عيد العمال في العراق وعود موسمية وآمال مؤجلة
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
2 مايو، 2025
بغداد/المسلة: كتبت انوار داود الخفاجي:
في كل عام، وتحديداً في الأول من أيار، يقف العالم إجلالاً لليد العاملة التي تبني وتنتج وتنهض بالمجتمعات.
وفي العراق، يحتفل العمال بهذا اليوم وسط مزيج من الأمل والخذلان، في ظل بيئة عمل تزداد فيها التحديات، وتتباعد فيها المسافة بين الوعود الرسمية والواقع اليومي.
و رغم ما تنص عليه القوانين العراقية من ضمانات وحماية للطبقة العاملة، وعلى رأسها قانون العمل رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥، لا تزال هذه التشريعات حبيسة الأدراج في كثير من الأحيان، تعيقها بيروقراطية ثقيلة، وفساد مستشرٍ، وافتقار حقيقي للإرادة التنفيذية.
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تؤكد سعيها إلى تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتوفير فرص تدريب وتأهيل، لكن الأثر على الأرض لا يرقى إلى حجم التحديات التي تواجه شريحة كبيرة من العمال، لا سيما في القطاع غير الرسمي فيما الأجور المتدنية، وساعات العمل الطويلة، وغياب الضمان الصحي والتأمين التقاعدي، هي ملامح يومية لحياة آلاف العمال العراقيين، الذين يرون أن التكريم الحقيقي لا يكون بالتصريحات الموسمية، بل بتحسين واقعهم المعيشي وضمان حقوقهم المسلوبة.
وإن كان البعض محظوظاً بالعمل في القطاع العام، فإن الغالبية العظمى في القطاع الخاص تعاني من انعدام الاستقرار وتقلّب الظروف.
أما على الصعيد المجتمعي، فلا تزال ثقافة احترام العامل محدودة، ويُنظر إلى بعض المهن اليدوية بنظرة دونية، ما يزيد من الإحباط ويعمّق الإحساس بالتهميش.
وفي المقابل، تبذل النقابات العمالية جهوداً متفرقة للدفاع عن حقوق من تمثّلهم، إلا أنها تعاني بدورها من قلة الدعم، وضعف التمثيل الفعّال في مراكز القرار.
ومع هذا الواقع، يبقى السؤال المشروع مطروحاً: هل العمال راضون عن ما تقدمه الحكومة والمجتمع لهم؟ الإجابة تأتي صريحة من أفواههم: “نريد أفعالاً لا أقوالاً”، فهم يتطلعون إلى دولة ترعى مصالحهم، وتضمن حقوقهم، وتمنحهم الشعور بأنهم ليسوا مجرد أدوات إنتاج، بل شركاء حقيقيون في بناء الوطن.
و في عيدهم العالمي، لا يحتاج عمال العراق إلى خطب ولا شعارات، بل إلى قرارات شجاعة، وتشريعات مفعّلة، ومجتمع يُعلي من قيمة العمل والعامل. فهل تُترجم الوعود إلى واقع؟ أم تبقى أحلام العمال مؤجلة حتى إشعار آخر؟.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
المستقلون في العراق: رهان على تحالفات من دون فقدان للهوية
3 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تتصاعد وتيرة التحركات السياسية في العراق مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025، حيث يشهد المشهد السياسي انقسامات وتحالفات جديدة تعكس انساق ومسارات معقدة.
ويبرز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كقوة جذب للمستقلين والكتل الناشئة، فيما قوى الإطار التنسيقي الاخرى أقل جذبا للمستقلين.
و يؤكد النائب حسين حبيب، في تسجيل صوتي متاح لوسائل الإعلام، أن العديد من المستقلين يميلون للانضمام إلى ائتلاف السوداني، “ائتلاف الإعمار والتنمية”، الذي يضم تحالف العقد الوطني برئاسة فالح الفياض وائتلاف الوطنية بقيادة إياد علاوي، إلى جانب تيار الفراتين الذي يتزعمه السوداني نفسه.
وتتأرجح آمال المستقلين في العراق بين طموح التغيير وتحديات الواقع السياسي المعقد مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025.
ويواجه المستقلون، الذين برزوا كقوة جديدة بعد احتجاجات تشرين 2019، معضلة بنيوية تتمثل في هيمنة القوى التقليدية، الذي يقيّد قدرتهم على تشكيل كتل سياسية مستقلة.
ويعزو مراقبون هذا التوجه إلى رغبة القوى المستقلة الابتعاد عن القوى المستقلة التقليدية.
ويؤكد المحلل ليث شبر أن هذا النظام يفرض على المستقلين إما الاندماج في كتل طائفية أو مواجهة التهميش
ويستحضر التاريخ القريب ظاهرة مشابهة، حيث شهدت انتخابات 2021 انضمام مستقلين إلى كتل كبرى مثل “سائرون” بقيادة مقتدى الصدر، الذي حصد 73 مقعدًا بفضل دعم قاعدة شعبية واسعة.
وتكرر هذا النمط في انتخابات مجالس المحافظات 2023، حيث تنافست قوائم مستقلة مثل “نينوى لأهلها” و فازت بمقاعد بارزة.
ويواجه المستقلون اليوم تحديات مماثلة، إذ يرى البعض أن التحالف مع السوداني يعزز فرصهم الانتخابية، بينما يخشى آخرون فقدان هويتهم السياسية.
ويؤكد المحلل محمد الصيهود أن الكتل الشيعية ستتوزع على 5 إلى 6 قوائم، مما يعقد تشكيل الحكومة المقبلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts