البنزرتي للجزيرة نت: التحكيم الأجنبي شر لا بد منه في الدوري التونسي
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
قادت المسيرة التدريبية الطويلة ورصيد الألقاب المحلية والقارية المدرب التونسي فوزي البنزرتي ليصبح ظاهرة بحد ذاتها في كرة القدم، إذ صنع اسما لامعا بعد أن سطع نجمه في كل المحطات التي خاضها منذ ما يقارب 40 عاما.
وفي الوقت الذي ظن الكثير من المتابعين أن فوزي البنزرتي، البالغ من العمر 75 عاما، سيعتزل العمل في مجال التدريب نهائيا بعد استقالته من منتخب تونس في سبتمبر/أيلول 2024، ظهر المدرب من جديد في شهر فبراير/شباط الماضي على رأس الجهاز الفني للاتحاد المنستيري، ناديه الأم الذي كان أشرف على تدريبه في 3 مناسبات سابقة أولها عام 1980.
وقاد البنزرتي فريق الاتحاد حتى الآن للمركز الثاني بالدوري التونسي، بعد أن كان يعاني من أزمة نتائج، ليجعله قبل جولتين من نهاية السباق منافسا بارزا على اعتلاء منصة التتويج لأول مرة في تاريخه.
لا يبدو البنزرتي غريبا عن الألقاب، فهو المدرب العربي الأكثر تتويجا بالبطولات برصيد 23 لقبا، لكن حلم قيادة فريقه الأم، الاتحاد المنستيري، بلقب الدوري هو بمثابة الحلم الكبير الذي يراوده وكل مشجعي النادي الذي تأسس عام 1942 ولم يفز إلا بالكأس في مناسبة واحدة عام 2020.
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، تحدث فوزي البنزرتي عن تجربته الطويلة وكشف عن أهدافه خلال الموسم الحالي، كما تطرق إلى واقع منتخب تونس وحظوظه في التأهل لكأس العالم 2026 والمشاركة في كأس العرب للمنتخبات بقطر 2025.
إعلان وفيما يلي نص المقابلة: بداية، كيف تحكم على عودتك إلى فريق البدايات، الاتحاد المنستيري لتدريبه في موسم 2024ـ2025، بعد أشهر قليلة على رحيلك عن منتخب تونس؟المنستيري هو فريقي الأم، هنا ولدت ونشأت وقطعت أولى خطواتي في كرة القدم، فهذا الفريق له فضل كبير علي، ولا يمكن أن أرفض مساعدته عندما أرى نفسي قادرا على ذلك.
بعد رحيلي عن قيادة الجهاز الفني للمنتخب لم أكن أفكر في العودة إلى الملاعب، ولكن مسؤولي الاتحاد المنستيري تواصلوا معي بشأن تدريب الفريق الأول الذي شهد بعض التراجع في نتائجه، وفي الحقيقة لم يأخذ الأمر سوى ساعات معدودة للاتفاق على كل الأمور والجلوس من جديد على دكة الفريق الذي أعتبره جزءا من حياتي الرياضية وحتى الشخصية.
سبق لي أن دربت المنستيري في مستهل مشواري عام 1979، وحققنا معا الصعود للدرجة الأولى في أعقاب موسم 1980-1981، وبالتالي أعتبر عودتي هذه بمثابة الاعتراف بالجميل لهذا النادي.
قبل جولتين من نهاية سباق الدوري التونسي، يحتل المنستيري المركز الثاني على بعد نقطتين فقط عن المتصدر الترجي، هل تعتبر ذلك مؤشرا لكون الفريق قريبا من إنجاز غير مسبوق بالتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه؟عندما تسلمت مقاليد تدريب الفريق لم أتحدث ولو للحظة عن التتويج والألقاب، لا مع اللاعبين ولا عند توقيع العقد مع المسؤولين.
الاتحاد المنستيري لم يحرز سابقا اللقب، رغم أننا لعبنا ضمن مجموعة التتويج في 2022، وكنت مدربا للفريق آنذاك ونجحنا في التأهل لدوري أبطال أفريقيا.
الكثير من المشجعين للنادي والمتابعين يرون المجموعة الحالية قادرة على المنافسة بقوة على الدوري ولكن أعتقد أن الحديث عن الألقاب داخل فريق معظم لاعبيه من الشبان الصاعدين سيشتت الأذهان ويفرز ضغوطا نحن في غني عنها، سنعمل على الفوز في مباراتينا المقبلتين ومن بينها الجولة الأخيرة في الدوري أمام الترجي على ملعبه، وبعد ذلك سنرى ماذا سيحدث.
عموما، أعتبر أن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة جدا في السباق ونحن في الصدارة هو إنجاز مهم بحد ذاته.
كيف تقيم مستوى الدوري التونسي في الموسم الجاري مقارنة بالدوريات العربية؟المستوى جيد وما وجود 4 أندية معنية بالتتويج قبل 3 جولات من النهاية إلا دليل على أن الدوري بلغ درجة متميزة فنيا.
في السابق كان اللقب يحسم قبل جولات من النهاية، أما في العام الجاري فهناك الترجي والمنستيري والنجم الساحلي، تنافس رسميا على اللقب، والأفريقي لا يزال معنيا بالتتويج حسابيا.
لكن أعتقد أن نظام الدوري يحتاج رغم ذلك إلى مزيد من إعادة النظر على عدة أصعدة من أجل تحسين المستوى بما سيكون له أثر كبير على منتخب تونس ونتائج الأندية في المسابقات الأفريقية والعربية.
إعلان ما ملاحظاتك على النظام الحالي.. الدوري بمجموعة واحدة من 16 ناديا؟في المواسم الماضية كان الدوري الممتاز يُلْعب على مرحلتين: دور المجموعتين ثم مرحلة التتويج، وهي صيغة أضرت كثيرا بالمستوى الكروي لكل الأندية باعتبار أن بعضا منها وبمجرد ضمان البقاء في دوري الأضواء ينخفض المستوى وتصبح المباريات مفتوحة على الكثير من التأويلات.
خلال الموسم الجاري عاد الدوري إلى نظام المجموعة الواحدة ولكن أعتقد أن التقليص في عدد الأندية إلى 12 فريقا سيكون الصيغة المثالية حسب رأيي لمشاهدة مباريات ذات أداء فني رفيع بما يسهم في تقارب المستوى وتطور جل الأندية وبالتالي تحسّن نتائجها ومشاركاتها في مسابقات الأندية أفريقيا وعربيا.
شهد الموسم الجاري جدلا كبيرا واعتراضات من الأندية على النتائج، فضلا عن الاحتجاجات على أداء الحكام.. ما تعليقك على المشهد الراهن في الدوري؟أزمة الثقة بين الأندية ولجنة الحكام هي التي فجّرت الوضع داخل الدوري، الأندية لم تعد تثق في الحكام التونسيين بعد ما أثبتته عدة مباريات أن هناك بالفعل أخطاء فادحة أثرت على نتائج المباريات.
الحكم الأجنبي أصبح شرّا لا بد منه في الدوري التونسي لا فقط لأن مستواه أفضل من الحكم المحلي ولكن لأن الأندية نفسها أصبحت تفرض أسماء عدة للحكام لتفادي مزيد من التصعيد ولضمان أكبر قدر من النزاهة في المباريات الحاسمة، وقد أثبتت المباريات الأخيرة بالفعل أن الحكم الأجنبي أصبح ضرورة في المباريات الهامة في سباق التتويج أو تفادي الهبوط.
أشرفت على تدريب منتخب تونس 4 مرات كان آخرها بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024.. كيف تقيم تلك التجارب وهل تكشف أسباب مغادرتك؟كل التجارب التي خضتها على رأس الجهاز الفني للمنتخب كانت للأسف مقتضبة بسبب الضغوط والأجواء العامة التي كانت تشهدها الساحة الكروية في تلك الفترات.
في 1994 تم الاستنجاد بي بعد المباراة الأولى لكأس أمم أفريقيا في ذلك العام، حينما كنت مدربا للترجي، وكانت الأوضاع صعبة، لذلك لم تستمر التجربة، وفي نهاية العام ذاته قدت الترجي لإحراز كأس أفريقيا للأندية البطلة (دوري أبطال أفريقيا حاليا) لأول مرة في تاريخه.
أما بخصوص التجربة الأخيرة فقد حققت فيها النجاح وقدت نسور قرطاج للفوز في مباراتين والتأهل لأمم أفريقيا 2025، قدمت استقالتي لأني شعرت أنه لم يعد بإمكاني إفادة المجموعة، بعد أن حققت المهمة الأساسية بالتأهل للنهائيات القارية.
إعلان هل تعتقد أن المنتخب التونسي تحت قيادة سامي الطرابلسي قادر على النجاح في المسابقات المقبلة: كأس أمم أفريقيا وكأس العرب وتصفيات مونديال 2026؟النتائج الحالية جيدة وهذا هو المهم، سامي الطرابلسي يعرف المنتخب وسبق له تدريبه والنجاح فيه، أعتقد أن الانتصارين الأخيرين على كل من ليبيريا وملاوي مهمان جدا لتصدر مجموعة المونديال والاقتراب من التأهل.
أما في بطولتي كأس أمم أفريقيا وكأس العرب فهناك متسع من الوقت لتجهيز المنتخب للمشاركة في كليهما رغم أنهما متزامنتان.
كيف تتوقع المشاركة في كأس العرب قطر 2025، وهل ترى أن تونس مطالبة بالمشاركة بالمنتخب الأول؟طبعا، كأس العرب للمنتخبات مسابقة مهمة وتقتضي المشاركة بأفضل العناصر، و"كان 2025″ هي أيضا تظاهرة مهمة وتونس بحاجة إلى الظهور فيها بوجه مشرف ولكن أعتقد أن سامي الطرابلسي قادر على خوض كأس العرب بنجاح ثم المشاركة في أمم أفريقيا بالمغرب أواخر العام الجاري.
سيكون بالإمكان أيضا تعزيز المنتخب بلاعبين بارزين من الدوري الممتاز والذهاب إلى قطر من أجل التتويج بكأس العرب بعد أن بلغنا في النسخة الأولى 2021 النهائي.
خلال مسيرتك التدريبية التي ناهزت 45 عاما، وخضت خلالها تجارب في تونس والجزائر والمغرب وليبيا والإمارات وغيرها، أي المحطات التدريبية التي تعتبرها الأكثر رسوخا بذاكرتك؟أعتقد أن تدريب الاتحاد المنستيري فريقي الأم، والمدينة التي ولدت ونشأت فيها هو من المحطات الراسخة في مشواري الرياضي ككل، لكن من المؤكد أيضا أن لحظات النجاح والتتويجات التي حققتها كان لها أثر كبير في مسيرتي خصوصا في البدايات.
عندما دربت النجم الساحلي في 1986، في أول تجربة لي بعد المنستيري، نجحت في قيادة الفريق للتتويج بلقب الدوري، وكررت ذلك الإنجاز في 3 مناسبات أخرى: 2007 و2016 و2023، ومن الصدف أن آخر 3 ألقاب للنجم في الدوري كانت تحت قيادتي.
حققت مع الوداد المغربي لقب الدوري في مناسبتين وكأس السوبر الأفريقي وبلغت مع الرجاء نهائي كأس العالم للأندية 2013 وهي محطات ملهمة بالنسبة لي.
هناك تجارب أخرى راسخة مثل التتويج مع الأفريقي بلقب الدوري التونسي 1990 بعد أن كان الفريق بعيدا بفارق 13 نقطة عن المتصدر الترجي، وهذا الأخير أملك معه تجارب راسخة جدا لعل أبرزها التتويج بدوري أبطال أفريقيا 1994 وكأس العرب 1993 و2009 و2017 بجانب لقب الدوري التونسي في 5 مناسبات.
إعلانالترجي هو الفريق الذي تقاسمت معه الكثير من الإنجازات والتتويجات، وبلغت معه نهائي دوري أبطال أفريقيا 2010، وأتمنى أن أحقق مع فريقي الحالي المنستيري شيئا تحفظه ذاكرة كرة القدم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات كأس العالم أبطال أفريقيا الاتحاد المنستیری الدوری التونسی أبطال أفریقیا فوزی البنزرتی أمم أفریقیا منتخب تونس الکثیر من کأس العرب فی الدوری أعتقد أن بعد أن
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الباكستاني للجزيرة نت: سنرد على الهند بالطريقة نفسها
إسلام آباد- يستمر التوتر والاشتباك المسلح على الحدود بين باكستان والهند على مدار الأسابيع القليلة الماضية والذي تطور، فجر أمس الأربعاء، بعد أن استهدفت نيودلهي عدة مناطق في باكستان بما في ذلك مناطق في كشمير وعلى الحدود المشتركة في إقليم البنجاب.
ووفقا لآخر الإحصائيات الصادرة من إسلام آباد، فقد قُتل ما لا يقل عن 31 شخصا بينهم أطفال، وأصيب نحو 57 آخرين نتيجة الضربات الهندية.
وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن بلاده سترد على الهند بالطريقة نفسها التي هاجمتها فيها، مؤكدا أن ما قامت به يعتبر دعوة واضحة لمواجهة شاملة بين البلدين.
وأضاف أن إسلام آباد طالبت منذ البداية بوجود تحقيق في حادثة بهلجام التي راح ضحيتها قرابة 26 سائحا هنديا في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية في كشمير، وأكد أن مزاعم نيودلهي -بوجود جماعات إرهابية في الجانب الباكستاني الذي قامت الهند بقصفه- غير صحيحة تماما. واستبعد وصول التوتر إلى حد المواجهة بالأسلحة النووية.
وفيما يلي نص الحوار:
أولا، ما حدث ليلة أمس، وإذا استمر هذا الوضع، فقد يُفسد جميع العلاقات بين البلدين. وهذه الصراعات تقتصر على كشمير وهي منطقة يوجد بها خط سيطرة وحدود مختلفة بين الهند وباكستان. لكن هذه المرة، هاجموا مدنا عبر الحدود الدولية. إنها دعوة واضحة لمواجهة شاملة بين الجانبين.
إعلانثانيا، يُزعم وجود جماعات من جانبنا، قُصفت أو استهدفتها الهند، وهو أمر غير صحيح تماما.
لقد دعونا وسائل الإعلام اليوم وزاروا جميع هذه المواقع، وستستمر هذه الزيارات غدا أيضا. نريد من وسائل الإعلام الدولية أن تفحص جميع هذه الأهداف، وأن تكتشف بنفسها ادعاءات الهند الزائفة تماما. لقد قلنا الشيء نفسه بشأن ما حدث في مدينة بلجاوم الهندية أيضا.
فليتم إجراء تحقيق دولي، وإذا ثبت تورطنا هناك، فليُقرر ذلك جهة محايدة أو لجنة أو مجموعة من الأشخاص من منظمات دولية أو دول أخرى في المنطقة أو خارجها ممن يمكنهم القيام بهذه المهمة، سواء في بهلجام أو في باكستان، فمرحبا بهم. سنقدم جميع المعلومات للتحقق من هذه الادعاءات.
ما الرسالة التي بعثتها باكستان لنيودلهي بإسقاطها 5 طائرات هندية وأَسر جنودها؟حسنا، إنها رسالة واضحة للغاية، مفادها أن أراضينا تتعرض للهجوم، وحتى لو هوجمت من داخل الهند، فإنهم كانوا يحلقون في مجالهم الجوي ويطلقون النار على مواقع باكستانية، ومواقع مختلفة في جميع أنحاء البنجاب، وآخريْن في آزاد كشمير. لذا، إذا قُصفنا عبر الحدود الدولية فإننا بالتأكيد سنرد على الهند بنفس الطريقة.
يخشى العالم من أن تتفاقم الأزمة إلى حرب نووية، فهل هذا محتمل؟لا أعتقد ذلك. لقد حصلنا على هذه القدرة النووية متأخرين كثيرا عن الهند، وكان ذلك في الأساس ردا على حصولها عليها، وكنا نريد ضمانا بأننا إذا هاجمتنا نيودلهي، فيجب أن يكون لدينا ضمان أو قدرة تردعها عن مهاجمة باكستان متى شاءت.
برأيكم، لماذا صعّدت الهند الموقف وهل هو بسبب هجوم بهلجام الذي أودى بحياة 25 هنديا في كشمير؟أعتقد أن هذه دوافع داخلية لدى الحكومة الهندية الحالية حيث تُجرى انتخابات في مناطق مختلفة في البلاد، وخاصة في بيهار، وهي ولاية بالغة الأهمية، وكلما شعر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بتراجع شعبيته أو أنها في خطر، بدأ نوعا من المغامرات مع باكستان. لا يمكن لنيودلهي أن تعامل إسلام آباد كطفل صغير. سنرد عليها بالطريقة نفسها. إذا هاجمونا، فسنجعلهم يدفعون ثمن ذلك بالتأكيد.
إعلان ما رأيكم في تأثير هذا التصعيد على المنطقة؟إنه أمر خطير. أود الإشارة إلى شيء واحد يتعلق بهذا النوع من المغامرات التي قامت بها الهند في الماضي. لم نكن نريد لهذا الأمر أن يحدث. ولذلك كررنا القول ورئيس وزرائنا عرض إجراء تحقيق. وإذا كان الأصبع الذي يوجه الاتهامات غير قادر على حل المشكلة، فهذا لا يعني شيئا.
لا بد من وجود دليل يثبت تورط باكستان فيما حدث في بهلجام. حتى الآن، مر أسبوعان ولم يقدموا أي دليل يدين إسلام آباد في هذه المأساة.
الوقت الحالي، هل هناك أي وساطة من الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا؟سنرحب بالتدخل الدولي للحد من هذا الصراع إلى أدنى حد. وفي حال خروجه عن السيطرة، يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إلى استخدام رئيس الوزراء الهندي لهذه الأساليب لتعزيز سلطته السياسية وإشراك الجميع في الأمر.