التمييز مهم:
القيادة ليست الصدارة ولا الزعامة مثلا، وقد ميزنا بين تداخلات المعنى في مقالات سابقة، فمن وجد في نفسه كبرا أو استعلاء فهو ليس قائدا وإن كان بموضع القائد، كالفرق بين السياسي الذي يفهم السياسة وبين من وضع موضع السياسي فعمل في السياسة، وشتان بين الاثنين. ومن خلال الاحتكاك والتعامل مع بعض المتصدرين للقيادة وجدنا أن دراسة وضعهم تتطلب إيضاحات تفهمهم ذاتهم وتوقف أشد أعداء المشاريع وهي الأنانية أو الكبر، فقد يظهر البعض ويصل القمة بسرعة لينحدر لأنه لا يرتكز على ارض صلبة.
* القائد لا يطلب التغيير من الآخر لأنه يتصور أنه الصواب وغيره الخطأ، فهذه عدمية وانغلاق ونوع من السفاهة يتحول إلى الانعزال التدريجي وإنهاك أرضية تحمله لتتحول إلى رمال متحركة، القائد هنا ينظر إلى المشتركات مباشرة ويحاول توظيفها بواسطة الزعامات التي تعزز بسلوكها مصداقية أي حراك مع الآخر ولا يتبع طرقا ملتوية، هو واضح في رؤيته وتوجهه فهذا أهم رأس مال لديه في مصداقية التعامل مع الآخر، لا يتحالف لينفصل ولا ينفصل ليعود، بل يمتد بالخطوة الواضحة والصبر.
* القائد له مشاعر طيبة لكنه ليس مغفلا ولا يسمح لعواطفه أن تذهب به إلى طريق الخطأ لأن خطأه نهاية مشروع أو انحداره أو فقدان مصداقيته، ولكثر ما لحقت الهزيمة بأناس من حسن النوايا، فالنوايا ليست كافية لنجاح المشاريع أو قيادتها، لذا ينبغي أن يراجع وهو يناقش إيجاد القائد البديل له والذي ينبغي أن يكون معروفا، فرحلة المنظومات إلى النجاح كالطيور المهاجرة وهي تقطع الصحاري والقفار، تشكيلها يُسَهِّل عليها قطع المسافات بلا تعب يذكر، لكن قائدها يحمل ثقل نفسه، فإن تعب، تراجع لينضم إلى السرب ويتقدم بديله ليقود الجميع بنشاط نحو الهدف. هنالك كتلة حرجة تحتاج اختراقا تتأثر بالكاريزما والسمعة، القائد لا يولد قائدا، وليس القائد من أمسك بموقع قيادي نتيجة صدفة أو خلل أو اضطراب، بل القائد من عنده بطبعه مرتكزات من سمات القيادة وينميها ويربط السمات الأخرى بالعلم، والعلم تجربةوكل ما سنتحدث عنه هو للقائد المتعامل بالقرار الجمعي وتحمل مسؤولية منفردة، لأنه من سيتخذ القرار النهائي في كل الأحوال، وليس من الشجاعة أن يحمّل زعماء يرافقونه أكثر من مسؤوليتهم تجاه ما هم مكلفون بتنفيذه، فالزعيم منفذ ويخطط للتنفيد لمهمة محددة وليس قائدا يخطط للمهمة ككل، ومن يتصدر الناس بحكم المهمة هو من يبرزه القائد والزعيم في تفاصيل المسار، ترى ما المطلوب من القيادة والزعامات أيضا بدرجة ما؟
سمات القيادة:
القائد لا يولد قائدا، وليس القائد من أمسك بموقع قيادي نتيجة صدفة أو خلل أو اضطراب، بل القائد من عنده بطبعه مرتكزات من سمات القيادة وينميها ويربط السمات الأخرى بالعلم، والعلم تجربة.
1- الوعي الذاتي هو فهم الذات على حقيقتها وقدراتها وليس الغرور، والتواضع من الصفات الأساسية للقيادة. وكلما فهم نفسه وتعرف على نقاط الضعف والقوة ارتقت الفاعلية، فالقائد لا يغره مديح ولا يثنيه انتقاد ويستمع للنقد ويعدل أفكاره وخططه.
2- الاحترام لمن أمامه وفكر الآخر المخالف والتواصل مع الجمهور والمجتمع بشكل عام، فهو ليس إمعة لأنه يحسن في كل الأحوال، وبقدر شدته ودقته في التخطيط ومتابعة الأعمال فإنه متسامح مسبقا بما لا يذكّره رغم أنه ليس غافلا عنه.
3- مشاركة الآخرين بدعمهم فعلا وإن كانوا يخالفون القائد للقيادة رسالة تعرف نفسها بالسلوك والتعاون مع الكوادر والمحيط.
4- الرؤية ليست هي الطموح للمستقبل فحسب وإنما تعريف الخطوط العريضة للحل. إن المرونة في التعلم هي القدرة على معرفة ما يجب عليك فعله عندما لا تعرف ما يجب عليك فعله.
5- القدرة على إقناع الناس من خلال الاستخدام المدروس لتكتيكات التأثير المناسبة، هي سمة مهمة للقادة الملهمين والفعالين.
القيادات تظهر وقت الأزمات بوضوح وتظهر الزعامات وقت البناء التنموي والصدارة تظهر عند الفوضى الفكرية والسلوكية غالبا، وتكون مرتكزة على جهد الغير حيا أو ميتا مع ضعف البيئة، والنخب المنتجة تظهر مع القيادات والزعامات لكنها تُقمع مع المتصدرين الذين لا رؤية لهم
6- النزاهة هي الاتساق والصدق والأخلاق والثقة، وهي سمة قيادية أساسية للفرد والمنظمة. وهي مهمة بشكل للزعماء المساعدين للقائد والتنفيذيين سواء بالاستراتيجية أو بالتكتيك.
7- إن الشجاعة تمكن كل من أعضاء الفريق والقادة من اتخاذ إجراءات جريئة تحرك الأمور في الاتجاه الصحيح؛ والشجاعة ليست سفاهة أو جرأة وإنما تخطيط وتفكير خارج الصندوق.
8- المرونة والامتنان مع المعية والصمود عند الانتكاسات عوامل مهمة في القيادة والسيطرة.
ما العوامل المؤثرة في القيادة؟
أساليب القيادة المؤثرة وكيفية إدارة المواقف المؤثرة
1- تخطيط العمل يحدد الغايات من المنظومة أو الحزب والأهداف التي في التكتيك لوضع التخطيط لها ضمن الموازنات عند القيادة، وتخطيط التنفيذ لها من الزعماء الموكلة إليهم قيادة تنظيم العمل وتطوير نظام مؤسسي فعّال لتنظيم العمل، وهذا مهم جدا.
2- التوجيه والقيادة: تحفيز وإلهام أفراد الفريق لتحقيق الأهداف، بالتغاضي حينا وبالتركيز وشحنهم بالثقة والإيمان بالعمل، والقائد لا يحاول تمييز نفسه أو يحس بالنقص إن خالفه أحد بفكرة قد تكون إبداعية، لهذا يسمع من يخالفه ويوجه بدراسة ما يعرض عليه وإن كان مغايرا وربما يقضي بإعادة كل شيء.
3- التحكم والمتابعة: مراقبة تقدّم العمل وضمان الالتزام بالمواعيد وحسن الأداء كنتيجة نهائية.
القيادات تظهر وقت الأزمات بوضوح وتظهر الزعامات وقت البناء التنموي والصدارة تظهر عند الفوضى الفكرية والسلوكية غالبا، وتكون مرتكزة على جهد الغير حيا أو ميتا مع ضعف البيئة، والنخب المنتجة تظهر مع القيادات والزعامات لكنها تُقمع مع المتصدرين الذين لا رؤية لهم وهم الكثرة مما تُرى في الدول المتخلفة. والتخلف دليل فاعلية منظومة تنمية التخلف التي تنتج هذه وغيرها من الإخفاقات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات القيادة الزعامات التخطيط التنفيذ قيادة تخطيط تنفيذ زعامات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القائد لا القائد من
إقرأ أيضاً:
رامى عياش يعلن التعاون مجددا مع "مزيكا" في ألبوم جديد
أجرى البوب ستار رامي عياش، مقابلة خاصة مع منصة "بيلبورد عربية" وأعلن فى مقابلته مفاجآت كثيرة لجمهوره فى مصر والوطن العربى، من بينها أنه أوشك على الإنتهاء من ألبومه الغنائى الجديد، الذى يتعاون فيه مجددا مع شركة "مزيكا" والمنتج محمد جابر، وسيتم طرحه فى موسم الصيف الحالى، ويقدم من خلاله مجموعة متنوعة من الأغنيات، ويشارك فيها عياش من كلماته وألحانه بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الشعراء والملحنين والموزعين الموسيقين فى مصر ولبنان.
ومن المعروف أن رامى تعاون من قبل مع "مزيكا" فى ألبوم "قصة حب" والذى تم طرحه فى 2019، وحقق الألبوم نجاحا كبيرا، وتصدرت أغنياته تريند مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، وضم الألبوم مجموعة متنوعة من الأغنيات، من بينها "وصفولى عنيك"، "أم الدنيا"، و"سكاكر السكر".
تركزت مقابلة رامى عياش مع بيلبورد عربية بأكملها على استعراض محطات مسيرته، منذ الإطلالة الأولى في "استديو الفن"، والهيت الأول "بغنيلا وبدقلا". يتأمل رامي عياش لقطات له وهو في سن السادسة عشر ويقول: "مشيت ع الطريق الصح. ما خبصت. بقيت متمسك بكلشي تعلمته… الحمد لله ما تغيرت. مافي شي غيرني". وعند سؤاله إن كان قد شعر بالندم على أي من قراراته منذ ذلك الحين يجيب بحسم: "نهائيًا! وحتى الأخطاء اللي مرقت بعتبرها مكتوبة".
وحول سؤال عن اللحظة التى شعر فيها أنه أصبح سوبر ستار؟.. قال رامى: ولا مرة حسيت إنى أنجزت كل شئ، إلا فى مرة واحدة، وقت أمى الله يرحمها كانت موجودة فى حفل بدار الأوبرا المصرية، وكان حلمها أن ترى الأوبرا التى غنت على مسرحها السيدة أم كلثوم، وتحقق حلمها، كما تحقق حلمها أيضا بعدما رأتنى أغنى على نفس المسرح، فتحقق حلمين بليلة واحدة، ثم ذهبت بها إلى مشاهدة الأهرامات، فهذا كان حلم ثالث، ثم شاهدت الزعيم عادل إمام فكان هذا أيضا حلمها الرابع، وتحقق تكل هذه الأحلام فى أسبوع واحد، وكان هذا من أهم إنجازاتى لأمى.
ورد رامى على سؤال هل مصر هى حلم فنانى بلاد الشام ؟.. فقال: لاشك فى ذلك فمصر بها 100 مليون مواطن، ولها فضل كبير على، ودائما أقولها فى كل وقت ودائما فخور بها، مصر فتحت لى ذراعيها واهتمامها بى كان كبير، ووصلت لمرحلة أعامل فى مصر كمصرى وليس كلبنانى.