شهيدان و42 جريحاً في حصيلة أولية للعدوان الأمريكي الصهيوني على مصنع اسمنت باجل
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
يمانيون../
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل العدوان الأمريكي الصهيوني بحق الشعب اليمني، ارتكبت قوات العدوان مجزرة مروعة بحق العمال المدنيين في محافظة الحديدة، حيث شنّت غارة مباشرة استهدفت مصنع أسمنت باجل، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد مواطنين وإصابة 42 آخرين، في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع.
وأفاد مصدر محلي في الحديدة بأن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل عمليات إخماد النيران والبحث عن مفقودين تحت أنقاض المصنع، وسط صعوبة بالغة نتيجة حجم الدمار الذي خلّفته الغارة وشدة الانفجارات الناتجة عنها.
وكانت وزارة الصحة والبيئة قد أعلنت في وقت سابق عن حصيلة أولية تفيد باستشهاد مواطن واحد وإصابة 35 آخرين، قبل أن تتحدث مصادر طبية عن ارتفاع الأعداد لاحقاً إلى 42 جريحاً، بينهم حالات حرجة.
المصنع الذي استُهدف يُعد من أكبر المنشآت الصناعية في محافظة الحديدة، ويعمل فيه عشرات العمال من أبناء المنطقة، ما يجعل الاستهداف المباشر له جريمة موصوفة بموجب القانون الدولي الذي يجرم قصف الأعيان المدنية والمنشآت الخدمية.
وفي بيان شديد اللهجة، أدانت وزارة الصحة والبيئة الجريمة، ووصفتها بـ”الاعتداء السافر على حياة المدنيين واستهداف ممنهج للبنية التحتية الوطنية”، مؤكدة أن العدوان الأمريكي الصهيوني لا يفرّق بين عسكري ومدني، بل يتعمد قصف المرافق الاقتصادية والخدمية لشل الحياة اليومية في اليمن، وزيادة معاناة المواطنين.
كما طالبت الوزارة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤوليتها إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم متواصلة على يد واشنطن وتل أبيب، مؤكدة أن الصمت الدولي شجّع المعتدين على التمادي في استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية.
ويأتي هذا التصعيد في سياق سلسلة غارات جوية نفذتها القوات الأمريكية والصهيونية مؤخرًا على عدد من المحافظات اليمنية، مستهدفة موانئ ومصانع وبنى تحتية مدنية، في إطار سياسة ممنهجة لتجويع اليمنيين ومحاصرتهم اقتصاديًا، بعد فشل العدوان العسكري في تحقيق أي من أهدافه منذ أكثر من تسع سنوات.
وتعيد هذه الجريمة إلى الأذهان الهجمات السابقة التي طالت موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومطاري صنعاء والحديدة، ما يشير إلى توجه واضح نحو تقويض كل مرتكزات الحياة المدنية والاقتصادية في البلاد.
وفي الوقت الذي تواصل فيه صنعاء تصعيدها ضد الكيان الصهيوني دعمًا لغزة، تصعّد واشنطن وتل أبيب عدوانهما على اليمن، في محاولة لخلط الأوراق وفرض وقائع ميدانية جديدة عبر الحرب الاقتصادية والعسكرية المركبة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تقارير غربية: إيقاف ترامب للعدوان على اليمن جاء نتيجة سلسلة إخفاقات تكتيكية واستراتيجية
يمانيون../
أجبرت القدرات اليمنية الاستثنائية واشنطن على الانكفاء والتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان على اليمن، وذلك بعد تقييم استراتيجيتها العسكرية الفاشلة والمكلفة في مواجهة اليمن.
هذا ما خلصت إليه العديد من المواقع والصحف الأمريكية و”الإسرائيلية”، مسلطة الضوء على الإخفاقات الأمريكية والتكاليف الباهظة التي تكبدتها واشنطن مقابل صمود وقدرة غير مسبوقة لدى القوات اليمنية.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أكدت أن الرئيس ترامب أوقف الحملة العسكرية العدوانية ضد اليمن لكونها مكلفة وفاشلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين كشفهم عن أن الدفاعات اليمنية كادت أن تصيب طائرات أمريكية متطورة من طراز F-16 وF-35، في ظل خسارة واشنطن لسبع طائرات مسيرة من طراز MQ-9 وطائرتين مقاتلتين من طراز F-18، مما جعل التكلفة الأمريكية هائلة.
وأشارت الصحيفة إلى تطور الدفاعات الجوية اليمنية، مؤكدة أن واشنطن عجزت عن فرض تفوق جوي على اليمنيين خلال العدوان الأخير الذي استمر نحو شهرين ونفذت فيه نحو ألف ومئة غارة.
واعتبرت الإدارة الأمريكية هذا الانخراط العسكري “باهض التكلفة وغير حاسم” في المنطقة.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين تأكيدهم أن الضربات الأمريكية ضد اليمن استنزفت الذخائر المتطورة، بل “أحرقت” هذه الذخائر، مما أثار قلقاً في المنطقة، مشيرة إلى إساءة المسؤولين الأمريكيين تقدير القدرات اليمنية والفشل في تحقيق الأهداف العملياتية.
من جانبها، شددت صحيفة ذا هيل الأمريكية على أن مفتاح الحل مع اليمنيين هو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما حققت الحملة الأمريكية نتائج محدودة بتكاليف باهظة.
وقالت الصحيفة إن الهجمات اليمنية البحرية أو تلك التي استهدفت كيان العدو الإسرائيلي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسلوك العدو في غزة وانهيار وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن اليمنيين أوقفوا عملياتهم البحرية بمجرد الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وأضافت ذا هيل أن القوات اليمنية أرست معادلة باتت تكرس حضورها كلاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه.
أما مجلة جيكوبين، فاعتبرت أن الأمر سيان، فنتيجة اتفاق وقف العدوان الأمريكي على اليمن الذي أعلنه ترامب هي نفسها لو لم يبدأ الرئيس الأمريكي بقصف اليمن، وهي الحملة التي تبين أنها مغامرة باهظة التكلفة وعديمة الجدوى.
وتؤكد المجلة أن جلَّ ما قام به ترامب هو الانسحاب وإخراج نفسه وبلاده من المأزق الذي أوقعهم فيه، وقد فعل ذلك دون تحقيق الهدف الرئيسي من العدوان وهو ردع الهجمات اليمنية على الكيان الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، نقل الصحفي الصهيوني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، يوني بن مناحيم، عن تقديرات أمنية “إسرائيلية” أن قرار ترامب وقف العدوان على اليمن جاء نتيجة سلسلة إخفاقات تكتيكية واستراتيجية جعلت استمرار التدخل العسكري بدون جدوى.
وعزت هذه التقديرات الفشل الأمريكي إلى عدة عوامل، منها، عجز أمريكا في إضعاف القوة العسكرية لليمن وعدم كسر إرادته السياسية، وكذلك الفشل في تشكيل تحالف عربي بعد رفض مصر والسعودية والإمارات شن غزو بري لليمن، إضافة إلى تآكل قوة المرتزقة اليمنيين التابعين للاحتلال الإماراتي والسعودي والذين رفضوا فتح جبهات برية ضد صنعاء، وأهم العوامل هي صعود شعبية أنصار الله بسبب دعمهم لغزة، مما منحهم شرعية إقليمية وحولهم إلى رمز للمقاومة ضد الغرب وكيان العدو.
ولا يمكن تجاهل الخسائر الأمريكية، حيث أسقطت القوات المسلحة اليمنية 22 طائرة مسيرة متطورة، بالإضافة إلى مقاتلتين من F-18.
وتخشى القيادة الأمريكية من هجوم مباشر على حاملة الطائرات من قبل القوات اليمنية، وهو سيناريو يعد “إهانة تاريخية” إن وقع.
وأمام هذا الواقع، واجه ترامب خيارين صعبين، هما، تصعيد يشمل غزواً برياً مكلفاً وخطيراً، أو الاستمرار في ضربات جوية غير مجدية، فاختار وقف العدوان على اليمن؛ خوفاً من الغرق في المستنقع اليمني.
محمد الأسدي – المسيرة