جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-29@22:35:12 GMT

الحب في زمن التوباكو (8)

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (8)

 

مُزنة المسافر

 

جوليتا: كانت أضواء المسرح عائدة للسطوع من جديد، وكان همِّي الأكبر أن تعود عمتي للمسرح وتغني أغنياتها الجميلة، وكان على طليعة أفكاري أن أضم فريقًا حيًا يُغني معها، ونجحتُ في إقناع البعض، لكن قبل ليلة الحفل، ارتمتْ عمتي ماتيلدا على السرير وقالتْ إنها لن تُغني مجددًا، وأن عليَّ أن أنسى هذا الوهم الكبير الذي جِئتُ به فجأة إلى روتينها الذي لا تود أن تُبدِّله، من تذكر بضع جوابات قديمة، ومراسيل عتيقة.

ماتيلدا: لن أغني مجددًا، لن أغني يا جولي.

جوليتا: لماذا يا عمتي؟ الجمهور بانتظارك.

ماتيلدا: لم أعد أصدقهم، لم أعد أشعر أنهم يحبونني بصدق، وأن وجودهم هنا لترديد اللحن والمغنى وقضاء وقت فراغ ليس فيه شيء يفعلونه.

جوليتا: لكنهم يهتفون باسمك ويخبرون بصوتك في كل البلاد.

ماتيدا: لقد سئمت منهم يا جولي.

جوليتا: لكننا نجني المال يا عمتي، هذا هو الأهم، هل لك أن تمثلي قليلًا؟

جوليتا: أقنعتها أن الحياة مجرد مسرح دمى، بخيوط غير بائنة للأعين، وأن مسرح الدمى يتطلب منا صوتًا جميلًا، ودمى متحركة بخفة كبيرة، وأن كل شيء سيكون على ما يرام.

ماتيلدا: تعرفين يا جولي، في الماضي كنت أحب دُمى الماريونيت، وكنت أشاهدها بسعادة غامرة، كنت أرى فيها كل شعوري، وكل ما أمر به كطفلة، وكان يسلينا رجل عجوز للغاية كان يطلق عليه فيرناندو، كان هو يقول بالأُحجيات، وبالأمنيات التي يتمناها الأطفال وكنا نهال عليه بالمديح، والبعض كان ينكره بشده ويتهمه أنه نفسه دمية كبيرة الحجم، وأن جسده محشو بالقطن وأضلاعه مربوطة بالخيوط، قربني منه يا جولي ووضعني على كرسي خشبي وسط الأطفال.

ونادى على اسمي، وقال لي: قولي لي يا ماتيلدا ماذا تتمنَّين؟

ماتيلدا: قلت له أود أن أتأكد أنك فعلًا محشو بالقطن، وأنك دمية تدعي أنك إنسان مثلنا.

ضحك الأطفال، وطلب منهم فيرناندو أن يصمتوا، وقدم لي قطعة شوكولاتة أجنبية، كانت محشوة بكريمة ناعمة، وقلبي كان يخفق خفقانًا عظيمًا لتلك القطعة المزدانة بالحب، شكرته لأنني شعرت أن صوتي صار أجمل بعد تلك القطعة اللذيذة.

وصار قلبي مسرح دمى عظيمًا، ترقص فيه الدمى يوميًا، للسحر الذي كنتُ أشاهده حين يخلق فيرناندو العجوز قصة ما للأطفال، وكان بينهم خافيير كان يقف هذا الطفل بجانبي علَّهُ يحصل على قطعة شوكولاتة تُشبه تلك التي حصلتُ أنا عليها من فيرناندو.

وكان خافيير يأتي بالحيل الكثيرة ليتحدث معي، ويخبرني عن طائرة ورقية سريعة قد صنعها، أو عن قوة مقلاع حطم به نافذة شخص ما، وكان يتفنن في الكلام والسلام، كان خافيير أصغر مني بثلاث سنوات، لكنه كان قوي البنية وسريع البديهة وفطنًا للغاية.

وكنتُ أنا ودودة وهادئة، وكنت أرفض الانضمام إلى مغامراته حتى لا ألطخ فستاني الجميل بنقاط البُولْكا أو أن أغير شيئًا من أناقتي؛ لأن خافيير كان يحب صعود الأشجار وتسلقها بخشونة، وكان ينسى أنني فتاة، وكنتُ أُذكِّرُه وأقولُ: خافيير أنا فتاة!

فيضيف خافيير: الفتيات يقدرن على صعود الجذوع، والركض في الربوع مثلنًا تمامًا نحن الصبيان.

ماتيلدا: لكنني فتاة لا يمكنني ذلك، سيتسخ فستاني، إنه فستانٌ بطبعة البُولْكا!

لا يفهم خافيير أن فتاةً بفستان البُولْكا لا يُمكنها أبدًا أن تصعد شجرة، أو أن تُلقي بحجرة ما على شخص عابرٍ للطريق الطويلة، وأنه من المستحيل أن تطوي الطائرات الورقية طيًَّا جيدًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رونالدو يكشف سر تجديد عقده مع النصر: أتحمل مسؤولية التغيير.. والبقاء هنا بدافع الحب والطموح

أكد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم وقائد فريق النصر السعودي، أن قراره بتجديد عقده مع "العالمي" حتى عام 2027؛ جاء بدافع الإيمان بمشروع النادي، ورغبته في الاستمرار بتحقيق التغيير الذي بدأه منذ وصوله إلى السعودية.

وفي تصريحات، نشرها الحساب الرسمي لنادي النصر عبر منصة "إكس"، السبت، أوضح رونالدو: "منذ أول يوم لي هنا، تحملت مسؤولية إحداث التغيير، ليس فقط داخل النصر، بل في السعودية ككل، وهذا هو هدفي الأساسي".

وأضاف: "أسعى لتحقيق البطولات الكبيرة مع النصر، وأؤمن أنني سأكون بطلًا هنا، ولهذا اخترت أن أبقى لموسمين إضافيين، أنا سعيد بالبيئة والطموح، وأشعر بالانتماء الحقيقي لهذا النادي".

وفيما يتعلق بالعروض التي تلقاها خلال فترة التوقف، كشف النجم البرتغالي أنه فضّل الراحة على خوض تحديات جديدة مع أندية أخرى، رغم تلقيه عروضًا للمشاركة في كأس العالم للأندية، قائلاً: "العروض كانت مغرية ومن أندية ستشارك في مونديال الأندية، لكن لم يكن من المنطقي قبولها، أردت أن أرتاح بالشكل الأمثل قبل انطلاق موسم طويل سينتهي بكأس العالم 2026".

وتابع "الدون": "هدفي هو أن أكون في أفضل حالة بدنية وذهنية لخدمة النصر والمنتخب البرتغالي، لذلك، بعد نهاية دوري الأمم الأوروبية، لم أستمع لأي عروض أخرى، واخترت الاستمرار مع النادي الذي أحبه".

وانضم رونالدو إلى النصر في يناير 2023، وقاد الفريق في 105 مباريات سجل خلالها 93 هدفًا، ليصبح أحد أبرز الوجوه التي أسهمت في تعزيز الحضور العالمي للدوري السعودي، وفي إحداث تحول نوعي في مشهده الرياضي.

طباعة شارك البرتغالي كريستيانو رونالدو كريستيانو رونالدو رونالدو النصر السعودي

مقالات مشابهة

  • مجدي طلبة: وسام أبو علي أفضل من مصطفى محمد .. وكنت أتمنى استمرار حمدي فتحي
  • خاص| نانسي صلاح: سعيدة بتكرار التعاون مع عمرو محمود ياسين.. وكنت أتمنى أن يجمعني عمل فني مع عصام نصار
  • ومن قال أنك تأخرت؟
  • رونالدو يكشف سر تجديد عقده مع النصر: أتحمل مسؤولية التغيير.. والبقاء هنا بدافع الحب والطموح
  • البستاني دراما إسبانية عن الحب زمن القتل
  • غيرت تسريحة شعري.. كاظم الساهر يرد على ضجة اللوك الجديد|فيديو
  • علي جمعة: البعض يرفض روح التعاون والإيثار بين أصحاب النبي فى الهجرة
  • كيف انتشرت روح المحبة بعد الهجرة إلى المدينة؟ علي جمعة يوضح
  • المخرج الهندي راكيش أوبدهياي يُهدي العالم رسالة حب بعنوان "DIL se" ويُشعل السوشيال ميديا برسالة إنسانية مؤثرة
  • صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم الماديون