طبيب الذكاء الاصطناعي.. أحدث الابتكارات الصينية في السعودية
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
أعلنت شركة "سينيي إيه آي" (Synyi AI) الصينية الناشئة عن افتتاح أول عيادة في العالم، حيث الطبيب المعالج هو نموذج ذكاء اصطناعي من تطوير الشركة، وذلك في منطقة الأحساء الشرقية بالسعودية بالتعاون مع مجموعة الموسى الصحية، بحسب تقرير بلومبيرغ.
في الوقت الحالي، يظل هذا الافتتاح تجريبيًا في المقام الأول، بعد انتهاء مرحلة التجارب الأولى للنموذج والتي حدث فيها نسبة خطأ تقل عن 0.
تتضمن مرحلة الافتتاح التجريبي إتاحة النموذج لمجموعة مختارة من المرضى مقابل الحصول على الخدمة مجانا، ولا تزال الخدمة تُقدم في حضور طبيب بشري طوال فترة الاختبار، وبعد الانتهاء من مرحلة الكشف والتشخيص ووصف العلاج، يتم إرسال هذه البيانات مباشرةً إلى الهيئات المختصة في السعودية من أجل مراجعة القرارات الطبية المختلفة والتأكد من دقتها سعيًا لتمرير النموذج والحصول على التراخيص اللازمة للعمل في السعودية، ويرى المدير التنفيذي للشركة تشانغ شاوديان، أن النموذج يحصل على التصاريح اللازمة خلال 18 شهرا.
السعودية تطلق أول عيادة فيها طبيب ذكاء اصطناعي — الدكتور "هوا" هو اللي يشخص المرضى.
النظام اسمه "ساما" (SAMA)، يحلل الأعراض والبيانات والصور، ويطلع خطة علاج، وبعدين يراجعها ويوافق عليها طبيب بشري فعلي.
بصراحة، المستقبل صار واقع ???? pic.twitter.com/ekKxgCM8Qf
— التميمي (@altmemy199) May 16, 2025
تعمل عيادة الذكاء الاصطناعي عبر التواصل مباشرةً مع "دكتور هوا" (DR.Hua) وهو النموذج الذي طورته الشركة باستخدام حواسيب لوحية موجودة في العيادة، ويتم استخدام هذه الحواسيب في وصف المشكلة الطبية والأعراض التي يعاني منها المريض قبل أن يطلب النموذج مجموعة من التحليلات والأشعة اللازمة للوصول إلى التشخيص الصحيح.
إعلانتتم الفحوصات اللازمة للتشخيص من فني بشري، ويتم تزويد النموذج بها قبل أن يخرج بخطة علاجية نهائية ملائمة للحالة، يراجع هذه الخطة طبيب إنسان، لم يقابل الحالة مسبقًا، ويتأكد من سلامتها قبل تسليمها المريض والبدء فيها.
يستطيع "دكتور هوا" حاليًا تشخيص 30 مرضا تنفسيا مختلفا، وتسعى الشركة إلى توسيع قاعدة البيانات الخاصة به لتشمل 50 مرضًا مختلفًا بين أمراض تنفسية وجلدية وهضمية مختلفة، كما تعمل الشركة مع الحكومة السعودية على افتتاح أكثر من عيادة بهذا الأسلوب في الشهور القادمة.
في النهاية، تأمل الشركة في أن تكون قادرة على استبدال الطبيب البشري في غير حالات الطوارئ والحالات التي يمكن للذكاء الاصطناعي التدخل فيها، رغم أنها تعتمد مباشرة على المراجعة البشرية ووجود طبيب مستعد للتدخل في حالات الطوارئ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي