دبي – البلاد

اختتمت المملكة العربية السعودية؛ ممثلة في الهيئة السعودية للسياحة؛ مشاركتها في معرض سوق السفر العربي ATM 2025، التي سلطت فيها الأضواء على نجاحات ومنجزات القطاع خلال العام المنصرم، واستعرضت فرص الاستثمار المتنوعة التي تزخر بها السياحة السعودية، كما عززت من حضورها الإقليمي والعالمي عبر إبرام العديد من الشراكات الاستراتيجية، وأبرزت جاهزية واستعداد القطاع لموسم صيف حافل.

وخلال هذا الحدث الهام الذي استمر في مدينة دبي على مدى أربعة أيام، كان جناح “أرض السعودية” منصة حيوية للتواصل والأعمال، بحضور لافت للهيئة السعودية للسياحة إضافة إلى 142 شريكاً محلياً لمنظومة السياحة السعودية، حيث وقعت الهيئة 14 مذكرة تفاهم، شملت عدداً من الفنادق العالمية مثل: (Accor, Radisson, IHG) بالإضافة لمنصات سفر مثل: ( Booking, Ticombo, Hopper) وقد شملت كذلك توقيع عدداً من الشراكات الاستراتيجية مع نخبة من الشركات الكبرى مثل: (Careem, Marketing Solutions, Seven Experience) كما دعمت وشهدت الهيئة على توقيع 52 مذكرة تفاهم بين شركاء منظومة السياحة السعودية وشركات القطاع السياحي العالمي، مما يعزز الأثر الإقليمي والدولي للمشاركة السعودية.

وبهذه المناسبة صرح الأستاذ فهد حميد الدين الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة قائلاً: “رسخت المملكة العربية السعودية خلال مشاركتها في معرض سوق السفر العربي لهذا العام، من مكانة السعودية على خارطة السياحة العالمية، وحضورها القوي كأسرع الوجهات نمواً على مستوى العالم، حيث استقبلت المملكة نحو 116 مليون زائر في العام 2024، واستثمرت في القطاع ما يزيد عن 800 مليار دولار”، مشدداً على التزام الهيئة بدعم وتمكين شركاء منظومة السياحة السعودية من القطاع الخاص؛ الذين يمثلون عماد صناعة السياحة.

وأضاف الرئيس التنفيذي قائلاً: “نجدد بهذه المناسبة دعوة السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بموسم صيف حافل في عدد من الوجهات الساحلية والجبلية، إضافة لأهم الفعاليات العالمية والنوعية، بجانب العديد من المنتجات والباقات والعروض والتجارب السياحية الملهمة”. وكان الرئيس التنفيذي قد التقى بشركاء منظومة السياحة السعودية لنقاش التطلعات والاستعدادات لموسم الصيف الحافل، كما عقد العديد من الاجتماعات لتعزيز التعاون الإقليمي، كان من أبرزها الالتقاء مع قيادات دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.

وكان جناح “أرض السعودية” قد استقبل أكثر من 50 ألف زائر، استمتعوا بتنوع وثراء السياحة السعودية طوال العام، مع تركيز خاص على موسم الصيف القادم، وماتضمنه من وجهات ساحلية في وجهة البحر الأحمر، ومرتفعات باردة في الطائف والباحة وعسير، وفعاليات عالمية مثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض.

وقد شارك الوفد السعودي في عدد من الحوارات الثرية وورش العمل التفاعلية، ومن ضمنها مشاركة الأستاذ الحسن الدباغ الرئيس التنفيذي لوحدة أسواق آسيا والمحيط الهادئ، في جلسة حوار باليوم الختامي، عنوانها “تأثير سوق آسيا والمحيط الهادئ”، حيث تحدث عن ما يفضله السياح بالمنطقة، ودور وسائل التواصل الاجتماعي، وجهود جذب السياح من الصين والهند، وأهمية تحسين تجربة السياحة الدينية بالمملكة.

كما استمتع زوار الجناح السعودي بالعروض الفنية الشعبية الحية في الركن الثقافي، بجانب الحرف اليدوية مثل صناعة البشت والفخار. كما شهد ركن “تواصل الشركاء” العديد من العروض والباقات والمنتجات التي تشمل برامج سياحية وتجارب جاهزة للحجز الفوري.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الهيئة السعودية للسياحة السیاحة السعودیة السعودیة للسیاحة الرئیس التنفیذی العدید من

إقرأ أيضاً:

السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi

عند الحديث عن تأثير أي نشاط تنموي أو اقتصادي، غالبًا ما يواجه المسؤولون – ولا سيما التنفيذيين منهم – سؤالًا جوهريًا: متى يبدأ التأثير الحقيقي بالظهور؟ وهل ما نقدمه من تحليلات هو مجرد تنظير بعيد عن الواقع، أم أنه قراءة قابلة للتطبيق يمكن قياس أثرها؟ وعند تأمل المشهد السياحي السعودي وما يشهده من حراك متسارع، يتضح أن تغير الانطباعات الدولية بات أمرًا ملموسًا، حتى من خلال أدوات بسيطة؛ كفيديوهات الأجانب الذين يشاركون تجاربهم داخل المملكة، أو التقارير الصحفية العالمية التي تتناول التحولات السعودية من زاوية السياحة وتجربة الزائر.

هذا المدخل يقود إلى ضرورة توضيح جوهر التحول؛ فالسياحة في المملكة أصبحت ركيزة مركزية في رؤية السعودية 2030، لا باعتبارها قطاعًا اقتصاديًا واعدًا فحسب، بل بوصفها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة السعودية عالميًا. وقد عمد المخططون في هذا السياق إلى وضع القطاع السياحي في قلب التحول الوطني، مستندين إلى تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي قادر على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهو ما تؤكده مؤشرات الأداء المرتبطة بالرؤية.

ومن منظور اتصالي، يتضح أن “صورة الوجهة السياحية” ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما يراه السائح، ويسمعه، ويعيشه خلال وجوده في أي دولة. وتجمع الدراسات على أن الصورة السياحية تُبنى من مزيج من العناصر: المعالم، البنية التحتية، مستوى التفاعل الثقافي، وقيمة التجربة نفسها. وهذه العناصر مجتمعة تُسهم في تشكيل الانطباع العام لدى الزائر، وتحمل أثرًا مباشرًا على صورة الدولة خارجيًا.

في السعودية، اتسع نطاق القطاع ليشمل السياحة الثقافية، والترفيهية، والبيئية، وسياحة اليخوت الفاخرة، إلى جانب السياحة الدينية التي تظل ركنًا رئيسًا في سوق السفر العالمي. وتلعب الجهات الرسمية، وعلى رأسها الهيئة السعودية للسياحة، دورًا محوريًا في الاتصال المؤسسي الدولي عبر حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” وبرامج الترويج المستهدفة، التي تبرز الثقافة السعودية وتراثها الغني وتجارب الزوار المختلفة. كما تعمل الهيئة على إشراك الشركاء الدوليين، تنظيم الفعاليات العالمية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية لتوصيل رسالة المملكة كوجهة عالمية متنوعة. 

وخلال الفترة الماضية، حرصت على متابعة حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” ورصد أدائها في مختلف الأسواق الدولية. وعلى الرغم من النجاحات الواسعة التي حققتها هذه الحملات بوصفها واجهة محورية لصورة السعودية السياحية عالميًا، فإن تطويرها يستدعي قراءة نقدية لبعض الجوانب التي يمكن تحويلها إلى عناصر قوة تعزز حضورها وتأثيرها.

ومن أبرز التحديات التي لاحظتها الحاجة إلى مزيد من التجانس في الرسائل البصرية والقصصية، ولا سيما في أسواق أمريكا الجنوبية والشرق الأقصى. فغياب هذا التجانس قد يؤدي إلى تفاوت الانطباعات بين جمهور وآخر. ويمكن تحويل هذا التحدي إلى فرصة عبر بناء هوية سردية موحدة تستند إلى القصص السعودية الأصيلة، مع القدرة على التكيّف مع خصوصيات كل سوق مستهدف.

كما أن الحملات – شأنها شأن العديد من الحملات الإعلامية العالمية – تعتمد في بعض الأحيان على محتوى دعائي مباشر دون إظهار كافٍ للتجارب الحقيقية للزوار، مما قد يحد من مستوى المصداقية. ويمكن تجاوز ذلك عبر تعزيز دور المحتوى التوليدي من المستخدمين (UGC)، وإبراز قصص الزوار الدوليين بوصفها شهادات حيّة داعمة للثقة، مع ضرورة تبني استراتيجية منظمة لدعم هذا النوع من المحتوى وجذب شرائح جديدة من الزوار المحتملين.

ويظهر كذلك جانب يحتاج إلى تطوير، ويتمثل في ضعف الربط بين الرسائل الاتصالية والقطاعات السياحية المتخصصة كالسياحة البيئية، وسياحة المغامرات، والتجارب الثقافية العميقة. ويمكن تحويل هذا الجانب إلى فرصة عبر تجزئة المحتوى وإطلاق حملات دقيقة تستند إلى البيانات السلوكية لكل فئة من السياح، إلى جانب الاستفادة من صناع المحتوى المحليين الذين يمتلكون فهمًا عميقًا لثقافتهم وقادرين على تقديمها بطريقة جاذبة للسياح.

أما التحدي المتعلق بالمنافسة الإقليمية القوية، فيمكن أيضًا تحويله إلى مساحة تميز من خلال إبراز الهوية السعودية المتفردة، وما تحمله من عمق ثقافي، وتنوع جغرافي، وضيافة أصيلة، وهي عناصر جوهرية يصعب تقليدها وتمنح المملكة ميزة تنافسية واضحة في سوق السياحة العالمي. وبهذه الخطوات، يمكن لحملات “Visit Saudi” الانتقال من الترويج التقليدي إلى اتصال مؤسسي دولي مؤثر يعزز مكانة المملكة عالميًا.

بقي القول، تمثل السياحة السعودية اليوم أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ إنها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة المملكة عالميًا. ومع استمرار تطوير حملات “Visit Saudi” وتعزيز سرديتها وتخصيص محتواها، يمكن للسعودية ترسيخ حضورها كوجهة دولية أصيلة وحديثة في آن واحد. فالعالم يبحث عن تجارب جديدة، والمملكة تمتلك المقومات، والرؤية، والهوية القادرة على صناعة هذا التحول.

ـــ

أكاديمي ومتخصص في الاتصال المؤسسي

السياحة السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التنفيذي للمتحف الكبير: مينفعش أقول للزائر وقتك خلص
  • الرئيس التنفيذي للمتحف الكبير: يعمل بكفاءة كاملة .. ولا أزمات إنشائية
  • ممدوح عيد الرئيس التنفيذي لبيراميدز يتبادل القميص مع رئيس نادي فلامنجو قبل مواجهة الفريقين
  • ة لوضع خارطة طريق للقطاع..انطلاق الجلسة التحضيرية للمؤتمر الدولي الثاني للسياحة الصحية والعلاجي
  • مجموعة ICIS: الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» يُعيد صياغة قطاع الكيماويات العالمي
  • الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة يترأس وفد مصر فى اجتماع جمعية الأمم المتحدة للبيئة فى نيروبى بكينيا و يلقى كلمة مصر
  • ختام فعاليات الجلسة التحضيرية للمؤتمر الدولي الثاني للسياحة الصحية والعلاجية
  • الرئيس التنفيذي لـإنفيديا شخصية عام 2025 في فايننشال تايمز: من هو جنسن هوانغ؟
  • اختيار مدينة العين عاصمةً للسياحة العربية لعام 2026
  • السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi