هل بدأت حرب إقليمية بالمنطقة وما المتوقع من زيارة ترامب المرتقبة؟
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
قال الباحث في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إن ما يجري في المنطقة من عمليات عسكرية متزامنة يشير إلى أننا دخلنا فعليا في خضم حرب إقليمية، وليس مجرد تهديد باندلاعها، في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل في أكثر من جبهة.
وأضاف -خلال مشاركته في تغطية خاصة بشأن الهجوم الإسرائيلي على اليمن- أن إسرائيل لا تواجه أي رادع قانوني أو أخلاقي أو عسكري، مما يفسر اندفاعها نحو توسيع دائرة الهجمات، مستغلة الغطاء الأميركي والدولي، ودون أن تتحمل كلفة فعلية لما تقوم به في قطاع غزة وسوريا ولبنان واليمن.
وكانت إسرائيل قد أعلنت مساء أمس الاثنين شن ضربات جوية على مواقع في مدينة الحديدة غربي اليمن، وقالت إنها استهدفت ميناء الحديدة ومصنعا للخرسانة ردا على صاروخ أطلقه الحوثيون واستهدف مطار بن غوريون قرب تل أبيب، مما أدى إلى تعليق عدة رحلات جوية دولية.
وأكدت مصادر أميركية لموقع "أكسيوس" أن الغارات تمت بتنسيق مسبق مع واشنطن، في حين تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن "تغير في المعادلة" مع الحوثيين بعد الهجوم على المطار، مما يعكس استعدادا لمزيد من التصعيد.
المنع لا الردعورأى الدكتور مكي أن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 باتت تتبنى عقلية "المنع لا الردع"، وتسعى لضرب قدرات خصومها حتى قبل أن تتشكل لديهم إرادة المواجهة، دون تمييز جغرافي بين غزة أو صعدة أو بيروت أو دمشق، مما يهدد أمن الإقليم برمته.
إعلانوانتقد ما وصفه بغياب الموقف العربي الموحد، مشيرا إلى أن دولا كبرى في الإقليم كتركيا وإيران والسعودية ومصر والأردن تقف عاجزة عن تشكيل تحالف حتى ولو مؤقتا، يبعث برسالة مفادها أن هذا الانفلات الإسرائيلي مرفوض جماعيا.
وتابع أن كل دول المنطقة متضررة بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أن إيران تتعرض لاستنزاف، وسوريا تنزف من جبهات متعددة، والعراق مهدد، في حين يزداد الضغط على الخليج، مما يجعل الصمت أو التردد مكلفا لكل الأطراف.
بدوره، اعتبر المستشار السابق للأمن القومي الأميركي مارك فايفل أن توقيت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة سيكون بالغ الحساسية، خاصة أنه يسعى للعب دور الوسيط في ظل تعقيدات متزايدة على أكثر من جبهة.
زيارة ترامبوكان البيت الأبيض أعلن مؤخرا أن ترامب سيزور السعودية وقطر والإمارات من 13 إلى 16 مايو/أيار الجاري، في حين نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إنه لا جدوى حاليا من زيارة ترامب لإسرائيل في إطار هذه الجولة.
وأشار فايفل إلى أن ترامب سيواجه ملفات ملتهبة من بينها الحرب على غزة والبرنامج النووي الإيراني، وتنامي التوتر مع الحوثيين في البحر الأحمر، والذي بات يشكل تحديا ميدانيا وتكلفة عسكرية متصاعدة للولايات المتحدة.
وأوضح أن واشنطن تتعامل بفعالية مع التهديد الحوثي، لافتا إلى أن طائرة حربية أميركية من طراز "إف-18" سقطت مؤخرا بتكلفة 15 مليون دولار، مما يعكس كلفة الانخراط العسكري الأميركي في هذه الجبهة.
وقال إن هذا التراجع في التغطية يعود إلى انشغال المؤسسات الأميركية بقضايا داخلية ملحة وملفات دولية أخرى، مما يجعل من اليمن ساحة مشتعلة دون أن تحظى بكامل الانتباه السياسي والإعلامي الأميركي.
أولويات ترامبوعن أولويات ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية وقطر والإمارات، أوضح فايفل أنها ستركز على محورين: الأول محاولة عزل إيران ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، والثاني العمل على وقف إطلاق نار مستدام في غزة.
إعلانكما يسعى ترامب، وفق فايفل، إلى استعادة مسار اتفاقيات أبراهام التي كان قد أطلقها في نهاية ولايته الأولى عبر تعزيز التطبيع مع دول عربية جديدة تحت شعار إنهاء الحروب المزمنة وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
لكن لقاء مكي عبّر عن تشككه في نوايا ترامب، مؤكدا أن أولويات الرئيس الأميركي لا علاقة لها بوقف الحروب وإطفاء النيران بالمنطقة أو حماية المدنيين، بل تنحصر في ملفات اقتصادية واستثمارية، فضلًا عن السعي لترسيخ ميراث سياسي خاص به في المنطقة.
واعتبر أن ترامب قد يضغط خلال وجوده بالمنطقة على الدول التي سيزورها لإقناع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقبول صفقة وقف إطلاق النار قبل انتهاء زيارته بهدف انتزاع إنجاز سياسي يعرضه أمام الرأي العام الأميركي، في حين يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التصعيد لتحقيق أهدافه العسكرية على الأرض.
ويرى الدكتور مكي أن زيارة ترامب لن تُحدث تحولا جوهريا ما لم تقترن بإعادة ضبط للموقف الأميركي من الدعم غير المشروط لإسرائيل، مؤكدا أن المنطقة لن تشهد تهدئة حقيقية دون كبح جماح العدوان الإسرائيلي المتسارع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات زیارة ترامب إلى أن فی حین
إقرأ أيضاً:
ضبط مقيم من الجنسية الهندية لتلويثه البيئة بتفريغ مواد خرسانية بالمنطقة الشرقية
أعلنت القوات الخاصة للأمن البيئي عن ضبط مقيم مخالف لنظام البيئة من الجنسية الهندية، لتلويثه البيئة والإضرار بالتربة بتفريغ مواد خرسانية في المنطقة الشرقية، وتم تطبيق الإجراءات النظامية بحقه، وإحالته للجهات المختصة.
وبينت القوات أن عقوبة ممارسة نشاط أو فعل يؤدي بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى الإضرار بالتربة أو تلويثها أو التأثير سلبًا على الانتفاع بها أو إتلاف خواصها الطبيعية غرامة تصل إلى (10) ملايين ريال.
وحثت على الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية على الرقم (911) بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة، وستعامل جميع البلاغات بسرية تامة دون أدنى مسؤولية على المبلّغ.
#الأمن_البيئي يضبط مقيمًا مخالفًا لنظام البيئة لتفريغه مواد خرسانية في المنطقة الشرقية. pic.twitter.com/bbsUIBEyXw
— القوات الخاصة للأمن البيئي (@SFES_KSA) October 13, 2025 المنطقة الشرقيةالقوات الخاصة للأمن البيئيقد يعجبك أيضاًNo stories found.