وكالات الإغاثة تنتقد بشدة خطط إسرائيل لتوزيع المساعدات على غزة
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
انتقدت وكالات الإغاثة خطط إسرائيل للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة والاستعانة بشركات خاصة لتوصيل الغذاء للأسر، بعد شهرين من منع الجيش خلالها دخول الإمدادات إلى القطاع.
ولم تقدم إسرائيل سوى تفاصيل قليلة عن خططها، التي أُعلنت عنها يوم الاثنين في إطار عملية موسعة تقول إنها قد تشمل السيطرة على قطاع غزة بأكمله.
وفي الوقت الحالي، سيستمر الحصار حتى إجلاء واسع النطاق للسكان من المناطق الشمالية والوسطى إلى الجنوب، حيث سيتم إخلاء منطقة مخصصة لذلك قرب مدينة رفح الجنوبية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
وقالوا إن القوات الإسرائيلية ستفحص الداخلين إلى المنطقة لضمان عدم وصول الإمدادات إلى حماس، مع ما وصفته وكالات الإغاثة بـ"محاور" خاصة للتعامل مع التوزيع.
وقد قامت إسرائيل بالفعل بتطهير حوالي ثلث الأراضي لإنشاء "مناطق أمنية"، وقد عززت خطة المساعدات، إلى جانب خطط نقل جزء كبير من السكان إلى الجنوب، المخاوف من أن النية العامة هي احتلال كامل.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الخطة "تتناقض مع المطلوب"، كما شككت وكالات أخرى في الخطة، التي لم يتم إطلاعها عليها إلا شفهيًا، وفقًا لمسؤولين في مجال الإغاثة. وقال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "من الخطأ تمامًا أن يتولى طرف في النزاع - في هذه الحالة إسرائيل - مسؤولية المساعدات المنقذة للحياة للمدنيين".
وأضاف: "إن خطة المساعدات الإسرائيلية الجديدة هذه غير كافية على الإطلاق لتلبية احتياجات غزة، وتمثل انتهاكًا تامًا لجميع المبادئ الإنسانية".
اتهم مسؤولو الإغاثة إسرائيل بتجاهل تعقيد توزيع المساعدات في بيئة مثل غزة، التي دمرتها 19 شهرًا من الحرب التي دمرت الكثير من بنيتها التحتية وشردت جميع سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبًا عدة مرات.
وذكروا إن الخطط الأخيرة تبدو وكأنها تردد صدى الخطط الإسرائيلية التي رُفضت في وقت سابق من الحرب.
اتهمت إسرائيل وكالات بما في ذلك الأمم المتحدة بالسماح لكميات كبيرة من المساعدات بالوقوع في أيدي حماس، التي تتهمها بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين واستخدامها لقواتها الخاصة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة الجيش قطاع غزة الحصار محاور مناطق أمنية
إقرأ أيضاً:
14 شهيدا في غزة بردا وغرقا وقرار أممي يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات فورا
استشهد 14 فلسطينيا نتيجة الأمطار والبرد في غزة، وانهار أكثر من 15 منزلا منذ بدء المنخفض بيرون الجوي، في حين اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب إسرائيل -باعتبارها قوة احتلال- بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن "14 شخصا -بينهم 6 أطفال- توفوا بسبب البرد وانهار أكثر من 15 منزلا في مناطق عدة بمدينة غزة"، في حين يكافح النازحون في خيامهم المهترئة لحماية أطفالهم من البرد القارس بإمكانيات وقدرات شبه معدومة.
وأفاد مراسل الجزيرة بانهيار مبنى متعدد الطوابق في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة دون وقوع إصابات، في حين انتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني جثامين 4 فلسطينيين -بينهم طفلان- إثر انهيار منزل في منطقة بير النعجة شمالي قطاع غزة.
ومنذ أول أمس الخميس يعيش مئات آلاف النازحين الفلسطينيين أوقاتا صعبة داخل خيام مهترئة بمختلف مناطق غزة، مع استمرار تأثير المنخفض بيرون على القطاع، حيث أغرقت مياه الأمطار وجرفت السيول واقتلعت الرياح أكثر من 27 ألف خيمة، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أوضاع مأساوية
من جانبه، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من 140 ألف شخص تضرروا من الأمطار الغزيرة التي غمرت أكثر من 200 موقع للنزوح في قطاع غزة.
وأكد حق على ضرورة رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع، مشددا على ضرورة رفع الحظر عن عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا).
في الأثناء، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في فلسطين جوناثان كريكس إن "الحاجة ملحة لإدخال مزيد من المساعدات لقطاع غزة"، داعيا إلى حشد الدعم من أجل ذلك.
وشدد كريكس في حديث للجزيرة على ضرورة تكثيف إدخال الملابس والخيام إلى القطاع.
إعلانبدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما يدخل من مستلزمات الإيواء إلى قطاع غزة لا يلبي الحد الأدنى من المتطلبات، ولا يقي من المطر والبرد.
وأضافت حماس أن استشهاد فلسطينيين في غزة بسبب غرق الخيام والبرد والانهيارات يؤكد أن حرب الإبادة مستمرة وإن تغيرت أدواتها.
ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية جراء انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، وتواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.
قرار أممي
سياسيا، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب إسرائيل -باعتبارها قوة احتلال- بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان توفير الغذاء والماء والدواء والمأوى لسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع احترام امتيازات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
كما يؤكد القرار -الذي صاغته النرويج- على ضرورة حماية الطواقم الطبية والإغاثية ومنع التهجير القسري وتجويع المدنيين وعدم عرقلة عمل الأمم المتحدة.
ورغم مرور شهرين على اتفاق وقف الحرب على غزة فإن إسرائيل ما زالت تعرقل حتى الآن تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتشير الأرقام إلى أن ما تسمح إسرائيل بإدخاله حاليا أقل من الحد الأدنى المطلوب لتلبية احتياجات مليونين و400 ألف إنسان يعيشون داخل قطاع غزة.
وفي سياق متصل، شدد بيان صادر عن وزراء خارجية كل من قطر والسعودية ومصر والأردن والامارات وتركيا وإندونيسيا وباكستان على أن دور الأونروا لا غنى عنه لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعايتهم.
وأدان البيان اقتحام القوات الإسرائيلية مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واصفا ذلك بالتصعيد المرفوض والانتهاك الصارخ للقانون الدولي.
وأكد على أن دور الأونروا غير قابل للاستبدال، مشددا على الدور الأساسي الذي تتكفل به في توزيع المساعدات بقطاع غزة.
غضب إسرائيلي
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل إلى التعاون مع ما سمتها "أونروا حماس" تثبت مرة أخرى أنها هيئة مشوهة أخلاقيا، وفق تعبيرها.
وزعمت الوزارة أن هناك وثائق عديدة ومقاطع فيديو تؤكد مشاركة موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو الاتهام الذي نفته الوكالة مرارا.
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن الجمعية العامة للأمم المتحدة "اعتمدت مرة أخرى قرارا غير جاد يُظهر الانحياز ضد إسرائيل"، وفق تعبيرها.
وأضافت الخارجية في بيان أن القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء على حساب الدبلوماسية الفعلية بالمنظمة، مشيرة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت طرح "قرار مثير للانقسام ومسيس يستند إلى مزاعم كاذبة".
وقالت إن القرار يؤكد أن على إسرائيل تنفيذ استنتاجات خاطئة ومضللة لرأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية، مضيفة أن الآراء الاستشارية ليست أساسا للتشريع، واللجوء إلى استخدامها يعتبر استهزاء بالقانون الدولي.
إعلانوخلفت حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي واستمرت عامين أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قُدّرت بنحو 70 مليار دولار.