محللون: المقاومة لا تزال متماسكة وقادرة على القتال في غزة
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
أجمع خبراء ومحللون على أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لا تزال متماسكة وقادرة على القتال بعد أكثر من عام ونصف العام من الحرب، مؤكدين أن مزاعم الاحتلال بإنهاك المقاومة غير صحيحة، وأن إسرائيل تواجه تحديات ميدانية كبيرة مع استمرار المقاومة في توجيه ضربات للجيش الإسرائيلي.
وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، فإن فيديوهات عمليات المقاومة التي عُرضت مؤخرا والتي توثق عمليات عسكرية ضد الجنود الإسرائيليين تعكس "وضعا ميدانيا متماسكا للمقاومة"، لافتا إلى أن طبيعة حركة جيش الاحتلال سمحت للمقاومة بالتحرك والاشتباك وإيقاع خسائر.
وأوضح الدويري -خلال فقرة "مسار الأحداث"- أن التقديرات تشير إلى وجود ما بين 30 و40 ألف مقاتل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يزالون موجودين في غزة، مؤكدا أن المقاومة ستواصل التصدي للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وأن المقاربة العسكرية الإسرائيلية ستفشل في النهاية.
خلافات داخلية
وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي الداخلي، أشار الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إلى وجود خلاف داخلي إسرائيلي حول العملية العسكرية، وهذا الخلاف يتمحور حول أمرين أساسيين:
إعلان الأول: يتعلق بالأسرى الإسرائيليين، حيث يرى الجيش أن هدف العملية العسكرية بالدرجة الأولى هو استعادة الأسرى، في حين تقول الحكومة إن الهدف الأساسي هو الانتصار على حركة حماس. الثاني: يتعلق بالأفق السياسي للعملية العسكرية، حيث تقول الحكومة إن الأفق السياسي هو احتلال قطاع غزة وتهجير السكان ومن ثم الاستيطان، في حين تتصاعد أصوات تعترض على التجويع والوضع الإنساني في القطاع.
إدارة أميركية
وحول التسريبات بشأن مقترح الحكم الأميركي لغزة الذي أوردته وكالة رويترز، قال الباحث بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إن هذه التسريبات لم ينفها أحد من الأطراف المعنية، مشيرا إلى أن هذا المقترح يتناقض مع الخطة الإسرائيلية المتعلقة بترحيل الفلسطينيين إلى جنوب قطاع غزة.
ولفت مكي إلى أن الحكم الأميركي المباشر لغزة سيكون معقدا جدا، مقارناً ذلك بتجربة الاحتلال الأميركي للعراق، حيث تكبدت الولايات المتحدة خسائر كبيرة قدرها بنحو 4 آلاف و5 آلاف جندي.
وأشار المحللون إلى وجود اختلاف بين رؤية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورؤية حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن غزة، حيث يريد ترامب -حسب المحللين- إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب ونزع سلاح حماس، في حين يتمسك نتنياهو بتحقيق "انتصار" عسكري.
وأوضح الدكتور مصطفى أن هناك تخوفا إسرائيليا من موقف ترامب من العملية العسكرية والرؤية الإسرائيلية لقطاع غزة، لكنه أكد أن قضية غزة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الحالية واليمين الإسرائيلي أصبحت "قضية حياة أو موت"، ولذلك من المرجح أن يرفض نتنياهو أي إملاءات أميركية تتناقض مع التصورات اليمينية.
مقترحات سلام
وحول مقترح فكرة الهدنة لمدة سبع أو عشر سنوات، أوضح اللواء الدويري أن هذه الفترة قد تشهد تغيرات جيوسياسية كبيرة، وأشار إلى أن مسألة نزع سلاح المقاومة يجب أن تقترن بضمانات بعدم حدوث اجتياحات إسرائيلية.
إعلانفي حين رأى مصطفى أن إسرائيل لا تفضل الهدنة الطويلة الأمد لأنها تعتبرها بمثابة انتصار لحماس وفرصة لها لإعادة بناء نفسها، وأوضح أن إسرائيل رفضت مقترح حماس للهدنة لمدة خمس سنوات لهذا السبب.
ومن جهته، توقع مكي طرح مبادرة مشفوعة بموافقة أميركية ستُفرض على إسرائيل، ربما لإدخال المواد الغذائية إلى قطاع غزة، و"هذا يتناقض مع رغبة إسرائيل في استمرار الحصار لإرغام السكان على النزوح جنوبا".
وأكد مكي أن إسرائيل كلما دفعت أثمانا أكبر في حربها على قطاع غزة، ستضطر لتقديم تنازلات سواء على المستوى الميداني أو السياسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أن إسرائیل قطاع غزة إلى أن فی حین
إقرأ أيضاً:
مقتل 7 جنود إسرائيليين حرقا.. تفاصيل أعنف عمليات المقاومة منذ بدء الحرب في غزة
غزة - الوكالات
في مشهدٍ وُصف بأنه من "أصعب الأحداث" التي واجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، قُتل ضابط و6 جنود إسرائيليين في كمين محكم نفذته المقاومة الفلسطينية في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفق ما أقرّت به مصادر رسمية وإعلامية إسرائيلية.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: "صباح مؤلم علمنا فيه بمقتل الجنود في معارك خان يونس"، مشيرًا إلى أن الوضع في غزة "صعب جدًا، والمعارك ضارية والعبء لا يُحتمل".
أما زعيم المعارضة يائير لابيد فوصف الحادث بـ"الكارثة الكبرى"، وقال: "ما جرى بالأمس جنوب قطاع غزة صباحٌ صعب للغاية".
تفاصيل الهجوم بحسب الرواية الإسرائيلية
بحسب إذاعة جيش الاحتلال، تلقّت غرفة العمليات بلاغًا عند الساعة الخامسة والنصف من مساء الثلاثاء عن احتراق ناقلة جند مدرعة من نوع "بوما" تابعة لسلاح الهندسة القتالية الإسرائيلي. وأفاد التحقيق الأولي بأن مقاومًا فلسطينيًا تمكن من الاقتراب من الناقلة وتثبيت عبوة ناسفة عليها، ما أدى إلى انفجار هائل واشتعال المدرعة بكامل طاقمها.
وأضافت الإذاعة أن محاولات إطفاء الناقلة فشلت، رغم استدعاء فرق الإطفاء العسكرية، لتُستخدم جرافة من طراز D9 لردمها بالرمال. وأُجبرت القوات لاحقًا على سحب الناقلة وهي مشتعلة إلى شارع صلاح الدين ثم إلى خارج قطاع غزة، حيث أعلنت وفاة جميع الجنود السبعة الذين كانوا بداخلها.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد تم استدعاء مروحيات إجلاء وإنقاذ، لكن "لم يكن هناك أحد يمكن إنقاذه"، واستمرت عملية تحديد هوية القتلى ساعات طويلة.
المقاومة: كمين مركب أوقع قتلى وجرحى
من جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – تنفيذ "كمين مركب" في منطقة مدرسة الأقصى ببلدة القرارة شرق خان يونس، مؤكدة استهداف ناقلتي جند وتدميرهما بشكل كامل، وسقوط أفراد القوة بين قتيل وجريح.
التكتيك: المقاومة تعيد تعريف الحرب
ويرى محللون فلسطينيون أن ما جرى يعكس تصاعد اعتماد المقاومة على تكتيك الكمائن، لا كعمليات محدودة بل كجزء من استراتيجية استنزاف طويلة الأمد، تهدف إلى:
تقويض قدرة الجيش على التحرك الآمن.
رفع كلفة الاحتلال بشريًا وسياسيًا.
إبقاء زمام المبادرة بيد المقاومة.