إيوس .. اكتشاف كوني جديد قرب نظامنا الشمسي | ما القصة؟
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
في اكتشاف فلكي مذهل، أعلن علماء الفلك عن رصد سحابة ضخمة من الهيدروجين الجزيئي غير المرئي، تقع على بعد 300 سنة ضوئية فقط من النظام الشمسي، وتحديدًا عند حافة ما يعرف بـ"الفقاعة المحلية" في مجرة درب التبانة.
اكتشاف كوني جديد قرب نظامنا الشمسيوبحسب موقع "sciencealert" للأبحاث العلمية، تعد السحابة، التي أُطلق عليها اسم "إيوس" (Eos)، من أكبر التراكيب المكتشفة في محيطنا المجري، ويعتقد أنها تلعب دورا مهما في فهمنا لتكوين النجوم والكواكب.
تم تسمية هذه السحابة الجزيئية الضخمة باسم "إيوس" نسبة إلى إلهة الخلق في الأساطير اليونانية القديمة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها رصد مثل هذا الجسم من خلال البحث عن علامات الهيدروجين الجزيئي عند هذا الطول الموجي في الطيف، مما قد يضيف نهجًا فريدًا إلى ترسانة علماء الفلك وعلم الكونيات.
أوضح بليكسلي بوركهارت، قائد المشروع والأستاذ المشارك في قسم الفيزياء والفلك بكلية روتجرز للفنون والعلوم والمؤلف المشارك في الدراسة قائلاً: “هذه أول سحابة جزيئية تُكتشف على الإطلاق من خلال البحث المباشر عن انبعاثات الأشعة فوق البنفسجية البعيدة للهيدروجين الجزيئي”.
كيف تشكلت إيواس؟ووفقا لما هو معلن فإن إيوس عبارة عن سحابة هلالية الشكل من الغاز والغبار، تبعد حوالي 300 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعلها قريبة نسبيًا من الناحية الكونية.
يقع هذا الجسم الذي كان غير مرئي سابقًا بالقرب من نظامنا الشمسي، والذي تُقدر كتلته بحوالي 3400 كتلة شمسية، على حافة منطقة فضائية يُطلق عليها علماء الفلك اسم " الفقاعة المحلية" ، مما يضعه في نفس المنطقة العامة للنظام الشمسي.
التُقطت البيانات التي تكشف عن موقع الجسم غير المرئي في الأصل بواسطة مطياف الأشعة فوق البنفسجية البعيدة FIMS-SPEAR (مطياف التصوير الفلوري) الذي كان يعمل كأداة على القمر الصناعي الكوري STSAT-1، وبعد نشرها علنًا عام ٢٠٢٣، تقول بوركهارت إنه لم يقم أحدٌ بالبحث فيها بالطريقة التي أرادها فريقها.
توهج جسم غير مرئيفي حين تُرصد معظم السحب الجزيئية من خلال انبعاثاتها الراديوية والأشعة تحت الحمراء، لم تُشر عمليات المسح في هذه المنطقة من الفضاء إلى وجود سحابة غاز جزيئيةـ ولكن عندما مسح علماء الفلك البيانات في الطيف فوق البنفسجي البعيد، توهج فجأة جسم كان غير مرئي سابقًا.
وأوضح عالم الفلك في جامعة روتجرز، وهو أيضًا باحث في مركز الفيزياء الفلكية الحاسوبية في معهد فلاتيرون في نيويورك، أن "البيانات أظهرت جزيئات هيدروجين متوهجة تم اكتشافها عبر الفلورسنت في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اكتشاف فلكي علماء الفلك النظام الشمسي علماء الفلک
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. علماء يتمكّنون من الكشف عن بنية الكربون السائل
في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح فريق بحثي دولي في الكشف عن بنية الكربون السائل تجريبيا لأول مرة، وهو شكل نادر الظهور من هذا العنصر، وذو أهمية كبيرة في التقنيات الحديثة.
أُجريت هذه الدراسة المتقدمة باستخدام الليزر عالي الطاقة بالتوازي مع ليزر الأشعة السينية فائق الدقة في مدينة شينيفلد بألمانيا، ونشرت الدراسة حديثا في دورية "نيتشر" العلمية.
لإنتاج الكربون السائل في المختبر، استخدم الباحثون تقنية الضغط بالليزر، حيث تولّدت موجات تصادمية قوية تمر عبر عينة من الكربون الزجاجي، مما أدى إلى رفع درجة الحرارة والضغط بسرعة كبيرة ولمدة نانوثانية فقط، وهي فترة زمنية قصيرة للغاية تساوي جزءا من مليار من الثانية.
خلال تلك اللحظة، سلّط العلماء ومضة من أشعة إكس فائقة الدقة على العينة، مما مكّنهم من التقاط نمط حيود الأشعة السينية، الذي يُظهر ترتيب الذرات في الحالة السائلة.
أظهرت هذه القياسات أن الكربون السائل يتمتع ببنية معقدة تتكون من روابط عابرة بين الذرات، بحيث تحيط بكل ذرة كربون تقريبا أربع ذرات جارة، وهو ترتيب مشابه لتركيب الألماس الصلب.
إعلانويُعد هذا التوزيع مخالفا لتركيب السوائل البسيطة الأخرى التي تحتوي عادة على عدد أكبر من الذرات الجارة يصل إلى 12.
وقد أتاح هذا الاكتشاف فرصة غير مسبوقة لتأكيد توقعات النماذج الحاسوبية المعتمدة على الديناميكيات الجزيئية الكمومية، والتي لطالما حاولت التنبؤ بسلوك الكربون في ظروف قصوى.
وإضافة إلى معرفة التركيب البنيوي للكربون السائل، استطاع الفريق البحثي تحديد نقطة الانصهار بدقة في نطاق ضغط يقارب 160 غيغاباسكال ودرجة حرارة تتجاوز 7000 كلفن.
وقد أظهر التحليل أن الانتقال من الحالة الصلبة إلى السائلة يصاحبه تغيير في الكثافة بنسبة تتوافق مع التنبؤات النظرية بدقة.
كما أُجري تحليل معمّق لقياس المسافات بين الذرات في السائل، وتم استخراج أرقام دقيقة تمثل عدد الذرات الجارة الأولى والثانية حول كل ذرة.
كما يتضح من التجربة، الكربون السائل حالة نادرة لا تتوافر إلا في ظروف حرارية وضغط شديد، كتلك الموجودة في أعماق الكواكب العملاقة مثل نبتون وأورانوس، حيث يمكن أن يلعب الكشف عن بنيته دورا في تفسير الظواهر المغناطيسية غير المفسّرة في تلك الكواكب.
كما يُعد الكربون السائل حالة انتقالية مهمة لتصنيع مواد كربونية متقدمة، من بينها الأنابيب النانوية والألماس النانوي، وله تطبيقات حيوية في تجارب الاندماج النووي، حيث يُستخدم الكربون كمادة عازلة.
تشير النتائج أيضا إلى أن هذه التقنية الجديدة في دراسة المواد تحت ضغط عالٍ يمكن أن تُستخدم مستقبلا في تحليل بنية سوائل أخرى، مكونة من عناصر خفيفة مثل الهيدروجين والنيتروجين والأكسجين لم يكن لها أن تتواجد في ظروفنا الطبيعية. ومع تطوير أنظمة تحكم أوتوماتيكي أسرع، قد تتمكن الفرق البحثية من تكرار مثل هذه التجارب في غضون ثوانٍ فقط بدلا من ساعات.
إعلان