صحف عالمية: زيارة ترامب للخليج تعزز عزلة إسرائيل وتهدد تفوقها العسكري
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
تناولت صحف ومواقع عالمية تداعيات زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة لمنطقة الخليج، مشيرة إلى أنها عززت مواقع دول عربية على حساب إسرائيل، وأدت إلى تعميق عزلة تل أبيب الإقليمية، ما قد يهدد تفوقها العسكري في المنطقة.
وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السؤال المطروح حاليا، هو ما إذا كانت هذه التحركات تمثل تحولا إستراتيجيا في السياسة الأميركية أم مجرد تكتيك أملته الظروف الراهنة، لافتة إلى أن إسرائيل تظل الحليف الأقرب للولايات المتحدة، رغم تضرر الدعم الذي تحظى به في الكونغرس بسبب الحرب على قطاع غزة.
ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن ما وصفتها بـ"عزلة إسرائيل الإقليمية" تضع تفوقها العسكري في خطر، مضيفة أن إسرائيل ساهمت في تشكيل الشرق الأوسط الجديد، لكنها اليوم خارج الغرفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التشريع الذي يلزم الرئيس الأميركي بتأمين استمرار تفوق إسرائيل عسكريا على جيرانها، والذي ظل معمولا به منذ أن سنّه الكونغرس عام 2008، تم تجاوزه الأسبوع الماضي، بسبب الصفقات التي وقعها ترامب مع السعودية وتركيا.
وتضمنت هذه الصفقات -وفقا للصحيفة- أسلحة متطورة منها مقاتلات "إف-35" الأميركية، وهو ما اعتبرته تهديدا مباشرا للتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
إعلان ترامب يعزل نتنياهووفي السياق نفسه، كتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عمّا وصفتها بالعزلة التي وضع فيها الرئيس ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي، أن نتنياهو كان يعلم بمحادثات واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن الجندي عيدان ألكسندر.
وأضاف المسؤول -الذي لم تذكر المجلة اسمه- أن الأسوأ بالنسبة لنتنياهو أنه علم بذلك من تقارير الاستخبارات وليس من واشنطن، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه وضعا سيئا للغاية.
وفي سياق متصل، نشر موقع "أوريون واحد وعشرون" الفرنسي ملفا بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، جاء في أحد مقالاته، أن النكبة مستمرة بطرق مختلفة منذ جرائم المليشيات الصهيونية التي قتلت وهجرت نحو 700 ألف فلسطيني.
وشدد الموقع على أن إحدى أبرز محطات النكبة حرب 1967، لكن النكبة متواصلة مع استمرار إسرائيل يوميا في قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وتدمير ممتلكاتهم، وهو ما يتجلى بوضوح في العدوان المستمر على قطاع غزة.
ماكرون متخاذلمن جهته، هاجم الكاتب الفرنسي إدوي بلينل في مقال بموقع "ميديابارت" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ما رآه تخاذلا إزاء غزة، مستذكرا مقابلة تلفزيونية لماكرون منتصف الأسبوع الماضي، وصف فيها أفعال إسرائيل في غزة بالعار.
وعلق بلينل على تصريحات ماكرون: "سيدي الرئيس، إذا كان هناك عار، فهو عارك أنت"، في إشارة إلى عدم اتخاذ باريس إجراءات عملية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي سياق آخر، توقف تحليل في موقع "ناشونال إنترست" الأميركي عند خطورة التقارير التي تحدثت عن اقتراب الحوثيين من إصابة مقاتلة أميركية من طراز "إف-35″، التي وصفها بـ"جوهرة سلاح الجو الأميركي".
وتساءل الموقع: "إذا كان الحوثيون قادرين على عرقلة عمليات جوية أميركية بهذه السهولة، فكيف سيكون الحال مع خصم متطور؟"، مشيرا إلى أن نظام الدفاع الجوي الحوثي رغم بدائيته إلا أنه يتمتع بمرونة وسرعة في الحركة تجعل من الصعب التعامل معه.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل لاعب ثانوي في عالم ترامب وحكومتها حائرة بغزة
تناولت صحف ومواقع عالمية موقع إسرائيل في السياسات الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط تصاعد الانتقادات لأداء الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة وتراجع جاذبية خطاب "النصر الكامل" في مقابل تزايد الحديث عن أن تل أبيب باتت مجرد لاعب ثانوي لا يملك رسم السياسات، بل يلتزم بها.
ففي مقال لصحيفة معاريف الإسرائيلية وُصف ترامب بأنه يفرض واقعا عالميا جديدا لم تعد فيه إسرائيل الدولة التي تضع القواعد، بل الدولة التي تنصاع لها.
ورأت الصحيفة أن جولة ترامب الأخيرة في الشرق الأوسط كانت بمثابة إشارة واضحة على تغير جوهري في إستراتيجيته تجاه إسرائيل.
وأضاف المقال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدا عاجزا عن إدارة الأمور وفق إرادته في التطورات الإقليمية الأخيرة، مما يشير إلى تراجع نفوذه السياسي وقدرته على التأثير في مسار الأحداث كما كان في السابق.
إسرائيل عالقة بغزةمن جانبها، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن التصعيد في غزة لا يزال مستمرا رغم انتهاء جولة ترامب في المنطقة، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى التهديدات التي أطلقها نتنياهو، وهو ما فسره مراقبون بإعادة تقييم من الأخير لخياراته العسكرية والسياسية.
ونقلت الصحيفة عن مايكل كوبلو كبير مسؤولي السياسات في منتدى السياسة الإسرائيلية قوله إن الحكومة الإسرائيلية تبدو "عالقة" في ما تريد فعله بشأن غزة، وسط تضارب الآراء والتردد الواضح في اتخاذ خطوات حاسمة على الأرض.
إعلانوفي تحليل لصحيفة هآرتس، اعتُبر شعار "تحقيق النصر الكامل" الذي يردده نتنياهو فاقدا لجاذبيته لدى أغلبية الإسرائيليين، في ظل التحول الواضح في المزاج الشعبي الذي بات يفضل سلامة الرهائن على خيار الإبادة الشاملة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضافت الصحيفة أن استطلاعات الرأي الأخيرة تعكس هذا التحول، مشيرة إلى أن مفهوم "النصر الكامل" لدى نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف يتجاوز مجرد القضاء على حماس، إذ إنهم لا يعتبرون حتى هزيمتها الكاملة انتصارا إن لم تحقق لهم أهدافا أيديولوجية أوسع.
إحباط ترامبأما صحيفة غارديان البريطانية فقد سلطت الضوء على إحباط ترامب المتزايد من نتنياهو، معتبرة أن سبب ذلك يعود إلى فشل الأخير في الإسهام بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما ينظر إليه ترامب على أنه يتعارض مع المصالح الأميركية.
وذكر المقال أن ترامب عبّر أكثر من مرة عن رغبته في إنهاء الحرب على غزة وإبعادها عن شاشات الإعلام، لكن نتنياهو لم يحقق هذا الهدف، مما يزيد التوتر في علاقتهما، ويضعف فرص نتنياهو في الحفاظ على دعم ترامب في المستقبل.
وأضافت الصحيفة أن استمرار الحرب دون نتائج واضحة يعزز الانطباع بأن الحكومة الإسرائيلية تفتقر إلى خطة واقعية للخروج من المأزق في غزة، وأن حالة التردد والتناقض تعمق الشعور بالفوضى السياسية داخل إسرائيل.
وبينما يواجه نتنياهو انتقادات متزايدة داخليا وخارجيا تشير القراءات الصحفية إلى أنه يفتقد اليوم الغطاء السياسي الذي كان يحظى به من واشنطن، خاصة في ظل توجه ترامب نحو مقاربة أكثر واقعية للمنطقة.