صحيفة إسرائيلية: محاكمة جنود إسرائيليين حذروا من ضائقة نفسية
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
في مقال نشرته صحيفة "همكوم" الإسرائيلية سلطت الكاتبة إيلي باري الضوء على حادثة رفض عدد من جنود كتيبة 931 التابعة للواء ناحال العودة إلى قطاع غزة بعد شهور طويلة من القتال، معتبرين أن خدمتهم العسكرية تجاوزت الحدود المقبولة إنسانيا ونفسيا.
وأشارت الكاتبة إلى أن الجنود عبّروا عن احتجاجهم برفض الامتثال للأوامر، حيث توجه الجنود في حديثهم إلى قائد كتيبتهم العقيد (ي)، مشيرين إلى أنهم خاضوا 17 جولة داخل القطاع.
وقال الجنود إنهم شهدوا أحداثا ميدانية عنيفة فقدوا خلالها أصدقاء مقربين، وإنهم لم يعودوا قادرين على الاستمرار في هذه المهام القتالية، وأضافوا أنهم كانوا ينتظرون تسريحهم في الشهر الماضي لكن أمر الطوارئ 8 جمد خروجهم.
محاكمات وغرامات
وأفادت الكاتبة بأن قائد الكتيبة لم يتعامل مع طلبهم بالاستماع أو الاحتواء، بل قرر تقديمهم لمحاكمة داخلية وفرض غرامة 1500 شيكل على كل منهم، وهددهم بالسجن إذا رفضوا تنفيذ الأوامر العسكرية.
وذكرت الكاتبة أن الجنود النظاميين هم من فوج التجنيد أغسطس/آب 2022، وقد شاركوا في القتال بشكل متواصل منذ طوفان الأقصى دون أن يحصلوا على أي فترة من الراحة، بخلاف جنود الاحتياط الذين أُعفي بعضهم أو خرجوا في إجازات قصيرة.
إعلانوبينت الكاتبة أن الجنود تذمروا بعد استدعائهم مجددا، خاصة أنهم لم يحصلوا على استراحة كافية، واعتبروا أن الجيش يتجاهل تضحياتهم السابقة في جولات القتال الأولى.
تآكل نفسي متصاعد
وذكرت الكاتبة أن هذا الرفض لم يكن فرديا، بل تكررت حالات مشابهة في وحدات أخرى، مما يعكس حالة التآكل النفسي المتصاعدة داخل الجيش بعد أشهر من العمليات العسكرية المتواصلة في غزة.
وأشارت إلى أن هذه الحادثة تضاف إلى سلسلة حالات مشابهة ظهرت في الأشهر الأخيرة ضمن ما تعرف بظاهرة "الرفض الرمادي"، حيث يعبر الجنود عن رفضهم بطريقة غير مباشرة نتيجة الضغوط النفسية وضعف الاستجابة الرسمية لمعاناتهم.
وأفادت الكاتبة بأن الصحفية رويتال خوبل كانت قد كشفت في سلسلة تحقيقات منشورة خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن اتساع هذه الظاهرة بين الجنود النظاميين، وأن القيادة العسكرية تتعامل معها بصمت أو بقرارات عقابية بدلا من تقديم حلول جذرية.
وفي الختام نقلت الكاتبة تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن "قائد الكتيبة استمع إلى أقوال الجنود، وأوضح لهم أن المؤسسة العسكرية منفتحة على الحوار، وتوفر دعما نفسيا عبر لقاءات تفريغ نفسي تنظم قبل وبعد المهمات القتالية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قناة إسرائيلية: الكنيست يوافق على تمديد خدمة جنود الاحتياط
قالت القناة 12 الإسرائيلية إن لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست وافقت على تمديد الخدمة الاحتياطية، الأمر الذي أثار حفيظة زعيم المعارضة يائير لبيد واعتبر أن التمديد تم بأصوات الأحزاب المتشددة.
ويعاني جيش الاحتلال من تراجع واضح في نسبة الملتحقين بالخدمة العسكرية من صفوف الاحتياط، لأسباب مختلفة، خاصة مع رفض اليهود المتشددين (الحريديم) التجنيد في جيش الاحتلال.
وفي حين يشكل جنود الاحتياط نحو 70% من قوام الجيش الإسرائيلي، فإن الحريديم يشكلون نحو 13% من المجتمع الإسرائيلي بواقع 135 ألف شخص، لكن من أصل 10 آلاف تم استدعاؤهم، لم يلتحق سوى حوالي 3% فقط منهم بالجيش.
وقوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي هي قوة إسرائيلية مدربة عسكريا، منخرطة في قطاعات سوق العمل المدني المختلفة، تتكون من الجنود الذين أنهوا الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، وتحولوا تلقائيا إلى الخدمة الاحتياطية، بحيث يتم استدعاؤهم لتلقي تدريبات عسكرية لفترة محدودة سنويا، للحفاظ على جاهزية دائمة للقتال، والمشاركة الفعلية في الحروب والصراعات.
وبهذا الصدد قال زعم المعارضة يائير لبيد إن تمديد خدمة جنود الاحتياط لمدة 8 أشهر تم بأصوات الأحزاب المتشددة.
إعلانوأضاف أن الأشخاص الذين يشجعون التهرب من الخدمة العسكرية يزيدون العبء على الذين خدموا 400 أو 500 يوم، في إشارة منه إلى حزبي شاس ويهودت هتوراه المشاركين في الائتلاف الحكومي اللذين يصران على إعفاء الحريديم من التجنيد.
ويأتي قرار تمديد خدمة جنود الاحتياط بينما يواصل الحريديم احتجاجاتهم ضد الخدمة في الجيش عقب قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) الصادر في 25 يونيو/حزيران 2024، بإلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.