جراحات العيون في غزة.. الحصار الصهيوني يُكبَّل أيدي الأطباء
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
الثورة / متابعات
يواجه آلاف الأشخاص من مصابي العيون في قطاع غزة خطر فقد البصر، بسبب حاجتهم إلى تدخّلات جراحية عاجلة، لا تتوفر في ظل استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على القطاع.
محمد حجازي واحد من أكثر من 1500 حالة تحتاج إلى تدخل جراحي لا تتوفر لها الأجهزة الطبية الملائمة بعدما خسرت المستشفيات إمكانياتها اللوجستية بسبب الاستهداف المباشر من جيش الاحتلال.
ينظر محمد، 7 سنوات، في المرآة ليرى نفسه بعين واحدة فقط. يتذكر لحظة انفجار قنبلة إسرائيلية، تاركةً إياه فاقدًا لبصره غارقًا في البكاء.
ففي 25 مارس، كان محمد يلعب في محيط منزله الواقع قرب مستشفى كمال عدوان شمال غزة، عندما عبث بجسم مشبوه انفجر في وجهه، وهو خطر لطالما حذرت منه اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعرف الذخائر غير المنفجرة بأنها أسلحة لم تنفجر عند تفعيلها بما في ذلك صواعق الصواريخ والقنابل كما في حالة الطفل حجازي.
لم تعرف عائلة محمد ما حدث معه إلا بعدما استعاد شيئاً من عافيته بعد الإصابة، إذ أخبرهم بأنه أمسك بقطعة معدنية مستديرة غريبة انفجرت بعد لحظات في وجهه، “هزّ الانفجار المنطقة، فهرعنا نحن وجيراننا لنرى ما حدث، فصدمنا عندما وجدنا وجه محمد بهذه الحالة”.
وتضيف: “حملناه بسرعة إلى مستشفى العيون في حي النصر. كانت إصابته بالغة، اضطر الأطباء لاستئصال العين اليمني بسبب الضرر الشديد الذي لحق بها”.
وتعرب الأم عن خشيتها من فقدان محمد لعينه اليسرى إذ أخبرهم الأطباء بضرورة نقله إلى الخارج للعلاج في أسرع وقت ممكن، وإلا فقد تبدأ عينه بالضمور نتيجة لوجود شظايا دقيقة تؤثر في القدرة على الإبصار على المدى الزمني”.
ووفق معطيات نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية بغزة قبل أيام، فإن حوالي 1500 فلسطيني في قطاع غزة فقدوا أبصارهم جراء حرب الإبادة المستمرة منذ نحو 20 شهرا، وإن نحو 4 آلاف آخرين مهددون بفقدانها في ظل نقص الأدوية والتجهيزات الطبية وانهيار المنظومة الصحية.
مخاطر تأخر التدخل الجراحي
ويؤكد طبيب العيون إياد أبو كرش، أن العديد من المرضى قد فقدوا أبصارهم نتيجة تأخّر التدخّل الطبي ونقص الإمكانيات، خاصة مستلزمات العيون.
ويلفت أبو كرش إلى أنماط متعددة من إصابات العيون نتيجة القصف الإسرائيلي وقوة القنابل المستخدمة، منها إصابات القرنية والملتحمة التي تشمل الجروح والتمزقات والحروق الكيميائية والحرارية الناتجة عن القصف، وإصابات الجسم الزجاجي من العين والشبكية: مثل النزيف الداخلي، وانفصال الشبكية، والاعتلالات الناتجة عن الصدمات الانفجارية.
كما تحدث عن إصابات العدسة، مثل إعتام عدسة العين الناتج عن الصدمات والموجات الانفجارية، “إلى جانب إصابات الأعصاب البصرية نتيجة الضغط أو التلف المباشر للأعصاب، وإصابات الأنسجة المحيطة بالعين: مثل كسور محجر العين والجفون، وبالطبع اختراق شظايا القذائف للعين”.
ويؤكد أبو كرش أن تأخر التدخل الجراحي في علاج إصابات العيون يؤدي إلى مخاطر كبيرة، كفقدان البصر بشكل دائم نتيجة تتدهور حالة العين المصابة بمرور الوقت، كما يصبح العلاج أقل فاعلية بتأخر التدخل الطبي، وتزداد فرص حدوث المضاعفات، مثل الالتهابات الشديدة داخل العين (التهاب باطن المقلة)، وارتفاع ضغط العين، وتكون الندبات التي تؤثر على الرؤية.
عجز في الأدوات
من جانبه، يقول الدكتور علاء الشلبي، استشاري جراحة العيون الأردني المتطوع، أن نقص الإمكانيات وتقادم الأجهزة يجعل من الصعب معالجة حالات انفصال الشبكية، سواء الناتجة عن أمراض أو إصابات بشظايا قذائف الاحتلال، ما يزيد من احتمال فقدان البصر بسبب التأخير في العلاج.
ويضيف، أن هناك حالات كثيرة جدا فقدوا بصرهم، “لأن معظم الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال يوجد بها مواد متفجرة تخترق العين، وتستقر في الجزء الخلفي من العين، فيصاحبها انفصال شبكي”.
وتابع: “هذه الحالات تحتاج إلى تدخّل جراحي عاجل جدا، ولكن للأسف بسبب الحصار، ومنع الأجهزة والأدوات، مُنع العديد من المصابين من هذه التدخلات، فتؤدي لفقدان البصر”.
وفي وقت سابق، حذر مدير مستشفى العيون د. عبد السلام صباح، من المستشفى الاختصاص الوحيد في القطاع على وشك فقدان القدرة على تقديم أي خدمات جراحية في ظل نقص الأدوية والتجهيزات.
ويؤكد أن الطواقم الطبية بالكاد تستطيع معالجة بعض الحالات الطارئة، حيث لا توجد أجهزة ولا المستلزمات الطبية الخاصة بعمليات الشبكية.
ويوضح مصباح أن “مستشفى العيون في غزة لا يمتلك حاليا سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تُستخدم بشكل متكرر”، محذرا من أن هذا الوضع “يضاعف المخاطر على حياة المرضى ويمنع إنقاذهم”.
وتابع قائلا “العديد من إصابات العيون الناجمة عن الانفجارات تحتاج إلى مواد طبية مثل الهيلون والخيوط الدقيقة، وهي على وشك النفاد الكامل”.
ومستشفى العيون هو الوحيد الذي يعمل في عموم قطاع غزة، ويعاني من نقص كبير في الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية، وواجه المستشفى عمليات تدمير جزئية للأجهزة خلال الاجتياح البري للقطاع في مارس 2024.
ويمنع الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء والإمدادات الحيوية الأخرى إلى القطاع منذ نحو 10 أسابيع.
وفي ظل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 2 مارس، عجزت المستشفيات عن تقديم خدمات أساسية لإنقاذ حياة المرضى، وأوقفت منظمات أممية وحقوقية، ما يشكل جريمة حرب وانتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الموجات الصوتية ودورها في جراحات الكبد في ندوة علمية بمعهد الكبد القومي بالمنوفية
نظم معهد الكبد القومى بجامعة المنوفية ندوة علمية بالتعاون مع قسمي الجراحة والأشعة تحت عنوان " دور الموجات الصوتية في الأشعة التداخلية والعمليات الجراحة " بحضور الدكتور أسامة حجازي عميد معهد الكبد القومي، والدكتور هاني عبد المجيد شُريم وكيل المعهد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتورة إيمان عبد السميع وكيل المعهد للدراسات العليا والبحوث.
أكد الدكتور أحمد القاصد علي أهمية الملتقيات العلمية ودورها في دعم التعليم الطبي المستمر لشباب الأطباء فخر جامعة المنوفية، مشيرا إلي أن المعهد أحد أهم نقاط التميز بالجامعة، واحد الصروح الطبية المتميزة بمصر والشرق الأوسط.
وأضاف القاصد أن زراعة الكبد و إجراء الجراحات الطبية النادرة والمعقدة أصبح معتادا بمعهد الكبد، ويؤكد مدى جاهزيته لاستقبال مثل هذه الحالات والتعامل معها وتوفير كافة الخدمات التشخيصية والعلاجية لها، مشيداً بجهود الأطقم الطبية به، والتي يمتلك خبرات متقدمة يسير وفقا للخطة الإستراتيجية للجامعة في تطوير وتعظيم مواردها المادية والبشرية.
كما أكد الدكتور أسامة حجازي علي الدور البحثي والأكاديمي والعلاجي المتميز للمعهد مشيراً الي الخدمات العلاجية المتطورة التي يقدمها لمرضي الكبد باستخدام أحدث الاجهزة والتقنيات، مشيرا إلى أن هذه الندوة العلمية تاتي في إطار التعاون المثمر بين قسمي الأشعة التشخيصية والتداخلية والتصوير الطبي وقسم جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية، مما يعكس التكامل العلمي و الطبي المتميز بين تخصصات المعهد.
أشرف علي الندوة الدكتور محمد حسيني أستاذ ورئيس قسم الأشعة التشخيصية والتداخلية والتصوير الطبي، والدكتور حسام الدين محمد سليمان أستاذ ورئيس قسم جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية بحضور عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد.
وقد تناولت الندوة محاضرات علمية حول أحدث التطورات في استخدام تقنيات الموجات الصوتية في الإجراءات التداخلية والجراحية.
وحاضر في الندوة الدكتور يحي فايد مدرس جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية بالمعهد، حيث تناول دور إستخدام الموجات فوق الصوتية في جراحات الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية "، موضحا أهمية استخدام الموجات الصوتية في جراحات الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية لما لها دور عالي الدقة في تحديد البؤر العميقة والدقيقة داخل الكبد والتي يصعب التعرف عليها قبل الجراحة وبالتالي الدقة في اتخاذ القرارات الجراحية.
بينما تناول الدكتور هشام تمراز مدرس الأشعة التشخيصية والتداخلية والتصوير الطبي بالمعهد الدور المتقدم للمجس الخطي السطحي في التدخلات الموجهة بالموجات فوق الصوتية " والتي تُبرز الخصائص الفيزيائية العالية التردد للمجس وايضا دور هذه التقنية في توجيه الخزعات وتحديد هوامش الاستئصال ومتابعة الحالات بعد التداخل.
كما قام كل من المهندس أنس خليفة، والمهندس حازم السروجي بالقاء محاضرة بها شرح مفصل لعمل أحدث الأجهزة.