يواجه المقبلون على العمل في الصين تمييزا في التوظيف، وسط ارتفاع معدلات البطالة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، بعد إنهاء قيود كوفيد نهاية العام الماضي.

ويخشى كثير من الشباب الصيني أن يكونوا قد استسلموا إلى ما يسمى بـ "لعنة الـ 35"، وهي مشكلة تتمثل في أن الكثير من أصحاب العمل "يرفضون توظيف الأشخاص الذين يقتربون من هذا العمر"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.

ومصطلح "لعنة الـ 35" انتشر للمرة الأولى عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، لوصف شائعات عن تسريح العمال الأكبر سنا من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.

لكنه أصبح منذ ذلك الحين منتشرا على نطاق واسع، لدرجة أنه يتم الإشارة إليه حتى من قبل مستشاري الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.

وكل من يشكك في هذه اللعنة ليس عليه إلا أن ينظر إلى عدد لا يحصى من قوائم الوظائف ومواقع التوظيف على الإنترنت، التي تنص صراحة على أن المرشحين لا ينبغي أن يكونوا أكبر من هذا العمر، وهو السن الذي لا يعتبره العديد من الخبراء يصل حتى لمنتصف العمر.

كما أن الحكومة الصينية تستبعد المرشحين الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما من مناصب موظفيها المدنيين، وهي سياسة اعترض عليها أحد المشرعين في الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية، خلال العام الماضي.

ونقلت صحيفة "تشاينا يوث ديلي" التي تديرها الدولة، أن "التمييز على أساس السن بالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 35 عاما كان موجودا دائما في مكان العمل". 

وقالت: "إن رفض المرشحين بناء على أعمارهم هو إهدار كبير للمواهب".

ومع استمرار الصين في الكفاح من أجل التعافي من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الوباء ومؤشرات على تباطؤ نموها، أصبحت البطالة مصدر قلق. 

وعلى الصعيد الوطني، ارتفع معدل البطالة الرسمي إلى مستوى شبه قياسي بلغ 6.1 بالمئة العام الماضي، فيما انخفض قليلا بعد إنهاء قيود "صفر كوفيد" عند 5.2 بالمئة.

"انهيار عقلي"

واكتسب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يدعى، تاو تشن، اهتماما على مستوى البلاد في مارس الماضي، بعد نشر تجربته عبر الإنترنت. 

وبعد تخرجه من جامعة سيتشوان المرموقة بدرجة الماجستير في الفلسفة، تم تسريحه من وظيفته بمجال الصحافة، ثم شرع في سلسلة من المشاريع التجارية الفاشلة. 

وعندما كان يبلغ من العمر 38 عاما، لم يكن لديه سوى القليل من الفرص الأخرى، لدرجة أنه عمل كسائق لتوصيل الطعام. وفي النهاية تخلى عن هذه الوظيفة أيضا؛ لأن الدخل لم يكن كافيا لتغطية نفقاته.

وقال تاو في الفيديو الخاص به: "على الرغم من أنني كنت أتمتع بخبرة عمل جيدة وأحمل درجة الماجستير، فإنني غير قادر على المنافسة بعد سن 35 عاما". 

ولم يحصل تاو على ردود لأكثر من 98 بالمئة من طلبات التوظيف التي تقدم إليها، فيما البقية وجدوا أنه "غير مناسب" للمنصب الذي ترشح له. وقال: "لقد كنت على وشك الإصابة بانهيار عقلي".

ويرى خبراء أن أفضل طريقة للحماية من التمييز على أساس السن وعدم المساواة بين الجنسين، هي من خلال الإصلاح القانوني.

وقالت الأستاذة المساعدة في كلية الحقوق بجامعة كورنيل، ييران تشانغ، إنه بينما يحظر قانون العمل الصيني التمييز على أساس العرق والجنس والمعتقد الديني، فإنه لا يحظر ذلك على أساس العمر.

وأضافت أنه حتى في المناطق التي بها بعض الحماية - مثل الأمهات اللاتي يأخذن إجازة أمومة - فإن إنفاذ القانون "ضعيف"، ويظل التمييز بين الجنسين شائعا.

وقالت إن الموظفين الذين ينجحون في مقاضاة صاحب العمل، قد يحصلون على تعويضات "منخفضة جدا"، مما يثبط البعض من متابعة الإجراءات القانونية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: على أساس

إقرأ أيضاً:

الجيل: تصريحات عمرو موسى عن مصر والسعودية تمثل صوت الحكمة في لحظة فارقة

أشاد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، بتصريحات عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، معتبرًا أنها تمثل صوت الحكمة والخبرة في لحظة فارقة تشهد محاولات مشبوهة للنيل من العلاقات المصرية السعودية.


وأكد الشهابي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  أن عمرو موسى، بما يمتلكه من تاريخ حافل في العمل العربي المشترك، وجّه تحذيرًا مهمًا يستحق الوقوف عنده، ليس فقط للشباب المصري أو السعودي، بل لكل شباب الأمة العربية، محذرًا من المخططات التي تستهدف إحداث الوقيعة بين الدولتين الأكبر في المنطقة، مصر والسعودية، واللتين تمثلان ركيزة الاستقرار العربي.


وأضاف رئيس حزب الجيل أن التحذير جاء في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تصاعد الحملات الممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تهدف إلى تشويه الحقائق وبث الفتنة بين الشعوب العربية، من خلال ترويج الشائعات والأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة.


وأشار إلى أن هذه المؤامرات الغربية والأمريكية، التي تستهدف القضية الفلسطينية وتعمل على تصفيتها، لا يمكن أن تنجح طالما ظلت مصر والسعودية على وحدة الصف، مؤكدًا أن البلدين كانا دومًا درعًا للأمة العربية، سواء في الحرب أو في السلام، وفي دعم القضية الفلسطينية ومواجهة كل أشكال التهجير والتآمر.


وشدد الشهابي على أن هذه التحذيرات الصادرة عن رموز سياسية كبيرة مثل عمرو موسى، يجب أن تكون ناقوس خطر أمام الجميع، وأن يتم التعامل معها بجدية ووعي. 


كما دعا إلى تحصين وعي الشباب العربي ضد حملات التضليل، مشيرًا إلى أن العدو دائمًا ما يغيّر أدواته، لكنه لا يغيّر أهدافه في بث الانقسام وإضعاف الصف العربي.


واختتم تصريحه بالتأكيد على أن مصر والسعودية، رغم ما قد يشهده مسار التعاون بينهما من تباينات، إلا أنهما شريكان أساسيان في حماية الأمن القومي العربي، والتماسك بينهما كفيل بإفشال كل المخططات الساعية لضرب استقرار المنطقة.

طباعة شارك حزب الجيل عمرو موسي ناجي الشهابي

مقالات مشابهة

  • دعم حكومي لتحفيز توظيف السعوديين في سوق العمل
  • الجيل : طرح سكن لكل المصريين 7 يخفف العبء عن الطبقة المتوسطة
  • رئيس حزب الجيل: تصريحات عمرو موسى تمثل صوت الحكمة في لحظة فارقة
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: التعليم أساس العمل الروحي
  • برنامج مهني لتمكين 34 طالباً من أصحاب الهمم
  • الجيل: تصريحات عمرو موسى عن مصر والسعودية تمثل صوت الحكمة في لحظة فارقة
  • الداخلية: غرامة تصل إلى 20,000 ريال بحق حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها الذين يحاولون الدخول إلى مكة والمشاعر المقدسة
  • ما الدولة التي تراهن عليها أميركا للتحرر من هيمنة الصين على المعادن النادرة؟
  • الشربيني يؤكد أهمية توطين الصناعة فيما يخص كافة المهمات التي تحتاجها محطات التحلية
  • جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة- (فيديو)