بقلم: احمد التجاني دلدوم الختيم
مستشار قانوني

????الحرب الجارية في السودان حاليا لم تكن مجرد حدث عسكري عابر بل كانت وما تزال زلزالاً شاملاً اجتاح كل ما له صلة بالأمن والملكية والكرامة الإنسانية ، فقد الآلاف من المواطنين ممتلكاتهم الخاصة التي تمثل حصاد أعمارهم ومدخرات سنينهم ، من منازل ومحتوياتها ، إلى عربات، وأجهزة، وذهب، وأثاث، ونقود سائلة، بل وحتى الأوراق الثبوتية والمستندات الرسمية .

.

????والأكثر وجعاً ومأساوية أن هذه الممتلكات لم تتلف فقط، بل تم نهبها وسرقتها في وضح النهار ، وفي كثير من الحالات، على مرأى ومسمع من العالم ، دون أن يكون للمواطن أي وسيلة للردع أو الشكوى أو المطالبة بحقه ..

????أولاً : الإطار القانوني للمسؤولية عن فقدان المقتنيات .

تعد الملكية الخاصة حقاً دستورياً وقانونياً مكفولاً ، لا يجوز المساس به إلا وفق القانون ، وعليه فإن فقدان هذه الممتلكات أو نهبها لا ينظر إليه على أنه (قضاء وقدر) وبالتالي (عفا الله عما سلف) بل فعل ضار يستتبع مسؤولية قانونية ..

????لكن هنا تبرز الإشكالات :

1. من المسؤول عن التعويض ؟ هل هي الدولة بوصفها الضامن العام للحقوق رغم ضعفها أو غيابها ؟
2. هل تلزم الجهات أو الأطراف التي كانت تسيطر على المناطق التي وقعت فيها الانتهاكات ؟
3. هل يمكن للمجتمع الدولي أن يسهم في تعويض هؤلاء المواطنين باعتبار ما جرى يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان في ظروف نزاع ؟

????ثانياً : الأسئلة القانونية الملحة :

1. ما هو الإطار القانوني لتعويض المواطنين الذين نهبت ممتلكاتهم بسبب الحرب ؟
2. كيف يتم إثبات الملكية في ظل ضياع أو تلف المستندات الأصلية ؟
3. هل يمكن الاكتفاء بالشهادة المجتمعية أو الصور أو الإقرارات الرسمية كوسيلة بديلة للإثبات؟
4. ما مدى مشروعية إنشاء صندوق وطني خاص بجبر ضرر الممتلكات المنهوبة؟
5. هل يمكن تكييف ما حدث على أنه ضرر عام يستدعي تعويضاً جماعياً ضمن برامج العدالة الانتقالية؟

????ثالثاً: مقترحات عملية واقعية :

1. تشكيل لجنة وطنية لحصر الأضرار ، تعنى بتسجيل وفحص وتصنيف المفقودات والمقتنيات المنهوبة أو المتلفة، وتعمل بشفافية بمشاركة ممثلين من المجتمع المدني، القانونيين، والخبراء في مجال التقييم والتعويض !
2. سن تشريع استثنائي للتعويض ، يراعي ظروف الحرب، ويعتمد وسائل إثبات بديلة للملكية مثل الشهادات المجتمعية، الصور، الإقرارات، والمستندات الجزئية.
3. إنشاء صندوق وطني لجبر الضرر ، تسهم فيه الدولة والمنظمات الدولية والجهات المانحة، ويخصص لتعويض المواطنين على مراحل وفق معايير واضحة وشفافة.
4. استخدام أدوات التوثيق الرقمي والمجتمعي ، كمنصات إلكترونية للإبلاغ الذاتي مع توثيق محلي من قبل لجان الأحياء ، وإشراف قانوني لضمان الجدية .
5. الاستفادة من التجارب المقارنة ، كالتجربة البوسنية، واللبنانية، والرواندية، حيث تم تعويض المواطنين عن فقدان ممتلكاتهم الخاصة خلال الحروب أو النزاعات، وفق صيغ مبتكرة وعادلة .

????خروج : نحو عدالة لا تتجاهل الألم

إن الممتلكات ليست مجرد أشياء ، بل امتداد لكرامة الإنسان ومصدر أمانه واستقراره ، إن أي حديث عن العدالة لا يتضمن تعويض هؤلاء المتضررين هو حديث ناقص ومجتزأ .

فليكن من أولويات مرحلة ما بعد الحرب إنشاء منظومة وطنية تعيد للمواطن شيئاً من حقه، وتقول له ببساطة ، ما فُقد لا ينسى، وما نهب لا يترك دون حساب ..

الله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ????

ahdal5029@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

15 كيلو من الذهب ما يعادل 260 مليون دولار..حجم مسروقات نوال الدجوي الذهبية من فيلا أكتوبر

توصلت التحريات الأولية لرجال المباحث بمديرية أمن الجيزة، إلى أن أحد المترددين على فيلا الدكتورة نوال الدجوي وراء الاستيلاء على ملايين الدولارات والعملة المصرية، بالإضافة إلى مشغولات ذهبية، من داخل مسكنها بمدينة 6 أكتوبر، حيث إنه لا توجد أي آثار عنف بمداخل الفيلا، كما أن مرتكب السرقة كان على علم بمكان الاحتفاظ بالمبالغ المالية، والمشغولات الذهبية.

نوال الدجويخلافات عائلية بين الدجوي وآخرين

وأشارت التحريات الأولية، إلى أنه توجد خلافات عائلية بين الدجوي وآخرين، وجاري جمع المعلومات حول طبيعة تلك الخلافات، بالإضافة إلى فحص أحد المشتبه بهم، لكشف حقيقة تورطه في ارتكاب الواقعة من عدمه.

وكشفت التحقيقات الأولية، أن المسروقات عبارة عن مبلغ 50 مليون جنيه مصري و3 ملايين دولار، إضافة إلى 15 كيلو مشغولات ذهبية و350 ألف جنيه إسترليني..

ورد بلاغ لمديرية أمن الجيزة، يفيد تعرض الدكتورة نوال الدجوى، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون للسرقة، وذكرت في بلاغها أنها اكتشفت سرقة مشغولات ذهبية، وعدة ملايين فئة الدولار وعملة مصرية، من داخل مسكنها.

ويكثف رجال المباحث إجراء التحريات لـ كشف ملابسات الواقعة، وتحديد هوية مرتكب السرقة، وأخطرت النيابة للتحقيق.

التحريات الأولية للدكتورة نوال الدجوي

توصلت التحريات الأولية لرجال المباحث بمديرية أمن الجيزة، إلى أن أحد المترددين على فيلا الدكتورة نوال الدجوي وراء الاستيلاء على ملايين الدولارات والعملة المصرية، بالإضافة إلى مشغولات ذهبية، من داخل مسكنها بمدينة 6 أكتوبر، حيث إنه لا توجد أي آثار عنف بمداخل الفيلا، كما أن مرتكب السرقة كان على علم بمكان الاحتفاظ بالمبالغ المالية، والمشغولات الذهبية.

وأشارت التحريات الأولية، إلى أنه توجد خلافات عائلية بين الدجوي وآخرين، وجاري جمع المعلومات حول طبيعة تلك الخلافات، بالإضافة إلى فحص أحد المشتبه بهم، لكشف حقيقة تورطه في ارتكاب الواقعة من عدمه.

وكشفت التحقيقات الأولية، أن المسروقات عبارة عن مبلغ 50 مليون جنيه مصري و3 ملايين دولار، إضافة إلى 15 كيلو مشغولات ذهبية و350 ألف جنيه إسترليني..

ورد بلاغ لمديرية أمن الجيزة، يفيد تعرض الدكتورة نوال الدجوى، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون للسرقة، وذكرت في بلاغها أنها اكتشفت سرقة مشغولات ذهبية، وعدة ملايين فئة الدولار وعملة مصرية، من داخل مسكنها.

ويكثف رجال المباحث إجراء التحريات لـ كشف ملابسات الواقعة، وتحديد هوية مرتكب السرقة، وأخطرت النيابة للتحقيق.

مقالات مشابهة

  • رئيس صحة النواب: غرامة ودعوى تعويض عقوبة المضاعفات الطبية والخطأ المهني
  • حملة لإزالة العقارات التي تهدد المواطنين بالدخيلة غربي الإسكندرية
  • استشاري: 5 عوامل تسبب جلطة القلب
  • شاهد بالفيديو.. أحد أفراد الدعم السريع يعترف بالهزيمة: (الما بخلينا نخسر شنو وكل المواطنين بقولوا “بل بس وفتك ومتك” ونحنا زول برفع لينا معنوياتنا مافي وخسرنا المواطن)
  • شبكة أردنية تنهب ملايين عبر شركة تداول وهمية
  • أين البرشا؟ وأين الكرة الذهبية؟
  • الانتخابات البلدية...أين أخطأ التيار وأين أصابت القوات؟
  • 15 كيلو من الذهب ما يعادل 260 مليون دولار..حجم مسروقات نوال الدجوي الذهبية من فيلا أكتوبر
  • بالجنيه الإسترليني والدولار...كم بلغ حجم مسروقات نوال الدجوي بالجنيه المصري؟
  • بين الجَغِم والبلّ: خرائط الموت التي ترسمها الجبهة الإسلامية على أجسادنا