“باي بت” و “غاف لابس” تسرعان تبني “ويب 3.0 ” في الإمارات
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
تتعاون شركتا “باي بت” ” Bybit مع “غاف لابس”، لترسيخ مكانة دولة الإمارات ورؤيتها الطموحة بقطاع البلوك تشين والعملات الرقمية، ضمن أحد أسرع الاقتصادات الرقمية نمواً ، عبر توقيع اتفاقية استراتيجية مشتركة ، كما تعزز دور تقنيات البلوك تشين في الحياة اليومية.
وسيوفر التعاون بين الشركتين سلسلة من المبادرات التعليمية المصممة لصقل مهارات الموهوبين في تقنيات الويب 3.
وتمهد الشراكة الطريق لتعزيز تبني العملات الرقمية، وتطوير منظومتها، ودعم فوائدها العملية في دولة الإمارات وتؤكد على مساعي الشركتين لترسيخ مكانة المنطقة وشمال أفريقيا في تقنيات الويب 3.0، عبر تعزيز الابتكار ودعم شفافية وموثوقية اللوائح الناظمة للقطاع.
وسيقدم الجانبان دعماً للشركات الناشئة،ووصولاً إلى الموارد الاستراتيجية للمشاريع التي تستكشف تقنية البلوك تشين والذكاء الاصطناعي والاستدامة، باعتبارها من القطاعات الرئيسية للتحول الرقمي في المنطقة.
وقالت هيلين ليو مديرة العمليات في Bybit: “تجسد الشراكة رؤية مشتركة لترسيخ ريادة المنطقة في قطاع العملات الرقمية وتوفير أدوات المطورين إلى إدخال تقنيات البلوك تشين في الحياة اليومية، وتمكين العملات الرقمية من لعب دورها البنّاء في الحياة اليومية”.
وقال فراس الصادق، الشريك المؤسس في “غاف لابس”: “تعكس هذه الشراكة مع Bybit التزامنا المشترك بتطوير البنية التحتية للويب 3.0، وإثراء المعارف ضمن هذا المجال والتفاعل مع المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونهدف معاً لحفز وتيرة الابتكار والاستمرار بترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للأصول الرقمية”.
وتؤكد الشراكة على الفائدة العملية على أرض الواقع للعملات الرقمية من خلال تطبيقات أنماط الحياة مثل بطاقة المدفوعات Bybit Card. والتي تربط بين الأصول الرقمية والوصول الحصري عبر مجموعة من الشركاء.
وترتقي الشراكة بمشهد الفعاليات الإقليمية، مثل The Crypto Polo Cup و Crypto Fight Night. تجمع بين الفخامة، والرياضة، وثقافة الويب 3.0 لتعزيز الوعي والمشاركة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات في البندقية.. العمارة تحاور الحياة «على نار هادئة»
فاطمة عطفة
في البندقية، حيث تتناثر الأجنحة الثقافية في زوايا المدينة العائمة، تحلّ دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفاً حاضراً بثقله الإبداعي ورؤاه المعمارية التي تلامس نبض الأرض واحتياجات الإنسان.
تحت عنوان شاعري بليغ: «على نار هادئة»، يقدّم الجناح الوطني لدولة الإمارات في الدورة التاسعة عشرة من المعرض الدولي للعمارة رؤيةً تأملية في أكثر قضايا العصر إلحاحاً والتي تتمثل في الأمن الغذائي.
في زمن تتأرجح فيه موائد العالم بين الفقر والوفرة، وبين الجوع والإفراط، تختار الإمارات أن تخاطب هذا القلق الكوني بلغة العمارة، ليس بوصفها حجارةً صامتة أو جدراناً تُبنى، بل كأداة للتفكير، وسلاح ناعم لإنتاج الحياة، في بيئة تزداد فيها التحديات المناخية، وتضيق فيها فسحة الزراعة التقليدية.
مشروع «على نار هادئة» ليس مجرد معرض، بل حكاية تُروى بتأنٍ، تتسرب كالماء في ثنايا الطين، وتدعو الزائر إلى إعادة التفكير في العلاقة الأزلية بين الإنسان والطعام، وبين المكان والزرع، وبين العمارة والغذاء.
يأتي هذا الحضور بدعم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي لطالما مثّلت جسراً بين الإبداع والمعرفة، وبين الطموح المجتمعي والمشاريع الثقافية المستدامة، وتشرف وزارة الثقافة على توفير الدعم الاستراتيجي وتنسيق الجهود لإنجاح هذه المشاركة الوطنية التي انطلقت في 10 مايو الجاري وتستمر حتى 23 نوفمبر المقبل.
تتقدّم الأكاديمية والمهندسة الإماراتية عزة أبوعلم، الأستاذة المساعدة في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، القيِّمة الفنية لمشاركة جناح دولة الإمارات، بخطى واثقة في هذا الحيز العالمي، موضحةً لـ «الاتحاد» أن جناح دولة الإمارات أصبح بمثابة مختبر للأفكار المعمارية التي تتصل بالهوية المحلية والبيئة الطبيعية والتراث العمراني، وإعادة التفكير في مفاهيم الاستدامة والتصميم المعاصر والبحث المتعمق في البيئة الإماراتية.
وتشير أبوعلم إلى أن مشروع جناح الإمارات يقدّم رؤية معمارية مبتكرة تستلهم من الماضي لتخاطب المستقبل.
وتذكر أن «العمارة القديمة»، مثل استخدام «البارجيل»، أثرت بشكل واضح على التفكير المعماري في المشروع، إذ إن استخدام العمارة لسبل التهوية الطبيعية يمثل كيفية تعايش العمارة مع البيئة. أما من ناحية «العمارة الحديثة»، فقد لعبت دوراً في كيفية التفكير في المساحات العامة والانتقال من المباني التقليدية المغلقة إلى نماذج أكثر انفتاحاً ومرونة، تستجيب للحاجات المجتمعية المتغيرة.
وتلفت أبوعلم إلى أن بعض النماذج التي يقدمها المشروع تعتمد على مفاهيم مثل الظل كعنصر معماري، والتبريد الطبيعي، وإعادة تصور العلاقة بين الكتلة والفراغ بطريقة توازن. وهناك نماذج أخرى تعيد النظر في استخدام الأفنية المنزلية، وتعيد تصورها عبر هياكل خفيفة الوزن وتقنيات بناء مستدامة تناسب تحديات البيئة المستقبلية. ولا يعيد مشروع «على نار هادئة» بناء الماضي كما هو، بل يستخدمه كأداة لفهم ما هو ضروري وجوهري، ثم يعيد صياغته بلغة معمارية معاصرة، تحترم التراث وتتطلع إلى المستقبل بابتكار وإبداع.
ويلقي مشروع معرض جناح دولة الإمارات هذا العام، الضوء على موضوع «الأمن الغذائي»، باعتباره تحدياً استراتيجياً محلياً وعالمياً، وذلك من خلال النهج البحثي الثلاثي للمشروع: «البحث الأرشيفي»، و«الميداني»، و«التصميم والبناء».
وتؤكد المهندسة عزة أبوعلم، أن الدراسات البحثية الأرشيفية أثبتت علاقة إنتاج الغذاء والعمارة في الإمارات منذ القرن السادس عشر في الفجيرة.
تلا ذلك استكشاف مشاريع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسعيه المستمر في الأمن الغذائي المحلي.
واستُكمل ذلك بالبحث الميداني الذي وثق 155 مزرعة وابتكارات مالكيها وسبل الزراعة المتجذرة في البيئة الصحراوية وتطورها عبر الزمن.
وبُحث في مشاريع حول الأمن الغذائي الحضري تؤكد أهمية إنتاج الغذاء في المدن، ما يعزز استدراج تركيبات البيوت المحمية المبتكرة من خلال المشروع باستخدام الإمارات كدراسة حالة.
دور «الاتحاد»
أوضحت المهندسة عزة أبوعلم، أهمية الأرشيف في البحوث المعاصرة، حيث لم يكن تطور البحث العلمي المرتبط بالأمن الغذائي والزراعة المحلية في المشروع ممكناً دون الاعتماد على المصادر التاريخية التي يوفرها الأرشيف الوطني.
وأكدت أن الأرشيف ساهم في توثيق تقنيات الزراعة التقليدية مثل الأفلاج وإدارة موارد المياه في البيئات الصحراوية، بالإضافة إلى توفير خرائط تاريخية للأراضي الزراعية والمناطق المحمية في الإمارات، ونسخ من صحيفة الاتحاد. ولعب الأرشيف، خاصة «صحيفة الاتحاد»، دوراً مهماً في كتابة المقال التاريخي في المنشور المصاحب للجناح الوطني لهذا العام، حيث يروي قصص تلاقي العمارة وإنتاج الطعام في الإمارات في ثلاث حقبات زمنية مختلفة تتضمن تصفح الصحيفة من عام 1969 وحتى 1999. وقد أظهرت الصحيفة، في تلك الأعوام، مدى حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الزراعة المحلية، وكان الأمن الغذائي دائماً أولوية، حيث تمثل هذه الفترة طفرة في إنتاج الغذاء وانبثاق مفاهيم الأمن الغذائي.
وأشارت المهندسة عزة أبوعلم إلى أن المشاريع الغذائية التي استحدِثت في تلك الآونة لم تعمل على إعادة تشكيل المشهد الزراعي فقط، بل شملت أيضاً البيئة المبنية، وبالتالي المدن الإماراتية ككل. وبذلك يصبح الأرشيف أكثر من مجرد سجل للماضي، بل أداة استراتيجية لرسم مستقبل زراعي مستدام، يعزز الأمن الغذائي للإمارات.