قادة سرايا يوجهون نداء لقيادة الاحتلال:طريقة القتال الحالية لن تحقق النصر
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
نشرت صحيفة إسرائيل اليوم، العبرية في تقرير للصحفية حنان غرينوود، رسالة لافتة وجهها 71 من قادة سرايا الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، أعربوا فيها عن استيائهم من الاستراتيجية العسكرية المتبعة في الحرب على قطاع غزة، مؤكدين أن "طريقة القتال الحالية لن تؤدي إلى النصر".
وطالب الموقعون بأن تُستثمر قدراتهم في مناورة حاسمة تنهي القتال، لا أن يُزج بهم مجددًا في جولات قتالية لا نهاية لها. وكتب القادة: "نحن قادة سرايا من مختلف وحدات الجيش الإسرائيلي، نتوجه إليكم بسؤال واحد واضح: إلى أين تتجه هذه الحرب؟".
وأوضح الضباط في رسالتهم أنهم شاركوا في المعارك منذ اندلاع الحرب، "مدفوعين بالشعور بالواجب الوطني وبإيمان عميق بعدالة المهمة"، دون أن يطرحوا تساؤلات حول جدوى القتال. إلا أنهم، وبناءً على تقييم واقعي للموقف، توصلوا إلى قناعة بأن النهج القتالي الحالي لا يمكن أن يفضي إلى نصر حاسم.
وأشاروا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتقف اليوم عند مفترق طرق مصيري، في ظل ما وصفوه بـ"فرصة سياسية وعسكرية نادرة"، قابلها في الوقت ذاته استنزاف متواصل للمقاتلين نتيجة "استراتيجية قتالية فاشلة وطويلة الأمد". وأضافوا أن استمرار غياب الحسم يضعف من دعم عائلات الجنود، ويمنح العدو شعورًا بالأمان والثقة بأن الزمن يعمل لصالحه.
ورغم تأكيدهم الاستعداد الدائم للدفاع عن دولتهم في جميع الظروف، شدد الضباط على ضرورة اتخاذ قرار واضح، وتحديد هدف صريح، وموعد نهائي لحسم المعركة. ودعوا القيادة إلى منحهم الضوء الأخضر لاستخدام القوة الكاملة المتاحة من أجل تحقيق نصر واضح.
وختموا رسالتهم بالقول: "بهذه الطريقة فقط يمكن القضاء على حكم حماس، استعادة المخطوفين، وإعادة الأمن لدولة إسرائيل. لا تبددوا طاقات هذا الجيل المقاتل في جولات جديدة بلا جدوى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحرب غزة حماس حماس غزة الحرب بنتنياهو صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها
القدس المحتلة – دخلت إسرائيل الحرب مع إيران تحت شعار واضح ومعلن، وهو "تدمير المشروع النووي الإيراني"، لكن بعد مرور أسبوع على اندلاع المواجهة، تتقاطع التحليلات والتقديرات الإسرائيلية عند نقطة واحدة، وهي أن هذا الهدف المركزي للحرب لم يتحقق، بل إن الإنجازات الأولية التي أُعلن عنها بدأت تتآكل في ظل تعقيدات الميدان وتنامي المخاطر السياسية والعسكرية.
ومع تعثر التقدم نحو المنشآت النووية، بدأت تظهر إلى السطح أهداف جديدة أكثر تطرفا وخطورة، مثل اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وإسقاط النظام الإسلامي، وهي أهداف تبدو بعيدة المنال، وتثير شكوكا واسعة حتى داخل الدوائر الأمنية والعسكرية في إسرائيل.
المفارقة أن إسرائيل -حسب معظم التحليلات- انزلقت إلى حرب بلا خطة خروج واضحة، في ظل صمت أميركي ثقيل يزيد الضبابية، خصوصا من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لم يحدد بعد موقفا صريحا بشأن التدخل أو الانخراط في هذه الحرب.
ويبدو أن الإجماع بين المحللين والباحثين الإسرائيليين يميل إلى قناعة مفادها أن إسرائيل غير قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وأن اغتيال القيادة أو انهيار النظام لن يحقق بالضرورة تفكيك المشروع النووي أو انهيار الدولة الإيرانية، وتحذر من أن النجاحات التكتيكية الحالية قد تتحول إلى عبء إستراتيجي إذا طالت الحرب.
ووسط هذه التحذيرات، استعرضت التحليلات والقراءات الإسرائيلية ملامح السيناريوهات المتوقعة، وسط ترقب ثقيل لموقف واشنطن، وقلق متزايد من احتمال تورط طويل الأمد لإسرائيل في حرب بلا نهاية واضحة.
مواجهة معقدةيقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إنه وبعد أسبوع من اندلاع الحرب مع إيران "يتضح أكثر وأكثر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زج بإسرائيل في مواجهة معقدة دون إستراتيجية خروج واضحة، وسط تردد ترامب بين خوض المعركة أو العودة إلى طاولة المفاوضات".
إعلانويضيف هرئيل إنه "في إسرائيل تتعاظم القناعة بأن تدمير المشروع النووي الإيراني لن يتحقق من دون تدخل أميركي مباشر، خاصة لقصف منشأة فوردو المحصنة"، ورغم تحقيق إنجازات أولية، فإن القدرات الإسرائيلية وحدها غير كافية، واحتمال التورط في حرب استنزاف طويلة بات ماثلا، حسب تقديرات المحلل العسكري.
ولفت إلى أن ترامب -الذي لم يعلن موقفا حاسما حتى الآن- يوازن بين خيارين، دعم الهجوم الإسرائيلي أو التفاوض على اتفاق جديد بشروط أكثر تشددا، مشيرا إلى أنه "في واشنطن، يدور صراع داخلي بين صقور يدفعون نحو التصعيد وحمائم يفضلون الانكفاء، بينما القرار النهائي لا يزال غامضا".
وخلص للقول "مع ارتفاع الضغط على الجبهة الداخلية وتزايد الكلفة الاقتصادية والهجمات الصاروخية الدقيقة، فإن كل يوم يمر دون حسم أو مخرج، يعمّق تورط إسرائيل في حرب لم تحدد أهدافها النهائية، ولا تملك خطة لإنهائها".
من جانبه، يرى محلل الشؤون الشرق أوسطية في "يديعوت أحرونوت" آفي يسسخاروف، أن الوقت قد حان لتغيير المعادلة، "فضرب المشروع النووي الإيراني لم يعد كافيا، بل يجب توجيه الأنظار نحو علي خامنئي نفسه، المرشد الأعلى لإيران، والمهندس الأول لكل سياسات طهران العدائية"، حسب تعبيره.
وفي ظل تصعيد إيران واستهدافها المباشر لعمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، يرى يسسخاروف أن الرسالة يجب أن تكون واضحة "لا أحد بمنأى، ولا حتى المرشد الأعلى"، مؤكدا أن "اغتيال خامنئي -رغم صعوبته- قد يفتح الباب أمام قيادة إيرانية أكثر عقلانية واستعدادا للحوار".
ورغم المخاوف من أن يؤدي اغتياله إلى تصعيد فوري، يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن "بديله قد يكون أكثر اعتدالا، أو على الأقل أقل تطرفا، فخامنئي ليس فقط مرشدا دينيا، بل رأس إمبراطورية عسكرية تمتد من غزة إلى فنزويلا، وضربه سيكون خدمة للعالم بأسره"، برأي يسسخاروف.
أهداف إسرائيليقول المحلل السياسي في الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" شالوم يروشالمي، إنه في حين أن المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" حدّد أهداف الحرب بـ"القضاء على برنامج إيران النووي، وتحجيم الصواريخ، وتفكيك محور الشر"، ذهب وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى خطوة أبعد من ذلك.
وأشار المحلل السياسي إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي قال إن "إسقاط النظام الإيراني وقتل خامنئي" باتا من أهداف إسرائيل، وذلك في تصريح حاد وصف فيه المرشد الأعلى بـ"هتلر العصر الحديث"، حيث بدا كاتس وكأنه يستلهم نبرته من الوزير المتطرف بن غفير الذي وقف إلى جانبه.
ولفت إلى أن نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة– حاول النأي بنفسه عن التصريح، معتبرا أنه لا يخدم الحملة العسكرية، "لكن كاتس -الذي يعيش ذروة نفوذه السياسي- لا يبدو معنيا بالاصطفاف خلف رئيس الحكومة، ما يقوم به هو إعادة إنتاج لنمط سياسي مألوف في تاريخ الليكود، وهو مزايدة اليمين على اليمين"، يقول يروشالمي.
لكن السؤال الجوهري -حسب يروشالمي- ليس من يصرح أكثر "بل ماذا تحقق إسرائيل إذا نجحت فعلا في اغتيال خامنئي؟"، محذرا من أن أي تغيير جذري في إيران يجب أن ينبع من الداخل الشعبي لا من الخارج، "وإلا فقد يولد ارتدادا أو تعاطفا مع النظام".
إعلان السيناريوهات المحتملةوتحت عنوان "غموض في خضم حملة عسكرية"، كتب الدكتور راز زيميت، رئيس برنامج إيران والمحور الشيعي في معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، تحليلا شاملا حول مجريات الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران.
وفي مقاله، استعرض زيميت السيناريوهات المحتملة للصراع، وموازين القوى، والخيارات الإستراتيجية المتاحة للطرفين، مشيرا إلى أن "إسرائيل لا تزال تنتظر القرار الحاسم من ترامب، وهو العامل الذي قد يُغيّر معادلة المواجهة".
يقول الباحث الإسرائيلي "حتى بعد 7 أيام من اندلاع الحرب، لا تزال الصورة ضبابية، والأسئلة أكثر من الإجابات"، فهذه أول مواجهة مباشرة تخوضها إسرائيل مع دولة ذات سيادة منذ عقود، بينما تواجه إيران واقعا معقدا لم تشهده منذ الحرب مع العراق.
وأكد زيميت أن إيران، حتى اللحظة، تمتلك "مساحة للتنفس" في ظل الضغوط العسكرية، مستفيدة من عامل الوقت والتردد الأميركي بالتصعيد المباشر، لكنه في المقابل، يطرح تساؤلا مركزيا: هل تملك طهران القدرة على امتصاص حملة عسكرية طويلة الأمد، تُلحق ضررا متراكما بأصولها الإستراتيجية، وقد تُفضي إلى زعزعة استقرار النظام؟
وأشار إلى أن الغموض يلفّ الحملة العسكرية الحالية، فلا الطرف الإيراني يبدو على وشك الانهيار، ولا إسرائيل تملك رؤية واضحة لإنهاء الحرب أو ضمان تحقيق أهدافها بالكامل، وبينما تتجه الأنظار إلى واشنطن، يبقى الحسم معلقا على قرارات لم تُتخذ بعد.
وخلص للقول "نحن أمام لحظة مفصلية يتوجب فيها الحذر في التقديرات، وتجنب المبالغات، والاعتراف بأن التحولات الجارية قد تُعيد تشكيل الشرق الأوسط بأسره، ليس فقط نتيجة للهجوم الإسرائيلي على إيران، بل بفعل الفرص والأزمات التي يولدها".