الجيش الأمريكي يطلق أكبر عملية تحديث منذ الحرب الباردة.. إليكم التفاصيل
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، للصحفي مايكل غوردون من هوهنفيلز، قال فيه إنّ: "الجيش الأمريكي يشرع في أكبر عملية إعادة هيكلة له منذ نهاية الحرب الباردة، مع خطط لتجهيز كل فرقة قتالية من فرقه بحوالي 1000 طائرة مسيرة، والتخلص من الأسلحة والمعدات القديمة".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "الخطة، التي تعدّ نتاج أكثر من عام من التجارب في الميدان التدريبي في بافاريا وقواعد أمريكية أخرى، تستند لحد كبير على الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، إذ أحدثت الطائرات الصغيرة المسيرة المستخدمة بأعداد كبيرة تحولا في ساحة المعركة".
وأضاف: "ستتحول فرق الجيش العشر العاملة، بشكل كبير، إلى الطائرات المسيرة في حال تنفيذ الخطة، لاستخدامها لأغراض المراقبة، ونقل الإمدادات، وتنفيذ الهجمات".
وتابع: "لاستخلاص الدروس من حرب أوكرانيا ضد روسيا، أجرى ضباط أمريكيون، استجوابا، لأفراد جيشهم واستشاروا متعاقدين عملوا مع جيش كييف حول استخدامهم المبتكر للطائرات المسيرة".
ونقلت الصحيفة، عن قائد فوج الفرسان الثاني الأمريكي، العقيد دونالد نيل، قوله إنّ: "علينا أن نتعلم كيفية استخدام الطائرات المسيرة، وكيفية القتال بها، وكيفية قياسها، وإنتاجها، واستخدامها في معاركنا حتى نتمكن من الرؤية بما يتجاوز خط الرؤية". وأضاف نيل: "لطالما كانت لدينا طائرات مسيرة منذ انضمامي إلى الجيش، لكنها كانت قليلة جدا". فيما ظهرت جهود دمج الطائرات المسيرة، بوضوح تام، وفقا للتقرير، في شباط/ فبراير عندما خاض لواء من الفرقة الجبلية العاشرة معركة ضد خصم وهمي هنا.
واسترسل التقرير نفسه: "خلال الحرب الباردة، استُخدم ميدان هوهنفيلز التدريبي الضخم للتحضير لحرب مدرعة ضد هجوم سوفيتي محتمل على أوروبا الغربية. لكن في سيناريو مُحدّث يعكس تكتيكات قتالية جديدة مُستخدمة في أوكرانيا، حلقت طائرات صغيرة بدون طيار في سماء الشتاء الرمادية، يسيطر عليها جنود ومقاولو دفاع في الحقول الموحلة بالأسفل".
"تسبّب البرد القارس في تكوّن الجليد على بعض شفرات مراوح الطائرات، وأدى لاستنزاف البطاريات، وهو خلل لم يحدث في التدريبات السابقة في هاواي ولويزيانا. سارع الجنود لإعادة شحنها سعيا منهم لإبقاء الطائرة المسيرة في الجو" أكد التقرير.
وأبرز: "اشتبكت القوات الأوكرانية والروسية باستخدام المدفعية والمركبات المدرعة والمقاتلات المأهولة وغيرها من الأنظمة التقليدية. لكن المسيّرات هي التي غيّرت مجرى الصراع، لأنها رخيصة الثمن، ويمكنها الهجوم في أسراب لسحق الدفاعات، ويمكنها إرسال بث فيديو مباشر إلى غرفة التحكم، ما يجعل من الصعب الاختباء في ساحة المعركة، كما يقول المحللون".
من جهته، قال الجنرال المتقاعد الذي شغل منصب نائب رئيس أركان الجيش وراقب التدريب هنا، جاك كين: "لقد تحولت الحرب البرية لحرب مسيّرات. إذا كان من الممكن رؤيتك، فقد تُقتل. يمكن للمسيّرات القضاء بسرعة كبيرة على جندي يحمل قنبلة صاروخية، ودبابة، ومرافق القيادة والتحكم، وموقع المدفعية".
وأوضح التقرير: "المسيّرات ليست سوى إحدى القدرات التي يخطط الجيش لنشرها في سعيه، لتعزيز قدرته على ردع روسيا والصين بعد عقود من محاربة حركات التمرد في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى".
وأبرز: "كما يعمل الجيش على تطوير سبل تحسين ربط الجنود في ساحة المعركة، بالاعتماد على الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وتكنولوجيا الإنترنت، وشراء نوع جديد من المراكب لفرقة المشاة. ويخطط الجيش لاستثمار حوالي 3 مليارات دولار لتطوير أنظمة أفضل لإسقاط مسيّرات العدو، ويتجه نحو بناء قدراته في مجال الحرب الإلكترونية".
وقال مسؤولون، بحسب الصحيفة الأمريكية، إنّ: "تكلفة الإصلاح ستبلغ 36 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو ما سيتوصل إليه الجيش من خلال الاستغناء عن بعض الأسلحة القديمة وإحالة أنظمة أخرى إلى التقاعد، وهي خطوات تتطلب دعما من الكونغرس".
تأتي "مبادرة تحويل الجيش"، كما يُعرف مخطط الجيش، في الوقت الذي تسعى فيه وزارة كفاءة الحكومة التابعة، لإيلون ماسك، لخفض الإنفاق والموظفين في جميع أقسام الحكومة.
وأبرزت الصحيفة، أنّ الجنرال راندي جورج، رئيس أركان الجيش، ودانيال دريسكول، وزير الجيش، التقى، مؤخرا بنائب الرئيس جيه دي فانس، لشرح خطة الجيش لتطوير قدراته مع إجراء تخفيضات تعويضية، وفقا لمسؤول في البنتاغون. وقد أيد وزير الدفاع بيت هيغسيث الخطة في توجيه وُقّع هذا الأسبوع.
وقال جورج في مقابلة: "لن نطلب المزيد من المال. ما نريده هو إنفاق الأموال المتاحة لدينا بشكل أفضل". فيما يوقف الجيش شراء عربات الهمفي، وهي مركبته الخدمية الرئيسية منذ عقود، ولن يشتري بعد الآن مركبته التكتيكية الخفيفة المشتركة.
وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" بأنّه: "كما يوقف شراء الدبابة الخفيفة M10، التي أثبتت أنها أثقل وزنا وأقل فائدة مما كان مخططا له عند بدء البرنامج قبل عقد من الزمان. ويخطط الجيش لإحالة بعض طائرات الهليكوبتر الهجومية القديمة من طراز أباتشي إلى التقاعد. كما سيساهم خفض عدد الموظفين المدنيين في تحقيق التوفير".
وفي المقابلة، قال دريسكول: "ثلاثة ألوية، وهي التشكيلات التي يتراوح قوامها بين 3000 و5000 جندي والتي تُشكل الفرق، قد جُهزت بالفعل ببعض الأنظمة الجديدة غير المأهولة، والهدف هو تحويل بقية القوة العاملة في غضون عامين. عادة ما تضم الفرقة ثلاثة ألوية".
واختتم بالقول: "أما فرق الجيش التي لم تبدأ بعد في دمج التكنولوجيا الجديدة، فعادة ما تمتلك حوالي اثنتي عشرة مسيّرة استطلاع بعيدة المدى، والتي نُشرت لأول مرة منذ أكثر من عقد".
واستطرد: "استغنى مشاة البحرية عن دباباتهم كجزء من عملية إصلاح منفصلة تتطلب فرق قتالية صغيرة مُجهزة بالصواريخ للتنقل من جزيرة إلى أخرى في غرب المحيط الهادئ لمهاجمة الأسطول الصيني في أي صراع".
"لا تزال خطة الجيش، التي تهدف إلى تعزيز قدرات الخدمة في آسيا وأوروبا، تتضمن اقتناء دبابات جديدة وصواريخ بعيدة المدى وطائرات ذات مراوح قابلة للإمالة، إذ تستطيع العمل كطائرة عمودية أو كطائرة بجناحين، وأنظمة تقليدية أخرى" وفقا للتقرير ذاته.
وأردف: "سيتعين على القاعدة الصناعية الأمريكية أن تتوسع لإنتاج أحدث التقنيات الجاهزة التي يريدها الجيش. في العام الماضي، صنعت أوكرانيا أكثر من مليوني مسيّرة، معظمها بمكونات صينية، وفقا لمسؤولين أمريكيين. لكن الجيش الأمريكي محظور عليه استخدام قطع غيار من الصين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الجيش الأمريكي روسيا الصيني امريكا الصين واشنطن روسيا الجيش الأمريكي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مسی رات
إقرأ أيضاً:
السيسي يناشد الرئيس الأمريكي ترامب لوقف الحرب في غزة
أكد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، في خطاب متلفز وصفه بـ"الرسالة إلى الداخل والخارج"، أن القاهرة تتحرك منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بالتنسيق الكامل مع الشريكين القطري والأمريكي، لتحقيق ثلاثة أهداف مركزية: وقف الحرب، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى.
وأوضح السيسي أن حديثه يأتي في "توقيت دقيق"، على ضوء ما يتم تداوله مؤخرًا من "كلام كثير"، في إشارة إلى حملات الانتقاد التي طالت الدور المصري في إدارة الملف الإنساني والحدودي مع القطاع.
وأكد أن الموقف المصري لا يزال ثابتًا، ويرتكز على "التمسك بحل الدولتين كمسار وحيد لتسوية القضية الفلسطينية"، محذرًا من أن "أي محاولة للتهجير ستؤدي إلى تفريغ هذا الحل من مضمونه".
السيسي: المساعدات جاهزة
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية المتفاقمة، أشار السيسي إلى أن قطاع غزة يحتاج، في الظروف الطبيعية، ما بين 600 إلى 700 شاحنة مساعدات يوميًا، مؤكدًا أن مصر عملت خلال الأشهر الـ21 الماضية على إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات، رغم التحديات الميدانية والقيود المفروضة.
وأضاف أن معبر رفح ليس خاضعًا فقط للسيطرة المصرية، بل يتأثر كذلك بالوضع الأمني على الجانب الفلسطيني، ما يستدعي التنسيق مع الجهات المسيطرة في غزة. وكشف السيسي عن أن "لدينا حجمًا ضخمًا جدًا من المساعدات جاهز للدخول"، مشددًا في الوقت ذاته على أن "أخلاقنا وقيمنا لا تسمح بمنعها"، لكن دخولها "يتطلب تنسيقًا من الطرف الآخر داخل القطاع".
وفي معرض حديثه عن المعابر، أوضح السيسي أن هناك خمسة معابر رئيسية تربط غزة بالأراضي الفلسطينية والمصرية، من بينها معبر رفح وكرم أبو سالم من الجانب المصري، في تأكيد على أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق القاهرة، بل تشمل أيضًا الاحتلال الإسرائيلي والطرف المسيطر على غزة.
كما وجّه السيسي في خطابه رسائل سياسية إلى الداخل والخارج، فقال مخاطبًا الشعب المصري: "أوعوا تتصوروا أننا ممكن نكون سلبيين تجاه الأشقاء في فلسطين، رغم صعوبة الموقف"، مضيفًا: "مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين لا يتغير ولن يتغير"، في محاولة لطمأنة الرأي العام المصري الذي أبدى انتقادات متزايدة للدور الرسمي المصري في الأزمة، خصوصًا فيما يتعلق بإغلاق معبر رفح أو تأخر المساعدات.
كما وجه السيسي نداءً عامًا إلى المجتمع الدولي، قائلاً: "أدعو كل دول العالم، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وأشقائنا في المنطقة، إلى بذل أقصى جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات".
وخصّ السيسي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنداء مباشر قال فيه: "من فضلك أبذل كل جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات... أتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب".
الخارجية المصرية ترد على الانتقادات
بالتوازي مع خطاب السيسي، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا أعربت فيه عن "الاستياء الشديد من محاولات متكررة لتشويه الدور المصري تجاه غزة"، معتبرة أن "القاهرة تقوم بواجبها الإنساني والقومي دون مزايدات"، وأن تحركاتها تهدف إلى "تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني رغم العقبات المتزايدة".
وشدد البيان على أن مصر لن تلتفت إلى "الحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة الثقة في دورها"، واصفًا إياها بأنها "تتجاهل الوقائع على الأرض وتضر بالقضية الفلسطينية ذاتها، لا سيما في ظل الظروف الكارثية التي تمر بها غزة".