الصين تهدد عرش عمالقة السيارات الألمانية
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
شهدت أرباح الشركات الألمانية الكبرى في صناعة السيارات، مرسيدس-بنز، بي إم دبليو، وفولكس فاجن، تراجعًا ملحوظًا في الربع الأول من عام 2024، حيث انخفضت بنسبة تتجاوز 40%. وجاء هذا الانخفاض بسبب ضغوط متزايدة على قطاع السيارات الألماني، الناجمة عن تراجع الطلب في الصين، فرض الرسوم الجمركية الأمريكية، وارتفاع تكاليف الإنتاج.
ويواجه قطاع السيارات الألماني، الذي كان يشكل في وقت مضى ركيزة أساسية للاقتصاد الألماني ورمزًا للابتكار التكنولوجي، تحديات هيكلية وتكنولوجية وجيوسياسية، حيث لا يزال يعاني من تداعيات انخفاض المبيعات في السوق الصيني، الذي يعد من أكبر أسواق السيارات في العالم. في الوقت نفسه، يواصل فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية إضافية على السيارات الأوروبية التأثير سلبًا على أرباح الشركات الألمانية.
تراجع ملحوظ في الأرباح والمبيعات في السوق الصيني
تواجه الشركات الألمانية تحديات متزايدة في السوق الصيني، الذي كان في السابق أحد أكبر مصادر الأرباح. حيث سجلت مرسيدس-بنز انخفاضًا بنسبة 10% في تسليمات السيارات في الصين، لتصل إلى 152,800 سيارة في الفترة من يناير إلى مارس. كما تراجعت تسليمات بي إم دبليو (بما في ذلك ميني) بنسبة 17.2% لتصل إلى 155,195 سيارة، في حين شهدت فولكس فاجن انخفاضًا بنسبة 7.1% في تسليماتها، لتسجل 644,100 سيارة.
وكانت شركات السيارات الألمانية، في الماضي، تعتمد بشكل كبير على السوق الصيني، حيث كانت تحصل على نصف هوامش أرباحها من العملاء الصينيين. لكن هذه الفترة يبدو أنها قد انتهت، مما يضع هذه الشركات أمام تحديات كبيرة في استعادة حصتها في السوق.
مستقبل القطاع: التفاؤل بالتقنيات الجديدة في 2026
رغم الصعوبات الحالية، يرى الخبراء أن قطاع السيارات الألماني قد يشهد انتعاشًا بحلول عام 2026 بفضل التقنيات الجديدة. ويرجحون أن هذه التقنيات قد تمثل نقطة التحول التي ستعيد القطاع إلى مساره الصحيح، حيث يُتوقع أن تساعد في تقليل تكاليف الإنتاج وتحقيق نتائج مالية أفضل.
ومع التوجه المتزايد نحو السيارات الكهربائية وتطور التكنولوجيا، تتطلع شركات السيارات الألمانية إلى استعادة قوتها في السوق العالمي من خلال تطوير وتطبيق تقنيات متقدمة تستجيب لمتطلبات السوق المتغيرة.
قال خبير السيارات الألماني الشهير، البروفيسور الدكتور فيرديناند دودنهوفر، إنه على الرغم من الانخفاض الكبير في أرباح شركات السيارات الألمانية مثل مرسيدس وبي إم دبليو وفولكس فاجن، فإن هناك فرصة لعودة هذه الشركات إلى النمو بفضل التقنيات الجديدة في المستقبل.
وأشار دودنهوفر إلى أن انخفاض الأرباح في شركات السيارات الألمانية يرجع أساسًا إلى السوق الصيني، لكنه أضاف أن هذه الشركات تتمتع بفرصة جيدة لقلب هذا الاتجاه باستخدام التقنيات الجديدة. وقال: “قبل عدة أيام، كان هناك مؤتمر في شنغهاي حيث عرضت شركات السيارات ابتكاراتها. كانت مرسيدس وبي إم دبليو وفولكس فاجن حاضرة أيضًا. وأظهرت الشركات الألمانية كيف يمكن التعاون مع شركات التكنولوجيا الصينية التي تمكن السيارات من استخدام تقنيات أعلى.”
وتوقع دودنهوفر أن تستمر أرباح شركات السيارات الألمانية في الانخفاض في الصين خلال الثلاثة أو الأربعة أرباع القادمة بسبب تراجع حصتها في السوق والمنافسة القوية، لكنه أشار إلى أن هذه الشركات قد تتمكن من عكس هذا الاتجاه في عام 2026 بفضل التقنيات الجديدة الموجودة في سياراتها، وأضاف: “نحن متفائلون بشأن هذا.”
وفيما يتعلق بالمنافسة مع الصين، قال دودنهوفر: “لن تبيع شركات السيارات الألمانية سيارات رخيصة. هم يركزون على الابتكار ويميلون إلى العلامات التجارية الفاخرة، ولديهم سيارات أكثر فخامة.”
أشار البروفيسور فيرديناند دودنهوفر إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الأوروبية قد خلق الكثير من “الشكوك”، وقال:
“هناك الكثير من الشكوك بالنسبة للمستثمرين في الولايات المتحدة. لأنه إذا كنت لا تعرف ماذا ستطلب بعد ساعة، فلا يمكنك الوثوق بذلك. لا يمكنك الاستثمار بناءً على ذلك.، نعتقد أن السوق الكبير سيكون في آسيا والصين. أعتقد أن الخاسر سيكون الولايات المتحدة.”
كما أضاف دودنهوفر أن الولايات المتحدة لا تهتم بتأثير قطاع السيارات على تغير المناخ، وقال: “دونالد ترامب لا يهتم بأي شيء. هو يدمر مناخنا. أعتقد أن الصين وأوروبا سيتنافسان في سباق تغير المناخ.”
تم الإشارة إلى أن انخفاض المبيعات والاستثمارات الكبيرة في التنقل الكهربائي التي لم تحقق العوائد المتوقعة حتى الآن، بالإضافة إلى مشاكل البرمجيات المكلفة، وتكاليف إعادة الهيكلة، وسحب السيارات، كلها عوامل أثرت على أرباح شركات السيارات الألمانية.
اقرأ أيضاجريمة قتل هزت تركيا: الكشف عن تفاصيل مرعبة لجريمة قتل…
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: اخبار الصين اخبار المانيا الاقتصاد الالماني السيارات الالمانية السيارات الصينية الصين قطاع السيارات
إقرأ أيضاً:
مذكرة تفاهم لنقل التكنولوجيا الألمانية في التشخيصات السريرية
"عمان": احتضن مجمع الابتكار مسقط التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار توقيع مذكرة تفاهم بين شركة تكنولوجيا الكربون العُمانية وشركة R-Biopharm AG الألمانية، وذلك بحضور معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وتهدف هذه الشراكة إلى نقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء القدرات الوطنية في مجالات التشخيصات السريرية، من خلال دمج الخبرات الألمانية الرائدة والمعتمدة عالميا مع الإمكانات التقنية والتصنيعية التي تتمتع بها شركة تكنولوجيا الكربون.
وتركز مذكرة التفاهم على تطوير نسخة متقدمة من اختبار IP-10 TB-IGRA لتشخيص مرض السل، باستخدام تقنية التحليل المناعي الكيميائي الوميضي (CLIA)، لتكون متوافقة مع منصة Aurora CLIA التي طورتها تكنولوجيا الكربون.
وبموجب الاتفاق، تلتزم شركة R-Biopharm بتوفير المعرفة التقنية والكواشف والبروتوكولات المتعلقة بالتقنية الأصلية المعتمدة على اختبار ELISA، في حين توفر شركة تكنولوجيا الكربون الدعم الهندسي والبنية الأساسية اللازمة لعمليات التطوير والتكامل.
ويشمل التعاون إجراء دراسات تحقق تحليلية وسريرية لضمان كفاءة النسخة المطورة ومطابقتها لمتطلبات الاعتماد الدولي، بما في ذلك شهادة CE-IVDR. كما نصّت المذكرة على أن تكون الملكية الفكرية الناتجة عن التعاون مشتركة بين الطرفين، مع احتفاظ كل طرف بحقوقه في التقنيات السابقة.