موقع 24:
2025-06-13@16:02:04 GMT

هل تكون بريكس الموسعة حركة عدم انحياز عصرية؟

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

هل تكون بريكس الموسعة حركة عدم انحياز عصرية؟

تطرق الخبير في العلاقات الدولية والسياسة التجارية ديفيد دودويل لأحد الأسئلة الأساسية التي أثيرت خلال انعقاد القمة الخامسة عشرة لدول بريكس في جوهانسبرغ: ما الذي يجمع دولاً لا تملك الكثير من القواسم المشتركة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا؟ أو الدول الست، الأرجنتين ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإيران، التي ستصبح أعضاء في المجموعة العام المقبل؟.

المظالم هي قوة جامعة لدول البريكس



يعتقد البعض أن ما يجمعها هو التظلم من الهيمنة الغربية وازدراءات سابقة. كتب دودويل في صحيفة "ساوث شاينا مورنينغ بوست" أن هذا التحليل ليس خاطئاً لكن ثمة قوى جامعة أخرى تفعل فعلها. أولاً، البريكس هي مجموعة تجاوزت اسمها. ولديها القدرة على أن تصبح المعادل الحديث لحركة عدم الانحياز التي نشأت بعد مؤتمر باندونغ في إندونيسيا سنة 1955، وقد نمت لتشمل 120 عضواً، وأصرت على تجنب التحالف مع إحدى قوتي الحرب الباردة، وأداتيهما العسكريتين: حلف شمال الأطلسي وحلف وارسو.
في خطاب متلفز، قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إن أعضاء البريكس يسعون إلى "عالم أكثر إنصافاً وتوازناً ويحكمه نظام شامل للحوكمة العالمية".
وأضاف أن "قيمة البريكس تمتد إلى ما هو أبعد من مصالح أعضائها الحاليين"، وأن "البريكس الموسعة ستمثل مجموعة متنوعة من الدول ذات الأنظمة السياسية المختلفة، التي تشترك في الرغبة المشتركة بالحصول على نظام عالمي أكثر توازناً". انقلاب التوازن

منذ اجتماعها الرسمي الأول سنة 2009، حققت كتلة البريكس نمواً كبيراً ــ من نحو 25 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنة 2010 إلى نحو 32 في المئة هذه السنة من حيث تعادل القوة الشرائية ــ بالرغم من أن كل هذا النمو تقريباً جاء من الصين والهند. وسيرفع الأعضاء الستة الجدد هذه الحصة إلى 37 في المئة، حسب الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا. وانعكست هذه الزيادة في الأهمية الاقتصادية للاقتصادات النامية في جميع أنحاء العالم. سنة 1992، كانت الاقتصادات المتقدمة تمثل 57.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما مثلت الأسواق الناشئة 42.2 في المئة.

 

Expanded #Brics could be successor to the non-aligned movement https://t.co/wujjvgaRNZ

— Shada Islam (@shada_islam) August 26, 2023


لكن بحلول 2023، انقلب هذا التوازن: تمثل الاقتصادات الناشئة 58.9 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، والاقتصادات المتقدمة 41.1 في المئة منه. ومع تزايد الأهمية الاقتصادية، أصبح هناك توقع بوجود صوت أقوى في المنظمات الدولية وتأثير أكبر على قواعد التجارة والاستثمار الدوليين. وتتقاسم بلدان البريكس الخمسة هذا الطموح، وتدرك أنها تتحدث بالنيابة عن مجموعة أكبر بكثير من البلدان.

ليس الاستعمار وحسب

لذلك، تابع دودويل، في حين أن المظالم هي قوة جامعة لدول البريكس، يبقى أنها ليست مجرد مشاعر الاستياء لما بعد الاستعمار، والتي جمعت أعضاء حركة عدم الانحياز في الخمسينات. تشمل المظالم الأكثر حداثة المصاعب غير المستحقة التي عانى منها الناس، بسبب الأزمة المصرفية الأمريكية سنة 2008 وهيمنة الاقتصادات المتقدمة على المقاعد وقوة التصويت في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأنانية خلال جائحة كوفيد-19 حيال الوصول إلى اللقاحات.

يضاف إلى ذلك الفشل في الوفاء بوعود تقديم الدعم المالي للاقتصادات النامية، التي تكافح من أجل إدارة تأثيرات الاحتباس الحراري العالمي. وهي تشمل أيضاً القلق من تفضيل الولايات المتحدة المتزايد لتسوية النزاعات من جانب واحد، وتفكيك الدور الذي تلعبه منظمة التجارة العالمية في تسوية الخلافات التجارية، واستخدام الدولار الأمريكي كسلاح في فرض العقوبات المالية.

 

 

Expanded Brics could be the successor to the non-aligned movementhttps://t.co/CSCk2LfIWs

The grouping is not just held together by postcolonial grievances, but as its economic heft has grown, it has become a voice of the aspirations of the Global South today

The expansion of…

— Apple Jak Da Smoka (@AppleJak59) August 26, 2023 بعيداً من المظالم.. ماذا عن الأهداف؟ ثمة عدد من الأهداف والاهتمامات المشتركة. الأول هو التصميم المشترك على تطوير "التعددية الحقيقية" أو ما يسميه الرئيس الصيني شي جين بينغ "إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية"، من خلال إصلاح المؤسسات الدولية أو البناء عليها – الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية – وإعادة تشكيل النظام العالمي للهندسة المالية.
وتعترض دول البريكس على سيطرة الغرب الغني على عملية صنع القرار، وهي مصرة على عدم التدخل واحترام سيادة الدول الأخرى. أضاف دودويل أن أعضاء البريكس تمكنوا من إخضاع خلافاتهم العميقة لهذه القائمة. ربما أصبحت الصين الاقتصاد الأكثر هيمنة في المجموعة إلى حد كبير، لكن بكين تخفف من الخلاف عبر تصوير دورها بأنه استخدام نفوذ البريكس بالنيابة عن الجنوب العالمي ككل. إذاً ما الذي تم تحقيقه في القمة؟ ليس الكثير في ما يتعلق بمسألة العملة الجديدة لمنافسة الدولار الأمريكي، أجاب الكاتب. بدلاً من ذلك، سيشجع قادة البريكس على المزيد من تسوية عمليات التجارة الثنائية بالعملات المحلية.
لقد كان توسيع العضوية الرسمية إلى 11 عضواً بمثابة المفاجأة الكبرى. سوف تعمل الأرجنتين على تعزيز صوت أمريكا اللاتينية؛ ولا تمثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل توفر أيضاً قوة مالية لدعم بنك التنمية الجديد. إثيوبيا تجلب إفريقيا إلى الطاولة. وإيران "توجه عوداً إلى عين الولايات المتحدة". انتظروا ذلك قريباً قال رامافوزا إنه سيتم قبول دول أخرى بمجرد موافقة الدول الأساسية على المعايير. وكانت نحو 40 دولة في قائمة الانتظار قبل القمة. تشير رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين سنة 2025 إلى أنه ستكون هناك جهود لمواءمة أجندة البريكس مع أجندة مجموعة العشرين، لكن استضافة روسيا لقمة البريكس سنة 2024 تثير تساؤلات حول الاستمرارية على المدى القصير. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن اختصار اسم بريكس قد تجاوز عمره المفيد. "انتظِروا اسماً جديداً في وقت قريب"، حسب نصيحة دودويل الختامية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني بريكس فی المئة

إقرأ أيضاً:

شراكة مصر مع البريكس| زيادة الصادرات بـ 31.5% واستثمارات بـ4.4 مليار دولار

في دراسة حديثة أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الأربعاء، تم تسليط الضوء على تطورات العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول مجموعة البريكس خلال الفترة من 2013 وحتى 2024. وجاءت الدراسة في توقيت بالغ الأهمية مع مرور عام على انضمام مصر رسمياً إلى هذا التكتل الدولي المؤثر. وأبرزت الدراسة مجموعة من المؤشرات التي تعكس التحولات الديموغرافية والاقتصادية التي شهدتها البلاد في هذا الإطار.

مصر سادس أكبر دول البريكس من حيث عدد السكان

أشارت الدراسة إلى أن مصر تحتل المرتبة السادسة بين دول البريكس من حيث إجمالي عدد السكان، بعد كل من الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا. فقد شهدت الصين، صاحبة المرتبة الأولى، ارتفاعاً في عدد سكانها من 1.37 مليار نسمة عام 2013 إلى 1.41 مليار نسمة في 2023. أما مصر، فقد سجلت نمواً سكانياً ملحوظاً حيث ارتفع عدد سكانها من 88.3 مليون نسمة عام 2014 إلى 105.2 مليون نسمة بنهاية 2023، وهو ما يعكس ديناميكية سكانية متسارعة تلقي بظلالها على سوق العمل والطلب المحلي.

قفزة في الصادرات المصرية لدول البريكس بعد الانضمام

منذ انضمامها الرسمي لمجموعة البريكس، سجلت مصر نمواً ملحوظاً في صادراتها إلى دول المجموعة. أشار الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، إلي ان الصادرات المصرية حققت قفزة بنسبة 31.5% خلال عام 2024 وحده. وقد بلغت قيمة هذه الصادرات نحو 905 ملايين دولار، وهو ما يعكس بداية فعالة لاستفادة مصر من الفرص التجارية التي توفرها أسواق البريكس.

وأوضح الشامي أن هذا النمو يشير إلى تحسن مستوى الاندماج التجاري مع دول التكتل، حيث تنوعت الصادرات المصرية لتشمل منتجات كيماوية، أسمدة، إلى جانب السلع الزراعية والغذائية. هذا التنوع في قاعدة الصادرات يعكس مرونة الاقتصاد المصري وقدرته على تلبية احتياجات أسواق متعددة داخل التكتل، بما يعزز من استدامة النمو التجاري في المستقبل.

استثمارات البريكس تضخ 4.4 مليار دولار في الاقتصاد المصري

ولم يقتصر التعاون بين مصر والبريكس على التجارة فحسب، بل امتد ليشمل الاستثمارات المباشرة. حيث شهد العام المالي 2022/2023 تدفق استثمارات من دول البريكس إلى مصر بقيمة 4.4 مليار دولار. ويرى الشامي أن هذه الاستثمارات تؤكد جاذبية السوق المصري لرؤوس الأموال الأجنبية، خاصة من شركاء استراتيجيين كبار مثل الصين والسعودية.

هذا التدفق الاستثماري لا ينعكس فقط على تعزيز النمو الاقتصادي، بل يسهم أيضاً في نقل التكنولوجيا وتوفير فرص العمل، حيث ساهم في خفض معدل البطالة إلى 7% وهو أدنى مستوى له منذ سنوات، في مؤشر واضح على تحسن نشاط السوق المحلي وزيادة قدرته على استيعاب العمالة.

مصر في قلب النظام الاقتصادي العالمي الجديد

واختتم الشامي تصريحاته بالتأكيد على أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس يمثل تطوراً استراتيجياً بالغ الأهمية، حيث يفتح أمامها أبواباً واسعة لتعزيز حضورها في النظام الاقتصادي العالمي الجديد، ويمنحها فرصاً أكبر لتنويع شراكاتها وتوسيع قنوات تجارتها الخارجية.

 

تثبت الأرقام والمؤشرات أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس لم يكن مجرد خطوة سياسية بل تحوّل استراتيجي بدأ ينعكس على أرض الواقع عبر نمو في التجارة والاستثمار والتشغيل. وفي ظل هذه الشراكة الواعدة، تبدو مصر ماضية بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كفاعل مؤثر في الاقتصاد العالمي متعدد الأقطاب.

طباعة شارك مصر البريكس دولار الصين الهند روسيا

مقالات مشابهة

  • موسكو: روسيا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران
  • رينو تكشف عن أحدث سياراتها الكهربائية.. 5 E-Tech بتصميم وقدرات عصرية
  • الولايات المتحدة تفرض قيودا على حركة موظفيها في إسرائيل
  • في اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر و"القانون المصري" يواصل المواجهة
  • «معلومات الوزراء»: 3 تحولات أساسية تُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي مستقبلًا
  • الوزراء: ثلاثة تحولات أساسية تُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي
  • هيئة بحرية تحذر من تأثير التوتر في الشرق الأوسط على حركة الملاحة
  • المغرب يدين تعنت الجزائر التي ترهن العملية السياسية على حساب الاستقرار الإقليمي
  • الإمارات تشارك في قمة شباب بريكس بالبرازيل
  • شراكة مصر مع البريكس| زيادة الصادرات بـ 31.5% واستثمارات بـ4.4 مليار دولار