وتتبع الكربون في صدارة الأولويات الوطنية، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى حلول قوية للقياس والتخفيف.
(AIOps): الجسر بين الوعود والتقدم
تطورت منصات الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات (AIOps)، التي صُممت في الأصل لتبسيط عمليات تكنولوجيا المعلومات، لتصبح أدوات لا غنى عنها لتحقيق المساءلة المناخية. من خلال دمج المقاييس البيئية في تحليلاتها، تقدم هذه الأنظمة ثلاث قدرات تحويلية:
1. تتبع انبعاثات الكربون في الوقت الفعلي: تراقب منصات (AIOps) الحديثة الانبعاثات على مستوى أحمال العمل، مما يوفر رؤى مفصلة حول التطبيقات أو العمليات أو الخدمات الأكثر استهلاكًا للكربون. تدمج هذه المنصات عدادات الطاقة ومزودي خدمات الحوسبة السحابية وأجهزة الاستشعار لحساب الانبعاثات باستخدام نماذج متوافقة مع معايير الصناعة مثل بروتوكول الغازات الدفيئة، وهذا يسمح للشركات باتخاذ إجراءات فورية، مثل تعديل تخصيص الموارد بشكل ديناميكي، أو نقل أحمال العمل إلى مراكز بيانات تعمل بالطاقة المتجددة، أو تنفيذ أوضاع التشغيل منخفضة الطاقة خارج ساعات الذروة. وانعكاسًا لهذه الإمكانات التكنولوجية على نطاق واسع، تقود مبادرة السعودية الخضراء، أكثر من 85 مبادرة والتي تركز على البنية التحتية الذكية وخفض الانبعاثات، كما تستهدف خفضًا كبيرًا في انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، مما يؤكد قوة استراتيجيات الاستدامة القائمة على البيانات.
2. التعويض الآلي لانبعاثات الكربون: تتجاوز قدرات (AIOps) التشخيص لتصل إلى اتخاذ الإجراءات ، بينما يظل الشراء الآلي الكامل لتعويضات الكربون طموحًا مستقبليًا، فإن المنصات الحالية توفر تتبعًا متطورًا للانبعاثات مما يسهل اتخاذ قرارات التعويض الاستراتيجية. وتمثل لوحة بيانات انبعاثات Azure من Microsoft و أداة البصمة الكربونية (Carbon Footprint) من Google Cloud خطوات مبكرة في هذا التطور، حيث تقدم بيانات تفصيلية عن الانبعاثات يمكن للشركات استخدامها لتوجيه استراتيجيات التعويض الخاصة بها. تمكن هذه الأدوات المؤسسات من فهم البصمة الكربونية الخاصة بها في الوقت الفعلي تقريبًا، على الرغم من أن التدخل اليدوي لا يزال مطلوبًا لعمليات الشراء التعويضية. تعهدت مايكروسوفت بأن تصبح ذات انبعاثات كربونية سلبية بحلول عام 2030 يوضح كيف يمكن للشركات استخدام هذه الرؤى لدفع استراتيجيات الاستدامة الشاملة.
3. مراجعات كفاءة الكود: تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات (AIOps) على تحليل البرمجيات لتحديد أوجه القصور في استهلاك الطاقة مع تحديد الأكواد التي تستهلك طاقة حوسبية مفرطة. يمكن لهذه الأنظمة اكتشاف الخوارزميات غير المحسّنة، أو الحلقات الزائدة، أو استعلامات قواعد البيانات غير الفعّالة، مما يساعد المطورين على تحسين تطبيقاتهم لتحقيق الاستدامة. على سبيل المثال، تقوم أداة CodeCarbon من مايكروسوفت بتحليل الكود لتحديد الأنماط التي تستنزف الطاقة وتقدم للمطورين ملاحظات قابلة للتنفيذ. من خلال دمج مثل هذه الأدوات في خطوط DevOps، يمكن للشركات ضمان أن تصبح الاستدامة اعتبارًا أساسيًا في كل مرحلة من مراحل تطوير البرمجيات.
الإلتزام بالشفافية
لكي تقوم (AIOps) بإضفاء الشرعية على جهود قطاع التكنولوجيا تجاه المناخ، يجب على الشركات اعتماد الشفافية الجذرية. يبدأ ذلك بالإفصاح عن استهلاك الطاقة لمنصات الذكاء الاصطناعي التشغيلي نفسها – فإذا كانت الأداة المخصصة لتقليل الانبعاثات تستهلك طاقة مفرطة، تصبح جزءًا من المشكلة.
فيجب على المزودين نشر تدقيقات طرف ثالث للتحقق من كفاءة أنظمتهم وتأثيرها البيئي. بالإضافة إلى ذلك، فإن إزالة الغموض عن الخوارزميات أمر بالغ الأهمية؛ فالأدوات ذات الطبيعة الخفية “الصندوق الأسود” تقوض الثقة، لذا فإن اعتماد إطار عمل مفتوح المصدر أو مبادئ الذكاء الاصطناعي القابل للشرح (XAI) يضمن أن يفهم أصحاب المصلحة كيفية اتخاذ القرارات – مثل شراء تعويضات الكربون.
وأخيرًا، على الرغم من قوة الأتمتة وأهميتها، فإن الإشراف البشري يظل ضروريًا. يجب على فرق العمل مراجعة توصيات الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات (AIOps) لضمان توافقها مع الأهداف البيئية والواقع التشغيلي، مع تحقيق التوازن بين الكفاءة والأخلاقيات. بدون هذه الخطوات، قد تصبح (AIOps) طبقة إضافية من الغموض في المعركة من أجل الاستدامة.
كيف يمكن للمؤسسات دمج (AIOps) في ممارسات استدامة تكنولوجيا المعلومات
● تقييم البصمة الكربونية الحالية لتكنولوجيا المعلومات: قم بإجراء تدقيق شامل للاستدامة لتحديد مجالات الاستهلاك العالي للطاقة ووضع معايير للتحسين.
● تنفيذ أدوات (AIOps): اختر منصات (AIOps) التي تتضمن تتبعًا للكربون، وتحسينًا ذكيًا لأحمال العمل، وإمكانيات تعويض آلي لتبسيط جهود كفاءة الطاقة.
● تحديد أهداف واضحة للاستدامة: تحديد أهداف قابلة للقياس لخفض الانبعاثات بما يتماشى مع استراتيجية تكنولوجيا المعلومات الشاملة والسياسات البيئية.
● المراقبة والتكيف: تحليل مستمر لرؤى (AIOps) لتحسين السياسات وتحسين استخدام الطاقة ودمج أفضل ممارسات الاستدامة عبر عمليات تكنولوجيا المعلومات.
● ضمان الشفافية والامتثال: نشر تقارير الاستدامة التفصيلية بشكل منتظم، وضمان الامتثال للوائح البيئية العالمية، وإبلاغ التقدم المحرز إلى أصحاب المصلحة.
دور “مانيج إنجن” في تعزيز استدامة (AIOps)
المسار المستقبلي محدد: يجب على الشركات أن تتجاوز التعامل مع التأثير البيئي كمجرد ممارسة تسويقية وأن تدمج الاستدامة في جوهر عملياتها التشغيلية. وتوفر حلول (AIOps) الإطار اللازم لهذا التحول، ولكن في النهاية، يقع على عاتق قادة التكنولوجيا إثبات جديتهم في سد الفجوة بين الوعود الخضراء والتقدم الحقيقي.
وتعتبر “مانيج إنجن” مثالًا يحتذى به، من خلال الجمع بين الأتمتة الذكية وإمكانية المراقبة العميقة، وتعمل منصات (AIOps) التابعة لـ “مانيج إنجن” على تمكين فرق تكنولوجيا المعلومات من تحديد الحجم المناسب لأعباء العمل، ومنع التوسع غير الضروري في الموارد، وكذلك توسيع نطاق البنية التحتية بما يتماشى مع الطلب، وأيضًا حل المشكلات التي تهدر الطاقة بشكل استباقي. فهذه القدرات لا تعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية فحسب، بل تساعد أيضًا في تقليل الانبعاثات على نطاق واسع.
ويصبح هذا أمرًا بالغ الأهمية بشكل خاص في بيئات مراكز البيانات، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع استهلاك الطاقة وعدم الكفاءة التشغيلية إلى زيادة التكاليف والانبعاثات الكربونية. ويتطلب ضمان التشغيل المستدام في هذه البيئات الالتزام الصارم بأفضل الممارسات الحرارية – وأبرزها إرشادات الجمعية الأمريكية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء (ASHRAE). تدعم أدوات (AIOps) من “مانيج إنجن” هذا الجهد من خلال المراقبة المستمرة للمقاييس البيئية والبنية التحتية الرئيسية مثل درجة الحرارة، وكفاءة استخدام الطاقة (PUE)، ومعدلات استخدام الخوادم، وتدفق الهواء، وغيرها. وعندما يظهر أي خلل، سواء كان ارتفاعًا حادًا في درجة الحرارة، أو استهلاكًا غير طبيعي للطاقة، أو نمط تبريد غير فعال، يعمل النظام على تشغيل عمليات المعالجة تلقائيًا لحل المشكلة.
ومن خلال الرؤى القابلة للتنفيذ والأدوات المبتكرة والالتزام بالشفافية، تعمل “مانيج إنجن” على تمكين المؤسسات من مواءمة عمليات تكنولوجيا الملعومات الخاصة بها مع أهداف الحياد الكربوني العالمي، كما تجعل حلول (AIOps) الاستدامة أولوية قابلة للقياس والتحقيق مما يسد الفجوة بين التقدم التكنولوجي والمسؤولية البيئية.