الجزيرة:
2025-12-13@07:24:56 GMT

تلوث التربة قاتل صامت في نظامنا البيئي

تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT

تلوث التربة قاتل صامت في نظامنا البيئي

يحصل تلوث التربة عند دخول مواد كيميائية مباشرة في التربة، أو البيئة الطبيعية حولها جراء تغير المناخ أو غالبا النشاط البشري، مما يؤثر سلبا على خصوبتها ونظامها البيئي، فتتلوث المنتجات والمحاصيل الغذائية الزراعية، ويؤدي ذلك التدهور إلى تعطيل التوازن الطبيعي.

وغالبا لا يتم تناول تلوث التربة كغيره من أنواع التلوث، ربما لأنه يكون غير مرئي للناس، بالرغم من أن هذا النوع من التلوث خطير جدا على الإنتاج الغذائي وصحة الكائنات الحيّة والتنوع البيولوجي، ويعتبر بمثابة "القاتل الصامت".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كوارث بيئية لا تنسى.. تجفيف بحر آرالlist 2 of 4تفاوت في جودة الهواء عالميا والهند الأكثر تلوثاlist 3 of 4مسارات وموائل الطيور المهاجرة عرضة للتغير المناخيlist 4 of 4أغنياء العالم تسببوا في ثلثي التغير المناخي حول الكوكب كلهend of list

وتشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن الأرض تعتمد على الارتباط الثمين بالتربة، فأكثر من 95% من غذائنا يأتي من التربة، كما تزودنا بـ15 من العناصر الكيميائية الطبيعية الـ18 الضرورية للنباتات.

تسرب النفط الخام أو مشتقاته إلى التربة يؤدي إلى تلويثها بشكل خطير (الجزيرة) مصادر تلوث التربة

تعمل التربة كمنقٍ وعازل للملوثات، لكن قدرتها على التأقلم والتخفيف من آثار الملوثات محدودة، ويؤدي الاستخدام المفرط للمبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية إلى تراكم مواد تسبب اختلال التوازن الغذائي للتربة.

ويسبب تلوث التربة تفاعلا متسلسلا يبدأ بتناقص التنوع البيولوجي للتربة، ويغير معدلات دمج المواد العضوية، ثم تضعف بنية التربة، وبالتالي قدرتها على مقاومة التآكل، ويكون التلوث ناجما عن الأسباب التالية:

إعلان

-النفايات المنزلية والصرف الصحي الملوثة بالبكتيريا أو المواد العضوية الضارة.
– النفايات البلاستيكية التي باتت أكبر خطر على التربة.
-مخلفات التعدين (مثل الأحماض والمعادن) التي تتسرب إلى التربة.
-تسرب النفط الخام أو مشتقاته بسبب حوادث النقل أو التخزين.
-هطول أمطار حمضية ناتجة عن تلوث الهواء يغير درجة حموضة التربة.
– ترسب الجسيمات الملوثة من الهواء مثل الغبار المحمل بالرصاص.
– إزالة الغابات، مما تؤدي إلى تقليص الغطاء النباتي ويعرض التربة للتعرية وتراكم الملوثات.
-الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات التي تنقل الملوثات من مناطق أخرى إلى التربة والبراكين التي تطلق مواد سامة مثل الكبريت.
-التوسع العمراني الذي يؤدي إلى زيادة البنية التحتية للنقل وإنتاج النفايات.

ومن أكبر المخاطر على التربة النفايات الصناعية والكيميائية، التي تشمل تصريف النفايات السامة والمعادن الثقيلة، مثل الرصاص والزئبق من المصانع دون معالجة، وأيضا التسربات الكيميائية من الخزانات أو خطوط أنابيب النفط، وكذلك الرماد الصناعي الناجم عن احتراق الفحم في المحطات الحرارية التي تحتوي على معادن ثقيلة.

وتشكل الحروب واستخدام الأسلحة الكيميائية أو المواد المشعة خطرا كبيرا على التربة تمتد لمئات أو آلاف السنين، كما حصل في هيروشيما وناغازاكي باليابان، أو في حرب فيتنام، أو العدوان الإسرائيلي على غزة.

تلوث التربة وتدهورها يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية والتأثير على الأمن الغذائي (الفرنسية) آثار خطيرة ومزمنة

تشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن 7 ملاعق كبيرة من الرصاص يمكن أن تلوث ما يصل إلى هكتار من التربة أو 200 ألف لتر من الماء، وأن أكثر من 3 ملايين شخص يدخلون المستشفيات بسبب تسمم مبيدات الآفات كل عام، مما يؤدي إلى وفاة ربع مليون منهم.

إعلان

وتشير الدراسات أيضا إلى أن بطارية جافة صغيرة ترمى ضمن النفايات يمكن أن تلوث بشكل دائم نحو متر مكعب من التربة، وألف متر مكعب من المياه، ويمكن أن تمتد آثار ذلك إلى نحو 50 عاما، وهو ما يشير إلى أن الأنشطة البشرية هي غالبا المتسبب الرئيسي في التلوث بأنواعه.

وتتراكم الملوثات تدريجيا في الأنسجة النباتية، وتنتقل إلى حيوانات الرعي، والطيور التي تأكل الفواكه والبذور، أو إلى البشر الذين يستهلكونها، كما تصبح العديد من الملوثات أكثر تركيزا عندما ترتفع السلسلة الغذائية، مما يزيد من الضرر بصحة الإنسان، ويسبب أمراضا، تختلف باختلاف نوعية الملوثات ودرجة تركيزها

ويمكن للكائنات الحية في التربة مثل ديدان الأرض أن تمتص أيضا تلك الملوثات ونقلها، مما يؤدي إلى آثار واسعة وبعيدة المدى، كما تتسرب تلك الملوثات إلى المياه الجوفية وتتفاقم مخاطرها.

يؤدي تلوث التربة إلى سلسلة مترابطة من المخاطر، تؤثر في النهاية على صحة المجتمعات وأمنها الغذائي وانخفاض الإنتاج الزراعي، بسبب المستويات السامة للملوثات التي تعرقل نمو المحاصيل وتقلل التنوع البيولوجي، وكذلك على نوعية المياه الجوفية وتعرض خدمات النظم الإيكولوجية التي توفرها التربة للخطر، وبالتالي اختلال النظام البيئي والاقتصادي والاجتماعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تلوث تلوث التربة یؤدی إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

منال عوض تستعرض إجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف 2025

استعرضت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، خلال اجتماع مجلس الوزراء، المُنعقد اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، مجهودات الوزارة وإجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال فصل الخريف 2025.

وأوضحت الوزيرة، في  أنه في إطار تعزيز منظومة التعامل مع السحابة السوداء، وتكثيف التعاون مع المحافظات والجهات المعنية للحد من التلوث ومواجهة الحرق المكشوف تم تنسيق الجهود وتنفيذ عدد من الإجراءات بهدف (بناء الوعي المجتمعي، والتنسيق المؤسسي ودعم القرار، والرقابة والمتابعة الميدانية).

ولفتت الدكتورة منال عوض إلى أنه في سياق بناء الوعي المجتمعي؛ تم تنفيذ ندوات توعية للمزارعين بعدة محافظات حول مخاطر حرق مخلفات قش الأرز وحطب الذرة وطرق الاستفادة منها كعلف وسماد عضوي، كما تم عقد العديد من الندوات والفعاليات التوعوية الموسعة بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية. فضلا عن عقد 198 ندوة و1100 حملة توعية خلال المرحلة الأولى من قبل الفروع الإقليمية لجهاز شئون البيئة.

ونوّهت الوزيرة إلى أنه فيما يتعلق بالتنسيق المؤسسي ودعم القرار؛ تم عقد اجتماعات تنسيقية برئاسة المحافظين وبمشاركة مختلف الجهات المعنية؛ لتعزيز الجهود المشتركة في مواجهة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والصلبة. بالإضافة إلى إصدار قرارات بإيقاف عمل الصناعات المتوسطة والصغيرة الملوِّثة للبيئة خلال فترات نوبات تلوث الهواء.

وحول الرقابة والمتابعة الميدانية، أوضحت القائم بأعمال وزير البيئة أنه تم تشكيل 69 محورا ولجنة مرور مسائية على الأراضي الزراعية لمتابعة ومنع عمليات الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والصلبة، والتي تعمل بشكل يومي بالتعاون مع مديريات الزراعة والمحافظات.

واستعرضت الدكتورة منال عوض، أبرز نتائج ومؤشرات منظومة مواجهة أزمة تلوث الهواء الحادة خلال فصل الخريف (الفترة من 1 سبتمبر وحتى 3 نوفمبر 2025)، مشيرة إلى أنه من خلال منظومة الإنذار المبكر، تم رصد نقاط حرق في نطاق محافظات القاهرة الكبرى والدلتا ووسط الصعيد، والتي بلغت نحو 1116 خلال هذا العام، مقارنة بـ 3490 للعام الماضي.

وعن جهود الوزارة في إحكام السيطرة على المنشآت الصناعية؛ فقد تم رصد 198 مخالفة للحدود القصوى المسموح بها لانبعاثات مداخن المنشآت من خلال الشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، فضلا عن التفتيش على 108 منشآت بالمناطق الصناعية بالقاهرة الكبرى والتوصية بضرورة تقديم المنشآت المخالفة خطط للإصحاح البيئي من خلال الهيئة العامة للتنمية الصناعية.

كما لفتت الوزيرة إلى الإجراءات والنتائج الخاصة بفحص عادم المركبات -في إطار منظومة مواجهة أزمة تلوث الهواء- والذي يتم بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور والإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات، موضحة أنه تم تنفيذ 168 حملة فحص على الطريق داخل إقليم القاهرة الكبرى، و155 حملة بمحافظات الدلتا وأسيوط. بالإضافة إلى فحص أسطول أتوبيسات هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى لعدد 1078 أتوبيسا.

اتصالًا، أشارت الدكتورة منال عوض إلى نتائج مواجهة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، منوهة إلى أنه في إطار التعاون بين وزارة البيئة والمحافظات المعنية قام المحافظون بالتواصل المستمر مع فروع جهاز شئون البيئة لمتابعة موقف جمع قش الأرز فضلا عن القيام بالمرور لمتابعة الموقف. وفي هذا الإطار ذكرت الوزيرة وجود 655 موقعا لجمع قش الأرز، في هذا العام، مقارنة بـ 398 موقعا في العام السابق، بالإضافة إلى معدات تصل إلى 125 مكبسا وجرارا في العام الحالي، مقارنة بـ 73 في العام السابق.

وأضافت الوزيرة أنه قد تم إصدار 107 تراخيص مزاولة نشاط جمع ونقل المخلفات الزراعية من خلال جهاز تنظيم إدارة المخلفات. ولفتت إلى أن كمية قش الأرز التي تم تجميعها بلغت 2.7 مليون طن خلال هذا العام، مقارنة بـ 2.1 مليون طن في العام الماضي.

كما تحدثت الدكتورة منال عوض عن موقف محاضر حرق المخلفات الزراعية والتعامل مع مكامير الفحم المخالفة، منوهة إلى تحرير 781 محضر مخالفة للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، وإزالة 342 مكمورة فحم عشوائي، وغلق 12 مكمورة مطورة.

وتطرقت الوزيرة إلى التنسيق بين غرفة الأزمات والكوارث البيئية المركزية وغرف الأزمات بالمحافظات، موضحة أنه من خلال التنسيق مع إدارة الأزمات بوزارتي البيئة والتنمية المحلية وغرف الأزمات بالمحافظات المعنية بمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، تمت متابعة 69 محورا ميدانيا بشكل يومي لعدد 7 محافظات، ورصد 24 بلاغ حرق مخلفات زراعية وصلبة. كما تم رصد بلاغات عبر منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، وتوجيه الفروع الإقليمية المعنية لاتخاذ اللازم بشأنها.

مقالات مشابهة

  • تلوث الهواء يدفع بـ170 ألف إيراني إلى المستشفيات خلال أسبوع.. تعرف إلى الأسباب
  • كنز النفايات .. خارج حسابات الحكومة
  • «راكز» تحصد الجائزة الفضية عن «أفضل مبادرة لتحويل النفايات»
  • صريح جدا : مشروع قانون المرور الجديد..غرامة بـ6 آلاف دج على رمي النفايات من المركبات
  • تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين جامعتي الإسكندرية ومطروح
  • جولة الإعادة.. حشدٌ صامت في منتصف النهار وعودة المنسحبين تُشعل المنافسة
  • عدو صامت يقف خلف تراجع نتائج ريال مدريد هذا الموسم
  • وزيرة التنمية المحلية تستعرض إجراءات مواجهة تلوث الهواء بخريف 2025
  • منال عوض تستعرض إجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف 2025
  • نفوق جماعي للكائنات البحرية في الحديدة يثير قلق السكان