إعلام إسرائيلي: كمين بيت حانون يكشف عن عبثية الحرب وتطور المقاومة
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
واصل الإعلام الإسرائيلي الحديث عن الكمين المركب الذي تعرضت له قوة من فرقة "نيتسح يهود" في بيت حانون شمالي قطاع غزة هذا الأسبوع، والذي قال محللون إنه يكشف عن عبثية الحرب وتطور المقاومة.
وقد اعترف المتحدث باسم الجيش آفي ديفرين بمقتل 4 من كتيبة "نيتسح يهودا" التي تضم يهودا متطرفين، وآخر من لواء الشمال في هجمات نفذت بعبوات ناسفة على أوقات متقاربة.
وتم تفخيخ المكان بعبوات ناسفة قبل وصول القوة الإسرائيلية إليها، وبعد تفجير العبوة الأولى فُجرت العبوة الثانية في فرقة الإخلاء قبل الاشتباك معها، حسب ما قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة 14 هيلل روزين.
ورغم قيام الجيش بتدمير كافة المنازل الموجودة في هذه المنطقة، فإن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يزالون يعملون بها بواقع فصيلة وربما كتيبة، كما يقول روزين.
واستخدم المقاتلون البيوت المدمرة واشتبك 10 من مقاتلي المقاومة بالأسلحة الخفيفة فأصابوا 14 جنديا بينهما اثنان في حالة خطرة، وفق محلل الشؤون العسكرية في قناة "كان" روعي شارون الذي قال إن الكمين كان محكما ويبدو أنه جهز في اليوم السابق للهجوم.
إحباط أسر جنود
ونقل شارون عن مسؤولين أن الحدث كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير لولا التعامل السريع من القوات، والذي أحبط عملية "اختطاف" محتملة لجنود كانت ستنفذ من داخل الأنفاق.
وهناك تقديرات إسرائيلية بأن المقاتلين رصدوا حركة الطائرة التي كانت تمهد الطريق، فحللوا العملية وتوقعوا المسار الذي ستسلكه القوة البرية وقاموا بتفخيخه، وهو ما يعكس تطور خبراتهم وقدراتهم التي أدت إلى نتيجة فتاكة، وفق شارون.
بدوره، قال مقدم البرامج السياسية في القناة 14 يوتام زمري إن الجنود سيدفعون أثمانا قاسية ومؤلمة لأي صفقة يتم التوصل إليها، لأن هناك الكثير من الوجوه غير المعروفة، في إشارة إلى احتمال استغلال الهدنة في تجهيز الأرض لمواجهات جديدة إذا تجدد القتال.
إعلانأما القيادي في حركة "السلام الآن" الإسرائيلية ياريف أوبنهايمر فقال إن الحكومة تقتل الجنود في حرب عبثية يجب إنهاؤها لأن إسرائيل استخدمت كل أنواع القوة وبلا قيود، ولم تتمكن من القضاء على حماس.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“7 أكتوبر”.. سقوط أسطورة الكيان وإعادة رسم موازين القوة
يمانيون | تقرير
بعد مرور عامين على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، لا تزال آثار الهزيمة الإسرائيلية واضحة على الصعيدين العسكري والسياسي، بإقرار قادة العدو ووسائل إعلامه العبرية بأنها أقسى هزيمة في تاريخ جيش الاحتلال.
الهزيمة لم تكن عابرة، بل قلبت مفاهيم القوة الراسخة وأحدثت زلزالًا استراتيجيًا غير مسبوق في المنطقة، حيث أصبح الجيش الذي كان يُنظر إليه كأقوى قوة في الشرق الأوسط معرضًا للهزيمة والإحراج التاريخي.
الجيش الذي انهار أمام المقاومةخلال العملية، نجحت المقاومة الفلسطينية في استهداف نقاط ضعف جيش العدو الإسرائيلي بدقة ومخطط محكم، ما أدى إلى هزيمة وحدات عسكرية بالكامل، احتلال مستوطنات وقواعد، وخطف المئات من الجنود والمستوطنين.
هذه الإنجازات أكدت قدرة المقاومة على الجمع بين التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الميداني، وأظهرت أن جيش العدو، رغم صورته الأسطورية، ليس عصيًا على الهزيمة.
الاعتراف الصهيوني الرسمي والإعلامي أكد أن الهزيمة لم تكن مجرد خلل تكتيكي أو استخباراتي، بل نتيجة هشاشة شاملة في منظومة الردع، ما جعل الجيش يتعرض لإحراج عالمي، وأظهر أن حتى أقوى الجيوش التقليدية يمكن أن تنهار أمام إرادة منظمة ومخطط استراتيجي محكم.
هزيمة تهز الثقة الداخلية للعدوانعكست الهزيمة على المجتمع الصهيوني، حيث بدأ الشارع يفقد الثقة في قيادته السياسية والعسكرية، وسائل الإعلام الإسرائيلية وصحفيون صهاينة وصفوا الوضع بـ”الأزمة الوجودية”، مؤكدين أن الجيش لم يعد قادرًا على حماية المواطنين.
الهزيمة كشفت الفجوة بين الصورة الرسمية للجيش القوي والواقع الميداني، وأثارت تساؤلات حول قدرة القيادة على مواجهة التحديات المستقبلية، لتصبح الحدث ذا تداعيات استراتيجية طويلة المدى.
إعادة رسم موازين القوة الإقليميةلم تقتصر تداعيات العملية على غزة فحسب، بل امتدت لتغيير التوازنات الإقليمية بشكل جذري، الهزيمة أبرزت محدودية القوة العسكرية الصهيونية أمام تنظيم المقاومة الفلسطينية، مما دفع القوى الإقليمية والدولية إلى إعادة تقييم مواقعها ونفوذها في المنطقة.
تصريحات مسؤولين إسرائيليين أكدت أن الهزيمة قلبت المعادلات وأجبرت الكيان على الاعتراف بأن الشعب الفلسطيني قادر على تحدي أسطورة الجيش الذي لا يُقهَر، وهو واقع يعيد صياغة الخطط الاستراتيجية للدول المحيطة ويؤثر على سياسات الأمن والتعاون العسكري في الشرق الأوسط.
الهزيمة كدرس استراتيجيالهزيمة الإسرائيلية لم تكن مجرد نكسة عسكرية، بل درس تاريخي كشف هشاشة منظومة الردع التي اعتمد عليها الكيان لعقود، الاعتراف الإسرائيلي يعكس الحاجة الملحة لإعادة تقييم السياسات العسكرية وفهم تكتيكات المقاومة وقدرتها على التخطيط طويل المدى.
على الصعيد السياسي والاجتماعي، كشفت الهزيمة عن هشاشة القيادة الصهيونية وفقدانها للمصداقية داخليًا، مؤكدة أن الاستقرار والأمن القومي لا يقومان على الشعارات الزائفة أو القوة العسكرية المزعومة، بل بالقدرة الفعلية على مواجهة التحديات والتهديدات الواقعية التي يفرضها الشعب الفلسطيني ومقاومته المنظمة.
سقوط وهم القوة المطلقةبعد عامين، يظهر جليًا أن هزيمة 7 أكتوبر لم تكن حادثًا عابرًا، بل درس تاريخي يتجاوز حدود المواجهة العسكرية، الاعتراف الإسرائيلي بالهزيمة يعكس حجم الصدمة التي أصابت المؤسسة العسكرية والمجتمع، فيما أثبتت المقاومة الفلسطينية أن الإرادة والتخطيط الاستراتيجي قادران على قلب المعادلات وإعادة تشكيل المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.
الهزيمة أعادت تعريف مفهوم القوة، وأكدت أن الأساطير العسكرية يمكن أن تنهار أمام إرادة الشعب المنظم والمصمم على تحقيق أهدافه، وأن التاريخ لا يرحم من يعتقد أن قوته المطلقة لا تُقهَر.
7 أكتوبر أثبت أن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من كل أساطير القوة الزائفة، وأن المقاومة المدروسة والمخططة تصنع التاريخ.
المصدر : موقع 21 سبتمبر