لم يتغير شئ على المجاعة المستشرية في قطاع غزة، رغم إعلان الاحتلال البدء في إدخال كميات محدودة من المساعدات المتكدسة على الحدود، في أعقاب ضغط دولي.

ويحاول الاحتلال الإفلات من المسؤولية عما يجري في قطاع غزة، ويسعى لتفادي الضغط الدولي بشأن المجاعة عبر الإيحاء باستمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، غير أن الحقيقة الدامغة تنافي ذلك تماما.



ويتضور الغزيون جوعا ولا يجدون ما يسد رمقهم وأولادهم، على وقع حصار مطبق فرضه الاحتلال منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، مانعا دخول أي من المساعدات أو الاحتياجات الضرورية إلى القطاع، ليتسبت في أسوأ أزمة جوع عرفها التاريخ الحديث بحث أكثر من 2 مليون فلسطيني.

وتحت ضغط دولي وغربي متواصل، سمحت حكومة الاحتلال بدخول عدد قليل من الشاحنات الثلاثاء، لم تتجاوز المئة، محملة بكميات متواضعة من الطحين.


كيف يكذب الاحتلال بشأن المساعدات؟
قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة لـ"عربي21"، إن الاحتلال الإسرائيلي يروّج أكاذيب مفضوحة حين يتحدث عن "تسهيلات إنسانية" مزعومة أو "دخول مساعدات"، بينما الحقيقة على الأرض تُثبت عكس ذلك تماماً. 

ولفت إلى أن الأرقام الهزيلة لحجم المساعدات المدخلة، تكشف بشكل قاطع زيف رواية الاحتلال ومحاولته تضليل المجتمع الدولي. فالمساعدات التي دخلت لا تكفي حتى ليوم واحد، ناهيك عن أكثر من 80 يوماً من المجاعة والمرض ونقص كل مقومات الحياة.

وتابع: "الاحتلال لا يُدخل مساعدات، بل يواصل جريمة تجويع متعمدة، ويستخدم الغذاء والدواء كسلاح إبادة جماعية ضد المدنيين، خاصة الأطفال".

كم عدد الشاحنات التي دخلت إلى غزة؟
خلال أكثر من 80 يوماً من الحصار الكامل على قطاع غزة، لم تدخل سوى 87 شاحنة فقط إلى القطاع، أي ما يعادل أقل من 1% من الحد الأدنى المطلوب فعلياً، والمقدّر بـ 44,000 شاحنة مساعدات ووقود كان من المفترض أن تدخل على مدار الـ80 يوماً لتلبية احتياجات سكان غزة البالغ عددهم أكثر من 2.4 مليون إنسان.


هل دخلت شاحنات اليوم (الخميس) وهل وصلت إلى شمال القطاع؟
وفقا للثوابة، لم تدخل أي شاحنة مساعدات اليوم، ولا توجد معلومات عن سماح الاحتلال بدخول دفعات جديدة. كما لم تصل أي مساعدات إلى شمال قطاع غزة، الذي يُعدّ الأكثر تضرراً وتعرضاً للجوع الحاد والمجاعة الشاملة.

ويواصل الاحتلال سياسة الحصار الكامل ويمنع المساعدات من الوصول إلى المناطق المنكوبة، لا سيما شمال القطاع، في خرق صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية، وتحت صمت دولي معيب.

كم تحتاج غزة يوميا لتفادي خطر المجاعة؟
تحتاج غزة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يومياً، لتوفير الغذاء والدواء والمياه و50 شاحنة وقود يومياً وهو المطلوب واللازم لحياة السكان. 

وتمثل الشاحنات التي دخلت تمثل نسبة أقل من 1% مما هو مطلوب. وهذا يعني أنها لا تكفي حتى لبضعة آلاف من المحتاجين لمدة قصيرة جداً، في وقت تجاوز فيه عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية 326 وفاة، بينهم 58 بسبب الجوع المباشر و242 نتيجة نقص الغذاء والدواء، إضافة إلى عشرات وفيات مرضى الكلى ومئات حالات الإجهاض. وفق تصريح الثوابتة لـ"عربي21".


كيف أفشل الغزّيون مخطط الفوضى؟
تحاول قوات الاحتلال نشر الفوضى، خصوصا أثناء عبور وتوزيع المساعدات على مستحقيها؟، على قلتها، مستغلة المجاعة، من جهة، وتحييد الأجهزة الشرطية والأمنية من الجهة الأخرى، لكن العشائر واللجان الشعبية كان لها رأي آخر.

يقول الثوابتة لـ"عربي21"، إن رهان الاحتلال فشلاً ذريعاً، ووجه له أبناء شعبنا الفلسطيني صفعة وطنية وأخلاقية مدوّية، حين وقفوا بكل مسؤولية في حماية الشاحنات القليلة التي دخلت، ومنعوا الاعتداء عليها أو نهبها، رغم شدة الجوع والحاجة.

الوجهاء والمخاتير واللجان الشعبية والعشائرية، ومعهم المواطنون، شكّلوا نموذجاً مشرفاً للتنظيم والانضباط والتكافل، وأثبتوا للعالم أن هذا الشعب، برغم المجاعة والقصف، يتمسك بأخلاقه ووحدته الوطنية، ولا يسمح للفوضى أن تنال من صموده.

لقد سعى الاحتلال لتصوير غزة كمكان للفوضى والعنف، لكنه اصطدم بواقع مختلف: شعب واعٍ، منظم، يحترم حق الجائع، ويحمي المساعدات، ويتعامل مع الأزمة بمسؤولية وطنية تُفشل كل مخططات الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المجاعة غزة الاحتلال المساعدات فلسطيني فلسطين غزة الاحتلال المساعدات المجاعة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التی دخلت قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

أستاذ علاقات دولية: مصر رفضت مخطط تهجير الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى

أكد الكاتب الصحفي المتخصص في العلاقات الدولية وحقوق الإنسان، سلمان إسماعيل، أن مصر رفضت منذ اللحظة الأولى مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تنبهت مبكرًا لهذا السيناريو عبر معلومات وتقديرات استخباراتية حذرت من وجود خطة لاقتلاع سكان القطاع ودفعهم إلى سيناء أو تهجيرهم إلى أي مكان آخر.


وأضاف إسماعيل، خلال لقائه في برنامج حوار اليوم، المُذاع عبر فضائية "النيل للأخبار"، أن هذا التهجير مرفوض تمامًا على كل المستويات، بدءًا من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، مرورًا بالمندوب الدائم لمصر في الأمم المتحدة، وانتهاءً بالإعلام والمجتمع المصري بكل مكوناته، موضحًا أن هذا الرفض يستند إلى اعتبارات مبدئية، كون التهجير يمثل "جريمة تطهير عرقي لا يمكن القبول بها".


ونوه، بأن مساهمة مصر في المساعدات الإنسانية لغزة كبيرة ولافتة، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيرًا إلى أن 80% من المساعدات التي دخلت القطاع أو تنتظر الدخول خرجت من مصر، سواء عبر الحكومة أو المجتمع المدني أو النقابات أو التبرعات الشعبية، وهو ما يعكس حجم التضامن المصري مع الشعب الفلسطيني.

قصف إسرائيلي على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالبيت الأبيض: مصر وقطر شريكان مفيدان في محادثات إحلال السلام وإنهاء الحرب في غزةرفض إسرائيل السماح بإدخال المساعدات إلى غزة بأمان يعيق تقدم المفاوضاتكاتس: نخطط لتركيز أهالي غزة في منطقة جديدة برفح الفلسطينيةحماس: الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزةاستشهاد 3 فلسطينيين برصاص وقصف الاحتلال الإسرائيلي مدينتي غزة ورفحارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 57523 شهيدًا و136617 مصابا


وتابع بالتأكيد على أن الاتهامات التي يروج لها الإعلام الإسرائيلي بشأن منع مصر لدخول المساعدات عارية تمامًا من الصحة، مطالبًا بتصحيح هذه المزاعم التي تتناقلها للأسف بعض الأصوات العربية، في انسياق غير مبرر مع "آلة الدعاية الصهيونية"، على حد تعبيره.


وأردف أن زيارات المسؤولين الدوليين لمعبر رفح كشفت الحقيقة، موضحًا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفوا على الواقع بأن معبر رفح معطل من الجانب الفلسطيني بسبب الدمار الذي ألحقه به الاحتلال، وليس بسبب مصر.


 

طباعة شارك غزة مصر تهجير الفلسطينين

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: مصر رفضت مخطط تهجير الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى
  • إليك ما نعرفه عن آليات إدخال المساعدات لغزة والبروتوكول الإنساني
  • جنوب السودان على حافة المجاعة… برنامج الأغذية العالمي يبدأ بإسقاط مساعدات طارئة جواً
  • حماس: الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة
  • 9 شهداء بينهم 5 من منتظري المساعدات شمال رفح
  • حماس: الموافقة على مقترح الهدنة وشروط المساعدات وانسحاب الاحتلال
  • سموتريتش: الكابينيت صادق على إدخال مساعدات إلى غزة عبر الآلية القديمة
  • سد النهضة الإثيوبي.. حقائق وأرقام صادمة
  • الأغذية العالمي» يحذِّر من خطر المجاعة في غزة
  • "برنامج الأغذية العالمي" يحذِّر من خطر المجاعة في غزة