عربي21:
2025-05-21@16:34:46 GMT

عربات جدعون.. مسمّى جديد لمجزرة مستمرة بحق غزة

تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT

منذ سبعة عشر شهرا، وغزة تُذبح على مرأى العالم، بلا توقف، بلا عدالة، وبلا خجل من دماء الأطفال تحت الركام. عدوان يتغذى على الصمت الدولي، ويمتد كأفعى سامة تبتلع كل ما هو حي. وفي هذا السياق الدموي، تلوّح إسرائيل من جديد بما تُسميه "عملية عربات جدعون"، كمرحلة إضافية في حرب الإبادة الجماعية التي لم تُبقِ في غزة سوى الأسى والأنقاض.



"عربات جدعون" ليس مجرد اسم لعملية عسكرية محتملة، بل هو عنوان لوحشية منهجية جديدة يُراد لها أن تكتمل على أنقاض من تبقّى. الاسم الذي يستحضره الاحتلال من التراث التوراتي، يعكس عقلية مهووسة بالقوة والسحق، ويعبّر عن خطة قيد التنفيذ وليست مجرد تهديد. تشير المعطيات إلى أن الاحتلال يستعد لإطلاق عملية ميدانية واسعة، تُجنّد لها قوات النخبة والوحدات المدرعة، بهدف اجتياح مناطق محددة في القطاع، لا سيما رفح وأجزاء من الوسط، بحجة "تصفية آخر معاقل المقاومة"، وفق زعمهم. لكن الواقع يقول شيئا آخر: لا معاقل هنا إلا البيوت المهدّمة، ولا أهداف إلا أجساد الجياع، ولا جبهات قتال إلا داخل المخيمات ومراكز الإيواء التي تحوّلت إلى مقابر جماعية.

"عربات جدعون" ليس مجرد اسم لعملية عسكرية محتملة، بل هو عنوان لوحشية منهجية جديدة يُراد لها أن تكتمل على أنقاض من تبقّى. الاسم الذي يستحضره الاحتلال من التراث التوراتي، يعكس عقلية مهووسة بالقوة والسحق، ويعبّر عن خطة قيد التنفيذ وليست مجرد تهديد
لم تعد الحرب على غزة مجرّد حملة عسكرية، بل مشروع تطهير عرقي ممنهج. سبعة عشر شهرا من القصف المتواصل، عشرات الآلاف الأطنان من المتفجرات، عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأحياء بأكملها أُزيلت من الوجود. وما زال الاحتلال يصر على مواصلة هذا الجحيم، وكأن دم الفلسطيني ماء، وكأن غزة ليست أرضا تسكنها أرواح بشرية بل مجرد هدف تدريبي طويل الأمد لجيوش الاحتلال.

الخطير في "عربات جدعون" أنها تأتي بعد أن دمّر الاحتلال كل شيء تقريبا: المدارس، المستشفيات، البنية التحتية، الأسواق، وحتى مقابر الشهداء. فماذا تبقى ليُقصف؟ وماذا تبقى ليستهدف؟ الجواب واضح: ما تبقّى هو إرادة الناس، كرامتهم، جذورهم في الأرض، وهو ما يسعى الاحتلال لاجتثاثه بآلة عسكرية لا تعرف الرحمة ولا الحدود.

وإذا كان العدو يتفاخر بأن هذه العملية ستكون "حاسمة"، فإن الحقيقة أنها ستكون امتدادا لمجزرة بدأت منذ عقود، وبلغت ذروتها في الشهور الأخيرة. ما تريده إسرائيل من "عربات جدعون" ليس إنهاء المقاومة فقط، بل دفن الحلم الفلسطيني تحت الركام، وإقناع الأحياء أن الموت هو الخيار الوحيد في ظل الحصار والقصف والخذلان.

المجتمع الدولي يقف متفرجا، أعمى عن المجازر، أصمّ عن صرخات الضحايا، عاجزا عن إيقاف جرافة الحرب وهي تدهس أقدار شعب بأكمله. أما الأنظمة العربية، فبين متواطئة وصامتة، تكتفي بنشرات الأخبار، وكأن غزة لا تعنيهم، وكأن فلسطين ليست جرح الأمة المفتوح.

في المقابل، يقف شعبنا في غزة، كما في كل فلسطين، بصدره العاري، يواجه سادس أقوى جيش في العالم، دون كهرباء، دون ماء، دون دواء، لكن بإيمان لا ينكسر، وبإرادة تكتب التاريخ. المقاومة، رغم الحصار والمجازر، ما زالت تثبت أن هذا الشعب لا يموت، وأن ما يُبنى بالدم لا يهدمه ركام، ولا توقفه أساطيل القتل.

"عربات جدعون" ليست النهاية، ولن تكون، لأن غزة، التي تحوّلت إلى أيقونة صمود، لن تسقط أمام آلة الموت، ولأن الفلسطيني لا ينهزم، حتى وإن نزف حتى الرمق الأخير. هذه الأرض لنا، والدم الذي سال على ترابها لن يضيع. وإن كانت إسرائيل تقرأ التاريخ بالمجازر، فإننا نكتبه بالشهادة والصبر والمقاومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء إسرائيل عربات جدعون غزة الاحتلال إسرائيل احتلال غزة ابادة عربات جدعون قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عربات جدعون

إقرأ أيضاً:

عربات جدعون وتهديد جديد لغزة.. عرض تفصيلي مع روان علي

قدّمت الإعلامية روان علي عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا تفصيليًا بعنوان: "عربات جدعون.. تهديد جديد لغزة"، استعرضت فيه تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة التي أطلقها جيش الاحتلال في قطاع غزة، التي تُضاف إلى سلسلة عمليات عسكرية متواصلة منذ بدء الحرب.

وأوضحت روان أن اسم العملية "عربات جدعون" يحمل دلالة رمزية كبيرة لدى الحكومة الإسرائيلية، إذ يُستَحضَر من شخصية "جدعون" في العهد القديم، الذي تقول الرواية التوراتية إنه قاد مجموعة صغيرة من المقاتلين وانتصر على جيش كبير لقبيلة "مدين" عبر حيلة عسكرية ذكية، ما جعله رمزًا للنصر والمباغتة.

وأضافت أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل اسم "جدعون"، وسبق أن أطلقت الاسم ذاته على عملية عسكرية عام 1948 أثناء النكبة، بهدف طرد سكان منطقة بيسان الواقعة شمال شرق القدس.

طرد الفلسطينيينالمنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تعيش أصعب مشهد في تاريخها الحديثغزة تحت النار.. إسرائيل تعلن توسيع عملياتها العسكرية البرية في القطاعرسالة دعم لـ غزة.. التلفزيون الإسباني يتحدى منظم مسابقة يوروفيجنعربات جدعون.. حين تتحول الأساطير إلى غطاء لجريمة ديموجرافية في غزةالرئيس السيسي خلال استقباله كبير مستشاري ترامب: يجب الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

وتابعت يرى مراقبون أن إعادة استخدام هذا الاسم هذه المرة قد يكون مؤشرًا على نية إسرائيل طرد الفلسطينيين من غزة واحتلالها بشكل كامل، وهو ما أكده صراحة وزير المالية الإسرائيلي، مشيرًا إلى إمكانية "تحقيق هذا الهدف" على الأرض.

ولفتت إلى أن هذه العملية تأتى بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الهجوم الموسع على غزة سيتم تنفيذه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، وبالفعل، لم تسفر الزيارة عن أي خطوة باتجاه اتفاق، ما فتح الباب واسعًا أمام التصعيد الميداني.

طباعة شارك غزة اخبار غزة اخبار التوك شو صدى البلد

مقالات مشابهة

  • عضو لجنة الأمن بالكنيست يحذّر: عربات جدعون لن تحقق القضاء على حماس
  • بين تكتيك الأرض المحروقة وأوهام السيطرة الشاملة.. “عربات جدعون” ورقة تفاوض بيد الاحتلال
  • إدانات دولية لإسرائيل بعد إطلاق عربات جدعون وتقييد المساعدات
  • الاحتلال يعلن استمرار عملية "عربات جدعون" ويؤكد: "نعمل في جميع أنحاء قطاع غزة"
  • خبير عسكري: هذه مراحل عملية “عربات جدعون” بغزة وأبرز ملامحها
  • هل قضت عربات جدعون على مفاوضات الدوحة؟
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسّع عملياته البرية في غزة بـ عربات جدعون
  • عربات جدعون وتهديد جديد لغزة.. عرض تفصيلي مع روان علي
  • خبير عسكري: هذه مراحل عملية عربات جدعون بغزة وأبرز ملامحها