نشر موقع "إنسايد أوفر"الإيطالي تقريرًا سلّط فيه الضوء على فوضى السلطة في ليبيا، معتبرا أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة سقط في الفخ حين حاول فرض سيطرته المطلقة على طرابلس ظنًا أن لحظة الحسم قد حانت، في تكرار مأساوي لخطأ حفتر عام 2019.

وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن فوضى السلطة مستمرة في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي 2011، حيث حاولت عدة شخصيات سياسية وعسكرية فرض هيمنتها من خلال الانقلابات والتحركات العسكرية، لكن تبيّن دائمًا أن تلك المغامرات سلاح ذو حدين.




وأضاف الموقع أن ذلك هو تحديدا الدرس الذي تعلمه رجل شرق ليبيا القوي خليفة حفتر حين حاول السيطرة على طرابلس عام 2019، قبل أن يكرر عبد الحميد الدبيبة المغامرة بكل تفاصيلها الدرامية في 2025.

مغامرة الدبيبة
ذكر الموقع أن كل شيء بدأ مساء الاثنين 12 أيار/ مايو، عندما قام عناصر من "اللواء 444 قتال" بقتل عبد الغني الككلي، المعروف أيضًا باسم "غنيوة"، في قاعدة جنوب العاصمة طرابلس.

وكان الككلي قائد الميليشيا التي سيطرت حتى تلك اللحظة على حي أبو سليم الاستراتيجي، وقد أصبح في الآونة الأخيرة عبئًا على الدبيبة نظرًا لقدرته -مثل قادة ميليشيات آخرين- على التصرف كزعماء  عصابات وتهديد شخصيات بارزة بالسلاح.

وأضاف الموقع أن "اللواء 444" تمكن بعد مقتل الككلي من الاستيلاء على حي أبو سليم، وهذا النجاح الذي تحقق في غضون ساعات قليلة أقنع الدبيبة بأن لحظة المغامرة ربما قد حانت، حيث كان رئيس حكومة الوحدة يأمل في التخلص سريعًا من العديد من الميليشيات القوية الأخرى، وحصر السيطرة بيد "اللواء 444" المقرب منه ومن حلفائه.

وفي مساء 13 أيار/ مايو، انطلق الهجوم ضد "جهاز الردع"، وهو أحد الفصائل الأمنية الأفضل تجهيزًا في العاصمة، والذي يدين بالولاء لقادة ميليشيات آخرين.

وحسب الموقع، لم يكن عنصر المفاجأة موجودا على غرار عملية أبو سليم، وقد قامت قوات "الردع" باستدعاء حلفائها من خارج طرابلس، وبحلول صباح الأربعاء كان "اللواء 444" قد تراجع وأنقذ وقف إطلاق النار الهش رأس الدبيبة حتى الآن.

طرابلس مهددة بالفوضى
اعتبر الموقع أن الطريق أمام رئيس حكومة الوحدة بات شائكا، حيث أنه من الصعب على قواته أن تصمد في حال اندلعت الاشتباكات مع قوات "الردع" وحلفائها من الزنتان والزاوية، وهما مدينتان تقعان غرب العاصمة طرابلس.

وأضاف أنه حتى دون قتال، فإن مستقبل الدبيبة يبدو معلقًا بخيط رفيع، وذلك لسببين: أولاً، لأن قواته تشتتت وما حدث الأسبوع الماضي أضعف الدعم السياسي والعسكري الذي كان يحظى به. وثانيًا، لأن سكان طرابلس أنفسهم باتوا الآن ضد رئيس الحكومة الذي يُتهم بأن تحركه الأخير أدى إلى اقتراب المدينة من حافة الفوضى، خاصة أن وسط العاصمة الليبية تأثر بشكل طفيف بالاشتباكات منذ 2011، إذ تركزت جبهات القتال المختلفة عند أطراف المدينة.

وأكد الموقع أن حكومة الدبيبة بدأت تتفكك، حيث قدم ما لا يقل عن عشرة وزراء استقالاتهم. وخارج طرابلس، يبدو الوضع أسوأ بكثير، إذ أن العديد من المدن الساحلية الغربية أعلنت عدم اعترافها بشرعية مؤسسات العاصمة، وأعرب قادة ميليشيات عن استعدادهم للتحرك نحو طرابلس.

ماذا عن حفتر؟
أشار الموقع إلى أن العديد من الميليشيات في غرب طرابلس تبدو الآن أقرب إلى المشير خليفة حفتر، ما قد يدفعه إلى التفكير في مغامرة جديدة في طرابلس.

لكن الموقع يرى أن حفتر قد تعلّم من درس 2019، وهو يدرك أن تدخله ضد رئيس حكومة الوحدة الحالي قد يؤدي إلى توحيد صفوف ميليشيات طرابلس من جديد، خاصة أن الكثير منها مازال معاديا له بسبب ما حدث قبل 6 سنوات.

وختم الموقع بأن الأمر الوحيد المؤكد في ظل ما تشهده ليبيا حاليا هو أن فوضى السلطة ستستمر لفترة طويلة قادمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ليبيا الدبيبة طرابلس حفتر ليبيا طرابلس حفتر الدبيبة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس حکومة الوحدة الموقع أن اللواء 444

إقرأ أيضاً:

نواب موالون لحفتر يرفضون تشكيل حكومة ليبية جديدة.. هل فشل مشروع عقيلة صالح؟

أثار رفض نواب في البرلمان الليبي موالون للجنرال خليفة حفتر خطوة تشكيل حكومة جديدة كثيرا من الأسئلة حول مستقبل مشروع رئيس المجلس، عقيلة صالح في تغير حكومتي "الدبيبة وحماد" وما إذا كان سيصطدم بحفتر بالخصوص.

وأعلن 26 عضوا من الشرق الليبي والجنوب رفضهم أي محاولة لتشكيل حكومة جديدة من طرف واحد بحيث قام بها رئيس مجلس النواب منفردا أو بشراكة مع أحد طرفي التنازع برئاسة مجلس الدولة (خالد المشري)، معتبرين الخطوة غير مشروعة وطنيا وسياسيا".

"خطوات أحادية فاشلة"
وأكد النواب الموالون جميعا لحفتر أن "ما يحدث الآن ليس سوى محاولة لتكرار تجارب أحادية سابقة لم ينتج عنها أي نتائج إيجابية في مسار توحيد السلطة التنفيذية، لذا العمل على إنتاج حكومة جديدة الآن خارج إطار التوافق الوطني قد يؤدي إلى تعطيل خطط التنمية والإعمار، وأن أي تشكيل حكومي لابد أن يكون على أسس واضحة ومشروعة، وبمشاركة كل الأطراف المعنية، وفقا للاتفاق السياسي الليبي".



ووردت معلومات لـ"عربي21" أن أكثر من 25 نائبا عن المنطقة الغربية في ليبيا يسعون الآن لإصدار بيان مماثل يرفضون فيه تغيير الحكومة في ظل الوضع الأمني والعسكري الراهن، وأن تؤجل الخطوة حتى تحل باقي الإشكالات وإعطاء فرصة لمخرجات اللجنة الاستشارية المنبثقة عن بعثة الأمم المتحدة".

فهل الرفض من قبل نواب موالون لحفتر أغلق الباب في وجه عقيلة صالح والمشري وأفشل مشروع حكومة جديدة؟

"مشروع ميت وقفزة في الهواء"
أكد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد معزب أن "أي خطوة يقدم عليها عقيلة صالح منفردا دون أخذ اعتبار للأعضاء في مجلس النواب وخاصة الكتلة الداعمة لحفتر ودون توافق مع المجلس الأعلى للدولة حتى في ظل الانقسام مآلها الفشل".

وأوضح لـ"عربي21" أن "عقيلة جرب ذلك خلال حكومات الثني وباشاغا وحماد، لذا أدرك النواب الـ26 أدركوا أن خطوة عقيلة هي قفزة في الهواء لن يكون لها واقع على الأرض خاصة في هذه الأجواء التي أحاطت بحكومة الدبيبة والدعم الدولي الذي اكتسبه ولهذا فإن المشروع ولد ميتا"، بحسب رأيه.

"رهان على الدور الأممي"
في حين رأى وزير التخطيط السابق ورئيس حزب العمل الليبي، عيسى التويجر أن "كل الأطراف الحالية تتمسك بالوضع الراهن الذي هو مُرضي لهم ولا يرغبون في تغييره إلا إلى وضع أفضل دون مراعاة لمصالح البلاد، فالبرلمان فقد القدرة على تشكيل حكومة قادرة على توحيد البلاد وفي وجود حفتر في الخارج  والفضائح التي تم تسريبها بخصوص النائب المختطف".

وأضاف خلال تصريح لـ"عربي21" أن "ما يجري في طرابلس أيضا ورفض أي حكومة تأتي من قبل البرلمان، كل هذا يجعل الخيار الوحيد من خلال البعثة الأممية التي عليها أن تضطلع بدورها وفي غياب أي شرعية فإن الشرعية الوحيدة هي شرعية الشارع"، وفق تعبيره.

وتابع الوزير الليبي: "لعل دور اللجنة الاستشارية يزداد أهمية هذه الأيام إذا يمكن تبني المسار الرابع على أن تحل اللجنة محل الهيئة التأسيسية لاختيار شخصية وطنية تقود المرحلة بدعم شعبي ودولي واسع مع تجميد كل المؤسسات الفاقدة للشرعية سواء تنفيذية أو تشريعية".

"صفقة بين حفتر والدبيبة"
الأكاديمي والإعلامي الليبي، عاطف الأطرش رأى من جانبه أن "رفض 26 نائباً من إقليم برقة لمحاولة عقيلة ومكتبه الرئاسي تغيير الحكومة المكلفة من البرلمان تطورا لافتا يحمل دلالات سياسية عميقة، أولى هذه الدلالات أنه يمثل فشلا واضحا لمشروع "عقيلة-المشري" الذي يسعى منذ شهور لتغيير السلطة التنفيذية سواء باستبدال حكومة الدبيبة في الغرب أو حكومة حماد في الشرق دون أن ينجح في بناء توافق سياسي واسع أو قاعدة برلمانية متماسكة".



وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذا الرفض يطرح عدة احتمالات: أولا: يعتبر دفاعا ضمنيا عن حكومة حماد، خاصة أن معظم النواب الرافضين ينتمون لبرقة حيث تعتبر حكومة حماد واجهة تنفيذية لعائلة حفتر، وهنا يظهر أن الاصطفاف السياسي والعسكري لا يزال متماسكاً بين حفتر والنواب الداعمين له ويرفضون أي تغيير دون موافقته".

وأضاف: "وهناك احتمال لوجود صفقة خفية بين حفتر والدبيبة، وهذا لا يمكن استبعاده، خاصة إذا ما اعتبر أن الطرفان قد يجدان مصلحة مشتركة في الحفاظ على الوضع القائم مقابل ضمانات أو تفاهمات اقتصادية وأمنية، وهو ما يفسر حالة الجمود السياسي وعرقلة محاولات التغيير".

وبسؤاله عن إمكانية إقدام عقيلة صالح خلال هذا الأسبوع على تكليف رئيس حكومة جديد، قال الأطرش: "الأمر يبدو محفوفا بالمخاطر، إذ أن ذلك سيضعه في مواجهة مباشرة مع حفتر لأول مرة منذ سنوات، وهو ما لم يسبق له أن فعله علانية، فإذا اتخذ هذه الخطوة دون توافق مسبق فإن الاصطدام السياسي بين عقيلة وحفتر سيصبح أمراً محتوما، وقد يؤدي إلى مزيد من الانقسام داخل معسكر الشرق نفسه"، حسب تقديره.

مقالات مشابهة

  • الملتقى الوطني للسلام: الدبيبة فقد شرعيته.. وتقاعس الرئاسي يحمله مسؤولية الفوضى القادمة
  • نواب موالون لحفتر يرفضون تشكيل حكومة ليبية جديدة.. هل فشل مشروع عقيلة صالح؟
  • عقيلة صالح: حكومة الدبيبة منتهية الولاية واستخدامها القوة ضد المتظاهرين جريمة تستوجب المحاكمة
  • قادة شرق ليبيا يصعّدون لهجتهم ضد حكومة الدبيبة.. غياب لافت لحفتر
  • حمّاد: خطاب الدبيبة اعتراف صريح بالجرائم.. وندعو إلى تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد للانتخابات
  • احتجاجاً على حكومة الدبيبة.. تجدد التظاهرات في طرابلس وإغلاق طرق رئيسة
  • رئيس الحكومة الليبية المنتخبة من البرلمان: خطاب الدبيبة اعتراف صريح بجرائم الأيام الماضية
  • الدبيبة يؤكد المضي في القضاء على الجماعات المسلحة والفساد بليبيا
  • الدبيبة يقطع وعدا لليبيين بشأن "نفوذ الميليشيات"