تحقيق: البصل العُماني لا يجد من يشتريه!
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
◄ إغراق السوق المحلي بالبصل المستورد وراء تكدس المحصول المحلي
◄ المزارعون يشكون غياب منفذ مُحدد لاستقبال المحاصيل الزراعية
◄ انتقادات لعدم تفعيل شركة الإنتاج والتسويق الزراعي على النحو المأمول
◄ 87 % نسبة العجز الغذائي بمحصول البصل.. وتكدسه "غير منطقي"
◄ العبري: دعم القطاع الزراعي "محدود" ويفتقر إلى آلية واضحة
◄ "الجمعية الزراعية" تعمل على تنسيق الجهود.
. لكن غياب قاعدة بيانات تحدٍ رئيسي
◄ البصل العُماني يقوم على الزراعة العضوية ذات الجودة العالية
◄ الزراعة ليست معادلة كيميائية معقدة.. والمزارع العُماني قادر على تطوير القطاع
◄ الخروصي: إمكانيات "شركة الإنتاج والتسويق" لا تُمكّنها من أداء دورها بفعَّالية
◄ السعر المنخفض جدًا للبصل ألحق أضرارًا بالمزارعين مع ارتفاع تكلفة الإنتاج
◄ المزارعون يبيعون البصل بالخسارة بأسعار أقل من التكلفة
◄ ضرورة التعاقد المباشر بين المُزارعين وشركات التسويق بأسعار "عادلة"
◄ غياب مراحل ما بعد الحصاد يمثل عقبة كبيرة للقطاع الزراعي
◄ ضرورة تطوير استراتيجيات تسويق طويلة الأمد لضمان استقرار القطاع
الرؤية- ريم الحامدية
شكا مزارعون في مختلف الولايات، من تكدس محصول البصل لهذا الموسم دون تلقي طلبيات شراء، مؤكدين أنهم يواجهون تحديات كبيرة في تسويق إنتاجهم؛ الأمر الذي عاد بالضرر عليهم، وتسبب في عدم قدرتهم على بيع المحصول، فيما أصدرت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بيانًا أكدت فيه متابعتها المستمرة لهذا الملف، موضحة أنها "تُدرك تمامًا التحديات التي يواجهها المزارعون وتعمل بالتنسيق مع كافة الشركاء على إيجاد حلول عملية ومستدامة"، بحسب البيان.
المزارعون، من جانبهم، عبروا عن استيائهم من الوضع الراهن، وسط مخاوف من فساد المحصول في حال عدم التخزين الجيد، مشيرين إلى ضعف الدعم المقدم لهم و"عدم اهتمام" الجهات المعنية بدعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن الغذائي، على حد قولهم.
وأكد سلطان بن ماجد العبري رئيس الجمعية الزراعية العُمانية بمحافظة الظاهرة لـ"الرؤية"، أن الدعم المُقدَّم للقطاع الزراعي في السلطنة ما زال محدودًا ويفتقر إلى آلية واضحة حتى الآن، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام المزارعين لتحقيق الاستدامة في الإنتاج الزراعي.
تحديات تسويقية
وقال العبري إن التحديات المتعلقة بوفرة الإنتاج تتطلب تنسيقًا أكبر بين الوزارة وسوق "سلال" وشركة "تنمية نخيل عُمان"، لكن غياب منفذ محدد لاستقبال المنتجات الزراعية وعدم تفعيل شركة الإنتاج والتسويق الزراعي بالشكل الذي يلبي طموحات المزارعين أدى إلى خلق فجوة كبيرة في السوق. وأشار إلى أن هذا الوضع تفاقم بعد إلغاء "هيئة تسويق المنتجات الزراعية" واستبدالها بالشركة الحالية، التي لم تحقق حتى الآن الدور المطلوب منها في دعم المزارعين وتسويق منتجاتهم.
وفيما يتعلق بقدرة السوق المحلي على استيعاب الإنتاج، أكد رئيس الجمعية الزراعية العُمانية أن السوق العُماني قادر على استيعاب المحصول المحلي من البصل؛ بل إن السوق في الأساس يُعاني من نقص يصل إلى نحو 87% من احتياجاته، ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات في تنظيم السوق وضبط عملية العرض والطلب.
وأضاف العبري "نحن لا نطالب بزيادة الأسعار؛ بل ندعو إلى تحديد سعر مناسب يحقق التوازن بين المزارعين والمستهلكين، ويضمن استمرار الإنتاج دون خسائر، وما أثير عن ارتفاع الأسعار مؤخرًا يعود إلى إغراق السوق المحلي بكميات كبيرة من البصل اليمني، بعد أن رفضت المملكة العربية السعودية استقبال هذه الكميات لدعم مزارعيها المحليين الذين تلقوا دعمًا حكوميًا لزيادة الإنتاج، ما تسبب في انخفاض مفاجئ للأسعار في السوق العُماني".
وفي سياق الأسعار، أوضح رئيس الجمعية الزراعية العُمانية أن واقع السوق يشير إلى أن أسعار البصل في شهري فبراير ومارس من العام ذاته كانت مستقرة عند نحو 350 بيسة للكيلوجرام، إلّا أنها ارتفعت بشكل ملحوظ إلى 600 بيسة مع تفاقم الأزمة، قبل أن تتراجع سريعًا مع دخول البصل اليمني إلى السوق المحلي؛ مما أعاد التوازن إلى السوق، لكنه كشف أيضًا عن ضعف البنية التسويقية المحلية وعدم القدرة على التحكم في تدفق المنتجات بما يخدم استقرار السوق.
وعن دور الجمعية الزراعية العُمانية في تنظيم الإنتاج، أوضح العبري أن الجمعية تعمل على تنسيق الجهود بين الجهات المعنية بناءً على البيانات المتوفرة من المزارعين المنتسبين، ولكن غياب قاعدة بيانات دقيقة تشمل جميع المزارعين، بما في ذلك غير المنتسبين، يخلق تحديات كبيرة في التخطيط وتقدير حجم الإنتاج.
وفيما يخص جودة المحصول، أكد العبري أن معظم الزراعة العُمانية، خاصة في قطاع البصل، هي زراعة عضوية ذات جودة عالية، مما يعزز من قدرة المنتجات العُمانية على المنافسة في الأسواق الإقليمية.
واختتم العبري حديثه "لقد تعلمنا من هذه الأزمة أهمية الاعتماد على أنفسنا، وأثبتنا أننا قادرون على تغطية احتياجات السوق المحلي؛ بل والتصدير أيضًا. زراعة البصل والثوم والبطاطا ليست معادلة كيميائية معقدة، وأبناؤنا قادرون على تطوير هذا القطاع إذا توفرت لهم البنية الأساسية المناسبة لمرحلة ما بعد الحصاد".
دعم المزارعين
من جانبه، أكد ساعد بن عبدالله بن راشد الخروصي رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية العُمانية فرع الباطنة، أن الدعم التسويقي للمنتجات الزراعية في السلطنة لا يزال ضعيفًا، موضحًا أن شركة الإنتاج والتسويق، التي تديرها حاليًا شركة "تنمية نخيل عُمان"، تواجه تحديات كبيرة في تسويق المحاصيل على مستوى المحافظات والولايات.
وقال الخروصي- في تصريح لـ"الرؤية"- إن الإمكانيات الحالية للشركة لا تُمكّنها من تسويق الكميات الكبيرة من المنتجات الزراعية، خاصة محصول البصل، الذي شهد هذا الموسم إنتاجًا جيدًا، ولكن دون وجود خطة واضحة للتعامل مع الكميات المتزايدة؛ مما أدى إلى طرحه في السوق مباشرة بعد الحصاد، وهو ما تسبب في انخفاض الأسعار بشكل كبير، وأضر بالمزارعين الذين يواجهون بالفعل تكاليف إنتاج مرتفعة تشمل البذور، والأسمدة، والمبيدات، والعمالة، وارتفاع تعرفة الكهرباء.
وأضاف الخروصي أن غياب استراتيجيات واضحة للتعامل مع وفرة الإنتاج يزيد من معاناة المزارعين؛ حيث لا توجد مخازن كافية قادرة على استيعاب الكميات الكبيرة من هذا النوع من المنتجات، ما يضطر المزارعين إلى بيع محاصيلهم بأسعار منخفضة قد تكون أقل من تكلفة الإنتاج، وهو أمر يهدد استمرارية القطاع الزراعي المحلي.
وأشار إلى أن استثمار جهاز الاستثمار العُماني في مشاريع الصناعات الغذائية المرتبطة بالمحاصيل المحلية يعد خطوة ضرورية لضمان استقرار الأسواق المحلية ودعم المزارعين، مطالبًا بتسريع تنفيذ هذه المشاريع لتحقيق قيمة مضافة للمنتجات الزراعية وزيادة فرص العمل في هذا القطاع الحيوي.
وشدد الخروصي على أهمية التعاقد المباشر بين المزارعين وشركات التسويق، مؤكدًا أن نجاح هذه العقود يعتمد على عدة شروط أساسية، منها تحديد أسعار عادلة تغطي تكاليف الإنتاج وتحقق أرباحًا معقولة للمزارعين، بالإضافة إلى السداد السريع لقيمة المنتجات لضمان استمرارية الإنتاج وتحقيق الاستقرار المالي للمزارعين.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه تسويق المحاصيل في الموسم الحالي، أشار الخروصي إلى أن غياب محطات ما بعد الحصاد مثل الفرز، والتعبئة، والتبريد، والتخزين يمثل عقبة كبيرة أمام تحسين جودة المنتجات العُمانية التي تتنافس مع المنتجات المستوردة ذات الجودة العالية. هذا النقص يؤثر سلبًا على تصنيف المنتجات المحلية ويزيد من معدل الفاقد في المحاصيل.
وتابع قائلاً إن السوق المحلي لا يستطيع استيعاب كل الإنتاج المحلي، خاصةً في محافظات مثل شمال الباطنة وجنوب الباطنة؛ لذلك يجري تصدير نحو 80% من الإنتاج إلى دول الجوار. وذكر أن ضخ كميات كبيرة في السوق المحلي دون تخطيط دقيق يؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى ما دون مستوى التكلفة، وهو ما يُسبب خسائر كبيرة للمزارعين.
وفي حديثه عن دور الجمعية في تنظيم الإنتاج وتجنب فائض المحاصيل، أكد الخروصي أن الجمعية تعاني من نقص في البنية الأساسية اللازمة مثل المخازن المبردة ومرافق الفرز والتعبئة، مما يحد من قدرتها على دعم المزارعين في إدارة الإنتاج بكفاءة وتوفير ظروف تسويقية مستقرة.
واختتم الخروصي حديثه بالتأكيد على أهمية تحسين البنية الأساسية للقطاع وتطوير استراتيجيات تسويق طويلة الأمد لضمان استقرار القطاع الزراعي المحلي، مع ضرورة رفع الوعي لدى المستهلكين بأهمية دعم المنتجات الزراعية العُمانية لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وعلى أهمية تعزيز ثقافة الأمن الغذائي العُماني، مشيرًا إلى أن ما يمكن زراعته وإنتاجه في عُمان يجب أن يُزرع ويُنتج محليًا، وما لا يمكن إنتاجه لا ينبغي الاعتماد عليه بشكل أساسي. وفي الوقت ذاته، يجب تثقيف المجتمع العُماني وتكييفه على استهلاك ما يُمكن زراعته وإنتاجه محليًا، لضمان استدامة القطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استثمار رأس المال البشري.. البنك المركزي العُماني أنموذجًا
محمد بن عيسى البلوشي
يؤدي رأس المال البشري دورًا محوريًا في تنمية المؤسسات والمجتمعات من خلال توظيف القدرات والكفاءات والمهارات والقيادات بما يحقق المستهدفات الفردية والمؤسسية والوطنية، ويتطلب ذلك اهتماما أكبر في تطوير وزيادة حجم الاستثمارات في هذا القطاع لتحقيق التنمية البشرية الرامية للازدهار والرفاه الاقتصادي.
ومن نافلة القول إن رأس المال البشري هي جملة "المعارف والمهارات والقدرات التي يستثمر فيها الأفراد/ المؤسسات/ الحكومات وتتراكم لدى الناس/ الموظفين على مدار حياتهم بما يمكنهم من استثمار إمكاناتهم كأفراد منتجين في مؤسساتهم أو مجتمعاتهم".
وفي البنك المركزي العُماني والذي حاز مؤخرا على المركز الاول في جائزة الاجادة المؤسسية الحكومية لعام 2024 لرأس المال البشري، اهتمت الإدارة منذ وقت ليس ببعيد في استثمار رأس المال البشري عبر مجموعة من الأنشطة والبرامج المعززة لمعرفة الموظفين لرفع كفاءتهم، ولعلنا نذكر من باب الرصد لا العدد واقع استثمار رأس المال البشري في هذه المؤسسة التي تحتفي هذا العام بمرور 50 عاما على إنشائها، وتتمثل في:
أولًا: اهتم البنك المركزي العُماني بتأهيل الكوادر البشرية للوظائف الإشرافية بهدف إيجاد "صف ثاني" للوظائف القيادية والاشرافية كنائب للرئيس التنفيذي ومديري العموم ومديري الدوائر ورؤساء الأقسام، وذلك عبر إلحاق الموظفين في برنامج ودورات متخصصة (قيادية) وأيضا تكليفهم بمسؤوليات وأعباء ومهام أعلى في حال شغل المنصب، وهذا ما أتاح فرصة تدريبهم على رأس العمل لصناعة القرارات ومتابعة الأعمال ورسم الخطط والبرامج الاستراتيجية.
ثانيًا: ركز البنك المركزي العُماني منذ وقت طويل على ملف تطوير الكفاءات بهدف رفع امكانياتهم وقدراتهم ومهاراتهم الوظيفية وأيضا معارفه ودرجاتهم العلمية، وتمكينهم عبر تنفيذ سلسلة متنوعة من البرامج التدريبية المتخصصة (إدارية/ فنية) وبرنامج تكملة الدراسات (دبلوم/ بكالوريوس/ ماجيستير)، وأيضا التدوير الوظيفي الأفقي والذي اسهم بدوره في تنويع مهارات وقدرات الموظف ورفع جاهزيته وكفاءته للمهام المتعددة على نطاق القسم/ الدائرة/ المديرية/ القطاع، وفق منهجية متكاملة سعت المؤسسة منذ سنواتها الأخيرة إلى تحقيق الاستدامة في الوظائف وديمومة الأعمال في الحالات العادية أو الطارئة كما كان الحال في أوقات الجائحة.
ثالثًا: سعت المؤسسة بعد تجربة العمل عن بعد في أوقات الجائحة إلى وضع منهجية إدارية لتخفيف عن ساعات العمل المفقودة من إجمالي ساعات العمل عبر تخصيص حزمة من البرامج المحفزة، ومنها ساعات العمل المرنة والعمل عن بعد وذلك بهدف تحقيق استدامة الأعمال وتخفيف الفاقد وتحقيق الكفاية في إدارة ساعات العمل.
رابعًا: يمثل نسبة التعمين في القطاع المصرفي عموما حوالي (92%)، وفي البنك المركزي العُماني استطاعت الإدارة عبر برنامج التعمين من تحقيق التعمين بنسبة تصل إلى (95%) خلال عام 2024، ويعود الفضل في ذلك إلى رغبة وإصرار الإدارة في تمكين الكوادر العُمانية في القطاع المصرفي العُماني.
خامسًا: وفَّر البنك المركزي العُماني عبر مبادرته في استثمار راس المال البشري مساحة لتدريب الخريجين العُمانيين ضمن برنامج "تعزيز" والذي أتى لتعزيز القدرات المعرفية في القطاع المصرفي واكساب الخريجين المهارات الادارية والفنية لدخول سوق العمل، إلى جانب استثمار الكفاءات الوطنية وصقل مهاراتها بما يمكنها من لعب دورها في القطاع المصرفي ويعزز متانة هذا القطاع بكوادر عُمانية.
سادسًا: بهدف تزويد سوق العمل بكوادر مختصة في مجال التحليل المالي والاقتصادي، فقد تبنى البنك المركزي العُماني مبادرة استراتيجية في اعداد جيل من المحللين الماليين والاقتصاديين في القطاع المصرفي، حيث تمثلت تلكم المبادرة بإطلاق برنامج الخبراء الاقتصاديين والماليين العُمانيين لدرجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد والمالية لفئة الباحثين عن عمل. وتعد هذه الخطوة النوعية واحدة من أدوات الاستثمار في رأس المال البشري والتي تعمل على صناعة جيل يتمتع بمعرفة وكفاءة وجودة ليسهم بدوره في التخطيط والتنفيذ والإجراءات ذات العلاقة بالمجال المالي والاقتصادي.
سابعًا: يشعر الموظفون في البنك المركزي العُماني بانتمائهم إلى منظومة العمل وحرصهم على تكملة مشوارهم المهني والتدرج فيه في ظل الاستقرار الوظيفي والخطط التطويرية الموضوعة، ولهذا يظهر أن السياسات الادارية الممارسة جعلت الاستقالات محدودة جدا في المؤشرات العامة مع الأخذ في الاعتبار إلى عدد المتقاعدين في العام الواحد.
ومن جانب آخر، تقوم المؤسسة بندب عدد من خبراتها الوظيفية وفي مختلف التخصصات إلى مؤسسات الدولة والبرامج الوطنية بهدف نقل المعرفة والاستفادة من خبراتهم وخلق حالة من التعاون المؤسسي المفضي إلى رفع كفاءات الكادر البشري واثراء خبراتها القيادية والمعرفية، مع الإشارة إلى استقطاب المؤسسة لعدد من الكفاءات العُمانية للعمل معها عبر مختلف برامج التوظيف.
إن مستقبل تنمية وتطوير رأس المال البشري في البنك المركزي العُماني يمضي وفق منهج يتم رسمه من قبل القطاع المعني بالموارد البشرية، ورؤية يقودها معالي أحمد المسلمي محافظ البنك المركزي العُماني، وفي ظل إشراف عام لمجلس الادارة برئاسة صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد، ونستشرف معها آفاقًا أرحب من التمكين للكفاءات الوطنية في مختلف المجالات مع النظر للتحديات التي تفرضها التغيرات والتطورات المتسارعة في عالم المال والأعمال محليًا وعالميًا وأيضًا حجم الفرص المستقبلية.
رابط مختصر