مايو 8, 2025آخر تحديث: مايو 8, 2025

المستقلة/- أعلنت وزارة التخطيط العراقية عن تنفيذ تعداد زراعي شامل نهاية العام المقبل (2026)، في خطوة تهدف إلى رسم صورة دقيقة وواضحة للواقع الزراعي في البلاد، بما يتماشى مع الأهداف التنموية والاقتصادية.

يشمل التعداد الزراعي المقبل جمع إحصائيات وبيانات مفصلة عن المحاصيل الزراعية، الأراضي الزراعية، الأشجار، الحيازات الزراعية، والحيوانات بكافة أنواعها.

أهمية التعداد الزراعي

أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، في تصريحاته لـ”الصباح”، أن التعداد الزراعي يُنفذ عادة بعد التعداد السكاني، وذلك لأهمية القطاع الزراعي الذي يُعتبر أحد الركائز الأساسية للاقتصاد العراقي. وبيّن الهنداوي أن هذا التعداد سيسهم في تقديم إحصائيات دقيقة تُمكن الحكومة والجهات المعنية من اتخاذ قرارات أكثر فعالية بشأن تطوير هذا القطاع الحيوي.

وأضاف الهنداوي أن التعداد الزراعي سيتناول كافة جوانب القطاع الزراعي، من المحاصيل الزراعية التي تُنتجها الأراضي العراقية، إلى وضع الحيازات الزراعية وحالة الأشجار التي تشكل جزءاً من الاقتصاد الزراعي. كما سيتضمن التعداد تصنيفاً شاملاً للحيوانات وتحديد أنواعها وأعدادها، وهو ما يعد أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للاقتصاد الزراعي في البلاد.

تعزيز التنمية الزراعية

يُعتبر التعداد الزراعي من المرتكزات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في العراق، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه القطاع الزراعي. يُتوقع أن يسهم التعداد في توفير صورة واضحة حول الوضع الراهن في هذا القطاع، مما يسمح بتوجيه الاستثمارات بشكل أفضل وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية.

في هذا السياق، أكد الهنداوي أن الحكومة تسعى للاستفادة من التقنيات الحديثة في تنفيذ التعداد الزراعي، بما يضمن دقة النتائج وسرعة استخراج البيانات. كما يُتوقع أن يتم تفعيل التنسيق بين الوزارات المعنية والجهات الحكومية الأخرى لضمان نجاح التعداد وتوفير المعلومات الدقيقة.

نتائج التعداد: خطوة نحو المستقبل

من خلال هذا التعداد الزراعي، تأمل وزارة التخطيط أن يتمكن العراق من استعادة مكانته في المجال الزراعي، وتوسيع الإنتاج المحلي للمنتجات الزراعية بشكل يعزز الأمن الغذائي في البلاد.

ويمكن اعتبار التعداد الزراعي خطوة أساسية نحو بناء استراتيجيات زراعية مستقبلية مدروسة، تستفيد من البيانات الإحصائية لتطوير السياسات الحكومية المتعلقة بالأراضي الزراعية والمحاصيل، مما يساهم في تعزيز قدرة العراق على تلبية احتياجاته الغذائية محلياً.

تُعد هذه المبادرة جزءاً من خطة شاملة لتحقيق التنمية المستدامة للقطاع الزراعي، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية وتعزيز الاقتصاد الوطني بشكل عام.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: القطاع الزراعی

إقرأ أيضاً:

د. آية الهنداوي تكتب: جريمة خبز.. حصار البطون قبل المدن

وسط ضجيج الحرب والركام والدخان ينسى العالم أن هناك جريمة أكثر صمتاً لكنها أشد فتكًا.
إنها جريمة الخبز حيث لا تُقصف المدن فقط، بل تُحاصر البطون ويُمنع الطعام قبل أن تُمنع الحدود.

منذ سنوات تستخدم إسرائيل سلاحًا خفيًا لكنه بالغ التأثير التجويع الممنهج للشعب الفلسطيني وتحديدًا في قطاع غزة. الأمر لا يقتصر على الحصار الخانق الذي بدأ عام ٢٠٠٧ بل تصاعد ليبلغ ذروته بعد حرب ٢٠٢٣ـ ٢٠٢٤ حين تحوّل تجويع الفلسطينيين من سياسة إلى استراتيجية ومن قرار عسكري إلى منهج حياة وموت.

وتؤكد الأمم المتحدة في أحدث تقاريرها  أن أكثر من ٨٥ % من سكان قطاع غزة  يواجهون انعدامًا حادًا للأمن الغذائي، ويشير تقرير "هيومن رايتس ووتش" إلى أن إسرائيل تُمارس تجويع المدنيين كـ"أداة من أدوات الحرب" في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

لكن الأخطر من ذلك هو البعد الأيديولوجي الصامت الذي يرافق هذه السياسة. فبعض التيارات الصهيونية ترى في هذا العقاب الجماعي امتدادًا "لاهوتيًا" لمفاهيم توراتية مشوّهة تُبرر الحصار باسم "النقاء" و"الأرض الموعودة". يُستحضر النص وتُسكت الأخلاق.

وسوف أذكر بعض الفقرات التوراتية الدالة علي ذلك، فقد ورد في (سفر التثنية إصحاح ٢٨)  صورة مروّعة لما يُسمّى "لعنات العصيان" وفيها: "وتأكل ثمرة بطنك، لحم بنيك وبناتك… في الشدة والضيق الذين يضيّق بهما عدوك".
هذا النص يستخدم لغة عقابية قاسية ويرتبط بعدو يفرض الحصار حتى حدود الكارثة. المفارقة أن هذا النوع من النصوص حين يُقتطع من سياقه يتحول إلى مبرّر ديني للعقاب الجماعي ويُوظف ضمن خطاب سياسي يُشرعن الحرب والحصار.

لكن في المقابل، هناك صوت آخر داخل التوراة – صوت الأنبياء – يفضح هذا الظلم ويصرخ في وجه استغلال السلطة. ففي (سفر إشعياء الإصحاح ٥٨) نجد: "أليس هذا صومًا أختاره حلّ قيود الشر… أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك؟".
إن هذا النص يُعلي من شأن إطعام الجائع ويضعه في جوهر العبادة لا على هامشها ويكشف الفارق الأخلاقي بين الصوم كعبادة روحية والتجويع كأداة سياسية.

من يفتش في تفاصيل هذه الجريمة يدرك أن إسرائيل لا تقتل الفلسطيني بالرصاص فقط، بل تنهكه بالجوع وتُدجّن إرادته بحرمانه من الرغيف وتحاصره من داخل جسده قبل أن تحاصره من خارج وطنه.

إن سياسة "حصار البطون قبل المدن" ليست فقط حربًا على القوت، بل على الكرامة والوجود ، وهي جريمة يجب ألا تسقط بالتقادم ولا تُنسى خلف الأرقام.

ففي غزة الخبز محاصر والجوع متعمد والسكوت خيانة.

 

طباعة شارك جريمة الخبز إسرائيل قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • وزارة الطاقة والمعادن و"الخليج لمواد المعادن" توقعان اتفاقية امتياز تعديني لتعزيز التنمية في سلطنة عمان
  • «الحجر الزراعي» يطلق سلسلة تدريبات لتعزيز قدرات فاحصيه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي
  • الجزائر ترفض "بشكل قاطع" إجراء وزارة الخارجية الفرنسية
  • تراجع أسعار المحاصيل يمثل تهديدًا خطيرًا على القطاع الزراعي
  • القطاع الزراعي في ذمار ينظم فعالية ثقافية بذكرى المولد النبوي
  • نائب: زيادة حجم الصادرات الزراعية فرصة ذهبية للتوسع في التصنيع الغذائي
  • علاء فاروق: حلول تكنولوجية حديثة في مواجهة تحديات القطاع الزراعي
  • د. آية الهنداوي تكتب: جريمة خبز.. حصار البطون قبل المدن
  • وزارة الزراعة تعلن التشغيل التجريبي للمتحف الزراعي مجانا للجمهور
  • لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة في الحديدة :مشروع استصلاح 15 مليون متر مربع من الأرضي الزراعية في مديرية الدريهمي لتحقيق الاكتفاء الذاتي