خالد الجندي يحذر من بث الشكوى لغير أهلها: لا تشك إلا لمن يقدّرك
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
حذّر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، من الاعتياد على بث الهموم والشكوى إلى من لا يقدّر أو يوقّر مشاعر الناس، مؤكدًا أن الإنسان يجب أن يتحرى موضع شكواه، مستشهداً بقصص الأنبياء في القرآن الكريم.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين: "لما تلاقي واحد بيجادل، ما تكملش معاه، ما تكملش، أوعى تلقي بشكايتك إلى من لا يقدرك، أوعى تلقي بمكنون صدرك إلى من لا يوقرك، أوعى تطلع اللي جواك إلى من لا يحترمك، أوعى تعبر عن آلامك وأحزانك إلى صاحب شماتة فيك، أوعى تعبر عن أمر يضايقك أمام غريمك وأمام عزولك وأمام منافسك".
وأضاف: "دي أخطاء بنعملها وبنندم عليها ندم الإبل، المعنى إنك ما تجيش لواحد أصلاً بينك وبينه عداوة وتيجي تشتكيله، هيعملك إيه؟ هيقولك إيه؟ لا تسألن بني آدم حاجة، وقف بباب من أبوابه لا تغلقه، الله يغضب إن تركت سؤاله، وبني آدم حين يُسأل يغضب".
وتابع: "شوف الشاعر بيقول إيه:
بسطتُ يديّ بالرجا والناسُ قد رقدوا
وبُتُّ أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا أملي في كل نائبةٍ
ومن عليه لكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك هموماً أنت تعلمها
مالي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد بسطتُ يديّ بالذل معتذراً
إليك يا خيرَ من مُدّت إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبةً
فبحرُ جودك يروي كل من يردُ
وأكمل الجندي: "أنا عاوزك تاخد بالك، سيدنا يعقوب أولاده واقفين يجادلوا فيه، والجدل طال، والجدل زاد، القرآن عبّر بشكل تصويري وبلاغي عجيب جدًا، استخدم حرف التاء كتير جدًا في الآية عشان يوصّف إحساس الضيق، الآية قالت: (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين)، شوف كم (تاء)! ده إعجاز صوتي، يخليك تتضايق من الجدل حتى وانت بتقرأه".
وأشار إلى أن سيدنا يعقوب فهم الحكمة دي كويس، وقال الكلمة اللي لازم نحطها حلقة في ودننا: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"، وفسر: "البث هو إعلان الشكوى، والحزن هو كتمانها، سيدنا يعقوب قرر إنه ما يشكيش غير لله، لأن خلاص، الكلام مع الناس اللي ما تحسش بيوجع، واللي فقدوا الإحساس ما ينفعش تعاتبهم".
أردف: "يقول لك زمان عندنا: عتاب الندل اجتنابه، مش تعاتبه، لأنه هيعكنن عليك، وهيفرح فيك، وهيزيدك وجع، فاسكت، وخدها على الله، وربنا قال: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما... شياكة وأدب ونزاهة في الرد، وراحة نفس لا توصف".
https://www.youtube.com/watch?v=ziQoYREYrSE
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي الشئون الاسلامية الشيخ إلى من لا
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبد
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن سؤال حول قول الرجل المؤمن لصاحب الجنتين في سورة الكهف: «فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ»، موضحًا أن التعبير القرآني يحمل أدبًا رفيعًا، إذ قال «فعسى ربي» مراعاة لمشاعر صاحبه حتى لا يدفعه إلى التطاول أو الاعتراض بقوله: «لا، ربك وحدك!»، فيرد عليه المؤمن بأدب: «ربي لوحدي وخير لي»، مؤكداً أن كلمة «خيرًا من جنتك» لا تُفهم على أنها جنة في الدنيا، لأن نعم الدنيا زائلة مهما عظمت، بينما المقصود هو الخير الأبقى في الآخرة، جنة الخلد التي لا تزول ولا تتبدل.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، أن طلب الرجل المؤمن ليس بالضرورة قصره على نعيم الدنيا أو الآخرة فقط، فالآية تحتمل رجاء الخير في الدارين، لكن نهاية السياق القرآني ترجّح أن «الخير» المقصود هو نعيم الآخرة؛ بدليل أن المؤمن نفسه قال بعدها مباشرة: «وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا»، أي أنه يعلم أن نعيم الدنيا قد يزول، وأن ما يبقى هو النعيم الدائم.
وبيّن أن الفرق بين عطايا الدنيا والآخرة واسع، فالدنيا نعيمها زائل، محدودة، ويأتي معها تعبٌ وتكليف وحفظ ورعاية، وقد تكون اختبارًا للمؤمن والكافر معًا، بينما عطاء الآخرة باقٍ لا يزول، ولا مشقة فيه، وهو جزاءٌ خالصٌ للمؤمنين وحدهم، بلا حسد ولا تبعة ولا حساب.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن عطاء الدنيا لا يدل على محبة الله، فقد يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب، بينما عطاء الآخرة دليل على الرضا والمحبة الإلهية، وأن نعيم الدنيا مرتبط بالموت ويعقبه حساب، بينما نعيم الآخرة لا موت فيه ولا انقطاع ولا سؤال عن كيفية حفظه وإنفاقه.
وأكد أن قول المؤمن: «خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ» لا يمكن أن يُفهم على أنه يطلب «جنينة مثلها»، لأن المِثل لا يكون خيرًا، أما «الخيرية» فلا تتحقق إلا في النعيم الأبدي، ومن ثم فإن المقصود بالآية هو دار البقاء وثواب الآخرة، لا جنة الدنيا المحدودة التي قد تصبح «صعيدًا زلقًا» في لحظة بحسابٍ إلهي دقيق.