بملابس الرجال.. منى قوت من طلوع النخل وحفر القبور إلى سائق توكتوك فى قنا
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
احترفت مهن وحرف كثيرة يخشى الكثير من الرجال مجرد الاقتراب منها ، من أجل توفير "لقمة عيش حلال" تساعدها فى تلبية الاحتياجات اليومية لها ولأسرتها، التى تقيم داخل منزل متهالك مكون من غرفتين فى مركز قوص جنوب قنا، فى مقدمتها حفر القبور وجنى البلح من النخيل المرتفع وانتهاءً بقيادة توك توك فى منطقة ريفية، فى تحدى غير عادى لعادات تمنع الفتيات من الإقدام على قيادة توك توك فى صعيد مصر.
صبرية السباعى والشهيرة بـ منى قوت، فتاة لا تعرف كم مضى من عمرها ولا تشغل نفسها بما يشغل اهتمام الفتيات اللاتى يماثلنها فى العمر، فكل ما يستحوذ تفكيرها توفير عائد مالى من أى مهنة حلال مهما كانت صعوبتها أو خطورتها، حتى يمر يومها دون أن تحتاج لمساعدة من أحد، فاتجهت فى الفترة الأخيرة إلى قيادة " توك توك" كأول فتاة بمحافظة قنا تقود هذه الوسيلة.
الصبر جميل
" الصبر جميل" عبارة تزين ظهر " توك توك"، منى قوت، لتذكر نفسها والآخرين، بأن الصبر مفتاح الحلول والطريق الرئيس لتحقيق الأحلام، التى وإن تأخرت وطال انتظارها، إلا أنها سوف تتحقق فى يوم من الأيام، مثلما تحقق حلمها فى امتلاك "توك توك" يوفر لها دخل ثابت بدلاً من المهن الموسمية التى تعمل فيها بين الحين والآخر.
قيادة الـ "توك توك"، مهمة لم تكن سهلة فى بداية الأمر، خاصة مع فتاة فى منطقة ريفية، فقد رفض الجميع مساعدتها فى تعلم هذه المهنة الشاقة، إلى أن قررت أن تعتمد على نفسها فى قيادة " التوك توك" الذى حصلت عليه كمنحة مجانية من أهل الخير، تعثرت فى البداية، واصطدمت وانقلبت حتى احترفت القيادة بجهد ذاتى، و أصبحت مقصد للكثير من الفتيات للبعد عن مضايقات الشباب.
قسوة الحياة وصعوبتها، لم يسرق البسمة والضحكة من وجه "منى قوت" التى لا تفارقها الابتسامة وعلامات الرضا الحقيقى التى تعبر عنها بـ " الحمد لله"، رغم ملامح التعب التى حفرت نفسها بقوة على وجهها، مع إصرار على تحدى الظروف، والتنقل بين حرفة و أخرى، تشغل بها نفسها وتضمن ألا تبيت هى و أسرتها دون عشاء.
حفر القبور وطلوع النخيل
وقالت منى قوت، 44 عاماً، عملت منذ الصغر فى محلات بقالة وبيع فواكه، إلى أن احترفت طلوع النخيل خلال موسم جنى البلح، وهو ما ساعدنى فى تدبير الاحتياجات اليومية لى ولأسرتى، وخلال الفترة الأخيرة، عملت فى حفر القبور خاصة خلال فترة كورونا، حيث كان الكثير من الحفارين يخشون التعامل مع الجثث خوفاً من انتقال العدوى، وبعد انتهاء الموسم أبحث عن أى عمل آخر لإعانتي على مواجهة أعباء المعيشة.
وتابعت قوت، ومنذ شهور قليلة أهدانى أهل الخير" توك توك"، لتوفير دخل ثابت بدلاً من الحرف الموسمية التى أعمل بها، وتمكنت خلال فترة بسيطة من تعلم القيادة، بعدما انقلب بى فى البداية واصطدمت بحوائط و سيارات، لكن الإصرار على التعلم، ساعدنى فى تجاوز كافة العقبات والصعوبات التى واجهتنى فى بداية العمل على الـ " توك توك".
بدايتى مع الـ"توك توك" صعبة
وأشارت قوت، إلى أنها واجهت مصاعب فى البداية بعيداً عن القيادة، تمثلت فى تخوف الأهالى من الركوب معها، كونها أول فتاة تقود توك توك بالمنطقة، لكن مع تعود رؤيتها تنقل الفتيات من أماكن مختلفة، غير فكرة الأهالى و أصبحت مثل بقية الـ تكاتك التى تعمل بمنطقة قوص، فضلاً عن ثقة الفتيات فيها واطمئنانهم لاستقلال الـ توك توك معها، خلال تنقلهم من قراهم إلى مدينة قوص أوالعكس.
وأوضحت قوت، بأنها تتعمد ارتداء ملابس شبه ذكورية، لكى تظهر صلبة وقوية أمام أى أطماع قد تظهر فى عيون الطامعين من أنصاف الرجال، حتى تعود فى نهاية اليوم بحفنة جنيهات لأسرتها التى تعلق عليها آمالاً كبيرة، متمنية أن يساعدها العمل على الـ "توك توك" من تحقيق فائض مادى يساعدها فى بناء منزلها المتهالك لإحتواء أسرتها التى تقضى أكثر من نصف وقتها بين أشجار النخيل.
https://fb.watch/mAst4YIizQ/?mibextid=HSR2mg
منى قوت
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا توك توك قوص صعيد مصر
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة تعيد بناء نفسها وقد تفاجئ الاحتلال مجددا في بيت حانون
توقع الخبير العسكري اللواء فايز الدويري تعرض قوات الاحتلال لكمين آخر في بيت حانون (شمالي قطاع غزة) لإجبارها على فك حصارها للمدينة، ومن جانبه اعترف الجيش الإسرائيلي بدفع أثمان باهظة في القطاع الفلسطيني.
وبعد الكمين الذي وصف بأنه من أصعب الأحداث التي شهدتها الحرب، أعلن جيش الاحتلال فرض حصار على بيت حانون، وقال رئيس أركانه إيال زامير إن قواته -رغم خسائرها الكبيرة- تحقق إنجازات مهمة وتلحق ضررا كبيرا بحركة حماس.
واعترفت إسرائيل بمقتل 5 جنود في الكمين المركب الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- الاثنين الماضي. كما اعترفت بمقتل آخر حاولت المقاومة أسره أمس الأربعاء في خان يونس (جنوب القطاع) وإصابة 3 بجروح خطيرة بعد استهداف قناص فلسطيني لهم في الشمال.
القسام تجمع معلومات دقيقة
في الوقت نفسه، نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مصادر أمنية أن كتائب القسام تنجح في جمع معلومات دقيقة عن الجيش وتستخدمها في عمليات ضده، وقالت أيضا إن القسام عينت قادة جددا وإنها تخوض حرب عصابات في القطاع.
ووفقا لما قاله الدويري -في تحليل للجزيرة- سيكون على إسرائيل القتال على كل متر في بيت حانون فوق وتحت الأرض، لأن المقاومة في حروب العصابات تقوم بإيجاد قيادات بديلة وتجنيد مستمر للمقاتلين لتعويض الخسائر.
ورغم إقرار الدويري بصحة بعض ما جاء في بيان الجيش الإسرائيلي، فإنه أكد على محاولة هذا البيان الانتقاص من قدرات المقاومة التي قال إنها لا تزال تثبت امتلاكها منظومة قيادة وسيطرة فاعلة.
ومع تأكيده تكبد المقاومة خسائر على مستوى القادة والمقاتلين خلال هذه الحرب، يرى الدويري أن العمليات العسكرية التي يجري تنفيذها ضد قوات الاحتلال في عموم القطاع تعكس وجود بدائل لمواصلة الحرب كل حسب موقعه ومسؤولياته.
وقبل عام تقريبا، عرضت المقاومة مشاهد لإحدى هذه العمليات وقالت إن منفذيها تم تجنيدهم عام 2024 مما يعني أن المقاومة قادرة على خوض المعارك رغم كل الخسائر، كما يقول الخبير العسكري.
إعلانوقد كان كمين بيت حانون مركبا من عدة كمائن يتفوق كل منها على الآخر، كما أن المقاتلين أيضا تفوقوا على أنفسهم خلال هذه العملية -وفق الدويري- الذي توقع أن يحاصر الجيش الإسرائيلي المنطقة بهدف القضاء على ما فيها من مقاتلين فلسطينيين.
وتوقع الخبير العسكري أن تنفذ المقاومة كمينا آخر في بيت حانون لإجبار الجيش الإسرائيلي على فك الحصار عنها وإعادة تموضعه في مناطق محددة.