يبدو أن ما تحت الأرض في أوكرانيا بات أثمن من الذي فوقها، حيث باتت ثروات أوكرانيا من المعادن ومصادر الطاقة مقسمة بعد الحرب فهي إمام تحت "الاحتلال الروسي"، أو ضمن "الامتياز الأمريكي".

ووقعت كييف وواشنطن، الأربعاء، اتفاقا اقتصاديا واسعا يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعمار أوكرانيا التي تمزّقها الحرب ويمنح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.





وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إثر توقيعها الاتفاق في واشنطن إنّه سيتيح تمويل "مشاريع لاستخراج معادن ونفط وغاز" في أوكرانيا.

ومع سيطرة روسيا على نحو خمس أراضي أوكرانيا، فقدت أوكرانيا الكثير من هذه الاحتياطيات، ووفقا لتقديرات مراكز الأبحاث الأوكرانية التي استشهدت بها "رويترز"، فإن ما يصل إلى 40 بالمئة من موارد أوكرانيا المعدنية تحت الاحتلال. 

وتحتل القوات الروسية اثنين على الأقل من رواسب الليثيوم في أوكرانيا، أحدهما في دونيتسك والآخر في زابوريجيا.

ماذا تملك أوكرانيا؟

تقول رئيسة جمعية الجيولوجيين في أوكرانيا، هانا ليفينتسيفا، إن بلادها تحتوي على حوالي 5 بالمئة من الموارد المعدنية في العالم.

وبحسب بيانات رسمية، فإن أوكرانيا تمتلك رواسب من 22 من المعادن الـ34 الثمينة والنادرة، بما في ذلك اللانثانوم والسيريوم والنيوديميوم والإربيوم والإتريوم. 

وقبل اندلاع الحرب مع روسيا، كانت أوكرانيا موردا رئيسيّا للتيتانيوم، حيث أنتجت حوالي 7 بالمئة من الإنتاج العالمي في عام 2019، وفقا لبحث أجرته المفوضية الأوروبية.

وأكدت أوكرانيا أنها تمتلك 500 ألف طن من احتياطيات الليثيوم، وخُمس الجرافيت في العالم، وهو مكون أساسي لمحطات الطاقة النووية.

لماذا يريدها ترامب؟

تعتبر "العناصر الأرضية النادرة" مهمة بسبب دورها في التقنيات الحديثة، وتصنيع النواقل الفائقة، وبطاريات السيارات الكهربائية، والإلكترونيات الضوئية لا سيما الليزر، والصناعات الدفاعية والطبية الدقيقة، إلى جانب المفاعلات النووية.

وعلمية استخراج العناصر الأرضية معقدة ومكلفة، بدءا من التعدين واستخراج هذه العناصر بشكلها الخام من الأرض، ومن ثم تكسيرها وطحنها إلى جزئيات دقيقة، ومن ثم فصلها عن باقي العناصر الأخرى واستخلاصها كيميائيا قبل تحويلها إلى معادن نقية.
ويريد ترامب منافسة الصين اقتصاديا، والمعادن النادرة حجر أساس في لعبة الاقتصاد الدولي.



وتحتفظ الصين بالصدارة في هذا المجال، حيث تمتلك أكبر احتياطيات من المعادن النادرة على مستوى العالم، تقدر بحوالي 44 مليون طن، وتُعد الصين واحدة من أكبر المنتجين والمصدرين لهذه المعادن، بما يسهم بشكل رئيسي في تلبية احتياجات الصناعات العالمية، هذه الاحتياطيات الكبيرة، بالإضافة إلى التفوق في القدرة على التكرير، جعلت الصين تُهيمن على السوق العالمي بشكل غير مسبوق.

روسيا تعرض خدماتها

وقبل توقيع الاتفاق بين واشنطن وكييف، أعلنت روسيا عن امتلاكها احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة، أكبر من تلك التي تملكها أوكرانيا، وأنها منفتحة على الاستثمار فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعض هذه المعادن النادرة، تقع في أراض أوكرانية بالأصل، ووصفها بوتين بأنها "أراضينا التاريخية الجديدة التي أعيدت ‏إلى روسيا".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "روسيا هي واحدة من الدول الرائدة بلا منازع في احتياطيات هذه المعادن الأرضية النادرة".‏



وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن موسكو لديها خططها الخاصة للتعاون مع واشنطن عندما تأتي "لحظة الإرادة السياسية".

وقالت وزارة الموارد الطبيعية الروسية، إن البلاد تمتلك احتياطيا لـ29 من العناصر المعدنية النادرة بحجم ‏إجمالي يقدر بـ 658 مليون طن.‏


أبرز العناصر الأرضية النادرة والصناعات التي تدخل فيها:

السكانديوم (Sc)
سبائك الألمنيوم خفيفة الوزن لصناعة الطيران، ومصابيح الهاليد، ومصابيح بخار الزئبق، وعنصر تتبع مشع في مصافي النفط.

الإيتريوم (Y)
يستخدم في الإلكترونيات الضوئية لا سيما ليزر YAG، وفي شاشات التلفزيون، ومصابيح الإضاءة الفعالة، وشمعات الإشعال، وعلاجات السرطان، وعدسات الكاميرات والتلسكوبات.

اللانثانوم (La)
يدخل في الزجاج عالي معامل الانكسار، وتخزين الهيدروجين، وأقطاب البطاريات، وعدسات الكاميرات والتلسكوبات، ومحفزات التكسير في مصافي النفط.

السيريوم (Ce)
عامل مؤكسد كيميائي، ومسحوق تلميع، ويدخل في صناعة الطلاء المقاوم للماء لعنفات التوربينات.

البراسيوديميوم (Pr)
المغناطيسات النادرة، والليزر، ومادة أساسية في إضاءة القوس الكربوني، وتلوين الزجاج، ونظارات اللحام، ومضخمات الألياف البصرية.

النيوديميوم (Nd)
المغناطيسات النادرة، ومحركات السيارات الكهربائية.

البروميثيوم (Pm)
البطاريات النووية، والطلاء المضيء.

الساماريوم (Sm)
امتصاص النيوترونات، وقضبان التحكم في المفاعلات النووية.

اليوروبيوم (Eu)
يدخل في صناعة مصابيح بخار الزئبق، ومصابيح الفلورسنت، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

الغادولينيوم (Gd)
يدخل في الزجاج عالي معامل الانكسار، ليزر، وأنابيب الأشعة السينية، وعامل تباين في التصوير بالرنين المغناطيسي، وسبائك الفولاذ والكروم، والتبريد المغناطيسي، والموصلات الفائقة.

التيربيوم (Tb)
يدخل في صناعة مصابيح فلورسنت، والسبائك المغناطيسية الانضغاطية، وأنظمة السونار البحرية، ومثبت لخلايا الوقود.

الديسبروسيوم (Dy)
يضاف إلى مغناطيس النيوديميوم، والليزر، والسبائك المغناطيسية الانضغاطية، والأقراص الصلبة.

الهولميوم (Ho)
يدخل في صناعة الليزر، ومعايرة الطول الموجي في المطياف البصري، والمغناطيسات.

الإربيوم (Er)
يدخل في صناعة ليزر الأشعة تحت الحمراء، وفولاذ الفاناديوم، وتقنية الألياف البصرية.

الثوليوم (Tm)
يدخل في صناعة أجهزة الأشعة السينية المحمولة، ومصابيح الهاليد المعدني.

الإتربيوم (Yb)
يدخل في صناعة ليزر الأشعة تحت الحمراء‏، وعامل اختزال كيميائي، وشعلات التمويه، والفولاذ المقاوم للصدأ، وأجهزة قياس الإجهاد، والطب النووي، ومراقبة الزلازل.

اللوتيتيوم (Lu)
يدخل في صناعة كاشفات التصوير المقطعي البوزيتروني (PET)، والزجاج عالي معامل الانكسار، والمواد المضيئة للفوسفور، ومصابيح LED.

التيتانيوم (Ti)
يدخل في صناعة الطيران والفضاء، والأطراف الصناعية، والطلاء المقاوم للتآكل، والمعدات الطبية، وهياكل السفن، ومحطات الطاقة، ومحركات الطائرات.

الليثيوم (Li)
يدخل في تصنيع بطاريات الليثيوم أيون، وتخزين الطاقة، وصناعة الزجاج والسيراميك، والأدوية، وصناعة الطيران.

الغرافيت (C)
يدخل في صناعة البطاريات، والأقطاب الكهربائية، وصناعة الفولاذ، ومواد التشحيم، والمحركات الكهربائية، والطلاءات المقاومة للحرارة.

اليورانيوم (U)
يدخل في صناعة الوقود النووي، وتوليد الطاقة الكهربائية، والأسلحة النووية، والدروع الواقية، والمحركات النووية في الغواصات والسفن.

البيريليوم (Be)
يدخل في صناعة الطيران، والأقمار الصناعية، والمفاعلات النووية، والأشعة السينية، وصناعة السبائك المعدنية، والإلكترونيات، وتقنيات الفضاء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب روسيا بوتين امريكا روسيا بوتين ترامب الحرب التجارية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعادن النادرة صناعة الطیران یدخل فی صناعة فی أوکرانیا من المعادن

إقرأ أيضاً:

واشنطن وبكين تواصلان مفاوضات لندن.. والتركيز على "المعادن النادرة" ورقائق الإلكترونيات

بدأت الجولة الثانية من المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن، حيث يسعى الطرفان للتوصل إلى تهدئة حول قيود التصدير، خاصة فيما يتعلق بالمعادن النادرة ورقائق الإلكترونيات، بعد توترات أثرت على سلاسل الإمداد العالمية. اعلان

أكد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك يوم الثلاثاء أن المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين "تتجه بشكل جيد"، وذلك في اليوم الثاني من مفاوضات تهدف إلى تخفيف التوترات بين البلدين حول قيود التصدير التي تهدد بتصعيد جديد في العلاقات الاقتصادية بين القوتين العظميين.

ويأتي اللقاء بعد توصل الطرفين في مايو الماضي إلى تهدئة مؤقتة خلال مباحثات في جنيف، حيث اتفقا على التراجع عن فرض حظر تجاري شامل. ومنذ ذلك الحين، تتهم واشنطن وبكين بعضهما بمحاولة تعطيل سلاسل الإمداد العالمية عبر تشديد قيود التصدير.

وقبل انطلاق الجولة الثانية من المباحثات، قال كيفين هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة قد تلغي قيوداً فرضتها مؤخراً على صادرات مثل أشباه الموصلات (الرقائق الإلكترونية)، إذا تسارعت الصين في تسليم المعادن النادرة والمغناطيسات التي تعد ضرورية للاقتصاد الأمريكي.

وكان الخلاف حول المعادن النادرة قد أثار قلقاً واسعاً في الأسواق العالمية، خاصة بعد الاتفاق الأولي في أبريل لإلغاء التعريفات الجمركية، والذي خفف من مخاوف المستثمرين بشأن احتمال اندلاع حرب تجارية عالمية.

وقال لوتنيك للصحفيين: "استمرت المباحثات طوال اليوم أمس، وأتوقع أن تستمر طوال اليوم أيضاً. تسير بشكل جيد، ونحن نمضي وقتاً طويلاً معاً."

خلفيات سياسية واقتصادية

ورغم استمرار تأثير السياسات التجارية المتقلبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الأسواق العالمية، والتي أدت إلى ارتباك في الموانئ الكبرى وتكبد الشركات خسائر بالمليارات، إلا أن الأسواق استعادت جزءاً كبيراً من خسائرها السابقة بفضل التهدئة التي تحققت في جنيف.

وجرت الجولة الثانية من المباحثات بين البلدين بعد مكالمة هاتفية نادرة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، وهي تأتي في لحظة حرجة لكلا الاقتصادين.

وحسب بيانات الجمارك الأمريكية التي نُشرت يوم الاثنين، فإن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 34.5% في مايو، وهو أكبر انخفاض منذ بدء تفشي وباء كورونا.

ورغم أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم الأمريكي وسوق العمل لا يزال محدوداً حتى الآن، إلا أنها ضربت ثقة الشركات والأسر الأمريكية، فيما ما زال الدولار يتعرض لضغوط متزايدة.

Relatedالصين توسّع نفوذها البحري في المحيط الهادئ: استعراض لقدرات خفر السواحل وخطط لدوريات مشتركةالشركات الأمريكية تتمسك بالصين رغم الرسوم الجمركية المرتفعةالشركات الأوروبية تُقلص خططها الإستثمارية في الصين على وقع تباطؤ اقتصاد بكينفريقا التفاوض وموضوعات النقاش

يقود المباحثات من الجانب الأمريكي كل من وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ومندوب التجارة جاميسون غريير، بينما يرأس الوفد الصيني نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ.

والتقى الطرفان لمدة تقارب السبع ساعات يوم الاثنين واستأنفا المباحثات قبل الساعة 10 صباحاً بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يصدر الجانبان تحديثات لاحقاً في اليوم.

ويُعد تواجد لوتنيك في المفاوضات مؤشراً واضحاً على أهمية قضية المعادن النادرة، إذ لم يكن ضمن الوفد الأمريكي في مباحثات جنيف التي شهدت توقيع اتفاق مؤقت مدته 90 يوماً لإلغاء بعض التعريفات الجمركية ذات الرقم الثلاثي.

ولدى الصين احتكار شبه كامل على المغناطيسات الأرضية النادرة، وهي عنصر حيوي في محركات السيارات الكهربائية، وقد أدى قرارها في أبريل بإيقاف صادرات مجموعة واسعة من المعادن والمغناطيسات الحيوية إلى اضطراب في سلاسل الإمداد العالمية.

وردت الولايات المتحدة في مايو بإيقاف شحنات من برامج التصميم الخاصة بالرقائق الإلكترونية والمواد الكيميائية والمعدات الجوية، وإلغاء تراخيص تصدير كانت قد منحت سابقاً.

وقال هاسيت إنه يتوقع أن تخفف الولايات المتحدة قيود التصدير وأن تبدأ الصين بإطلاق كميات كبيرة من المعادن النادرة بمجرد التوصل إلى اتفاق في لندن.

لكنه أوضح أن هذا التخفيف لن يشمل "تلك المنتجات المتقدمة جداً من شركة إنفيديا"، في إشارة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً من شركة إنفيديا (NVDA.O)، والتي تم حظر تصديرها إلى الصين بسبب المخاوف بشأن الاستخدام العسكري المحتمل لها.

وقال: "أنا أتحدث عن إمكانية فرض قيود تصدير على رقائق أخرى أقل تطوراً لكنها لا تزال مهمة جداً بالنسبة لهم."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • واشنطن وبكين تواصلان مفاوضات لندن.. والتركيز على "المعادن النادرة" ورقائق الإلكترونيات
  • استئناف اليوم الثاني من المحادثات التجارية بين أمريكا والصين
  • الصين تحكم قبضتها على المعادن النادرة وتربك التصنيع العالمي
  • ترامب ينشر الحرس الوطني لـالسيطرة على لوس أنجلوس.. نخبرك القصة كاملة
  • ترامب ينشر الحرس الوطني لـالسيطرة على كاليفورنيا.. نخبرك القصة كاملة
  • عرض صيني لأوروبا.. المعادن النادرة مقابل السيارات الكهربائية
  • المعادن النادرة بين الصين وأمريكا.. توافق أولي قبل محادثات تجارية مرتقبة
  • الصين تقترح إنشاء "قناة خضراء" لتصدير المعادن النادرة نحو أوروبا
  • الصين توافق على تصدير بعض المعادن النادرة قبل المحادثات مع الولايات المتحدة
  • الصين توافق على استئناف إمدادات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.