ريكاردو كواريسما.. ساحر التريفيلا وحكايته مع المجد الضائع
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
تاريخ كرة القدم البرتغالية مفعم بالأساطير، ومن بينهم يبرز ريكاردو كواريسما، وهو لاعب جناح لم يكن مجرد موهبة، بل قطعة فنية حية، لا تعرف القيود ولا تقبل الترويض.
قصة كواريسما ليست مجرد مسيرة كروية عادية، بل رحلة معجزة، مليئة بالتقلبات والضياع والانتصار الشخصي، رسمها بخطوط متعرجة كتسديداته الشهيرة باسم "تريفيلا".
ولد ريكاردو كواريسما يوم 26 سبتمبر/أيلول 1983 في لشبونة بالبرتغال، حيث نشأ في بيئة صعبة بسبب خلفيته الغجرية، وعرف منذ صغره معنى التهميش وبرزت موهبته مبكرا مع أكاديمية سبورتينغ لشبونة، حيث أذهل المدربين بمهاراته وقدرته الفطرية على التحكم بالكرة.
في سن 17 عاما، لعب باكورة مبارياته مع الفريق الأول، وسرعان ما أصبح عنصرا أساسيا وساعد سبورتينغ على الفوز بثنائية الدوري والكأس موسم 2001-2002، وانطلاقته الصاروخية مع سبورتينغ قادته إلى بوابة الأحلام: نادي برشلونة.
وفي عام 2003، انتقل كواريسما إلى النادي الكتالوني مقابل 6 ملايين يورو، وكان من المتوقع أن يكون النجم الجديد في كامب نو، لكن سوء الفهم مع المدرب فرانك ريكارد، وشخصيته الحادة، حرماه من التألق.
وبعد موسم واحد فقط، عاد إلى البرتغال عبر بوابة بورتو، ضمن صفقة شملت انتقال ديكو إلى برشلونة.
إعلانلم يكن انتقاله إلى بورتو مجرد محطة مهنية، بل كان ملاذا للروح. هناك، وسط دفء الوطن، استعاد جزءًا من بريقه، واكتشف نفسه من جديد تحت قيادة جيسوالدو فيريرا الذي منحه حرية التعبير عن ذاته داخل الملعب وفاز بثلاثة ألقاب دوري متتالية (2006، و2007، و2008)، وطور أسلوبه الخاص المعروف باسم "تريفيلا"، أي التسديد بوجه القدم الخارجي بطريقة مذهلة أصبحت توقيعه الخاص.
لكن الحظ العاثر وكبرياءه الجارح رافقاه دائما كظله، وعام 2008، حاول جوزيه مورينيو استغلال موهبة كواريسما مع إنتر ميلان، لكن مرة أخرى فشل النجم البرتغالي في التكيف مع التعليمات الصارمة للمدرب.
حصل كواريسكا على لقب "أسوأ لاعب" (Bidone d’Oro) في الدوري الإيطالي، وفشل في ترك بصمته حتى خلال إعارته القصيرة إلى تشلسي.
انتقل بعد ذلك إلى بشكتاش التركي، حيث عاش واحدة من أفضل فتراته، ثم كانت له تجارب متفرقة مع الأهلي الإماراتي وأيضا العودة إلى بورتو مرة أخرى وارتدى قميصه الأزرق من جديد.
أمام عشرات الآلاف الذين لم ينسوا ما يستطيع فعله حين يكون في حالته، عاد كواريسما عام 2015 إلى بشكتاش للمرة الثانية، هذه المرة، بدا أكثر نضجا، وقدم مستويات رائعة ساعدت الفريق على الفوز بلقب الدوري التركي.
بفضل تألقه، استدعاه المدرب فرناندو سانتوس لمنتخب البرتغال في يورو 2016، ثم جاءت لحظته الأعظم وسط كتيبة يقودها كريستيانو رونالدو.
وقتها ساهم كواريسما في حسم موقعتين حاسمتين، برأسية قاتلة أمام كرواتيا وركلة ترجيحية جلبت الفوز ضد بولندا وساهم في تحقيق البرتغال أول لقب كبير لها.
لم يكن كواريسما النجم الأوحد، لكنه كان البطل الصامت الذي يلمع حين لا يتوقعه أحد، وكان تجسيدا لصراع داخلي بين الفن والانضباط بين الرغبة في التحليق، ومتطلبات العالم الواقعي، وبين مشاعر الغضب الناتجة عن نشأته الصعبة، والموهبة التي وضعته في مصاف الكبار.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات كأس العالم أبطال أفريقيا
إقرأ أيضاً:
500 مليون يورو من البرتغال لتعزيز استثماراتها بموزمبيق
أعلن رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو عن إطلاق خط ائتمان بقيمة 500 مليون يورو موجّه لدعم الشركات البرتغالية الراغبة في الاستثمار بموزمبيق، في خطوة تعكس ثقة لشبونة في الاستقرار السياسي والفرص الاقتصادية المتاحة في هذا البلد الأفريقي.
وجاء الإعلان في ختام القمة الثنائية السادسة بين البرتغال وموزمبيق التي استضافتها مدينة بورتو الثلاثاء، بحضور الرئيس الموزمبيقي دانيال تشابو.
وأسفرت القمة عن توقيع 22 اتفاقية تعاون تشمل مجالات التجارة والتنمية وتنويع الاقتصاد، في مؤشر على رغبة البلدين في تعزيز شراكتهما الإستراتيجية.
وأوضح مونتينيغرو أن خط الائتمان الجديد يهدف إلى تشجيع الشركات البرتغالية على التوسع في السوق الموزمبيقية، خاصة في قطاعات الطاقة والبناء والصناعات الغذائية، بما يسهم في خلق فرص عمل ودعم النمو المستدام.
وأكد أن فرقا تقنية من الجانبين ستعمل على ضمان فعالية المشاريع وتطوير آليات تنسيق مشتركة لتسريع تنفيذها.
يمثل هذا التوجه تحولا في طبيعة العلاقات بين البرتغال وموزمبيق، إذ تنتقل من إطارها التاريخي المرتبط بالماضي الاستعماري إلى شراكة حديثة قائمة على الاستثمار والتجارة والتعاون التنموي.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة قد تعزز حضور الشركات البرتغالية في واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في جنوب القارة الأفريقية.
يذكر أن موزمبيق، الغنية بالفحم والغاز الطبيعي، تسعى منذ سنوات إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإعادة بناء اقتصادها بعد عقود من الصراع وعدم الاستقرار.
ويأمل المسؤولون أن يسهم الدعم البرتغالي في تسريع عملية التنويع الاقتصادي وتخفيف الاعتماد على الموارد الأولية.