بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في زمن تتسارع فيه التغيرات الاجتماعية وتشتد فيه الأزمات، تطفو على السطح ظواهر دخيلة تهدد القيم والمبادئ التي طالما شكّلت ركائز المجتمع العراقي. من بين هذه الظواهر المقلقة، تبرز ظاهرة (تبادل الزوجات) ، التي وإن بدت غريبة على ثقافتنا، بدأت تتسلل بصمت، مدفوعة بجملة من العوامل النفسية والاجتماعية والتكنولوجية.

نحن أمام جرس إنذار حقيقي، يفرض علينا وقفة تأمل وتحركاً عاجلاً. الظاهرة، التي يتم تداولها عبر مجموعات مغلقة في شبكات التواصل الاجتماعي، لا تمثل فقط انتهاكاً صارخاً للأخلاق والدين، بل تشكّل أيضاً تهديداً مباشراً لبنية الأسرة العراقية، التي كانت عبر التاريخ صمام أمان لمجتمعنا.

الحديث عن أسباب هذه الظاهرة لا يمكن فصله عن واقعنا اليومي ضعف الوازع الديني والأخلاقي، تراجع دور الأسرة، التأثير السلبي للإعلام المفتوح، الفقر، والفراغ العاطفي والجنسي داخل بعض العلاقات الزوجية. كلها عوامل تفتح الباب أمام انحرافات سلوكية خطيرة، وجدت في ضعف الرقابة القانونية والتربوية بيئة خصبة للنمو. لكن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في وجود هذه الظاهرة، بل في صمتنا عنها. إن تجاهلها أو اعتبارها حالات فردية معزولة، هو تمهيد غير مباشر لتفشيها. العراق لا يحتمل مزيداً من التصدع في بنيانه الاجتماعي، خاصة في ظل ما يواجهه من تحديات سياسية واقتصادية وأمنية.

من هنا، فإنني من خلال هذه المقالة أطلق دعوة وطنية شاملة إلى الحكومة لتشديد الرقابة القانونية ومحاربة هذه السلوكيات بكل حزم، إلى المؤسسات الدينية لاستعادة دورها التوجيهي بروح العصر والواقع، إلى الإعلام لتحمّل مسؤوليته في التوعية، وإلى الأسرة التي تبقى، رغم كل شيء، حجر الأساس في البناء والتربية.

ختاما لسنا دعاة تشهير، بل دعاة إصلاح. ولأن المجتمعات تنهار حين تصمت عن انحرافاتها، فإننا نرفع صوتنا اليوم من أجل عراقٍ نقيّ، يحفظ دينه، ويحمي قيمه، ويصون كرامة أسره. فهل من مجيب؟

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

توزيع سلالات حيوانية محسّنة في محافظة الظاهرة لتعزيز الصفات الوراثية

قامت المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة اليوم بتوزيع عدد من رؤوس الماعز والضأن العُماني على مربي الثروة الحيوانية في ولايات المحافظة، ويأتي هذا الإجراء السنوي ضمن برنامج التحسين الوراثي الذي تنفذه وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.

وأوضحت هند بنت سالم بن راشد البلوشية رئيس قسم الإرشاد والإنتاج الحيواني بالمديرية، أن برنامج التحسين الوراثي يهدف إلى تطوير القطاع الحيواني، وزيادة إنتاجيته عبر نشر التراكيب الوراثية المحسنة في قطعان المربين؛ مما يؤدي إلى زيادة معدلات الخصوبة ونسبة التوائم، وتحسين أوزان المواليد، وأضافت: إن التوزيع شمل سلالات أبرزها ماعز الجبل، والضأن العماني.

وأوضحت المديرية، أن جميع السلالات الموزعة هي من إنتاج مركز بحوث الإنتاج الحيواني التابع للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بالوزارة، مما يضمن جودة ونقاء تراكيبها الوراثية، ويتم تنفيذ البرنامج وفق أسس علمية دقيقة تركز على اختيار أفضل الحيوانات بناءً على صفات وراثية، مثل: معدلات الخصوبة العالية، وزيادة عدد المواليد، وتحسين أوزانها عند الولادة، والفطام، وكمية إنتاج الحليب، وهو ما يضمن نقل الصفات الممتازة وتطوير جودة الثروة الحيوانية.

مقالات مشابهة

  • توزيع سلالات حيوانية محسّنة في محافظة الظاهرة لتعزيز الصفات الوراثية
  • دفعة جديدة من الخبراء تؤدي اليمين القانونية بوزارة العدل
  • ياسمين عز تسأل الزوجات سؤالا محرجا على الهواء عن أزواجهن.. ماذا قالت؟
  • تدشين مشروع المرشد الذكي للإرشاد الاجتماعي بتعليمية الظاهرة
  • تدشين الأفلام الوثائقية للمورث الثفافي والمجتمعي بمحافظة الظاهرة
  • تفاصيل المرسوم السلطاني بإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في الظاهرة
  • تفاصيل المرسوم السلطاني بإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في عبري
  • حكم الزواج بأكثر من واحدة بدون سبب.. اعرف رأي شيخ الأزهر
  • معتز للبرامج.. منصة عربية توازن بين الإتاحة القانونية والمحتوى التقني
  • 12 يوماً فقط.. حظر جديد يهدد المائدة العراقية وسط مخاوف من الغلاء